الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركيون الجزائريون !

حسن مدبولى

2022 / 12 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الحركى هو وصف أطلقه الجزائريون على العملاء والخونة، الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد ثورة التحرير الوطنية الجزائرية التى استمرت ثمانى سنوات من عام 1954 وحتى عام 1962، حيث خدم خلال تلك الفترة ما يقرب من مائتى ألف جزائري( خائن) في صفوف القوات الفرنسية ،فحملوا سلاح العدو وقاتلوا أهلهم من أجل رفع العلم الفرنسى فوق تراب الجزائر ،لكن بعد أن إنتهت الحرب بخزلان فرنسا وإندحارها، غادرت الغالبية العظمى من هؤلاء الحركيين الجزائر وعادوا إلى فرنسا مع قوات الإحتلال، تماما كما فعل الخونة المصريون الذين تحالفوا مع الإحتلال الفرنسى ضد المصريين وغادروا مصر الى فرنسا عام 1801 ،
وبعد مغادرة هؤلاء (الحركى ) الخونة بلدهم الأصلى الجزائر ووصلوا إلى فرنسا عام 1962 وما بعدها ، تم “تكديسهم” في مراكز مغلقة لإيواء اللاجئين بجنوب وشمال فرنسا، وإستمروا هكذا منبوذين حتى عهد الرئيس جيسكار ديستان الذى تولى الحكم في عام 1974 وقرر إغلاق هذه المراكز ، وإستبدالها بشقق متواضعة تقع غالبيتها في أحياء شعبية تأوى الحركيين وعائلاتهم ، لكنهم ظلوا يعيشون على هامش الحياة الفرنسية ،
وفي عام 2005، صدر قانون في فرنسا ينص على منح الدولة اعتراف بـ “الحركيين والأقدام السوداء” ويمنحهم الفرصة للعمل والتنقل بحرية كمواطنين فرنسيين ، وبالطبع فقد تناسل هؤلاء منذ عام 1962 وتكاثروا وزادوا أضعاف أضعاف العدد الذى هاجر فى البداية وأصبحوا يمثلون رقما صعبا فى المجتمع الفرنسى ، وعندما زار ماكرون الجزائر في ديسمبر 2017، ناقش ملف هؤلاء الحركيين مع الحكومة الجزائرية ودعاها إلى أن تفتح لهم الأبواب لكن طلبه قوبل بالرفض،
كما بدأت فرنسا فى احتواء وتمييز من يجدونه من هؤلاء الحركيين يمتلك الإستعداد للتخلى عن مقدساته كما تخلى فى السابق عن وطنه وخان شعبه ،
وبالطبع ليس كل مهاجر جزائرى موجود فى فرنسا يعتبر نتاج هجرة الخونة الحركيين أو مايسمونهم بأصحاب الأقدام السوداء ، كما أن توجهات الدولة الفرنسية حيال المهاجرين الغرباء بوجه عام باتت ترتكز على سياسات تحتضن كل من يعتنق ثقافة المجتمع الفرنسى ويقبل بالثوابت الغربية الأوروبية بديلا عن ثقافته الأصلية مع إمتلاكه فى الوقت نفسه بعض الموهبة فى مجال ما ، فهؤلاء تفتتح لهم مجالات التقدم والتميز والترقى، ويتولون أرفع المناصب ، ويقدمون كقدوة تحتزى بهدف إغراء وإغواء الآخرين من المهاجرين ،لإستكمال وإنجاح سياسات الدمج القسرى للغرباء فى الثقافة الفرنسية ،،
ومن الممكن القول أن مناقشة هذا الملف قد تمنحنا القدرة على الإقتراب من معرفة وتفهم وإستيعاب الخلفية التى مكنت لاعبة كرة اليد الفرنسية فايزة العمارى (الجزائرية الأصل ) مع غيرها من اللاعبين الأفارقة من التميز والتفوق الرياضى وأخذ زمام المبادرة لتمثيل منتخبات فرنسا دوليا دون عوائق أو موانع عنصرية ،كما يمكن فى إطار كل ذلك أيضا عدم الإستغراب من فكرة زواج تلك السيدة من شخص فرنسى يدعى ويلفريد مبابيه وهو من أصول كاميرونية وغير مسلم، على خلاف ما تقتضيه ديانتها المسلمة، وتقبلها لإعتناق أبناءها لديانة والدهم الكاميرونى،ومنهم طبعا نجم فرنسا لاعب كرة القدم الشهير كيليان مبابيه ، والتى تتولى السيدة فايزة العمارى نفسها إدارة أعماله فى الوقت الراهن رغم انفصالها عن والده !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري