الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعيب السوداني في ملف انهاء حرق الغاز المصاحب

سعد السعيدي

2022 / 12 / 27
الفساد الإداري والمالي


بعد مقالاتنا قبل اسابيع حول محطة كهرباء ميسان الاستثمارية والدعاوى القضائية حول امور الدستور منها البيئة طلع علينا وزير النفط حيان عبد الغني بتصريح خلال مشاركته في مؤتمر العراق الدولي للنفط والغاز قال فيه بان البلاد قد وضعت خطة لاستثمار الغاز ومنع حرقه نهائيا خلال أربع سنوات ! قبله كان السوداني قد اعلن عن البدء بالعمل الجاد لمعالجة حرق الغاز المصاحب في الحقول النفطية مع دعوة الشركات العالمية للاستثمار في هذا المجال.

لا ندري كيف يمكن وصف هذين التصريحين. إذ انهما يطرحان عدة امور غير مقبولة سنأتي عليها هنا. اولها هو ان وزير النفط الاطاري ورئيسه يريدان من الناس الانتظار لاربع سنوات قادمة ريثما تأتي شركة استثمارية لتنقذ البلد من تأثيرات حرق الغاز على الصحة العامة ! وهو ما يشير الى طريقة تفكير فحواها ان صحة المواطنين ليست اولوية. بينما تستطيع الحكومة البدء فورا بالمشروع اعتمادا على الجهد الوطني وإنهائه بنصف الفترة وربما اقل بما يحقق مصلحة البلد. نذكّر الوزير الاطاري بانه هو ورئيس حكومته هما مؤتمنان ليس فقط على ادارة ثروات البلد الطبيعية، وإنما استغلالها لاحسن منفعة للبلد واهله، لا منفعتهما هما والشركات الاجنبية.

للتذكير فنحن نتكلم عن مشروع مد انابيب الغاز من الحقول النفطية نحو المحطات الكهربائية الحرارية لتغذيتها بالوقود اللازم لضمان تشغيلها المستمر. ومعه القضاء على حرق الغاز هدرا وتلويث الهواء بمخلفاته. ومشروع مثل هذا يمكن ان يستغرق اقل من نصف فترة الاربع سنوات المعلنة اعتمادا على اعمال محطة كهرباء ميسان الاستثمارية. وهذا لو توفر الحرص على المصلحة العامة من قبل السوداني والتخطيط السليم. إذ تمكن مستثمر هذه المحطة من مد الانابيب اليها من حقول ميسان في ظرف سنة. وهذا من ضمن فترة الثلاث سنوات التي كان يقوم بها بتحويل المحطة من بسيطة الى مركبة. لن ندخل بالتفاصيل مثل ان المحطة كانت حكومية جرى بيعها لهذا المستثمر بمعية قانون الكهرباء السري. لذلك فنحن نرى امكانية اختصار الفترة الآنفة الى اقل من النصف بالجهد الوطني.

السوداني رئيس الوزراء قال ايضا بانه ستجري دعوة الشركات العالمية للاستثمار في هذا المجال. ماذا كان يقصد السوداني بالاستثمار ؟ هل نفهم منه انه يريد ان تقوم شركة اجنبية بحيازة انابيب التغذية الى المحطات الكهربائية يا ترى، وانه بهذا يريد استغفالنا اعتمادا على البناء بطريقة البوت التي كتبنا عنها سابقا ؟ فهذه الطريقة هي صيغة استثمار للقطاع الخاص. وهي المختصر بالانكليزية حيث تعني ترجمتها (بناء، حيازة، تشغيل، نقل الملكية). ونقل الملكية الى اصحاب الارض ليست دائما امرا مفروغا منه. وهو يعني تملك شركة المقاولة الاجنبية لهذه البنية ربما الى امد غير معلوم بحجة استرداد اموال استثمارها. وهي العوبة تمويه التفافية غير معلنة للخصخصة. وغير واضح لنا درجة تعقيد هذا المشروع البسيط بحيث يريد السوداني اقناعنا بضرورة ايلائه لشركات اجنبية. لكن الواضح هو ان السوداني يريد فرض الاستثمار الاجنبي مستغلا تفاقم المشاكل منها البيئية. نقول للسوداني باننا نرفض هذه الالاعيب وان عليه كمؤتمن على المال العام بناء هذه الانابيب بالجهد الوطني الذي سيختصر علينا الكثير من الوقت والاموال. ونذكّره بانه هو وحكومته قد جاؤا الى السلطة نتيجة ضغط متظاهري تشرين. والاهم نقول له بان صحة الناس يجب ان تكون لها الاولوية هنا، لا شركات حُماته وسفيرتهم في بغداد.

يجب وضع اولوية لانجاز هذا المشروع. واي تأخير سيكون على رقبة السوداني في تعريض صحة الناس لخطر الامراض. وهذا مع توسعه في حفر الآبار النفطية بلا حاجة فعلية ومعها التوسع في اطلاق الغازات وحرقها. وهو ما يجعله هو وحكومته مسؤولان عن هذا التلوث الذي يؤدي ايضا الى التغييرات المناخية. ومع الانتهاء من ربط هذه الانابيب ستقل كثيرا الحاجة لاستيراد الطاقة من بلدان الجوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط