الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد يسوع المسيح - نور العالم -

نافع شابو

2022 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ميلاد يسوع المسيح- نور العالم -

الجزء الأول

نافع شابو

في هذه الأيام المباركة ننتظر فيها ذكرى ولادة يسوع المسيح في قلوبنا من جديد ليجدد حياتنا وينوّر عقولنا لمعرفة سر التجسّد الإلهي الذي لا تدركه العقول البشرية حيث المستحيل عند الأنسان هو مستطاع عند الله.
لقد تنبّأ النبي ميخا قبل ميلاد المسيح بحوالي 700 سنة قبل ميلاد الرب يسوع المسيح اذ جاء في الكتاب المقدس "العهد القديم ":
"لكن يابيت لحم افراتة, صغرى مدن يهوذا, منك يخرج لي سيِّد على بني اسرائيل يكون منذُ القديم, منذُ أيّام الأزل لذلك يترك الرب شعبه الى حين تلدُ الوالدة "ميخا 5 :1،2".
كان الشعب الأسرائيلي يتطلع‘ الى المسيح (المُخلّص) ، لينزع الربُّ الشر من شعبه ..تحدّث النبي ميخا عن نسل داود الملكي الذي أصله من بيت لحم في فلسطين ، وجدّد له ما قاله النبي ناثان (2صموئيل 7) بأنّهُ يملُك الى الأبد . من هذا النسل يخرج المسيح الموعود به . وهكذا أطلَّ الأمل بالنجاة من تهديد العدو الآتي : الأمل على مستوى المملكة(إسرائيل) صار الأمل على مستوى الكون . فيبقى على الشعب ان يتوب ،أن يزيل من أرضه الأصنام والآلهة الكاذبة التي ابعدتهُ عن قيم العهد . وبيت لحم ، بيت أفراته، ارض يهودا .
وقد تحققت هذه النبوّة في ميلاد الرب يسوع المسيح في بيت لحم قبل حوالي الفين سنة
جاء في انجيل لوقا عن ميلاد يسوع المسيح :
"وكان في تلك النّـاحية رعاة يبـيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم. فظهر ملاك الرب لهم، وأضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: ((لا تخافوا! ها أنا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب:
ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وإليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود)).( لوقا 2 : 8 -12).
من هو يسوع المسيح الذي تنبأ الأنبياء بقدومه ؟
الكتاب المقدس يتكلم عن عدد من الألقاب التي لُقّبَ بها الرب يسوع المسيح ، واحد هذه الألقاب هو “نور العالم” حيث يقول يسوع المسيح عن نفسه “أنا نور العالم”يوحنا 9:5”..
"وتشرق لكم ايّها المتّقون لأسمي شمس البر والشفاء في أجنحتها "(ملاخي 3: 20) "
يُشبه الله ومجده بالشمس المشرقة . والشفاء رمز الى التعزية والعودة الى الملء والكمال ، كعلامة للخلاص المسيحاني .في اجنحتها أي في اشعتها .
وقد تنبأ الأنبياء في العهد القديم بمجيء المسيح الذي بنوره تنفتح عيون العميان روحيا وجسديا ويقهر الظلام ، ظلام الخطيئة والموت بقيامة الأخيار الى الحياة الأبدية . وهكذا انتصر االله على آخر عدو ، وهو الموت .وها هو اشعيا النبي يتنبأ بمجي نور العالم يسوع المسيح إذ يقول :
“الشعب السالك في الظلام رأى نورا ساطعا والجالسون في أرض الموت وظلاله اشرق عليهم النور...لانّه يولد لنا ولدٌ ويُعطى لنا ابنٌ وتكون الرئاسةُ على كتفهِ . يُسمّى باسم عجيب ، ويكون مشيرا وإلها قديرا وأباً أبديّا ورئيس السلام "اشعيا 9 : 1 ، 5"
في زمن الظلمة الحالكة ، وعد الله بأرسال نور يشرق على كل انسان جالس في ظل الموت وهو”عجيب مشير اله قدير” لقد تحققت نبوءة اشعيا هذه في مولد المسيح واقامة ملكوته الأبدي ، حيث يقول الرسول بولس:” لأنّ الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة ,هوالذي أشرق في قلوبنا ، لأنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح”2كورنتوس 4 :6"
على ماذا يرمز ألنور في الكتاب المقدّس ؟
النور هو تعبير عن : الصلاح ، الطهارة ، القداسة ، والحق ، والثقة ، ويرتبط النور أيضا بالحق في أنّه يكشف عمّا هو كائن ، سواء صالح أم شرير. ويخبرنا الكتاب المقدس في سفر العدد (8 :1 ) ما يلي:
“وكلّم الرب موسى فقال: “قل لهرون : اذا رَفَعتَ السُّرُج السبعة فباتجاه المنارة تضيئُها “
كانت المنارة تضيئ للكهنة وهم يؤدون واجباتهم كما كان النور تعبيرا عن محضر الله والسُّرَج السبعة رمز الكمال. وما زالت المنارة الذهبية أحد الرموز العظمى للأيمان اليهودي . وقد نظر يسوع المسيح الى هذه المنارة التي كانت تظوي هيكل سليمان وقال يسوع لمُعلّمي الشريعة اليهودية والفريسيّون :“أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام ، بل يكون له نورالحياة “يوحنا 8 :12"
فالمنارة في العهد القديم هي رمز ليسوع المسيح نور العالم في العهد الجديد ، وكانت الشموع في الهيكل عند اليهود رمزا الى عمود النار الذي قاد شعب بني أسرائيل في البريّة.خروج " 13 : 21"
قدّم يسوع المسيح نفسه أنّه الماء الحي(يوحنا 4 :10) وخبز الحياة (يوحنا 6 : 35). وها هو يُعلن أنّ الحقيقة هي فيه وحده ، وبه تُقدّم لكل انسان يأتي الى الحُبّ وعطاء الذات ، كما فعل .هو الذي سمّى نفسه نور العالم عندما بذل نفسه من اجل خلاص العالم.
فنحن المسيحيّين نشعل الشموع في المذبح المقدّس اشارة ورمز ليسوع المسيح نور العالم ، وكذلك يوضع القربان المقدس في كأس مطلي بالذهب ، ويحمل المؤمنون شموع تضيئ اشارة الى أننا ايضا اصبحنا نور العالم”انتم نور العالم.لاتخفى مدينة على جبل ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال ولكن على مكان مرتفع حتى يضيء لجميع الذين هم في البيت”متى 5 : 14، 15"
ان المسيحي الحقيقي يجب أن يعكس نوره على الآخرين فهو يجب أن لا يصمت عن الشهادة للرب عندما يلزم الكلام . وأن لا يساير الأغلبية التي أحيانا تتنازل عن الحق في سبيل مصالحها الخاصة . فعندما يتطلب القرار الشهادة للحق على المؤمن ان يقول الحق . والمسيحي يجب أن لاينكر النور الذي هو فيه ، والذي يُميّزهُ عن الآخرين ، لأنه يعكس نورالمسيح في حياته ، ليراه الناس. هو كالمدينة او الحصن على جبل ، هو مصباح في بيت كبير يوضع على مكان مرتفع . وانكار ذلك يعني انكاره للرب يسوع المسيح .
الخطيئة تجعل نور المسيح فينا يخبو وينطفي فعلى المؤمنين عدم التسامح مع الخطيئة
وعلى المسيحي أن يشهد للأخرين مصدر نوره بالبشارة بالخبر السار، وعن ذلك يقول بولس الرسول: “الويل لي ان لم ابشّر”. فعلينا أن نكون منارا للآخرين وللعالم كله ، وأن نكون نورا من أجل الله.
قال الله على لسان دانيال النبي عن وصف المؤمنين الذين اهدوا الناس الى الحق: "...ويضيء العقلاء كضياء الأفلاك في السماء,والذين هدوا كثيرا من الناس الى الحق يضيئون كالكواكب الى الدهر والأبد ”دانيال 12 : 3"
والسؤال هو من هو الحق؟
لايوجد لافي العهد القديم ولا في تاريخ البشرية من قال "أنا الحق" إلّا يسوع المسيح عندما قال: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى الآبِ إِلّا بِي. "
ويقول كاتب المزمور : “ينبوع الحياة عندك ،وبنورك نرى النور”مز36 :10 ". هنا الله يمنح الحياة للخطاة عبر يسوع المسيح والنور أيضا هو علامة الفرح والحياة والمحبّة في ملئها كما خرجت من يد الخالق. وهكذا ارتبط النور بالحياة والمحبّة.
أشعيا النبي يقول في نبوآته عن الذي سياتي بأنه مصدر النور الذي سيشرق على كل انسان يقبله فيزيل الظلام من حياته وسوف يعيش في نورالمسيح ، والذي يعيش في النور لايتعثر في طريقه بينما الذي لا يقبل المسيح في حياته فهو سيعيش في نفق مظلم لا يستطيع لوحده الخروج منه :
“قومي أستنيري فنورك جاء ، ومجد الرب أشرق عليك .ها هو الظلام يغطي الأرض ، والسواد الكثيف يشمل الأمم .أما عليك فيشرق الرب ّ وفوقك يتراءى مجده .فتسير الأمم في نوركِ والملوك في ضياء اشراقك “اشعيا" 60 : 1 ، 2"
هكذا تحققت نبوّة اشعيا النبي واستجيب النداء مع انتقال من الظلمة الى النور . ونشهد مجيء الخلاص والمجد والفداء ، لأنَّ معنى اسم يسوع هو "المخلّص".
لقب المسيح “نور العالم” الذي ينّور حياة كل من يقبله في حياته، فيسير في طريق الحق والحياة ويعيش حياته في فرح وسعادة ومحبّة وسلام، مهما كانت الظروف الخارجية.
في سفر الخروج(13:20 ) ، أعطى الله العبرانيين عمود سحاب (في النهار) ونار (في الليل) ليعلموا أنّ الله معهم نهارا وليلاً في رحلتهم في البرية وهو رمز لتجسد الأبن في ملئ الزمان ليعيش معنا وفينا في العهد الجديد لينوّر حياتنا من الظلام الذي كنا نعيش فيه قبل ان نعرفه ونقبله كونه نور الحياة التي توصلنا الى الحياة الأبدية :“فيه كانت الحياة ، وحياته كانت نورالناس”(يوحنا 1 : 4) ” والحياة الأبديية هي أن يعرفوك انت الاله الحق وحدك ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته” (يوحنا 3 : 17)،
كانت خطة الله أن تصير اسرائيل نورا للأمم (اشعيا 49 :6 ) ، “جعلتك نورا للأمم لتحمل الخلاص الى أقاصي الأرض (أعمال 13 : 47 ) ، ومن أسرائيل جاء الرب يسوع المسيح نورا للأمم (لوقا 2 :32) ، وهذا النور ينتشر وينير لكل الأمم .
، في زمن الظلمة الحالكة وعد الله بارسال نور يشرق على كل انسان جالس في ظل الموت ، ويقول الله على لسان النبي هوشع(لنعرف الرب كلّ المعرفة ونتبعه فيكون ضيائه ورجوعه الينا كمطر ربيعي يروي الأرض”(هوشع6 :3)

نعم النور هو يدل على الحياة فكلنا يعرف ان النباتات لا تستطيع العيش دون ضوء الشمس ، وهكذا النائمون في ظلمة الليل كانهم أموات وعندما تشرق الشمس ينهض النائمون ، هكذا الرب يسوع المسيح عندما يشرق نوره علينا نقوم من الموت (موت الخطيئة ) ،لأنَّ بنوره يطهِّر خطيئتنا. وبنوره الذي ينعكس علينا نصبح نحن أيضا نور للعالم كما قال الرب”أنتم نور العالم”.
يقول البشير يوحنا:” وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها اليكم هي انّ الله نور لا ظلام فيه .فاذا قلنا أننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنّا كاذبين ولا نعمل الحق ، أما اذا سرنا في النور كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا ، ودم ابنه يسوع يطهِّرنا من كل خطيئة” 1يوحنا1 : 5" ويقول أيضا ،عن الذين لايقبلون نور العالم ” يسوع المسيح”انّهم سيدانون :
“…”أمّا الذي لايؤمن به فقد صدرعليه حكم الدينونة لأنّه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد وهذا هو الحكم :انّ النور قد جاء الى العالم ولكن الناس أحبّوا الظلمة أكثر من النور لأنّ أعمالهم كانت شريرة”يوحنا 3:36.
يحثُّ الرب يسوع المسيح تلاميذه على اعمال تمجّد الله ،في الموعظة على الجبل، فيقول:
"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ." مت 5: 16
تقول احدى النساء التي تخلّصت من ظلمة الخطيئة :
“كنت كلمّا أقوم بخطوة أدوس في ظلمتي الخاصة ، ظلمة الزنى- المخدرات-الخوف ، كانت الشمس ورائي . أمّا الآن أدرت وجهي للشمس الى نور المسيح فتغيّرت حياتي”.
نعم يسوع المسيح هو نور العالم الذي يفتح عيون العميان الذين يعيشون في الظلمة كما فتح عيون الأعمى كما ورد في انجيل البشير "يوحنا 9 :6"
يسوع المسيح هو شمس البرّ وبنوره نصبح كالأقمار نعكس نوره كما يقول الرسول بولس”وأعملوا كلّ شئ من غير تذمّر ولا خصام ، حتى تكونوا أنقياء لا لوم عليكم وأبناء الله بلا عيب في جيل ضال فاسد ، تضيئون فيه كالكواكب ، في الكون “فيلبي 12:14
"لأنكم جميعا أبناء النوروأبناء النهار، فما نحن من الليل ولا من الظلام”1تسالونيكي5 : 5"
“بالأمس كنتم ظلاما ، وانتم اليوم نور في الرب فسيروا سيرة أبناء النور ، فثمر النور يكون في كلّ صلاح وتقوى وحق . فتعلمّوا ما يرضي الربّ ولا تشاركوا في أعمال الظلام الباطلة ،بل الأولى أن تكشفوها…..انهض ايّها النائم وقم من بين الأموات يضيئ لك المسيح”افسس5
جاء في انجيل يوحنا 9 : 5".
“الكلمة هو النور الحق , جاء الى العالم لينير كل انسان وكان في العالم وبه كان العالم وما عرفه العالم”يوحنا "يوحنا 1 : 9"
المسيح هو مصدر الحياة ونور الناس وهو يضيئ في الظلام ، والظلام لايدركه
يسوع (الكلمة) هو النور الحقيقي . هو نور العالم وكُلّ نور في العالم يصدر منه ويعود اليه هذا هو المسيح الذي هو النور الآتي الى العالم، ينير كُلِّ انسان . ولكن هناك قراءة ممكنه : الكلمة ينير كل انسان جاء الى العالم . هذا يعني شموليّة الخلاص .
“وفي ذلك اليوم يسمع الصمّ أقوال الكتاب ، وتبصر عيون العمي بعد الأنغلاق على السواد”اشعيا 29:18
هو الكاشف كل كنوز الأسرار وقاهر الموت والظلام لأنه نور العالم وخالق الأكوان وملك الملوك ورئيس السلام ورب الأرباب ومصدر الحق و الحياة ومخلص الشعوب وبكر الخليقة الجديدة وصورة الله الجوهرية..
كثيرون يطرحون هذه الأسئلة:
الا يوجد غير المسيح عبر التاريخ مثل أشخاص كانوا ينوّرون الناس الى الحقيقة والحياة والسلوك الأخلاقي وساهموا في صنع الحضارات الأنسانية؟
الم يظهر محررّون ساهموا في تحرير الأنسان من الطغيان والعبودية ؟
الم يظهر ملوك او مُشرّعين شرّعوا للناس قوانين وشرائع رائعة خدمة للأنسانية؟
الم يقدّم العلماء والباحثين والمخترعين خدمات جليلة للأنسانية في الطب والعلوم والتكنولوجية والخدمات الصحيّة واكتشافات علمية غيرت وجه العالم ولا زال العالم يكتشف في كل يوم لا بل في كل ساعة ما يخدم الأنسانية منذ عصر التنوير؟
الم يصل الأنسان الى عصر الفضاء ووسائل الأتصالات والخدمات الأنسانية حتّى أصبح مثل قرية صغيرة؟
ويقولوا اصحاب هذه الأفكار، وما أكثرهم ، أن المسيح يعتبر واحد من هؤلاء الأشخاص المصلحين أو المنّورين أو واضعي الشرائع أو من الأنبياء الذين دعوا الى التوبة والرجوع الى الله مثل النبي اشعيا وايليا ويوحنا المعمذان …الخ
الحقيقة كل هذه الأسئلة وغيرها كثيرة مطروحة هذه الأيّام وعلينا نحن المؤمنين أن نعترف بها وأن نجيب عليها لا بل علينا نحن كلنا المساهمة في الخدمات الأنسانية لأن الرب يسوع جاء ليس بالأقوال فقط بل بالأعمال “فكان يجول ويصنع خيرا”
ولكن المشكلة في المعارف الأنسانية والعلوم والأكتشافات والقوانين الوضعية والأفكار الفلسفية هي لخدمة الأنسان من الناحية الجسدية والزمنية ولا ترتقي الى مستوى الحياة ما بعد الحياة على هذا الكوكب ، اي لا تُشبع جوعنا ولا عطشنا الروحي الذي لا يمكن ان يشبعه إلا مصدر هذا الروح ومصدر حياتنا(الله الخالق). ونستطيع أن نمثلّه بالشمس والنباتات، فالنباتات(لابل كل الكائناة الحيّة )لا تستطيع الحياة دون نور الشمس الذي يعطي الحياة لكل الكائنات الحيّة.
هكذا آبائنا في الأيمان كانوا يشبّهون الله (ولو مجازي)( الآب) بقرص الشمس والنور المنبثق من الشمس(الأبن) وا لحرارة المنبعثة من هذا النور(الروح القدس) ولكن المصدر واحد أي الشمس والنور المنبعث من الشمس والحرارة المنبعثة من النور هي من مصدر واحد نسمّيها الشمس ، هكذا الله واحد مصدر الحياة ويسوع الأبن هو نور العالم”انانور العالم ومن يتبعني لا يتخبط في الظلام “.والروح القدس الذي يجدد حياتنا لنصبح خليقة جديدة ولنولد ولادة روحية .
هنا النور ايضا يهب الحياة “الأب يحب الأبن فجعل كلّ شيئ في يده ، من يؤمن بالأبن ، فله الحياة الأبدية .ومن لا يؤمن بالأبن فلا يرى الحياة ، بل يحلّ عليه غضب الله”( يوحنا 3 :35) ، هذه الآيات الواضحة والساطعة كالشمس تخبرنا حقيقة الرب يسوع المسيح انه مصدر النور(الحق) وهو مصدر الحياة فكيف يكون نور الأنسان اذا لم يستمد نوره من المسيح؟ وكيف تكون حياة الأنسان دون مصدر الحياة ونورها يسوع المسيح؟ ولكن عندما يرفض الأنسان أن يمتلئ من هذا النور فلا يعكس هذا الشخص النور الى العالم ، فلا الحياة بدون نور ولا رماد بدون نار .
امّا مايميّز المؤمنين بيسوع المسيح عن غير المؤمنين بهِ هي انّ المؤمنين قد حصلوا منذ الآن على الحياة الأبدية وامتلكوا حياة الله فلا تنطفئ شعلة أو نور حياتهم ، لأنهم خرجوا من الظلام الى النور ،اي آمنوا بالمُخلّص يسوع المسيح الذي منحهم النعمة المجانية ، نعمة الخلاص وانتقلوا من الموت الى الحياة الأبديّة ، بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات وهو الذي يقول لنا “أنا القيامة والحياة من آمن بي يحيا وان مات ) ” يوحنا11 :25) وانتصروا على الشيطان (رئيس قوات الظلام) لانّهم اصطفّوا مع الرب يسوع المسيح الذي انتصرعلى الشيطان والقوات الشريرة كما يخبرنا بذلك سفرالرؤيا(رؤيا15 :2 ) . فعندما نتبع يسوع المسيح “النور ” يمكننا تجنب السير كالعميان والسقوط في الخطيئة” أنا نور العالم من يتبعني فلا يتخبط في الظلام بل يكون له نور الحياة”(يوحنا 8 :12 ) .
كان الأعمى في انجيل لوقا يصرخ ويستنجد بالمسيح في زحمة الناس وكان ينادي قائلا “يا أبن داود ارحمني”(لوقا 18 :39) ،
فقال له يسوع ” ماذا تريد أن أعمل لك؟”
فقال له ( الأعمى)“أن أبصر ياسيّد”(18 : 41 "
فقال له يسوع ” ابصر ايمانك شفاك”18 :42 ”
وفي الحال ابصر وتبع الرب يسوع المسيح.
اليوم أيضا المسيح يسأل كل انسان( بغض النظر عن دينه ومعتقده ) أن ياتي اليه ويطلب منه أن ينّوربصيرته وعقله ويفتح ذهنه لكي يعرف حقيقة المسيح وعندها سوف يتمتع بالفرح والسعادة والبهجة ويعيش في سلام مع الله ومع نفسه ومع الآخرين ، ومع الكون . وسوف يرى الأمور بنظرة جديدة وحياة جديدة كالأعمى في أنجيل لوقا فلم تثنيه سخرية الأخرين به عندما رفع صوته مستنجدا بالرب يسوع المسيح ولم يساوره اليأس بل طلب من الرب أن يفتح عينيه .وعندما سأله اليهود كيف حصل لك ذلك قال: لا اعرف كُلِّ ما اعرف انه"كنتُ أعمى والآن ابصر". نعم الملايين عبر التاريخ اعترفوا انهم كانوا مثل العميان وعندما التقوا وتعرفوا على يسوع المسيح انفتحت عيونهم ليروا العالم بنظرة جديدة ملئها الفرح والسعادة والحياة الأفضل .
أنّ كلمة الله تنوّر طريقنا تجعلنا حكماء ,أحكم من أعدائنا ,فالحكمة الحقيقية ليست تكديس المعرفة بل تطبيق المعرفة بطريقة تغيّر الحياة, الحكمة تأتي من السماح لما تعلّمه كلمة الله أن يحدث تغييرا في حياتنا”سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي “مزمور 119 : 105”
عندما نسافر الى بلاد مجهولة نحتاج الى خريطة ودليل ( مرشد) وعندما نسير في غابة مظلمة في الليل نحتاج الى نور لكي نتجنّب التعثّر بجذور وجذوع الأشجار الكثيفة وحتى لانقع في الحفر ، هكذا في هذه الحياة نحتاج الى يسوع المسيح ليكون خارطة الطريق لنا ويكون هو نفسه مرشدنا ودليلنا لسلوك الطريق المنير والذي يوصلنا الى الحق والحياة ، لقد أَعلن لنا نور حق المسيح ، فهو ليس محجوبا , ولكننا قد نكون غير قادرين رؤية كل ذلك الحق أو استخدامه الآن ، فالحق واضح ولكن قدرتنا على أدراكه قاصرة ، وكلمّا أطعنا نور الحق يسوع المسيح كلّما تقوّت رؤيتنا ويزداد فهمنا ، وكلامه هو نور لنا في هذه الحياة لنسير وسط غابة مظلمة من الشر في عالم قد حوّل ظهره لله ، فهو يكشف الجذور التي نتعثّر فيها من القيم الباطلة والفلسفات الكاذبة فما علينا إلا دراسة كلمة الله لنستطيع في هذه الحياة أن نشق طريقنا لنتمّسك بالمسار الصحيح وغالبا ما تقارن كلمة الله الصلاح بالنور، والشر بالظلمة فنور يسوع المسيح الباهر يهزم الخوف ويحررنا وياتي لنا بالخلاص، هذا ما أختبره داود النبي اذ يقول : “الربُّ نوري وخلاصي فممّن أخاف؟”(مزمور27 :1) .
اما الأنسان الغير المؤمن بيسوع المسيح فهو مثل الذي يحاول بجهده الذاتي الخروج من النفق المظلم دون جدوى . وقد نرى علماء ومخترعين ومصلحين وحتى الأنبياء عندما يبتعدوا عن نور المسيح فانهم يسيرون في ظلمة تقودهم الى الهلاك
فاصحاب العلوم والمعارف والمتنوّرين هم مثل الشمعة الموقدة ولكن سرعان ما تنطفئ عندما ينتهي زيتها (راجع مثل العذارى الخمسة الحكيمات والجاهلات”متى25 : 1-30" . فإمّا ان تكون حياتنا نورا في العالم ، على ما طلب منا المسيح ، وإلّا كانت "ظلمة".المؤمنون هم كلّما اقتربوا من مصدر الحياة”نور العالم “يسوع المسيح كلّما أشرق وسطع عليهم نوره الذي يزيل كل ظلام حياتهم ويتزوّدون بهذا النور لكي يعرفوا كيف يسلكوا الطريق المؤدي الى الحق والحياة، وكذلك هم انفسهم يصبحون
نور العالم كمايقول الرب “لأنكم جميعا أبناء النور,وأبناء النهار فما نحن من الليل ولا من الظلام.فلا ننم كسائر الناس ,بل علينا أن نسهر ونصحوا .فانما في الليل ينام النائمون وفي الليل يسكر السكارى.أما نحن أبناء النهار فلنكن صاحين ,لابسين درع الأيمان والمحبّة والخلاص”(1تسالونيكي 5: 5-8" .
فكل العالم والناس محتاجون الى نور الحكمة (لروح القدس) والتي لايحصلون عليها إلا من الرب يسوع المسيح وبدون الحكمة قد يهلك الأنسان نفسه ويهلك الآخرين وهذا ما نشهده في عالم اليوم فعلى الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي والصحي لكنّ العالم يتخبط في الشر والحروب والمآسي الأنسانية نتيجة الأبتعاد عن "كلمة"الله ونور العالم الذي ينوّر حياة الأنسان بشخص يسوع المسيح . ولكن ويا للأسف هناك الملايين الذين يرفضون هذا النور كما رفضه اليهود وصلبوه ، فاختاروا السير في الظلام لأنهم كانوا عميان روحيّا وقصيري البصر ولم يعرفوا حقيقة الرب يسوع المسيح نور العالم والذي تنبأ عنه الأنبياء في العهد القديم “بذلك ينبثق كالصُّبح نورك وتزهرعافيتك سريعا”(اشعيا 58 :8 ) .فنور المسيح علامة السعادة والأزدهار والخلاص التي يحملها الرب.
يقول الرب يسوع المسيح “سيبقى النور معكم وقتا قليلا ،فامشوا ما دام لكم النور ، لئلا يباغتكم الظلام . والذي يمشي في الظلام لايعرف أين يتجه آمنوا بالنور مادام لكم النور، فتكونوا أبناء النور”(يوحنا12 : 35) ، ونحن كمسيحيين علينا أن نحمل نور المسيح لأننا أبناء النور ) حتى يشرق نوره في حياتنا ونعكس هذا النور للآخرين فيتلألأ كأنوار مبهرة ، مظهرين للآخرين من هو يسوع المسيح. فربما غير المؤمنين لا يقدرون على احتمال الحد الكامل المبهر لنورالمسيح مباشرة) .
ا نّ بولس الرسول لم يعتمد على ذكائه أو علمه الواسع أو مقدرته على الكلام الفصيح (مع انّه درس على يدغملائيل معلّم الشريعة اليهودية في زمانه) بل أعتمد على الروح القدس الذي فتح بصيرته فعرف من هو الرب يسوع المسيح ، كان بولس الرسول قبل ذلك يدعى (شاؤل )وكان يظطهد المسيحيين ولكن شاول تغيّر وأصبح انسانا آخر عندما التقى بالمسيح حيث يقول:” وبينما أنا أقترب من دمشق سطع فجأة حولي عند الظهر نور باهر من السماء فوقعت الى الأرض وسمعت صوتا يقول لي : شاؤل شاؤل لماذا تظطهدني)(أعمال 6 : 22)
نعم بولس (المدعو شاؤل سابقا) أصبح رسول الأمم ليفتح بقوّة عيون الأمم ولكن يسوع المسيح هو مصدر هذا النور . نور المسيح يفتح عيوننا لكي نبصر ويدخل في أعماق كياننا ليكشف الظلام الذي يمنعنا من محبة الله ومحبة اخوتنا ومحبة الحياة والتمتع بصحبة خالق حياتنا ونور الحياة ربنا يسوع المسيح.
يسوع المسيح سحق الموت وانار الحياة والخلود بالأنجيل كلمة الحياة “مسكنه نور لايقترب منه … “تيموثاوس"6 : 16" .
الرب يسوع المسيح يخبرنا أن سر الكشف الألهي لا يعطى فقط للعلماء والفلاسفة والمتبحرين باللاهوت بل هذا السر يعطى للمتواضعين والمنسحقي القلب والفقراء بالروح وانقياء القلب والدليل ان تلاميذه كانوا من الطبقات الدينيا والحرفيين والصيادين ولم يكونوا علماء في الشريعة اليهودية .
“انتم أُعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات وأما هم فما أعطوا "متى 13 :11"
وقال الرب لبطرس الرسول:
“هنيئا لك ياسمعان(بطرس ) بن يونا ما كشف لك هذه الحقيقة احد من البشر ، بل أبي الذي في السماوات”(متى 16 :17) .نعم انه سرعظيم لايستطيع اي انسان”من لحم ودم ” ان يدركه الاّ بالروح والحق هذا ما قاله الرب لتلميذه بطرس الرسول ، فالكشف عن السر هو”التنوير” متاح لكل انسان بغض النظر عن علمه أومنصبه أو مركزه
هذا السر كشفه لنا يسوع المسيح “عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد..
نعم هو سرعظيم لايدركه الأنسان عندما يتواضع الله ويتجسد "الكلمة" ويولد من امراة بتولة طاهرة ليصبح الله معنا (بالسريانية عمّأنوئيل)ينوّر عقولنا ويكشف ما هو الحق من الباطل ويشعل في قلوب الذين احبوّه نار الروح القدس الذي يرشدهم الى الحق ويميّزوا الأرواح فيما اذا هي من الله أم من القوات الشريرة. " لاتقترنوا بغيرالمؤمنين في نير واحد أيّ صلة بين الخير والشر ؟ وأيّ علاقة للنور بالظلام؟”(2كورنثوس 14 :6 ) “
“لاتخافوهم . فما من مستور الآ سينكشف ولا من خفي الا ّسيظهر وما اقوله لكم في الظلام قولوه في النور وما تسمعنوه همسا نادوا به على السطوح “متى 26 :10 "
وعن علاقة النور بالمحبّة يقول البشير يوحنا :
“من أدّعى أنّه يحيا في النور ولكنّه يبغض أحد اخوته فهو مازال حتّى الأن في الظلام ، فالذّي يحبّ اخوته ,هو الذّي يحيا في النّور فعلا ولا شئ يسقطه أمّا الذي يبغض اخوته فهو تائه في الظلام يتلمّس طريقه ولا يعرف أين يتّجه لأنّ الظلام قد
أعمى عينيه”( يوحنا 2 :10 ) ، واخيرا يقول يوحنا الرائي في سفر(21 : 22الرؤيا )
“وما رأيت هيكلا في المدينة ، لأنّ الرب الآله القدير والحمل هما هيكلها . والمدينة لا تحتاج الى نور الشمس والقمر ، لأ نّ مجد الله ينيرها والحمل هو مصباحها ,ستمشي الأمم في نورها ويحمل ملوك الأرض مجدهم اليها ، لا تغلق أبوابها طوال اليوم لأنّه لا ليل فيها” .
يسوع المسيح هو كوكب الصبح المنير ونور ا لخلاص للجميع الذي ظهر ليوحنا الرائي في سفر الرؤيا وهوكخالق للجميع موجود وكائن قبل انشاء الكون وهو البداية والنهاية وهو الألف والياء وهو حجر الزاوية وهو خبز الحياة وحمل الله الحامل خطايا العالم وهو ملك الملوك ورب الأرباب وبكر الخليقة الجديدة الأتي في نهاية العالم ليدين الأحياء والأموات “رؤيا 22:16 “.
يقول الرب يسوع في رسائل الأنخطافات للسيدة ميرنا الصوفانية-السورية
“أبنتي ,هي أمّي (اشارة الى مريم العذراء) التي ولدتُّ منها . من أكرمها أكرمني ، من ذكرها ذكرني . ومن طلب منها نال لأنَّها أمي .” الجمعة 14:8:1987
“أنا الخالق . خلقتها (مريم العذراء) لتخلقني ، افرحوا لفرح السماء ، لأن أبنة الآب (مريم) وأم الإله وعروس الروح ولدت .أبتهجوا لأبتهاج الأرض ، لأنَّ خلاصكم قد تحقق”الأربعاء 7:9:1986
“أبنائي سلامي أعطيكم ، لكن أنتم أيّ شئ أعطيتموني”الأحد 14:8:1988
“أعطيكم قلبي لأمتلك قلبكم ، من نظر الّيَّ أرسم صورتي فيه “الأربعاء 26:11:1986 “
:”وصيتي الأخيرة لكم
“ارجعوا كل واحد الى بيته ، ولكن أحملوا الشرق في قلوبكم .من هنا انبثق نور من جديد أنتم شعائه ، لعالم أغوته المادة والشهوة والشهرة حتى كاد أن يفقد القيم . امّا أنتم حافظوا على شرقيتكم ، لا تسمحوا أن تسلب أرادتكم ، حريتكم ، وأيمانكم في هذا الشرق 10:4:2004 سبت النور.

السؤال المطروح الى كلّ مسيحيّي ، وخاصة نحنُ مسيحيي الشرق :هل نحن نحافظ اليوم على ايماننا الذي سلّمه لنا ابائنا كأمانة . وهل نحن نعكس نور المسيح في هذا الشرق الذي يعيش في عتمة الليل الدامس ؟
علينا التأمل في هذه الأيام المباركة لنستقبل يسوع الطفل في قلوبنا لينوّر حياتنا ويجدّدها ، طالبين من الرب يسوع المسيح ان ينوّر حياة كُلّ إنسان يعيش في عتمة الليل المظلم ليأتي الى نور المسيح لتتغيّر حياته الى الأبد .
نداء الى كُلّ انسان يعيش في ظلمة هذا الدهر:
استفق ايّها الأنسان وانظر وجه يسوع الطفل المستلقي في المذود لينير وجهك ، قم ايّها المسترخي من مستنقع الموت لتتمتع باشراق نور المسيح .لماذا ترى ولا تبصر ؟ لماذا تسمع ولا تفهم ؟ لماذا تقسّي قلبك ليصبح مثل الحجر؟
قم وتب ايّها المتمرّغ في وحل الخطيئة ويسوع المسيح يطهّرك بدمه وينير لك الطريق ،وردّد ما يقوله كاتب المزمور :“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” . أيّها الراقدون في القبور استيقظوا ،لانَ واهب الحياة قادم اليكم ، ياشعوب المشرق أنظروا الى نجمة المشرق راقبوا قدوم ملك السلام ، كما فعل ملوك المجوس الثلاثة عندما تابعوا نجم المشرق الذي قادهم الى الطفل يسوع المسيح في مغارة بيت لحم في فلسطين قبل الفي سنة. ويا شعوب المغرب تواضعوا وهلّموا خاشعين للسجود لطفل المذود ، وياجميع الشعوب هلموا تعالوا الي بيت لحم لتروا هناك العجب.
مبارك الاتي بأسم الرب مبارك ثمر بطنك ياعذراء مريم لاّنّك حملت في بطنك من يأتي ليخلصنا من وادي ظلّ الموت ويقودنا الى ينابيع المياه الصافية ، فكل العالم يهنئك هذه الأيام وكل الأيام والى الأبد .امين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا


.. #shorts -21- Baqarah




.. #shorts - 22- Baqarah


.. #shorts -23- Baqarah




.. #shorts -24-Baqarah