الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة) (٣_٨)
وليد المسعودي
2022 / 12 / 21مواضيع وابحاث سياسية
نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (٣_٨)
الفصل الثالث
بين الاحتكار العائلي والحزبي
الدولة في الشرق الأوسط
خاتمة الفصل
إن احتكار الدولة في العالم العربي والإسلامي من قبل الأقلية العائلية والحزبية والدينية والعسكرية يخلق الكثير من المشتركات داخل هذه الدولة أو تلك ومن ابرز هذه المشتركات ضمن حدود النسبي هي : -
1- نهاية العالم ضمن التصورات الأحادية الدينية والطائفية والحزبية
2- الاستغلال المستمر للطبقات الاقتصادية كافة وخصوصا طبقات الفقراء من الموظفين والعمال والعاطلين عن العمل .. الخ
3- تزييف الوقائع والأحداث
4- هيمنة التأثيرات الخارجية بشكل مباشر أو غير مباشر في صيرورة هذه الدولة أو تلك
5- تثبيت النظام بشكل مؤبد ولا بديل أفضل منه
6- غياب الحقوق القومية والإنسانية للكثير من المجتمعات داخل هذه الدولة أو تلك
7- انعدام " دنيوة العالم " ضمن حدود النسبي من خلال التضييق على الحريات كافة .
إن اثر الدولة المحتكرة بشكل حزبي وديني طائفي وقومي ينتج الكثير من التطرفات ، تلك التي تشتغل على الوعي ألهوياتي الضيق ، فالدولة الدينية توجه الناس إلى إن الدين أصل العالم وان الحقيقة ماكثة فيه ، والدولة الطائفية ترى بالفرقة الناجية هي الأصل ودونها ليس سوى الانحراف والخطأ ، والدولة القومية تعلي من شأن العرق والذات والتاريخ القومي على حساب بقايا الأعراق والثقافات ، والدولة الحزبية لديها الاحتكار الحزبي هو الحقيقة الناجزة بواسطة الطليعة والقيادة الحقة الجوهرية للأمة ، وهكذا تدوم التطرفات بشكل ظاهري سطحي ، بشكل اجتماعي سلوكي ، والتطرف موجود في سلوك الدولة وعبادتها للفرد ، وفي تلقي المعرفة والأفكار ، وفي ثبات المجتمع بعاداته وتقاليده وسلوكه اليومي .
وخلف هذه التطرفات هناك الاستغلال الاقتصادي والإنساني الوجودي للمجتمعات والشعوب عبر خلق تفاوتات اجتماعية واقتصادية كبيرة بين من يملك وبين من لا يملك ، ليس للمال والثروة والخيرات فحسب بل للمعارف والإمكانيات العلمية واللغة الاجتماعية التي تكون مختلفة عن لغة الناس العاديين ، فضلا عن طبيعة أخلاقهم وإيمانهم وتطرفاتهم ، ومن يملك يكون منتصرا سياسيا واجتماعيا وثقافيا ، وبالتالي تغدو مصدر الحقيقة هو من يمثلها ويطبقها على ارض الواقع .
وكلما كان السياسي أحادي ، كلما طغى على المجتمع اثر التطرف ، ولا توجد دولة في الشرق الأوسط اليوم لا تعاني من جذور التطرف الاجتماعي المسيس ، والمتلاعب به ، وبالتالي يظهر كل غريب بمثابة العدو ولا يوجد آخر ضمن حدود النسبي بمعنى الشريك المؤسس له مدنيا دونما تتبعات ومراقبة أو هيمنة واتهام سياسي واجتماعي جاهزين ، ونهاية العالم الأحادي من شأنها أن تسهل عملية الاستغلال الاقتصادي من خلال تثبيت جذور المحافظة الداخلية على الوعي الجاهز الذي لا يشكل خطرا على الأقليات المحتكرة للسلطة والمعرفة ، وبالتالي يكون الإسلام السياسي بتفرعاته الطائفية مثلا أو النزعات القومية المتطرفة أو القبلية ونزعاتها المحاربة لكل حرية وحداثة ومساواة بين الجنسين ، كل ذلك يديم بقاء الأنظمة الدكتاتورية أو تلك التي تحاول إن تصدر للعالم أنها تراعي حقوق الإنسان والديمقراطية ولكن هي في الحقيقة قادرة على التلاعب بجميع الهويات بما يخدم مادة الاستغلال لديها ، بالشكل الذي يزيف الوقائع والأحداث ويقود في النهاية إلى ضعف هذه الدول أو تلاشيها ضمن حدود المستقبل من حيث كونها قادرة على لم الجميع . (30)
ولا توجد دولة اليوم في الشرق الأوسط أيضا لا تعاني من هيمنة التدخلات الخارجية بشكل مباشر أو غير مباشر ، مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه ، مسيطر عليه أم يشكل أثرا في زعزعة استقرارها ، والأخيرة كثيرا ما تستخدم بشكل سياسي من إن نهاية النظام أو البديل ليس سوى الفوضى ، وبالتالي تكريسا متواصلا لدعوات النظام الجائر وان كان مستقرا خير من النظام العادل الذي تتخلله الفوضى وعدم الاستقرار ، وهذا سلاح تستخدمه أكثر الدول ضد المعارضة بالشكل الذي يغيب كافة الحقوق الفردية والجمعية ، القومية والدينية والإنسانية بشكل عام كذلك أيضا يغيب عنصر الاهتمام بالعالم بتطويره ، الاهتمام بدنيوة العالم من خلال جعل الإنسان مصدر الغايات وسموها من اجله يتحصل الخير والسعادة والرفاه .. الخ
المصادر والهوامش : -
30 – وهنا نشير الى كيفية التلاعب الذي تمارسه الدكتاتوريات بالتطرفات الاجتماعية والدينية ، فنظام البعث في العراق على سبيل المثال اجج كثيرا من التطرفات من خلال التلاعب بالبنى الاجتماعية وفقا لطبيعة الحدث السياسي والاجتماعي ففي السبعينيات ألغيت الألقاب العشائرية وفي الثمانينيات تمت العودة إليها وفي التسعينيات هناك فتح الفضاء الاجتماعي للدين عبر قتل الدنيوي الاجتماعي الثقافي فضلا عن تعثرات الاقتصاد والسياسة أكثر فأكثر ، كذلك الحال مع أنظمة كثيرة تتلاعب بالمقدس في مصر والسعودية وإيران وتركيا وغيرها عبر تقلبات تفتح وتسد وفقا للحاجة وتطور الواقع السياسي والاجتماعي الداخلي والخارجي على حد سواء
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر