الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح

رياض قاسم حسن العلي

2022 / 12 / 25
الادب والفن


ليس شعر بل ذكرى عابرة اردت توثيقها لذا يرجى الانتباه
---------------------------

امس في حلاوة النوم
وفي زمن ما ،تعرفوه جيداً ،صرخ بنا مهدي وقال في لحظة تجلّ ساخرة...
ان ضاع هذا القلم لن اعود اليكم..
كادت الصفنة ان تقتلنا..
لم نكن نعرف ماذا يريد مهدي...
وندهني شاعرنا...
في شقة ساحة الكواز حيث كناّ نسكر كل ليلة خميس ونجتمع نتحدّث عن البير كامو وداخل حسن بريسم ..
مهدي أعتقل بأمر من لواء مهدي مدير أمن البصرة الذي كان وقتها بين احضان امّ مشتاق لمن لم يعرفها...
لأنه كتب قصيدة نثر لم يسبقه اليها احد...
ماذا تكتب يامهدي وأنت تعرف انّ الفرح كاذب...
وهذه ثيابك عمرها عشر سنوات...
كما اخبرتني حينما رفضتك سهير طالبة كلية الاداب بسبب ثيابك...
وأنت الضائع في وحشة ثيابكِ المتهرئة...
جلبنا هذه الليلة ثلاث قناني عرق من شارع بشار بن برد ومزتنا عرنوص مسلوق ولبلبي..
غنّى بسام موال...
كنا نريد ان نبكي كما العراقيّ دائما..
فالمصايب تعشعش في الدروب الضيقة..
وهذا المساء يمر بدونك يا مهدي...
ما لومك
وهذا الحنين يعصر الروح...
"بس ارمش صفيت وعين تتبع عين"..
يامهدي أنت اوّل فتى من البصرة يهزّ العرش موته...
-في تسعينيات سريالية العراق حيث كانت أمنية كلّ عراقي ان يصحو ذات يوم ويجد كسرة خبز مرمية في زاوية غرفة بلا أبواب تهرب منها الفئران
كناّ نسرق الكتب من مكتبة الجامعة كلّ يوم كي نسكر بثمنها ليلة الخميس قرب الكواز-
حيث المرح الخمريّ...
وحكاكة البصرة القديمة وليلها الاسمر بالشعر الفصيح والدفوف الساخنة والعرق المباح لمن يدفع...
وكنت يامهدي ترقص وتسأل مالذي يجمع بين الكواز ابن باش اعيان وبين ذلك المرح البصريّ الذي لا ينقطع؟
لكنه انقطع بمقص أتباع الشريعة...
صرخ عباس الدسم هل نسيتم مهدي العاشق؟
وقتها كنّا جائعين
وثمة نسمة هواء تدخل عنوة الى فسحة الشقة البائسة...
"الزمن لو مرة للطيبين يأذن كان اصبحت دنيانا زهية"
حدثتهم عن ماركس وحسين مروة بجناح مكسور..
وبسام مازال يغنّي : "مهدي خيال يدور على النجمات"
كنا نريد ان نتذكّر ماذا كتب مهدي بصفنة زمن وبقلم وحيد..
ترى ماذا قال لجلاده؟
وها أنت يامهدي صرت سندان...
وتلك الهواجس التي تغث وسط الروح..
وبسام يغنّي
عود اموت وتگول ماستاهل...
ونحن نبكي بصمت وبعين ناطور..
مهدي الذي لم يمنحه الرّب سوى كلية واحدة كان يعلمنا جديد الشعر كلّ يوم...
مهدي الترف ذو الشعر السرح والصوت الأخّاذ والذي كانت تعشقه سميرة أجمل بنت في كلية الآداب وهو لا يدري...
فقلبه كان مع سهير التي كانت ليلاً تسهر في ملهى غزالة كي تؤمن معيشة يومها التالي..
سهير الّتي لم نكن نراها الا وهي تردّد ( ناذر اذا رديتي ) في اروقة كلية الاداب كأن ثمة عشق قديم زارها ذات يوم وهي التي لم تردتدي الا السواد...
دبّ الخمر في اوصالنا...
الا تذكر يا مهدي حينما كنت تردّد بأنك ضيف
ثمة صوت يخرج من نافذة بعيدة قرب الكويت...
"دمعي جرى بين الخدود
والجفن عاف الرقاد"
هل تعرفون شاعراً يحلم وهو يكتب شعرا وحينما بصحو يكتب ماحلم به...
ذات يوم اخبرني بأنّه حلم وهو يكتب :
كالقمرِ قلبي في السماء معلق
يرنو الى العشاق ليلا ويسهر
جلس...
وكتب ماحلم به
ثم نام..
تمنيتك يامهدي تمطر بلا غيم...
شعطلك شبطاك...
بچیت
شموعك طفت وتبدت الحنة..
"وما لگیت دموع بالعين...
وأخاف يمر الوقت وما الگى العيون"
وبسام اخذه الموال الى خارج النافذة..
وعباس الدسم لم يرجع إلى الشقة...
وأنا مازلت احدّثهم عن حسين مروة والديالكتيك ولم افهم شيئاً لحد الان..

--------------
ثمة تناصات لا تخفى...
لذا يرجى الانتباه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحت


.. كلمة أخيرة - ندمت على القرارات دي.. غادة عبد الرازق: لو رجع




.. تفاعلكم | 200 فنان يتضامنون لإنقاذ العالم من موسيقى الذكاء ا


.. أبرزهم شقو وعالماشي واحدهم وصل 38 مليون .. 4 أفلام تتنافس ف




.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر