الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوطن.. والشطرنج
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
2006 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعلمنا تاريخ الأمم أن حركته ليست دائماً إلى الأمام..فهناك أمم صاعدة وأخرى هابطة..
والأهم أن تاريخ الشعوب يشترك مع الشطرنج في قانون لا جدال حوله: النقلة الخطأ سيدفع ثمنها ولو بعد خمسين نقلة !!..
والأمة العربية يبدو أنها لم تخطىء في نقلة واحدة فقط.. وإنما هناك نقلة خاطئة تبعتها عشرات النقلات في الاتجاه نفسه.. الاتجاه الخطأ!!...
معظم الدول العربية دخلت اليوم حالة طوارىء.. بدءاً من المغرب وحتى البحرين..
والطوارىء التي نعيشها هي انقسامات أهلية تعدت الاختلاف في الرأي والتفكير والممارسة وصولاً إلى انقسامات أشبه بالتناحرية..
بعض هذه الدول تعيش انقساماتها كالجمر تحت الرماد.. ولا يعرف متى تأتي ريح ما لنفض ذاك الرماد وإظهار حقيقة الجمر الذي تحته..
وتلك الريح سنقول عنها آنذاك أنها مؤامرة خارجية أشعلت نيران الفتنة ونتواطىء على الحقيقة.. إن الفتنة قائمة بالأصل والريح حولتها من قوة إلى فعل.. ليس إلا!!
وبعض آخر من دولنا تربض كتله الطائفية والعرقية على سلاحها.. ولا أحد يعرف من سيطلق الرصاصة الأولى..
وآخرين دخلوا حربهم الأهلية من بابها الواسع.. ولا يبدو أن هناك أفقاً للصلح والتصالح وعودة التعايش المجتمعي الذي كان قائماً ذات يوم..
والسؤال أين كانت النقلة الخطأ.. التي ذهبت بالبلاد والعباد.. هذا المذهب؟!!..
في لبنان اليوم فرق وطوائف اختلط في تكوينها ما هو مذهبي مع ما هو سياسي.. وتحولت ـ بقدرة قادرـ طوائف بكاملها لتوضع في خانة المقاومة والتصدي للمشاريع الإسرائيلية الأميركية.. وطوائف أخرى بكاملها في خانة (العمالة والخيانة)!!..
والخيار المطروح أمام الجميع في بيروت اليوم : نحن.. أو أنتم؟!
أو ليأخذ كل منا حصته من الأرض والماء والناس.. وليفعل بها ما يشاء!!..
في الأراضي المحتلة شيء أشبه بالبلاهة السياسية أو العبث نحو أفق غير مرئي.. ولا تكاد تفهم هذه المعادلة الدموية: الفتحاوية ـ الحماسية.. وماذا عنت وتعني مقولة (ديمقراطية البندقية) التي ابتدعتها فصائل الثورة الفلسطينية ذات يوم..
ففي حين أن الفتحاوي اليوم لا هم له سوى كسر شوكة حماس.. والعكس صحيح.. يتابع الإسرائيلي تقدمه بجرافاته ومدرعاته لإزالة الفتحاوي والحماسي معاً!!..
في السودان مذبحة أقرب إلى أن تكون (صامتة!!) منذ عقد ونصف.. وقليلون الذين يدركون أبعادها: مذبحة دينية أو طائفية أوعرقية.. لا يهم ، لكن المهم أن هناك أكثر من 100 ألف سوداني ذهبوا ضحيتها حتى الآن!!..
في العراق فتح (الأشقاء ـ أبناء الوطن الواحد !!) بوابة الجحيم المذهبي.. ومضوا بسيوف صدئة يقطعون رقاب بعضهم وسط طقس من الذبح الهمجي والزغاريد الآتية من أسوأ مكامن التاريخ وحشية وحقداً وتطرفاً!!..
وما يحصل في بغداد اليوم لا يبدو استثناء نسبة للآخرين.. وهو أحد أهم الاحتمالات القادمة لمعظم العواصم العربية!.
أين كانت النقلة الخطأ في تاريخ الأمة المعاصر؟!..
سؤال يصعب الإجابة عليه لأن لدينا الكثير من النقلات الخاطئة..
بدءاً من تجاهل تعاليم العلمانية والمواطنة وحرية الرأي وحق الاختلاف.. مروراً بوتائر التنمية الاقتصادية ـ الاجتماعية الميتة.. وصولاً إلى الفساد و(لصوصية) الدولة والنظام الشمولي بكل أبعاده الديكتاتورية والطائفية والعرقية..
أين كانت النقلة الخطأ في تاريخنا المعاصر؟!..
سؤال تبدو محاولة الإجابة عليه اليوم ضرباً من العبث.. لأن الخراب الوطني والقومي وصل إلى نقي عظام الأمة.. وتحول من خراب بالقوة إلى خراب بالفعل.. ومن خراب في المادة إلى خراب في الوجدان والأخلاق معاً..
هل نقول ل (مثقفي السلاح !!) : عيب يا أبناء الوطن الواحد !!
وهل ظلّ للكلمة صدىً.. وسط لعلعة الرصاص وأزيز (الفتاوى)..
يبدو أنه لا عزاء لنا اليوم سوى مقولة غرامشي العظيمة في ظل بشاعة الواقع الوطني ورعب كوابيس الأمة.. (حقاً إن تشاؤم العقل.. لا يقاومه إلا قوة الإرادة)..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |
.. صلاة التراويح فى الكنيسة الإنجيلية بالمنيا .. نصف المغفرة من
.. نجوي كرم تتحدث عن رؤيتها للسيد المسيح 13 مرة في ليلة واحدة
.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في لبنان تمطر مستوطنة كريات ش
.. الدكتور عبد الحليم محمود.. رحلة في حياة شيخ الأزهر الأسبق