الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة أعياد الميلاد التسامح،ا لإندماج الإنسانى العادل عملًا ليس قولًا و إحترام حقوق الاقليات المهاجرة .

عبير سويكت

2022 / 12 / 23
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


رسالة أعياد الميلاد التسامح،ا لإندماج الإنسانى العادل عملًا ليس قولًا و إحترام حقوق الاقليات المهاجرة .

عبير المجمر(سويكت)

في هذه الأيام السعيدة التي نستقبل فيها أعياد الميلاد المجيد،و من باريس عاصمة النور ارض الحرية و المساواة و المؤاخاة أتقدم بأحر التهاني للأخوة المسيحيين في كل مناطق العالم، و بشكل خاص مسيحيي الشرق الأوسط و اشقائي في جنوب السودان الحبيب . 

ورسالتي للجميع ، وللإنسانية بصفة عامة هي تعزيز ثقافة التسامح الديني و الفكرى من أجل أن تنعم الإنسانية بالسلم و السلام, والآمن و الأمان, و الإستقرار و الازدهار الاقتصادي, و العدالة الاجتماعية .
و رسالتى للأحزاب السياسية يساريةً كانت ام يمينية على حد سواء:(الدين لله و الوطن و المواطنة العادلة للجميع بلا تمييز ، لكم دينكم ولي دين، لكم فكركم و لى فكرى، و أختلاف الرأي لا يفسد للود قضية).

ومن المعلوم أن رسالة المسيح عليه السلام تتشكل في نشر التسامح والسلام ، وكذلك هي رسالة الإسلام دين السلام التي جعلت من أهم أركان الإيمان الستة بعد الإيمان بالله عز وجل، الإيمان بالكتب السماوية ومن ضمنها الإنجيل ، والإيمان بالرسل ومن ضمنهم المسيح عيسى عليه السلام، فلن يكتمل إيمان المسلم إن لم يؤمن بالمسيح عليه السلام رسولًا مرسل من عند الله، و يؤمن المسلم بالإنجيل الكتاب السماوي باعتبار أن القرآن والإسلام مكملين للرسائل السماوية السابقة لهما (التوارة و الإنجيل)، القرآن لا ينكر وجود الديانات الأخرى بل يعترف بها و يقر بانه يكملها و لا ينفى وجودها. فالإسلام الصحيح هو مذهب الوسطية والاعتدال و ليس العصبية و التشدد و التطرف .

وقد كرم الإسلام عيسى عليه السلام وأمه العذراء مريم سلام الله عليها، وجعلها أية للطهاره والنقاء في سورة مريم و آل عمران، فسلام علي المسيح يوم ولد، ويوم رفع، ويوم يبعث حيا.

و أصطفي أمه العذراء مريم من بين نساء العالمين (و من آياته تلك التي حملت بلا رجل و لا بهتان)، و وصفها بالطاهرة النقية التقية العفيفة، و تحدث القران عن برأتها، و بشرتها الملائكة باصطفاء الله لها : "إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاكِ وطهّرك واصطفاكِ على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين".

كما أن الإسلام عظم المسيح عيسى عليه السلام، و وصفه بكلمة الحق(ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون)، و وهبه معجزات لم توهب لغيره من الرسل، و جعله روحا للمحبة و السلام و رحمة بالعباد (قال ربك هو على هين و لنجعله آية للناس و رحمة منا و كان أمرا مقضيا) ،و رزقه الحكمة (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولاً إلى بني إسرائيل)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) ، فكانت أنشودة المسيح رسالة حرة (المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة).

و بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، ندعو لتعزيز أواصر الاخوة الإنسانية بين المسلمين والمسيحيين و الصداقة و التعاون، و الاحترام المتبادل و التقدير، و المحبة والسلام و التسامح، لتعزيز التعايش السلمي جنبًا لجنب إبراهيمياً كنت مسيحيًا، يهوديًا أو مسلمًا، مسلمًا شيعيًا كنت أو سنيًا، أو صوفيًا ، او كنت لا دينيًا لنثبت ان هذه الأرض تسع الجميع.

و بإسم أعياد الميلاد ليكن السلام و التسامح على شكل آيا صوفيا فى أجمل صورها تنبض بروح حية ، فعند زيارتى السياحية الثقافية لتركيا مع الوالد آنذاك دهشت من جمال آيا صوفيا التى تقع في منطقة السلطان أحمد و بالقرب من مسجده بتركيا لأنها أكبر و أجمل و أروع كنيسة في العالم الذى يميزها أنها تضم الإرث الديني المسيحي و الإسلامي في ان وأحد جنبًا لجنب، في أجمل لوحة فنية لروح المؤاخاه، وكان الإمبراطور جوستنيان الذي شيّد ايا صوفيا أراد أن يفعل شئ يبهر به العالم و بالفعل أنا عندما زرت ايا صوفيا بتركيا بهرت بها.

و إيمانًا منى أن الأديان المختلفة هى ذات رسالة سامية و تحمل نفس القيم الإنسانية و الأخلاقية، و تدعو جمعيها للمكارم و الأخلاق، و تنبذ جمعيها الفواحش، و لمن يتساءل هل يجوز للمسلم ان يبتهج و يفرح بأعياد الميلاد المسيحية ؟ أو ليس الإسلام أتى مكملاً للمسيحية و اليهودية، و جميعها كتب سماوية مقدسة منزله من عندالله، و لا يكتمل إيمان المسلم إلا بإيمانه بالاركان الستة و منها الإيمان بالرسل و الكتب السماوية، أي على المسلم الإيمان كذلك بالكتاب السماوي الاخر الانجيل و الايمان بنبي الله عيسي عليه السلام .
أما عدم تقبل من هو مختلف دينيًا ليس من أداب الإسلام و لا من قيم الإسلام ولا من مبادئ الإسلام المبنية على أساس حرية الإعتقاد :
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، (لا إكراه في الدين) ، (ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ۚ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)،(و لكم دينكم ولي دين).


لذا ندعوا الإنسانية جمعاء من مختلف الاديان والثقافات لنبذ التطرف والتشدد الديني إسلاميًا كان ام مسيحيًا او يهوديًا ، لأن الديانات بمختلف أنواعها وكتبها السماوية المختلفة و رسلها و تعاليمها السامية تنبذ العنف، والتعصب الديني و العرقي، والظلم والقتل، وتدعوا جميعها لنشر ثقافة التسامح والسلام و "إحلال العدل" : (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم)، المجد لله في الإعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة، إذن أنشودة المسيح رسالة حرة علي الأرض السلام وبالناس المسرة، فلنتعاون جميعاً علي نشر ثقافة التسامح والسلام. 

فلننظر للعالم من مبدأ الإنسانية، و ليس من المنظور الشخصي الضيق او الفكرى المحدود المتعصب لفكره و رأيه و للاعتقاد الشخصى و الفكرى بامتلاك الحقيقة المطلقة على النهج الديكتاتوري لفرعون مع بنى اسرائيل(ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، النهج الديكتاتوري لدى البعض من مختلف الافكار و من مختلف الديانات و من مختلف التوجهات السياسية الحزبية يسارية او يمينية (من اتفق معنا فهو قديس و من خالفنا فهو إبليس، و نضيف لذلك النهج الديكتاتوري المرفوض جملةً و تفصيلًا: من أختلف معنا فهو مفارق للملة و الجماعة و هو غير مندمج اجتماعيًا و فكريًا )، حتى نتمكن من الاستمتاع بجمال هذا العالم بمختلف أعراقه وأديانه وثقافته ولغاته وإثنياته، نبدا بتقبل الأخر عملًا و ليس قولًا حتى لا تكون مجرد شعارات، و عندما نتمكن من الوصول إلى حالة السلام النفسي الداخلى و نكون صادقين مع أنفسنا من خلال تقبل الأخر المختلف، و التسامح والتصافح فمن هنا يبدأ الطريق نحو عالم أجمل ينعم بالإستقرار والسلام والأمن والأمان والتعايش والمحبة والمودة، والله محبة الله مسرة .

و هكذا نكون قد حققنا الإندماج l’intégration الاندماج عملًا و ليس قولًا ، الاندماج المبنى على العدالة الذى، الاندماج الذى يتقبل أختلاف الثقافات و تعددها و يحتفى بها و يسعى لاستخلاص اجمل ما فى هذا التعدد الثقافي لمصلحة البشرية، الاندماج الذى لا يرى فى تعدد الثقافات خطرا بل يرى فى المهاجر كنز بتعدده الثقافى فعندما يحتفظ المهاجر بما هو جيد و صالح لبشرية من ثقافته الأم و يكمل ذلك باحترام و أخذ ما يناسبه من ثقافة بلده المستضيفة مع احترام الاختلاف و فى ذات الوقت يكون المهاجر يحافظ على بلده المستضيفة و يراعى مصالحها فلماذا تكون ثنائية الثقافة عدم اندماج ؟؟؟هل الاندماج يجب ان يطبق بالمفهوم المتطرف يعنى ان تدير ظهرك لماضيك و تتبرا من ثقافتك الام و تشتمها و لا تتحدث عنها إلا بسوء لتثبت أندماجا يتطابق و المفهوم المتطرف للاندماج ، ان الاندماج يكون متسامحًا عندما لا يكشف عن عقد نفسية لبعض المنادين به بطريقة متطرفة ترى السوء فى أقل التفاصيل حتى فى محاولة المهاجر التعريف عن ثقافته الأم لعكس التنوع الثقافي وجعل الثقافة جسرًا بين بلده الام و بلده المستضيفة هنا مرضاء النفوس رافعى شعارات إلزامية الاندماج على نهجهم المتطرف يسارعون فى وصف التعريف بالثقافة الاخرى نوع من الاستعلاء و التكبر و تمسك بموروث اثبات الافضلية و ياله من تفكير وهمى مريض يحتاج لمعالجة ، فالاندماج لا يمكن ان ينادى بتطبيقه على فئة معينة من البشر و المواطنين و الاخرين لا تصوب نحوهم عصا الاتهام بعدم الاندماج لسبب بسيط جدا انهم يعتبرون انفسهم انهم هم الاساس و المعيار الانموذجى و عليهم يقاس مدى الاندماج او عدمه، فحين ان الاندماج الوسطى الغير معقد نفسيًا الاندماج العادل الذى لا يتخذ من فئة معينة او فكر معين او ديانة معينة او ثقافة معينة معيار و مقياس و أساسًا للإندماج يقبل الاختلاف و يقبل ثنائية الثقافة و يعتبرها غناء و كنز، و الاندماج الوسطى غير المتطرف يساريا او يمينيًا لا يعتبر ان كل من اختلف او خالف او لم يتبع هذا النموذج المقدس لاندماج "البقرة المقدسة" او اتفق مع بعض نهجه و فكره و اختلف شيئا ما مع بعضه يصبح إنسانا غير مندمج و مخالف للملة و الجماعة، و عليه يصبح حق هذا المختلف الموصوف بغير المندمج لأغراض اخرى مخفية و غير معلنة هنا يصبح حق المهاجر ثنائي الثقافة و الفكر يصبح حقه منتهك من قبل البعض، و يضيق عليه بشتى الطرق و الاساليب المباشرة و غير المباشرة ،أليس البشرى جمعيهم سواسية؟ و انتهى عصر الاستعباد فى شتى صوره و أشكاله و بما فيه الاستعباد الفكرى و الثقافى الحديث، و على قول المناضل السودانى الشاب الراحل المقيم زرياب ازهري محمد: ألسنا جميعنا من آدم ! و آدم أبو البشريه!
و لتكن من احد شعائر الاندماج: أنشودة المسيح رسالة حرة على الأرض السلام و بالناس المسرة.
العدل فى الميزان لجميع خلق الله.
الدم كله سواء حرام أرقاته بأمر الله.

23/12/2022
Paris/France








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح