الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحق وهومش المظرية الجديدة

حسين عجيب

2022 / 12 / 31
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ملحق وهوامش النظرية الجديدة
( مع الفصل الأول والقسم الأول _ بصيغة جديدة ومختصرة )

الجديد ثنائي البعد والنوع بطبيعته ، مزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن ، أما كيف ولماذا وغيرها من الأسئلة الجديدة ما تزال خارج الاهتمام الثقافي _ الفلسفي والعلمي خاصة .

الماضي والمستقبل أيضا الآن ، ...
الحاضر يتضمن الماضي والمستقبل بالتزامن
الحاضر والماضي والمستقبل متزامنة ومتسلسلة معا

( الخلاصة الجديدة )
هل يمكن أن يؤثر المستقبل على الماضي ؟
نعم بالتأكيد ، لكن بطريقة تختلف عن تأثير الماضي على المستقبل .
....
الزمن بطبيعته يعاكس الحياة
حيث أن المستقبل يحدث أولا ، وهو مصدر الحاضر والماضي معا .
بينما الحياة بالعكس ، الماضي يبدأ أولا وهو ينتج الحاضر والمستقبل .
( هذه الفكرة الجديدة ، والصادمة عند قراءتها لأول مرة ، ناقشتها بشكل موسع ، على المستويين المنطقي والتجريبي في الكتاب الأول للنظرية ) .
....
....
المستقبل هو الآن ، كيف ولماذا ؟!

1
الحدث مزدوج بطبيعته ، بين الزمن والحياة أو الفعل والفاعل .
الفاعل والفعل ، يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا ، وغيرها من الأسئلة الجديدة _ خاصة وأن المستقبل بداية للزمن أو الوقت ...
حركة الفاعل والحياة : أنت وأنا وجميع الأحياء من الحاضر إلى المستقبل .
حركة الفعل والزمن : الحياة المشتركة والتاريخ من الحاضر إلى الماضي .
هذه الفكرة ( الخبرة ) ، الأساسية تجاهلها ، أو اخطأها نيوتن ، واينشتاين وستيفن هوكينغ وباشلار وهايدغر وغيرهم . وما تزال ضمن غير المفكر فيه والمسكوت عنه في الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة أيضا .
يصعب تصديق ذلك ، عداك عن فهمه وتقبله !
هذه الفكرة ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الكرة الأرضية .
2
فكرة اينشتاين بين الغلط والابداع ؟!

التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي .
مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات .
هنا خطأ اينشتاين تجريبي ويقيني ، وصحة موقف نيوتن بالمقابل .
....
فكرة اينشتاين الثانية والأخطر ، والتي تستهلكها الثقافة الشعبية بشراهة ، وتروجها هوليود وغيرها من وسائل الاعلام الشعبوية والخفيفة ، فكرة السفر في الزمن ، مع قابلية الزمن للتمدد والتقلص والعكس وغيرها من الرغبات الطفلية _ عودة الشيخ إلى صباه _ واعتبار أن سرعة حركة الزمن هي نفسها سرعة الضوء .
لو كانت الفكرة صحيحة _ سرعة حركة الزمن تساوي سرعة الضوء ، أو هي نفسها _ لكان الزمن كله مرحلة واحدة تتمثل ، وتتجسد بالحاضر فقط .
....
الفكرة الأكثر غرابة وتطرفا : الزمن يتقلص ويتمدد بحسب السرعة ؟!
والأكثر غرابة وشذوذا ، انها مقبولة وشبه سائدة بين الفلاسفة والعلماء !
....
لكن فكرة الزمن نفسها تنطوي على مغالطة ، ومفارقة بالتزامن :
الوقت مطلق وموضوعي ، ويمثل المعيار الشامل للثقافة والعلم أيضا .
وبالتزامن ، الحاضر نسبي ، وهو اتفاق بين البشر لا أكثر ولا أقل .
3
المستقبل هو الآن
( الكتابة تحدث في الماضي والقراءة في المستقبل ، كيف ولماذا ؟! )
....
إدارة الوقت وموازنته بشكل صحيح ، قيمة تتضاعف كل يوم أكثر .
....
للزمن أو الوقت ثلاثة أنواع ، او مراحل :
1 _ الماضي ، حدث مسبقا .
2 _ المستقبل ، لم يحدث بعد .
3 _ الحاضر ، بين الماضي والمستقبل .
لا يوجد شيء اسمه زمن ، أو وقت ، خارج الأزمنة أو الأوقات الثلاثة .
هذه الفكرة أكثر من رأي ، وأقل من معلومة .
لو فرضنا جدلا ، وجود زمن أو وقت خارج الحاضر والماضي والمستقبل ، يتعذر اثبات ذلك تجريبا ، ومنطقيا أيضا ؟
....
أيضا للتعامل مع الوقت أو الزمن ، طرق محددة بخمسة على الأقل ، ربما تقبل الزيادة ، ولكنها غير قابلة للتكثيف والاختزال .
....
بصرف النظر عن طبيعة الوقت أو الزمن ونوع العلاقة ، الحقيقية ، بينهما الوقت الإنساني هو نفسه الزمن الإنساني ، ويحدث في الحاضر فقط .
1 _ أخذ الوقت .
أو شراء الوقت ، أو سرقته ، أو الحصول عليه بالاحتيال وغيرها .
2 _ منح الوقت .
أو بيع الوقت ، او إهدائه ، أو التخلي عنه بأي طريقة أخرى .
3 _ مشاركة الوقت .
كما يحدث في الألعاب والمباريات والعمل المشترك ، وغيرها .
4 _ استثمار الوقت .
القراءة الإبداعية ، أو الكتابة ، والفهم .
5 _ هدر الوقت .
القراءة أو الكتابة دون المنطق ، وتحته
....
تنظيم الوقت ؟
لا أحد يجهل أهمية الوقت ، ولكن
نادرا ما يكترث أحدنا بالوقت ، أو يهتم بالفعل .
أعرف هذا من تجربتي الشخصية .
يمكنني القول بدرجة من الثقة ، تقارب اليقين :
لا يوجد كتاب في العربية ، ترجمة أو تأليفا ، عن الزمن والوقت لم اقرأه ، أو ليس عندي ولو فكرة عنه .
( طبعا بفضل مساعدة الأصدقاء والصديقات ، أتلقى النصائح الشفوية والكتابية ، مع الكتب والمخطوطات التي موضوعها الزمن والوقت ، بامتنان بالغ مع الشكر )
ومع ذلك ، أعيش بحالة فوضى مع وقتي الشخصي .
بعبارة ثانية ، هدر الوقت عندي أكثر من استثمار الوقت .
وهذه مشكلتي المزمنة ، لبقية حياتي كما أعتقد .
كل لحظة تمر ، ليست ثمينة وعالية القيمة فقط ، بل هي مصدر القيم .
ومع ذلك أفشل كل يوم ، بالعيش في الحاضر .
ماذا عنك ؟
....
....
الماضي ينتج الحاضر والمستقبل معا ، هذه فكرة وخبرة مشتركة .
لكن العكس صحيح أيضا ، المستقبل ينتج الحاضر والماضي أيضا .
تشكل هذه الفكرة أحد المحاور ، الأساسية في النظرية الجديدة .
كيف يمكن حل ذلك التناقض ؟
بدلالة الحياة ، الماضي أولا ، والحاضر مرحلة ثانية ، بينما المستقبل مرحلة ثالثة وأخيرة .
والعكس بدلالة الزمن أو الوقت ، المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا ( وليس أولا كما هي الحياة بالفعل ) .
....
بعد فهم اليوم الحالي ، مصدره ومصيره ومكوناته ، يسهل فهم الواقع المباشر والموضوعي بالتزامن .
....
اليوم الحالي ثلاثي البعد بطبيعته : زمن وحياة ومكان .
المكان ، أو الاحداثية ، هو نفسه ويمثل الحاضر ( المرحلة الثانية ) ، بالنسبة لمراحل الزمن أو الحياة .
الحياة جاءت من الأمس إلى اليوم ، مثالها جميع الأحياء : أنت وأنا .
بينما الزمن والوقت يأتي من الغد ، ومثال ذلك جميع الأحداث الزمنية
....
....
كنا حوارا

الواقع :
محاولة لصياغة تعريف جديد ومتكامل
أعتقد أنه ...يتعذر التعريف الصحيح ، العلمي ، للواقع إلى يومنا الحالي ( 6 / 11 / 2022 ) لأنه يتطلب _ ويتوقع منه _ بالإضافة لشروط التعريف العادي للمفهوم أو المصطلح أو الحدث ، أن يحقق بعض الشروط الخاصة ، وهي ثلاثة بالحد الأدنى :
1 _ أن يتضمن الماضي كله .
2 _ أن يصف الحاضر بالفعل .
3 _ أن يتنبأ بالمستقبل .
....
الماضي حدث سابقا ، وهو موجود ، ويوجد داخل الواقع والأحياء ، ويتمثل بأصغر من اصغر شيء _ هناك في البعيد الداخلي .
( يمكن إثبات حقيقة وجود الماضي في الداخل ، بدلالة فكرة أصل الفرد )
المستقبل لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارج الواقع والأحياء ، ويتمثل بأكبر من اكبر شيء _ هناك في البعيد الخارجي .
الحاضر مباشر وفوري بطبيعته ، بالإضافة إلى ذلك يمثل ، ويجسد المرحلة الثانية في الحياة أو الزمن ، وفي المكان أيضا كما أعتقد .
....
مكونات الواقع الأساسية : الحياة والزمن والمكان ، بالإضافة إلى الحاضر والماضي والمستقبل .
المكان ثلاثي الأبعاد وهي عكوسية بطبيعتها : الطول والعرض والارتفاع .
الحياة والزمن ثلاثية الأبعاد أو المراحل ، الحاضر والماضي والمستقبل ، وهي غير عكوسية بطبيعتها .
....
لا يمكن معرفة طبيعة وحدود الماضي ، أصغر من أصغر شيء .
ومعرفة طبيعة وحدود المستقبل ، أكبر من أكبر شيء .
وأما الحاضر فهو موضوع سجالي ، وجدلي بطبيعته .
لنتذكر أنواع الحاضر :
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة .
3 _ حاضر المكان .
4 الحاضر المستمر .
5 _ الحاضر الآني .
6 _ الحاضر الشخصي .
7 _ الحاضر المشترك .
8 _ الحاضر كما تدركه الحواس .
....
كمثال على الماضي يوم الأمس ، المحدد بدقة خلال 24 ساعة السابقة ، كلنا نعرفه وخبرناه ، والسؤال أين هو الآن ؟!
( يقابله يوم الغد ، المحدد بدقة أيضا بعد 24 ساعة _ لكنه احتمال بطبيعته ، بالنسبة للكائن الحي والانسان بوضوح أكبر ) .
لنتأمل ثلاثة مراحل : 1 _ بعد دقيقة 2 _ بعد سنة 3 _ بعد قرن ...
هي متشابهة ، ومتطابقة ، والفرق فقط في الكم ، حيث الدقيقة والسنة أجزاء من القرن . والعكس صحيح أيضا ، حيث أن القرن والسنة مضاعفات الدقيقة والثانية .
بعد دقيقة يختفي الحاضر الذي يصير الأمس والماضي بالنسبة للفعل والزمن ، ويصير بالتزامن ، الغد والمستقبل بالنسبة للفاعل والحياة .
بعد سنة ( أو قبل ) تتكشف الصورة بوضوح أكبر ، سنة 2021 مثلا .
بعد قرن تصير الفكرة مجسدة ، وتقبل القياس والاختبار مباشرة .
كمثال لنتخيل الواقع بعد أكثر من قرن :
سوف نكون جميعا موتى ( الكاتب والقارئ _ة وبقية الأحياء حاليا ) ، وسيوجد جيل جديد ، لا يمكننا تخيل حياته .
وجودنا الحقيقي الآن ، يماثل ويطابق وجود من سبقونا قبل قرن .. والسؤال أين هم _ن الآن ؟
الحياة محمولة في الجينات والمورثات بطرق غامضة ، لكن مؤكدة .
بكلمات أخرى ، الحياة استمرارية بين الماضي والحاضر . وكل فرد يمثل النوع ( الجنس ) بشكل حقيقي وكامل ، حتى لحظة الموت .
لسوء الحظ ، المستقبل ليس بذلك الوضوح ، وهو احتمال فقط ، مهما ارتفعت درجة تحققه بالفعل .
الموت احتمال الحياة المفتوح والمستمر .
....
....
كلمات ، كلمات

1
وحدهم الأصحاء ،
يعرفون أن الصدق أسهل من الكذب الإبداعي دوما .

2
بالرغم من عيوبه ونواقصه الكثيرة ، الدوغمائية أسوأها ، لا غنى عن التصنيف الثنائي في الثقافة ، العلم والفلسفة خاصة .
نمط العيش الإنساني الحالي مثلا ، بين مستويين :
1 _ الأول ، البدائي والمشترك انفعالي ، لا شعوري وغير واع بطبيعته .
العيش على مستوى العتبة ، والحاجة .
2 _ الثاني ، الثانوي والمكتسب بطبيعته ، شعوري وإرادي وواع .
العيش على مستوى السقف ، والثقة .
....
لحسن الحظ ، يكاد لا يجهل المستويين أحد ، على المستوى النظري والفكري في الحد الأدنى .
لكن المسافة بين المستويين هي المشكلة ، وحلها بالتزامن .
3
المسافة بين وجهي العملة أو المسافة بين السبب والنتيجة ...
الصفر ثنائي ، ومسافة أيضا ...كيف ولماذا ؟
المسافة أو الفجوة ، بين شيئين أو فردين أو حدثين أو نقطتين ، 3 أنواع :
1 _ المسافة الإيجابية ، زيادتها أكبر ما يمكن ، مرغوبة على كل المستويات الذاتية والاجتماعية والإنسانية والثقافية معا .
المسافة بين المثير والاستجابة
المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت
المسافة بين الدال والمدلول
المسافة بينك وبين الآخر
وغيرها كثير بالطبع .
2 _ المسافة السلبية نقيض المسافة الإيجابية ، حيث تمثل زيادتها عن المتوسط أو العادي المرض العقلي ، وهي مكروهة على كل المستويات .
المسافة بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، أو للمجتمع والشركة .
المسافة بين القول والفعل .
المسافة بين الفكر والشعور
وغيرها كثير أيضا
3 _ المسافة الحيادية أو الصفرية .
المسافة بين السبب والنتيجة
المسافة بين الصدفة والنتيجة
المسافة بين الشكل والمضمون
المسافة بين الرشوة والهدية ، مع أنها برأيي تميل للإيجابية .
وغيرها
....
فجوة الألم مثال قوي ، جدا ، على المسافة السلبية بين موقفين أو مستويين ، تتمثل وتتجسد بالمشكلة الثلاثية للحاضر : الحاضر والمحضر والحضور .
أنت هنا وعقلك هناك : فجوة الألم ، أو عدم المقدرة على العيش بالحاضر .
4
فكرة التعاقب ، الزمني أو غيره ، مركبة وتنطوي على مفارقة ومغالطة بالتزامن .
المفارقة أن التعاقب مزدوج ، أو ثنائي أو متعدد بطبيعته ، بين الزمن والحياة لا فردي ولا بسيط .
والمغالطة في استخدام كلمة تعاقب كمرادفة لكلمة امتداد ، والمشكلة تتكشف مع كلمة هناك ، حيث أن هناك تتضمن هنا والعكس غير صحيح . هنا للمكان ، مفردة وبسيطة بطبيعتها ، نقطة أو مركز وصفر حيادي . هناك مركبة ، وتعددية بطبيعتها ، تتضمن الحياة والزمن بالإضافة للمكان .
5
مكرر
المستقبل لا يمكن أن يؤثر على الماضي ، هذا الموقف الكلاسيكي للعلم .
وهو يتناقض بالكامل مع النظرية الجديدة ، ويتعذر التوفيق بينهما .
المستقبل مصدر الزمن وأصله ، بعكس الحياة : محور النظرية الجديدة .
الواقع ( الوجود والكون ) يتكون من الماضي والحاضر والمستقبل بالتزامن ، لا التعاقب فقط ولا الامتداد فقط .
التعاقب ينطوي على مفارقة ، تعاقب الزمن عكس تعاقب الحياة بطبيعته .
( لكن لا نعرف إلى اليوم كيف ، ولماذا ... وهل المشكلة لغوية فقط أم تتجاوز اللغة والحياة نفسها ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمعلقة ) .
بينما الامتداد بسيط ومباشر ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
....
أعتقد أن الشعر والعلم من نفس الجنس ، والطبيعة ، والماهية .
على العكس من الحياة والزمن ، النقيضان المطلقان .
....
تستوي الأشياء بنقائضها .
6
السعادة والشقاء ... نقيضان مطلقان أيضا
يمكن وضع متصل ، متدرج ، بين السعادة والشقاء ثنائي أو مليوني ...
السعادة شعور طيب ، الشقاء شعور مزعج
السعادة فرح ومسرة ، الشقاء حزن وهموم
السعادة نجاح وفوز ، الشقاء خسارة وفشل
السعادة لذة ، الشقاء ألم
السعادة وصال ، الشقاء فراق
السعادة صحة ، الشقاء مرض
السعادة معرفة ، الشقاء جهل .
يمكن تكملة هذا التصنيف ، ولكن يتعذر اختزاله .
....
مشاعرك مسؤوليتك
سعادتك مسؤوليتك
الدلاي لاما يصافح أريك فروم ، ومحمد عضيمة يضحك ...
7
كتب محمد عضيمة :
شكرا للموت
ثم كتب عادل محمود :
شكر للموت
....
وقبلهم كتب خوسيه ساراماجو : انقطاعات الموت .
أيها الموت ، لا أحد يحبك
مع أنك تحب الجميع .
....

خلاصة ما سبق
الماضي أولا ، الحاضر بالمرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا ... تلك هي دورة الحياة الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
لكن ، دورة الزمن أو الوقت ، تحدث بالعكس تماما :
المستقبل أولا ، والحاضر بالمرحلة الثانية ، والماضي أخيرا .
الماضي نتيجة وليس أولا ، بل يأتي بعد الحاضر والمستقبل معا !
هذه الخلاصة الصادمة ، والتي يتطلب فهمها مرونة عقلية كاملة ، بالتزامن مع تغيير الموقف العقلي الموروث والمشترك .
ليست مهمة سهلة ، لكن لا توجد طريقة أخرى لفهم الواقع كما أعتقد .
....
الواقع أو الحاضر ليس سلسلة سببية فقط ، ولا صدفة فقط .
الواقع ، أيضا الحاضر ، أيضا النتيجة ، سبب وصدفة .
النتيجة = سبب + صدفة .
....
اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يتكون من الماضي والمستقبل بالتزامن .
( او من الحياة والزمن معا ، الحياة من الماضي والزمن من المستقبل ) .
....
....
مشكلة هناك _ بدلالة النظرية الجديدة
( أنت من هناك أيضا )

" كلما زاد الشك زاد الانتباه ، وكلما قل الشك قل الانتباه ، لا شك لا انتباه "
....
كلمة هناك ، تنطوي على مفارقة ، ومغالطة معا .
العلاقة بين هنا وهناك ، تمثل حالة سوء فهم مزمن ، بالعربية وغيرها .
....
لفهم العلاقة الصحيحة ، أو غير المتناقضة ، بين هنا وهناك يلزم أولا فهم الفرق بين علاقات التناقض والعكس ، وهذه مشكلة ناقشتها سابقا ، ولم أفلح بالوصول إلى نتيجة مرضية أو لحل علمي ، أو منطقي بالحد الأدنى .
ولهذا السبب أعود لمناقشتها ، بشكل متكرر ....
1
في الرياضيات والمنطق ، مختلف العلاقات تقبل التصنيف الثلاثي : علاقة المساواة والتكافؤ أو علاقات الأكبر والأصغر .
لكن في الحياة والزمن ، يتعذر ذلك ، حيث الوضع مركب وأكثر تعقيدا ...
بالإضافة إلى العلاقات المنطقية الثلاثة ، توجد علاقات التشابه والاختلاف وما بينهما ، وهي تقبل التجزئة والتدرج بشكل لا نهائي .
....
مثال على ذلك العلاقة بين التناقض والعكس ؟
كلنا نستخدمها وكأنها مترادفة ، ومرات على أنها علاقة اختلاف أو تشابه .
سأغير الصيغة ، أغلبنا ( كوني المقصود أولا بالممارسة الخطأ ) نخلط بين علاقات العكس والتناقض بشكل عشوائي .
مثال التناقض الكبير والصغير .
ومثال العكس اليمين واليسار .
لا أعتقد أن المثال موضع خلاف أو جدل .
لكن توجد مشكلة المقلوب ، وأعتقد أنه مرادف للعكس .
العلاقة بين هنا وهناك أكثر تعقيدا ، وتحتاج إلى مناقشة مختلفة .
...
هناك عدة أنواع ، وأكثر من ثلاثة بالتأكيد :
1 _ هناك في المكان .
2 _ هناك في الحياة .
3 _ هناك في الزمن .
....
هنا بسيطة ، ومباشرة ، وشعورية وواعية بالتزامن .
هنا لا تحتاج لكلمة أخرى زيادة ، على مستوى التحليل العلمي والمعرفي ، لكن في الأدب يختلف الأمر كثيرا ، خاصة في الشعر والرواية .
....
هناك في المكان بسيطة أيضا ، ومباشرة ، وتمثل الحلقة المشتركة بين الفردي والاجتماعي والثقافي بالتزامن . ( في العربية على الأقل ) .
لكن المشكلة هناك ( في الزمن ) ، والأكثر تعقيدا هناك في ( الحياة ) .
في العربية يوجد نقص لغوي خطير ، حيث لا توجد سوى هناك في المكان أو الزمن . ( لا يوجد هناك _ في الحياة ) .
تعتبر الحياة ملحقا بالزمن والوقت ، أو العكس أيضا ، وهو الأكثر استخداما ، حيث يلحق الزمن بالحياة ويعتبران واحدا ويتحركان باتجاه واحد !
2
النظرية الجديدة تمثل خطوة جريئة ، في المجهول ، أو هي موقف عقلي يختلف عن كل ما سبق .
هناك الزمنية ، موجودة في المستقبل ، في الأبد وتتحول إلى الحاضر ، ثم إلى الماضي ثالثا وأخيرا .
تذكير بقصيدة رياض الصالح الحسين ( الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس ، وأنا بلهفة ، أنتظر الغد الجديد ) .
هناك في الحياة ، نقيض هناك في الزمن .
( ربما تكون العكس أو النقيض أو بشكل يختلف بالفعل عن التشابه أيضا )
هناك في الحياة ، موجودة في الماضي والأزل ، لحظة البدء أو أصغر من اصغر شيء . وتقابل هناك في الزمن ، الأبد ولحظة النهاية ، وأكبر من أكبر شيء .
مع أن الفكرة مربكة وغامضة ، أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والتأمل .
....
تصور جديد ، فكرة جريئة ، وطائشة ربما ...
الأنواع الثلاثة ل هناك ، تتضمن ثلاثة أنواع من الطاقة : إيجابية وسلبية وحيادية . هناك المكان تمثل طاقة الحياد ، بينما هناك للحياة والزمن تمثلان الطاقة المزدوجة ، الثنائية بين السلبية والموجبة .
....
التصور الجديد للواقع والكون :
المكان هو كل شيء ...
ويتضمن اكبر من اكبر شيء ( بالإضافة إلى السطح والخارج معا ) ، وأصغر من أصغر شيء ( المركز الداخلي ) ، وبالإضافة إلى الحياة والزمن .
يمكن تشبيه الكون بالبالون ، ويقارب الشكل الكروي أو الاهليجي . لا شيء خارجه ، ولا شيء بمركزه أيضا .
بينما الحياة والزمن ، حركة مزدوجة بين هناك الخارجية ( الزمن ) والأكبر من أي شيء ، وبين هناك الداخلية ( الحياة ) والأصغر من أصغر شيء . أو بين الأبد والأزل ، لكنها حركة مزدوجة تزامنية وتعاقبية معا .
يمكن تشبيه ذلك ، بكرة مكهربة ، حيث الكرة تمثل المكان ، بينما التيار الكهربائي _ الذي يسري في الكرة ، من الجانبين الخارجي والداخلي _ يمثل الحياة والزمن معا ، بشكل تبادلي ودوري ، بين الأبد والأزل ، بشكل دوري ومتعاكس ، حيث لا بداية ولا نهاية ولا أطراف .
هذا التصور ، الجديد ، سوف أناقشه لاحقا لتطويره أو لتبديله أو ( كما ارغب وأتمنى ) لاعتباره من صلب النظرية الجديدة .
3
اقتراح
للصديقات والأصدقاء ، والقارئ _ة الجديد _ ة أيضا ....
من ت _ يعرف لغة أجنبية ، المقارنة بين هناك الثلاثية ( الحياة والزمن والمكان ) ، والمشاركة الفعلية في هذا الحوار بالطريقة التي تناسبهن _م .
مثلا ، إذا كانت الإنكليزية أو الألمانية أو الفرنسية وغيرها ، بنفس فقر اللغة العربية ( وهذا ما اعتقد أنه موجود بالفعل ، في مجال الحياة والزمن خاصة ) حيث هناك في الحياة غير موجودة ، وملحقة بالزمن فقط .
أقترح بهذه الحالة على الصديق _ة ، مراسلة المعجم الحديث أو المجلات المتخصصة ( العلمية والفلسفية ) ، ولفت نظرهم بقوة إلى ذلك النقص والخلل في لغتهم مباشرة .
أعتقد أنها مشكلة لغوية ، مشتركة ، ولا تقتصر على العربية وحدها .
غالبا في ثقافات مثل الفرنسية أو الإنكليزية وغيرها ، بعدما يتم لفت نظر المسؤولين الثقافيين ( العلماء والفلاسفة ) إلى المشكلة ، على الأقل سيردون على المفكر الكاتب بشكل مهذب ولطيف مع الشكر . بينما في العربية ، يكون محظوظا إذا توقف الأمر عند المنع من السفر ، والتعامل معه كمشبوه عليه اثبات براءته كل يوم .
المهم أقترح ، على من لديهما الرغبة والوقت والامكانية ، القيام بهذا العمل الثقافي اليوم وليس غدا .
مع الشكر سلفا .
....
....
ملحق
فيلم مترجم ، يظهر الاسم " أدوار آلان بو " ، ويتكرر أكثر من مرة .
والمقصود الشاعر والقاص " ادغار آلان بو " ملهم بودلير وبورخيس وغيرهم .
ويبدو أن المترجم لم يسمع باسم الكاتب .
مبدع قصيدة " الغراب " ، وغيرها .
كتب بورخيس مرة :
يمكنني ان أتخيل العالم بدون أمريكا ، أو بدون الصين . يمكنني أن أتخيل أشياء وأشكال عديدة واقعية أو غير واقعية .
لكنني لا استطيع أن أتخيل العالم ، بدون قصيدة أدغار آلان بو :
آه ، لا تنسى ، هذه الحديقة كانت مسحورة .
نسيت اسم مترجم القصيدة ، وأين قرأت فكرة بورخيس ، أو متى .
....
....
مشكلة العلاقة بين الماضي والمستقبل
( اقتراح حل جديد ، ومنطقي ويقبل الملاحظة والاختبار )

لمعرفة العلاقة ، الحقيقية ، بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل والماضي ، يلزم معرفة الماضي والمستقبل والحاضر أولا .
آمل في نهاية النص ، أن نصل معا القارئ _ة والكاتب إلى تصور جديد وواضح ، عن العلاقة الحقيقية بين مراحل الزمن ( أو الوقت ) الثلاثة ...
تصور أولي
عدم التناظر بين الماضي والمستقبل ، محور الاختلاف بين المواقف المتنوعة من الزمن ( من الفزيائيين والفلاسفة خاصة ) .
الماضي داخلنا ، والمستقبل خارجنا ، والحاضر عمرنا .
الماضي يتمثل باللانهاية السالبة ، والمستقبل باللانهاية الموجبة ، والحاضر يتمثل بالصفر الحيادي .
ما يزال موقف نيوتن هو الأنسب ، لتوصيف العلاقة بين المراحل الثلاثة للزمن والوقت ( الحاضر والماضي والمستقبل ، والعلاقة بينهما ) لكنه يحتاج إلى عكس اتجاه الزمن . فهو يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ، بالعكس تماما من الحركة الموضوعية للحياة .
1
الحاضر أولا
للحاضر ثمانية أنواع ، وربما أكثر في العربية وغيرها .
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة ( الحضور ) .
3 _ حاضر المكان ( المحضر ) .
4 _ الحاضر الآني .
5 _ الحاضر المستمر .
6 _ الحاضر الفردي .
7 _ الحاضر المشترك .
8 _ الحاضر كما تدركه الحواس .
ناقشت سابقا أنواع الحاضر المذكورة أعلاه ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، واكتفي هنا بالتذكير بها .
يمكن تحديد الحاضر بصورة عامة ، بشكل متكامل ، بأنه مرحلة ثانية بطبيعته ، يأتي بعد الماضي بالنسبة للحياة ، وبعد المستقبل بالنسبة للزمن .
ومع أننا لا ندرك سوى الحاضر ، يمكن التأكد من حدوث الماضي والمستقبل خلال أي فترة زمنية ، دقيقة أو سنة .
مثال على ذلك الدقيقة الحالية ، أو السنة وغيرها : قبل دقيقة كان الماضي ، أيضا كان المستقبل ( وهذا هو الفرق والاختلاف النوعي بين النظرية الجديدة وبين الموقف الثقافي العلمي _ السائد والمشترك ، بين مختلف المواقف المعروفة للفلاسفة أو الفيزيائيين _ من الزمن ) .
بعبارة ثانية ،
الحاضر يأتي من المستقبل أيضا ، وليس من الماضي فقط .
مثال تطبيقي : اليوم الحالي بالنسبة للكاتب 14 / 11 / 2022 .
هذا اليوم ثلاثي بطبيعته ، يتضمن يوم الحياة ويوم الزمن ويوم المكان .
يوم المكان هو نفسه ، لا يتغير بمرور الزمن أو الحياة .
يوم الحياة ينتقل من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
يوم الزمن أو الوقت ينتقل من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
....
الحاضر يمثل ، ويجسد المسافة بين الماضي والمستقبل أو العكس ، المسافة بين المستقبل والماضي .
والسؤال هنا عن نوع المسافة بينهما ( المستقبل والماضي ) ، هل هي فجوة أم ذروة أم هاوية أم شكلا مختلفا عن كل تصوراتنا الحالية ؟!
2
الماضي حدث سابقا ، وهو يوجد داخلنا . داخل الحياة أو الأرض .
الماضي يمثل ، ويجسد أصغر من أصغر شيء هناك في الداخل .
بينما المستقبل بالعكس لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارجنا .
المستقبل يمثل ، ويجسد اكبر من اكبر شيء هناك في الخارج .
....
أعتقد أن المستقبل يأتي من خارج الكون ، بينما الماضي يأتي من داخل الحياة والعالم والأرض .
هذه الفكرة ، الجديدة ، تتوضح من خلال فهم أصل الفرد المزدوج دوما بين الماضي والمستقبل .
3
يمكن تصنيف المعرفة إلى مجالات :
1 _ المعرفة العلمية ، الخبرة والتجربة .
2 _ ما يمكن معرفته .
3 _ ما لا يمكن معرفته .
بين المستويات الثلاثة توجد تدرجات لا نهائية بالطبع .
لكن ، بوضوح وثقة يمكننا التحديد _ التقريبي طبعا _ لما نعرفه ( المعرفة العلمية مثلا ) ولما لا يمكن معرفته ، خلال هذا القرن ( طبيعة الزمن وماهيته مثلا ) .
....
ملحق 1
أفكار جديدة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء

1 _ الماضي يبتعد والمستقبل يقترب ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
الماضي يبتعد عن الآن _ هنا ، وعن الحاضر بشكل محدد .
المستقبل يقترب من الآن _ هنا ، ومن الحاضر بشكل محدد .
لكن هذه الخبرة ، التي نشعر بها ، تنطوي على مغالطة ومفارقة معا .
المغالطة ، تتمثل بالموقف الثقافي العالمي الموروث ، والمشترك ، والذي يعتبر أن الحياة والزمن واحد أو في اتجاه واحد .
والمفارقة تتمثل ، بأن حركتي الحياة والزمن في اتجاهين متعاكسين دوما .
2 _ يولد الانسان في الحاضر ، ويستمر في الحاضر حتى لحظة وفاته .
قبل الولادة يكون الفرد موزعا بين الماضي والمستقبل ، تكون حياته ( جسده ومورثاته ) في الماضي عبر سلاسل الآباء والأجداد ، ويكون زمنه ( بقية عمره ) في المستقبل .
هذه الفكرة ، الجديدة ن تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ز
مثالها المباشر ، مقارنة بين ثلاثة أجيال : الجيل الحالي ، وقبل قرن سنة 1922 ، وبعد قرن سنة 2122 . الأجيال الثلاثة تتصل بالأصل المشترك ، وكل مواليد المستقبل تنطبق عليهم قاعدة الماضي المشترك .
3 _ التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي .
مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات .
4 _ الحياة والزمن واحد أم اثنين ؟
يبدو السؤال مبتذلا ، الحياة والزمن اثنان بالطبع .
لا توجد لغة أو ثقافة في العالم ، تتعامل مع الزمن والحياة على باعتبارهما واحد مثل الزمن والوقت مثلا .
لكن المفارقة ، والمغالطة أيضا ، أن الممارسة الثقافية _ العلمية والفلسفية أيضا _ تعتبرهما واحدا غالبا !
يعتبر في الثقافة الحالية ، ان سهم الزمن هو نفسه سهم الحياة ، وينطلق من الماضي إلى المستقبل .
الحقيقة بالعكس تماما ، والمثال النموذجي يتكشف من خلال العمر الفردي ، فهو مزدوج بين الحياة والزمن .
بقية العمر زمن ، وتأتي من المستقبل إلى الحاضر ، تتناقص من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر لحظة الموت . .
والعمر الحالي حياة ، يأتي من الماضي إلى الحاضر ، يتزايد من الصفر إلى العمر الكامل .
....
ملحق 2
يمكن اعتبار الوقت نفسه الزمن ، بما أننا لا نستطيع التمييز بينهما بالفعل .
خلال الحياة الإنسانية يكون الوقت هو نفسه الزمن ، والاختلاف ( الاحتمالي ) بينهما يتعلق حصرا بمرحلة ما قبل الحياة والانسان ، أو ما بعدها ، عدا ذلك لا يوجد فرق بين الوقت والزمن .
....
ما هو اتجاه مرور الوقت ، بهذه الحالة ؟
الموقف الثقافي العالمي ، يعتبر أن مرور الوقت أو الزمن ( سهم الزمن) : يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
هذا الموقف يتناقض مع الملاحظة والتجربة في كل لحظة ، وعبر كل حدث أو موقع فوق سطح الكرة الأرضية . ومع ذلك يستمر الجميع ، علماء وفلاسفة وغيرهم من الكتاب والمثقفين ، في اعتباره صحيحا أو مقبولا !
المفارقة ، أن ما يسمى سهم الزمن هو نفسه اتجاه الحركة الموضوعية للحياة ( التي تتمثل بتقدم العمر الفردي ، أيضا بالتعاقب بين الأجيال ) .
لكن السؤال الذي يتجنبه الجميع ، على سبيل الخداع غالبا ، هل حركة الزمن ، أو الوقت ، هي نفسها الحركة الموضوعية للحياة ؟
الجواب المنطقي والتجريبي لا ، هما حركتان مختلفتان ويتعذر جمعهما .
هل الحياة هي نفسها الزمن ؟
السؤال بحد ذاته يقارب الحماقة ، ولو أجاب عليه بالإيجاب طالب في المرحلتين الإعدادية أو الثانوية لأستحق الرسوب وناله بالتأكيد .
لو تجرأ أحد وسأله ، الجواب العملي _ عبر الثقافة العالمية _ هو نعم الحياة والزمن واحد .
يشبه الواقع الثقافي العالمي ، الحالي ، قصة ثياب الامبراطور .
....
إذا كانت حركة مرور الوقت والحياة نفسها ، ومن الماضي إلى المستقبل ، من أين نشأ الفرق بين لحظة قراءتك واللحظة الحالية ؟
لا يستطع أحد الإجابة على هذا السؤال بشكل علمي ، منطقي أو تجريبي .
....
ظاهرة العمر الفردي ، دليل وبرهان على المزدوجة العكسية بين حركتي الحياة والوقت أو الزمن .
يولد الانسان بعمر الصفر وبقية العمر كاملة .
أليست حقيقة موضوعية ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء !
بعد لحظة أو ساعة من الولادة ، يتزايد العمر لحظة ثم ساعة .
بالتزامن ، هذه اللحظة والساعة بالتمام نقصت من بقية العمر ، أليس ذلك واضحا ، وبديهيا !؟
كيف ينقص العمر الحالي من بقية العمر ؟
( من يشكك بهذا السؤال ، أحدنا بالضرورة )
لكن ، من يشكك بهذا السؤال عمليا ، العالم الحالي كله أو الموقف الثقافي .
السؤال نفسه بصيغة ثانية ، لكن شخصي ومحدد لك أنت :
فترة قراءتك الحالية بالنسبة لك ، هل زادت إلى عمرك أم نقصت منه ؟
الجواب زادت خطأ ، والجواب نقصت خطأ أيضا .
عمرك الحالي يتزايد بالطبع ، وهو يتزايد بالفعل من العمر صفر لحظة الولادة ، إلى العمر الحالي ( الكامل بنهاية العمر ) .
وبقية عمرك نقصت بنفس المقدار .
العمر يتزايد ، وبقية العمر تتناقص بالتزامن .
هذه حقيقة ثقافية ، مشتركة بين جميع اللغات الكبرى .
كيف ، ولماذا ، تتناقص بقية العمر ، بينما يتزايد العمر الحالي ؟
لأن بقية العمر زمن ، ورصيد إيجابي في المستقبل طبعا ( ليس في الماضي ولا في الحاضر ) ، يبدأ بالتناقص لحظة الولادة .
والعمر الحالي حياة ، وهي تبدأ بالتزايد ،من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت .
العمر الكامل يساوي بقية العمر ، ويعاكسها بالإشارة .
هذا المثال الأوضح ، والأشمل ، على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن أو الوقت . وهو يمثل الدليل والبرهان بالتزامن .
....

ملحق 3
لتوصيل فكرة ، أفكار ، جديدة يلزم تحقيق شرطين بالتزامن :
1 _ الأول يتعلق بالكاتب ، أو المرسل ، والرسالة .
الفهم السليم ، والواضح وغير المتناقض ، للفكرة أو الخبرة ، والتعبير عنها بشكل مكثف وسلس .
وهنا أعتذر سلفا ، وأعترف أن بعض الأفكار الواردة في النص ، كان من الممكن صياغتها بطرق أنسب . مع أنني أعيد تدوين الأفكار وقراءتها بعد الكتابة ، أكثر من مرة غالبا . وقد فعلت ذلك في هذا النص أيضا ، لكن مع إعادة القراءة تنفتح تساؤلات جديدة ومفاجئة ، ويعود الشك مع كل مراجعة ما يدفعني إلى الإضافة أو الحذف بشكل دوري ومتكرر . وهذه العملية لا تتوقف ، ومفتوحة بطبيعتها .
لا يوجد حد ، أو عدد من المرات الكافية ، وهكذا وجدت نفسي بين خيارين أولهما التأجيل ، وتكرار المراجعة والتدقيق ، والثاني المغامرة بالنشر ، والاعتماد على القراءة المتفهمة والمتأنية .
وقد اخترت كما هو واضح ، وأملي ان تكون قفزة ثقة لا قفزة طيش .
2 _ الشرط الثاني ، ويتعلق بالقارئ _ة أو المتلقي بصورة عامة .
قبل توفر الرغبة والدافع والوقت الكافي ، يتعذر فهم أو تفهم فكرة جديدة .
وبما أنك أكملت القراءة إلى هنا أشكرك ، وسوف أسعى لتلافى تكرار العيوب الواردة في هذا النص _ بحسب مقدرتي خلال النصوص القادمة .
....
....
تحية لأحمد جان عثمان ...
( تكملة لحوار بدأ منذ حوالي عشرين سنة )

أخي وصديقي أحمد
تحياتي ومحبتي
....
بعض الأفكار الأساسية للنظرية :
ملاحظة 1
اليوم الحالي ، والحاضر كله ، جديد وقديم بالتزامن .
الحياة تأتي من الأمس والماضي ( من القديم ) ، والزمن أو الوقت بالعكس يأتي من الغد والمستقبل ( من الجديد ) .
وهذا التفسير البسيط ، والسهل ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء وفي أي نقطة على سطح الآراض _ وأعتقد في الكون أيضا .
ما يرفعه إلى مستوى القانون العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) .
ويمكن ملاحظة أن اليوم الحالي ، ومعه كل يوم جديد ، مزدوج بطبيعته ( أو ثلاثي بالأصح ) : يوم الحياة ويوم الزمن ويوم المكان .
1 _ يوم المكان ثابت لا يتغير .
2 _ يوم الحياة يأتي من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
3 _ يوم الزمن والوقت يأتي من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
والملاحظة الثالثة ،
كلنا نعرف أن اليوم الحالي جديد بالفعل ( كل لحظة يتغير العالم ، واثر الفراشة ) لكن لدينا شك مبرر ، بحيث يعتقد الكثيرون بالعكس : لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي .
اليوم الحالي جديد بالنسبة للوقت والزمن بالكامل ، وهو قديم ومكرر أو استمرارية بالنسبة للحياة والأحياء بالكامل .
أيضا هذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
ملاحظة 2
الماضي والقديم والبداية ، بحكم العادة نعتبرها متلازمة بدون تفكير ، مقابل المستقبل والجديد والنهاية ، بينما هي علاقة عكسية مثل اليمين واليسار .
بحيث يمكن أن يكون المستقبل هو القديم والبداية ، والماضي بهذه الحالة بالعكس ، هو النهاية والجديد ( عكس المستقبل بدلالة الزمن ) .
ونفس الفكرة بشأن الساعة ، حيث أن اتجاه دوران الساعة ، او حركتها معكوسة أو مقلوبة . ومن الضروري عكسها لتتناسب مع حركة مرور الوقت ( بينما هي في وضعها الحالي ، تناسب الحركة الموضوعية للحياة _ بعكس الحركة التعاقبية للزمن والوقت _ التوقيت الحالي مقلوب بالفعل ) . وأنا على يقين ، أن اتجاه حركة الساعة سوف يتم عكسها في المستقبل . وربما خلال هذا القرن ؟!
....
ملاحظة 3
دليل الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وبرهانها _ بالتزامن _ يتمثل بالعمر الفردي .
والمثال النموذجي ، الذي كررته إلى درجة الملل والابتذال :
يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس ، في بقية العمر التي تناقصت للصفر ، والعمر الكامل .
أعتقد أن التفسير الصحيح لتلك الفكرة _ أو الظاهرة بالأصح ، والمشتركة في كل الثقافات واللغات الحديثة ،_ والوحيد يكون باعتبار أن حركتي الزمن والحياة تتعاكسان بطبيعتهما بالنسبة للبداية والاتجاه والنهاية .
ملاحظة ختامية ،
العلاقة بين الماضي والمستقبل علاقة تناقض لا تعاكس ، بين الكبير والصغير ( بين أكبر من أكبر شيء وبين أصغر من اصغر شيء ) .
الماضي يمثل ، ويجسد ، أصغر من اصغر شيء وهو في الداخل .
المستقبل يمثل ويجسد ، أكبر من أكبر شيء وهو في الخارج .
....
تلك أهم الأفكار التي تتمحور حولها النظرية الجديدة ...
أعتقد أننا غالبا ، بشكل دوري ولاواع ، نعود كل يوم إلى الأمس والماضي ، بدل الانتقال بالفعل إلى الغد والمستقبل _ حيث الجديد والمجهول _ سواء أكنا نحن الأحياء من ننتقل إلى المستقبل أم كان المستقبل هو الذي يقترب .
....
كل الأفكار الجديدة تتلقى المقاومة والرفض بداية ، ومع مرور الزمن ، وتعاقب الأجيال تستبدل الأفكار القديمة غير المناسبة بالجديدة والمناسبة ، بشكل تدرجي وغير ملحوظ غالبا .
أسعى بكل جهدي ، لتصير أفكار النظرية الجديدة ( بعضها على الأقل ) موضع حوار ثقافي خلال حياتي ، لأنني أعتقد أنها غير مفهومة بعد .
....
صديقي العزيز
سوف أكون سعيدا بمشاركتك ، أو قراءتك وملاحظاتك ...
سلام للعائلة الجميلة كلها ، ودنيز خاصة .
....
....
هوامش وملحقات ( جديدة )

ما هو الماضي ، أيضا المستقبل ؟!
محاولة تعريف جديدة ، ما تزال في مرحلة الاقتراح والحوار المفتوح ...
1
ما هو الماضي ، وأين يوجد ؟
الماضي في الداخل ، داخلنا وداخل الحياة والأرض .
( الماضي هناك في الداخل ، في البعيد الداخلي ) .
ما هو المستقبل ، وأين يوجد ؟
المستقبل في الخارج ، خارجنا وخارج الحياة والأرض .
( المستقبل هناك في الخارج ، في البعيد الخارجي ) .
الحياة مصدرها الماضي ، وبدايتها المؤكدة .
الزمن مصدره المستقبل ، وبدايته المؤكدة .
لكن ذلك ليس من السهل فهمه ، عداك عن تقبله بشكل عاطفي وتجريبي ، ومن ثم بناء الموقف العقلي ( الجديد )عليه بالفعل .
2
المشكلة لغوية في المستوى الأول .
كلمة الماضي اسم واحد ، أو تسمية لعدة أشياء مختلفة بالفعل .
الماضي تعني السابق .
لكن السابق بالنسبة للزمن ليس هو نفسه بالنسبة للحياة ، بل يتعاكسان بطبيعتهما ، والسابق بالنسبة للمكان يختلف بدوره أيضا .
الأمس ، خلال 24 ساعة السابقة ، المثال النموذجي للماضي .
نفس المشكلة تتكرر مع كلمة المستقبل .
المستقبل يعني اللاحق ، أو ما لم يحدث بعد .
الغد ، خلال 24 ساعة القادمة ، المثال النموذجي للمستقبل .
ويبقى الحاضر ، هو اللغز الأصعب والأكثر عسرا على الفهم والدراسة .
....
لحسن لحظ ، لدينا في العربية ثلاثة أسماء متميزة للحاضر :
حاضر الحياة : الحضور .
حاضر المكان : المحضر .
حاضر الزمن : الحاضر نفسه .
3
تصور وتخيل حركة الواقع المباشرة ، أو الموضوعية ، بطبيعتها صعبة .
تتضاعف درجة الصعوبة عند محاولة تصور الحاضر المستمر ، خاصة .
4
مكان الحاضر بين الماضي والمستقبل ، او العكس بين المستقبل والماضي .
الماضي يمثل أصغر من أصغر شيء يمكن وجوده ، أو تخيله .
وأعتقد أن من المناسب ، تشبيه الماضي باللانهاية السالبة .
والعكس ، يتمثل المستقبل باللانهاية الموجبة .
بينهما الحاضر ، ويمثل الصفر .
....
مع أنني لا أستطيع تخيل الصفر نفسه ، ولا استطيع تخيل اللانهاية طبعا .
مع ذلك ، أعرف بيقين أن الصفر أكبر من اللانهاية السالبة ، ويتضمنها .
والسؤال المنطقي والصعب ، كيف يمكن وجود ما هو أصغر من الصفر ؟!
5
في الطاقة الكهربائية ثلاثة أنواع ، أو اشكال : سلبية وإيجابيةة ومحايدة .
يسهل فهمها بدلالة المال ، أو الرصيد الثلاثي :
( الموجب والسالب والحيادي او الصفري )
الرصيد الموجب ، يتمثل بالملكية العادية . حيث يمكن تحويله بحسب الحاجة ، أو الرغبة ، إلى أشكال مختلفة ومتنوعة ، وعتبته الصفر .
بينما الرصيد السالب ، بالعكس ، سقفه الصفر .
ويتمثل بالديون ، ليس أمام المدين ( شخص أم شركة وغيرها ) سوى تسديد الديون في الحالة الطبيعية .
والحالة الثالثة ، أو الرصيد الحيادي ، تتمثل بالرصيد الصفري .
وهي مزدوجة تأتي من أحد الجانبين :
من السالب إلى الصفر ، ثم الموجب .
أو بالعكس ، من الموجب إلى السالب ومرورا بالصفر .
6
المرحلة الأصعب ، في التخيل والتصور أو الفهم ، كيف أن الصفر يتضمن اللانهاية السالبة ؟!
أو كيف أن يوم الأمس كمثال ، خلال 24 ساعة ، يتضمن الماضي كله ويحتويه بالفعل . بالمقارنة مع الحالة العكسية ، بين الصفر واللانهاية الموجبة ، يحدث العكس . في هذه الحالة كل شيء واضح ، المستقبل يتضمن كل ما يوجد لاحقا ، أو سوف يوجد .
.....
المستقبل يتضمن الحاضر والماضي بالتزامن ، وهو الحكم النهائي على كل عمل أو فكرة أو سلوك وموقف .
ما نعرفه اليوم ، بشكل مؤكد عن المستقبل ، أنه يمثل المرحلة الأولى للزمن ، أو أنه مصدر الزمن وبالعكس تماما بالنسبة للحياة ، يمثل المرحلة الثالثة والنهائية .لكن يبقى جانب لآخر ملتبس في مفهوم المستقبل ، بالنسبة للواقع والوجود والكون ، والمستقبل جديد _ ومتجدد بطبيعته ويتعذر التنبؤ به بشكل مسبق وحقيقي .
( سوف أناقش مشكلة ، فكرة ، المستقبل بدلالة النظرية الجديدة لاحقا بشكل موسع ومستقل ) .
7
النظرية الجديدة ، موقف عقلي وثقافي جديد ، تفتح صفحة مغايرة في الفكر وربما تمثل حلقة مشتركة بين العلم والفلسفة .
وهي أحد احتمالين ، سوف يتكشفان بالكامل خلال هذا القرن :
1 _ فرضية نظرية وفلسفية ، حول الواقع والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة ، غير صحيحة وتتناقض مع الملاحظة وقابلية الاختبار والتعميم .
2 _ النظرية صحيحة ، وتنسجم مع الاكتشافات اللاحقة .
سوف أعتمد الاحتمال الأول ، عملا بنصيحة المفكر عبد الرحمن بدوي :
تفاؤل الإرادة وتشاؤم الفكر .
الحوار مفتوح
....
رسالة سابقة إلى أحمد جان عثمان
صديقي :
توصلت خلال السنوات السابقة إلى بعض الأفكار الصادمة ، حول طبيعة الواقع وماهيته ، بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن .
أيضا حول طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، أم أن للزمن وجوده السابق على الحياة والمستقل عن الثقافة واللغة ؟! ومع أنني أرجح أن الزمن نوع من الطاقة الكونية ، تقابلها طاقة الحياة وتوازن بينهما طاقة المكان ( الاحداثية ) ، لا يمكنني التأكد عبر البرهان المنطقي والتجريبي من ذلك ، وأعتبر أن للموقف المعاكس نفس نسبة الاحتمال الفعلية ، بدلالة المعايير المنطقية أيضا لا التجريبية فقط .
وربما يكون السؤال الأصعب حول طبيعة الحاضر نفسه ، بين الزمن والحياة والمكان ؟
أيضا طبيعة الماضي والمستقبل ؟!
وتساؤل آخر لا يقل صعوبة ، حول إمكانية وجود الزمن _ أو الحياة _ خارج المراحل الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ؟!
....
لغز الحاضر ، يتعلق بلغز الواقع والزمن .
أعتقد أن الحاضر يمثل ، ويجسد ، المسافة بين الماضي والمستقبل .
لكن السؤال الصعب ، حول ماهية الحاضر وطبيعته :
هل هو فجوة أم ذروة أم هاوية أم غيرها من الأشكال الجديدة ( والمجهولة ، والتي ربما تبقى مجهولة لوقت طويل ) ؟! .
....
أيضا فكرة ناقشتها بشكل تفصيلي في المخطوطات السابقة ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، أتمنى أن يتسع وقتك لقراءتها ونقدها تمثل خلاصة مواقف نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ من الزمن ، بالإضافة إلى موقف القديس أوغستين المعروف من الزمن ، وخلاصته :
( طبعا أعرف ما هو الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن : سوف أكون عاجزا عن الإجابة ) .
نيوتن يهمل الحاضر مقابل الماضي والمستقبل ، ويعتبر قيمته لا متناهية في الصغر ، ويمكن اهماله بدون ان يؤثر ذلك على الحسابات العلمية .
اينشتاين بالعكس ، يركز الحاضر فقط ، ويهمل الماضي والمستقبل .
ستيفن هوكينغ ، وقد ألف كتابا عن الزمن مترجم إلى العربية ، من قبل دار جرير المعروفة برصانتها " تاريخ موجز للزمن " .
لكن موقف ستيفن هوكينغ من مشكلة الزمن الحقيقية ، طبيعته ، وحدوده ، واتجاه حركته ، هو نفس الموقف الذي يتكرر في عشرات الكتب في العربية عن الزمن ( تأليفا أو ترجمة ) ، حيث يقفز الكاتب فوق المشكلة بدل معالجتها ، او طرحها بشكل مباشر وواضح .
....
نقطة أخيرة أحب أن الفت نظرك إليها ، حول اتجاه مرور الزمن أو الوقت _ وبصرف النظر عن النتيجة الحقيقية لحل مشكلة طبيعة العلاقة بين الزمن والوقت ، وهل هما واحد بالفعل أم للزمن وجوده السابق والمنفصل _ يمكن التأكد من حركة مرور الزمن ، بعكس الموقف الثقافي العالمي الحالي : تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر بالطبع . وهذا الاتجاه الصحيح ، وهو نفسه ، تمثله حركة الساعة الرملية .
وهنا المفارقة ، حيث الموقف العقلي للإنسان القديم من حركة مرور الزمن ( او الوقت ) هو الصحيح والمناسب ، بينما الموقف الحالي يحتاج إلى العكس ، وهو ما اعتقد أنه سوف يحدث قبل نهاية هذا القرن .
وآمل أن يكون ذلك خلال حياتي .
....
تحياتي لك وللعائلة
نورما ودلبر ودنيز
( وللأفراد الجدد ممن لم نلتقي بعد )
ونبقى على تواصل
....
....

كيف تحدث الأشياء ، والأحداث ، في الزمن أو الحياة ؟!
( حدث الولادة مثلا ، أو الموت )

" أعتذر عن الأخطاء الاملائية واللغوية ، التي ترد في هذا النص وغيره من النصوص الجديدة ، والتي يتركز موضوعها في الزمن والواقع والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . ما تزال هذه النصوص في مرحلة التفكير بصوت مرتفع ، والحوار والمفتوح . باستثناء المخطوطات المكتملة " .
....
ما هي العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟
مناقشة هذا السؤال ، ستكون عبر ملحق خاص .
....
الفكرة الأساسية الجديدة ، التي يتضمنها هذا النص تتمثل بماهية كل من الماضي والمستقبل ، والحاضر أيضا .
الماضي داخلنا ، يمكن وبسهولة التأكد من ذلك عبر مراقبة أي كائن حي بتركيز ، واهتمام حقيقي .
يمكننا ملاحظة تحول الغد إلى اليوم ، ثم الأمس ( من الجانب الزمني ) ، من الخارج إلى الداخل .
والعكس تماما بالنسبة للمستقبل ، المستقبل خارجنا . وهذه الفكرة ، الخبرة ، أيضا تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
والحاضر يغلفنا بشكل دائم ومستمر ، الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل .
المثال النموذجي على طبيعة الماضي والمستقبل ، والحاضر، يتمثل في ملاحظة ودراسة اصل الفرد .
مناقشة تفصيلية للكلمات الثلاثة : الماضي والمستقبل والحاضر ، في الفصول القادمة .
1
كلنا نعرف كيف تحدث الأشياء في المكان .
( بدلالة الاحداثية ) .
لكن كلنا ، لا نعرف كيف تحدث الأشياء في الزمن .
والسبب الأساسي والمستمر يكمن بمغالطة الفيزيائيين أولا ، ثم الفلاسفة ، في موضوع اتجاه حركة مرور الزمن أو الوقت .
المغالطة أنهم يهملون الفكرة ( حدوث الأشياء في الزمن ) ، في كتبهم ومقالاتهم ، وحتى مناقشاتهم التي موضوعها الزمن أو الوقت !
السبب لا يتعدى ، بعدما يتكرر ويتحول إلى عادة ، حدي الغفلة أو الخداع .
وبعد اعلان النظرية الجديدة ، بصورة خاصة ، تنحسر الغفلة ويتضخم الخداع بالتزامن ، خلال عملية القفز فوق المشكلة الحقيقية ( طبيعة الزمن ، واتجاه حركته ، وسرعة مروره ) .
مثال أحداث 11 أيلول 2011 ، أو الحرب الأكرانية الروسية وغيرها ...
قبل وخلال وبعد :
سنة 2010 مثلا ، كان حدث 11 أيلول في المستقبل وغير موجود .
بعد سنة 2012 صار الحدث نفسه في الماضي ، وسيبقى إلى الأبد .
خلال 2011 كان الحدث في الحاضر .
2
بالنسبة لجميع من ماتوا قبل 11 أيلول ، لا يوجد شيء اسمه أحداث أو تفجيرات 11 أيلول . والأمر يختلف كليا بالنسبة لما بعد الحدث ، الأحياء ومن سوف يولدون بعد ، تلك أحداث حقيقية ومنفصلة عن الموقف العقلي والثقافي _ الأخلاقي ، مثل الحرب العالمية الثانية وغيرها .
مثال 2
لنتخيل حدثا عالميا ، بعد قرن من احداث 11 أيلول سنة 2122 ؟
هو غير موجود بالنسبة لنا ، جميع الأحياء ، اليوم .
( كلنا سوف نكون موتى سنة 2122 الكاتب والقارئ _ة ) .
يتكشف خط الزمن ، أو سهم الزمن ، خلال المثالين وهو بالتسلسل :
1 _ المستقبل أولا ، 2 _ الحاضر مرحلة ثانية ، 3 _ الماضي أخيرا .
كل حدث يبدأ ، في لحظة تقاطع الحياة مع الزمن .
أي ولادة سوف تحدث خلال سنة 2122 ، لا يمكن التنبؤ بها (غير موجودة حاليا ) ، أين هي الآن في الزمن والمكان ؟
لا يمكن معرفة ذلك ، إلا يوم 11 أيلول 2122 ، وبعده .
( هذه الفكرة ، سوف أناقشها بشكل موسع وتفصيلي ، في نص خاص يتعلق بأصل الفرد ، كبديل عملي وعلمي بالتزامن عن أصل الانسان " الميتافيزيقي " أو الذي يتعذر معرفته بشكل علمي _ منطقي وتجريبي ) .
3
الحدث ، أي حدث بلا استثناء ، خماسي البعد بطبيعته .
الحدث ، احداثية محددة ( أو محملة ) بالزمن والحياة بالتزامن ، وليس بأحدهما بمفرده .
الحدث الرباعي خطأ اينشتاين في الثقافة العالمية ، المستمر إلى اليوم .
( مع أنه كان منجزا ثقافيا ، وعلميا ، كبيرا في وقته ) .
4
حركة مرور الحياة بالعكس ، تماما ، من حركة مرور الزمن والوقت .
بكلمات أخرى ،
الحركة الموضوعية للحياة ، تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت . تتمثل الأولى بتقدم العمر ، وتتمثل الثانية بالحركة الدورية للأيام من الغد إلى اليوم إلى الأمس ( بالعكس من الشعور والاعتقاد المشترك ) .
5
ما تزال الفكرة " كيف تحدث الأشياء في الزمن " بحاجة إلى المزيد من المناقشة ، والحوار المفتوح .
....
ملحق 1
الماضي والمستقبل متشابهان ، بالمقارنة مع الحاضر ثلاثي البعد .
الماضي الموضوعي حدث سابقا ، حيث التقت الحياة والزمن .
المستقبل الموضوعي سيحدث لاحقا ، عندما تلتقي الحياة والزمن .
الحاضر يتضمن المكان ، بالإضافة إلى الحياة والزمن .
....
الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل .
الزمن أو الوقت يأتي من المستقبل إلى الماضي .
الحاضر يتضمن المراحل الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ، بالتزامن .
....
الماضي اسم للحياة أو للزمن .
الماضي مرحلة أولى في الحياة ، ومرحلة ثالثة في الزمن .
المستقبل اسم للزمن أو الحياة .
المستقبل مرحلة أولى في الزمن ، ومرحلة ثالثة في الحياة .
الحاضر أكثر تعقيدا ، ووضوحا ، من الماضي والمستقبل بالتزامن .
بعد فهم الأنواع الثمانية ، على الأقل ، للحاضر يتكشف الواقع بشكل جديد وواضح _ منطقي وتجريبي _ بالتزامن .
( لهذه الفقرة أهمية مضاعفة )
....
سبب الصعوبة في فهم الفكرة ، المنطق الأحادي .
الكائن الحي زمن وحياة معا ، بالتزامن ، ومكان أيضا .
مثلا أنت وأنا ، الحياة ( المورثات والجسد ) جاءتنا من الماضي عبر سلالات الأسلاف _ بالتزامن الوقت أو الزمن ( العمر الشخصي الزمني ) جاءنا من المستقبل .
....
الداخل والماضي والحياة ، أو اصغر من أصغر شيء ، هو تعددي أيضا وليس أحاديا أبدا .
أصغر من أصغر شيء ثلاثي البعد أيضا : حياة وزمن ومكان .
ملحق 2
الماضي والمستقبل مثل اليمين واليسار ، مزدوجة تقبل العكس بسهولة .
لكن المغالطة والمفارقة معا ، تكمن في العلاقة بين الحياة والزمن وهي متعاكسة بطبيعتها ، حيث الماضي يحدث أولا بالنسبة للحياة وبدلالتها ، والعكس بالنسبة للزمن والوقت حيث يكون المستقبل هو المصدر والبداية .
( وربما تكون المشكلة لغوية فقط ؟! ) .
....
الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الأساسية ، وهي أولية أو أشياء . بينما الحاضر والماضي والمستقبل مراحل ، وهي ثانوية أو كلمات .
والعلاقة بين المتلازمتين تمثل المشكلة اللغوية _ المشتركة بين مختلف اللغات _ وتجسدها بالتزامن .
كلمة المستقبل للتذكير ، هي تسمية للمرحلة الثالثة للحياة ، وهي نفسها تسمية للمرحلة الأولى للزمن أو الوقت .
والشيء نفسه بالنسبة للماضي ، فكلمة الماضي تسمية للمرحلة الأولى للحياة ، وهي نفس الكلمة ( الماضي ) تسمية للمرحلة الثالثة للزمن .
....
حركة مرور الوقت أو الزمن ، هل يجهلها أحد !؟
لماذا إذن لا يسأل أو يتساءل أحد ، وخاصة الفلاسفة والعلماء ، حول نوع تلك الحركة عشوائية أم منتظمة واتجاهها ثابت أم متغير وسرعتها ( التي تقيسها الساعة ) هل هي نفس سرعة الضوء كما يزعم اينشتاين !
وغيرها من الأسئلة الجديدة ، والتي تثيرها النظرية الجديدة خاصة ؟
....
حركة الواقع : طبيعتها ومكوناتها واتجاهها ( أو اتجاهاتها ) ومصدرها ليست مجهولة فقط ، بل ما تزال خارج اهتمام الفلسفة والعلم والثقافة العامة ، العالمية والمحلية على السواء .
ليس أمامي من خيار آخر ، سوى الاستمرار في عملية تحليل الواقع بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن والمكان _ بالتزامن _ مع العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .... بشكل شخصي ، وفردي .
( الأهم : ما هي حركة الواقع ؟! طبيعتها ومصدرها ومكوناته واتجاهها ) .
....
التكيف
عملية الانتقال كل فترة ، لحظة أو سنة أو قرن ، من الماضي إلى الحاضر والعكس بالتزامن ، أيضا ، الانتقال من الحاضر إلى المستقبل والعكس بالتزامن ( تقبل المرور العكسي للزمن من المستقبل إلى الماضي ) .
الحركة غير المفهومة ، وغير المعترف بها أيضا إلى اليوم ، تتمثل بتقدم المستقبل ( الزمني ) إلى الحاضر .
هذه بؤرة الاختلاف بين النظرية الجديدة وبين الثقافة الحالية _ السائدة ، العالمية والمحلية .
....
موقف زينون الأيلي والقديس أغستين من الزمن يتقدم ، معرفيا على الموقف الثقافي العالمي الحالي ، متمثلا بالفلسفة والفيزياء .
....
حركة الواقع ليست تقدمية من الخلف إلى الأمام ، وليست تراجعية من الخلف إلى الأمام . بل هي مزدوجة بالفعل ، الزمن يتراجع من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، بينما تتقدم الحياة بالعكس من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر _ المزدوج بين الحياة والزمن بطبيعته .
الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل ، وبين الزمن والحياة بالتزامن ، وهو _ الحاضر لا ينفصل عن المكان .
هذا التصور ، بحسب معرفتي ، صفحة جديدة في الثقافة العالمية .
....
الفضاء خماسي البعد .
الفضاء الرباعي : مكان _ زمن .
الفضاء الخماسي : مكان _ زمن _ حياة .
الحدث رباعي البعد سبب المشكلة ، وهو فرضية خاطئة . الحدث خماسي البعد يتوافق مع الخبرة ، ويقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
فكرة الفضاء الرباعي مضللة ، بالإضافة لكونها خطأ .
....
المعرفة هي البدء من البداية ، أو القراءة والتفسير ، والكتابة أيضا ...
لكن كيف نبدأ من البداية ؟!
ببساطة لا يمكن ذلك مطلقا ، كل بداية تتصل بالأزل .
البداية فكرة ، أو حلم ، او اتجاه ...لا أكثر .
العلاقة بين النهاية والبداية بتعبير شيمبورسكا ، أو البداية والنهاية بتعبير نجيب محفوظ " في روايته التي تحمل نفس العنوان " ، هي المشكلة الأعمق للمعرفة .
لا يمكن معرفة النهاية قبل معرفة البداية ، ليست بديهية .
أيضا لا يمكن معرفة البداية بدون معرفة النهاية ؟!
....
علاقة البداية والنهاية ، أو العكس النهاية والبداية ، ليست خطية ، أو في اتجاه واحد .
لا يمكن البدء من البداية ، ولا يمكن البدء من النهاية أيضا .
هل يعني ذلك أن كل بداية زائفة ، ولا توجد بداية حقيقية ؟!
( الصورة هي الأصل ) كتبت في أشباه العزلة ...
حدث ذلك قبل حوالي 30 سنة ، بدون أن يكون لدي أي فكرة أو تصور أنني سأصل إلى هنا يوما : النظرية الجديدة !
....
المشكلة الجديدة :
كيف يمكن أن يكون " أصغر من أصغر شيء " متعدد الأبعاد ، ثلاثة على الأقل : زمن وحياة ومكان ؟!
بالإضافة إلى مشكلة منطقية ، ربما تحلها الأعداد التخليلية :
كيف يكون الأمس اكبر من الماضي كله ؟!
....

كيف تحدث الأشياء والعلاقات بين الزمن والحياة ، بشكل خاص ....
( تكملة وخلاصة )
هل يمكن أن يكون أصغر من أصغر شيء متعدد الأبعاد ، وليس عنصرا مفردا أو بسيطا مثل الذرة أو الموجة ؟!

الفكرة السائدة حول الذرة أو الموجة ، أو الصفر ، تنطوي على مغالطة .
الموقف الثقافي الحالي ، المشترك والموروث ، يعتبر أن الذرة أو الموجة عنصرا بسيطا ومفردا .
بينما توجد على الأقل ثلاثة أنواع ، مختلفة نوعيا ، للنقطة أو الموجة أو الذرة أو الصفر : 1 _ ذرة المكان ، 2 _ ذرة الزمن ، 3 _ ذرة الحياة .
بعبارة ثانية ،
الانتقال من الموقف العقلي القديم ، الذي يتمحور حول المنطق الأحادي والفردية ، إلى الموقف العقلي التعددي _ الخماسي في الحد الأدنى يسهل عملية فهم الواقع ، والعلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة بصورة خاصة .
....
كلنا نعرف بشكل منطقي ، وعملي أيضا ، كيف تحدث الأشياء في المكان .
ولكن كيف تحدث الأشياء ، الولادة والموت مثلا ، في الزمن ( الوقت ) أو في الحياة ؟!
أعتقد أن حدوث الأشياء بين الحياة والزمن ، يتم بشكل جدلية عكسية دوما .
لكن ، لا نعرف بعد لماذا يحدث ذلك ، وكيف ؟!
وللأسف هذا السؤال ، وغيره كثير ، ما يزال خارج مجال اهتمام الثقافة العالمية .
1
خلاصة سابقة
( العلاقة بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف )
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه حقيقي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف على الموقف والمنظور والمسافة . أو بين موقف الذات وموقف الآخر ، وهو تبادلي مثل اليمين واليسار .
2 _ بالنسبة للحياة ، او الزمن ، يختلف الأمر بالفعل .
تتكشف الفكرة عبر مثال أصل الفرد ، أو بالمقارنة بين اصل الجد _ة ( الرابع وما قبل ) وبين الحفيد _ة ( الرابع وما بعد ) ...
حيث تكون ( هناك ) ثلاثية البعد والنوع ، ظاهرة بوضوح ، مقابل هنا :
_ هناك المكان ظاهرة ومباشرة ، ترتبط بالحاضر بشكل دائم ومستمر .
_ هناك الحياة بالنسبة للجد _ة ، قبل مئة سنة مثلا ، تكون في الماضي بشكل مؤكد ، عبر سلاسل الأجداد غير المنتهية ( المورثات والبنية الجسدية بالكامل تنتقل إلى الفرد الحالي عبر سلاسل الأجداد ، من الماضي ) .
_ وبالمقابل هناك الزمن أو الوقت بالنسبة للحفيد _ة معاكسة ، بعد مئة سنة مثلا ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي – لا في الحاضر ولا في الماضي _ بالطبع ) .
تتكشف الفكرة عبر مثال تطبيقي على المواليد الجدد بعد قرن ، سنة 2122 ( عبر مقارنتهم بمواليد قبل قرن ) ، زمنهم أو أعمارهم الزمنية هي الآن في المستقبل بالطبع ، أيضا نفس السنة سيكون القارئ _ة موزعا بين الماضي والمستقبل ( الفاعل والحياة في الماضي ، والفعل والأحداث في المستقبل ) .
2
كيف أدرك زينون الاليائي مشكلة الواقع ؟!
وما تزال شبه مجهولة بالنسبة لكثير من الفلاسفة والفزيائيين ...
أحجيات زينون المعروفة ، تنطوي على مفارقة ، كان زينون نفسه يجهلها على أغلب الظن .
الواقع خماسي البعد ، يتضمن الأبعاد الثلاثة للمكان ( الطول والعرض والارتفاع أو العمق ) بالإضافة إلى البعدين الأساسيين الزمن والحياة _ المتعاكسين بطبيعتهما . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا... وغيرها ؟!
ليس الواقع رباعي البعد فقط ، كما اكتشف اينشتاين .
لكن اينشتاين اكتشف نصف الحقيقية المستترة ، أو المحجوبة فقط .
بدوره ، حدس زينون يتمحور حول العلاقة بين هنا وهناك .
هناك ثلاثية البعد بشكل واضح ، ويمكن فهم ذلك من خلال التركيز والاهتمام الذاتي . هناك ثلاثة أنواع :
( هناك في المكان ، وهناك في الحياة ، وهناك في الزمن ) .
والمفارقة أن هنا نفسها ، تعددية أيضا ، ليست مفردة أو بسيطة .
هنا ثلاثة أنواع أيضا :
هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
....
لكن ، ربما ما يحدث معي الآن هو نفسه _ أو شبيه لدرجة التماثل _ مع ما حدث لأينشتاين من قبل ، حين اكتشف أن للواقع بعدا رابعا هو الزمن ؟!
ثم توقف عن البحث والتفكير ، عند ذلك الحد . وقبل الافتراض المسبق بأن الحياة والزمن واحد ، أو أنهما يتحركان بنفس الاتجاه والسرعة .
وأعتبر المسألة محلولة ومنتهية .
ربما توجد ابعاد أخرى للواقع ، سادسة وسابعة وأكثر ؟!
هذه المسألة أيضا ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
....
بالنسبة لي ، لا استطيع التخيل أن المسألة غير محلولة ، بعدما نفهم ثنائية الحياة والزمن _ المتعاكسة بطبيعتها .
الخلاصة المكررة
هل يوجد فرق حقيقي بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ؟!
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه يقارب المطابقة والفرق نسبي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف بينهما على الموقف والمنظور .
( بين موقف الذاتي وموقف الآخر ، وهو تبادلي بطبيعته ) .
2 _ لكن بالنسبة للحياة ، أو الزمن ، يختلف الأمر بالكامل .
تتكشف الفكرة ، أنواع هناك الثلاثة ، بدلالة مثال أصل الفرد :
قبل مئة سنة من الولادة مثلا ، تكون ( هناك ) الثلاثية ظاهرة بوضوح :
1 _ هناك المكان نفسها ، ترتبط بالحاضر فقط وبصورة مستمرة .
2 _ هناك الحياة ، قبل مئة سنة وأكثر من ولادة الفرد كمثال ، تكون الحياة في لماضي بشكل مؤكد عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالمورثات والبنية الجسدية التي تنتقل للفرد عبر سلاسل الأجداد ، ومن الماضي بالتأكيد ) .
3 _ هناك الزمن أو الوقت ، قبل مئة سنة من ولادة الفرد وأكثر كمثال ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي _ لا في الماضي ولا في الحاضر _ تتضح الفكرة بالكامل من خلال مثال مواليد بعد قرن مثلا سنة 2122 : زمنهم وأعمارهم ( الزمنية ) هي الآن في المستقبل بالطبع ( لا في الحاضر ولا في الماضي ) وبنفس الوقت مورثاتهم أو أعمارهم ( الحية ) هي موجود الآن .
أدعو القارئ _ة لتخيل أحد الأحفاد ، من أقربائه ، سنة 2122 .... هم موزعون حاليا بين الماضي والمستقبل :
الأجساد أو الجانب الحي من العمر ، الحياة ، في الماضي ( ضمن المورثات ) عبر سلاسل الأجداد .
بالتزامن
بقية العمر الكاملة أو الجانب الزمني من العمر ، الزمن ، في المستقبل .
أعتقد أن الصورة توضحت ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
....
هوامش وملحقات
الواقع ثنائي ، مزدوج ومتعدد بالتزامن .
بالتصنيف الثنائي ، الواقع مباشر أو موضوعي .
الواقع المباشر يختلط مع الحاضر والمكان ، ويصعب التمييز بينها ، ويمثل المرحلة بين الزمن والحياة .
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة للحياة والزمن والمكان ، مع الأزل والأبد بالتزامن .
مع أنه ناقص بالطبع ، وغير مكتمل ، أعتقد أن هذا التعريف ( الجديد ) للواقع ، يمثل إضافة حقيقية للثقافة العالمية .
....
الماضي حدث سابقا ، وهو مرحلة أولى في الحياة وثالثة في الزمن أو الوقت .
المستقبل لم يحدث بعد ، مرحلة ثالثة في الحياة وأولى في الزمن .
بينما الحاضر مرحلة ثانية ، ومزدوجة عكسية ، في الحياة بعد الماضي وفي الزمن بعد المستقبل .
الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الثلاثة ، والحاضر والماضي والمستقبل تسميات لمراحلها المتعاقبة ( العكسية بين الحياة والزمن ) .
....
العلاقة ثلاثة أنواع ، وأشكال لا تحصى ...
1 _ علاقة زمنية أو وقتية .
2 _ علاقة حياتية وإنسانية خاصة .
3 _ علاقة مكانية .
العلاقة الزمنية كمثال ، هي الأكثر غموضا ، وما تزال شبه مجهولة .
علاقة المكان واضحة ، ومباشرة .
علاقة الحياة متوسطة .
الفكرة ما تزال بمرحلة الحوار المفتوح ، والتفكير بصوت مسموع .
....
الحياة والمكان والزمن ....
المكان كل شيء ، مع ما نجهل أيضا .
( المكان أو الاحداثية تسميتان جديدتان للكون ) .
الحياة مركز المكان وداخله .
الزمن محيط المكان وخارجه .
الخلاصة مع المتلازمة الثانية :
الماضي داخل الحياة ، وبدايتها .
المستقبل خارج الحياة ومحيطها .
والحاضر مرحلة ثانية ، ومتعاكسة ، بالنسبة لكل من الحياة والزمن .
....
المفارقة أن هنا ، هي نفسها هناك بالنسبة للزمن والحياة ، أو المكان . وهي أيضا مركبة وتعددية .
المظهر البسيط ، والمفرد ( ل هنا ) على خلاف ( هناك ) زائف ، وغير حقيقي وهذا ما يتضمنه حدس زينون بالفعل حول طبيعة الحركة وأنواعها .
هذه الفكرة أيضا غير مكتملة ، وتحتاج إلى المزيد من الوقت ( أو الزمن ) والاهتمام والحوار المفتوح ....
....
هناك ثلاثة أنواع ...
1 _ هناك المكانية 2 _ هناك الحياتية 3 _ هناك الزمنية .
أي حدث في الماضي ، أو المستقبل ، يتمثل بالثلاثة بسهولة ووضوح .
لكن المشكلة في الحاضر ، عدم وضوح الحاضر وأبعاده الثلاثة الزمن والحياة والمكان .
شكرا زينون ...
بيني وبينك نفس المسافة الزمنية ، مع من سيحلها بالفعل ...؟!
....
المشكلة التي اكتشفها زينون ما تزال بدون حل ، النظرية الجديدة أول محاولة جادة لحلها ( بشكل علمي ) ، بحسب معرفتي .
زينون اكتشف المشكلة ، ولم يفهم أبعادها المختلفة والمتنوعة .
تتكشف المشكلة عبر المقارنة بين هنا وهناك .
هنا بسيطة ومفردة كما تبدو لأول وهلة ، وهناك مركبة ومتعددة .
هنا نقطة ثلاثية تتضمن الحياة والزمن والمكان ، مثل هناك .
والمشكلة زائفة ، وغير حقيقية . لكن ذلك لا يتكشف قبل حلها .
....
المسافة بين لحظة الولادة وبين الأزل سلبية ، أو تخيلية .
والعكس تماما ، بالنسبة للمسافة المقابلة بين لحظة الولادة والأبد .
هذه الفكرة ، الخبرة ، خلاصة أيضا للنظرية الجديدة . بدون فهمها بشكل عاطفي وتجريبي معا ، يصعب فهم النظرية كما أتصور .
الفهم العاطفي _ التجريبي معا ، يتضمن الخبرة .
مثال على الفرق بين نوعي الفهم : النظري والفكري فقط ، أو الفهم التكاملي ، العاطفي والتجريبي بالإضافة إلى الفهم النظري ....
السباحة أو قيادة السيارة .
يمكن قيادة السيارة ، أو السباحة ، بدون الفهم الفكري . والعكس صحيح أيضا يمكن معرفة كل شيء نظري عن السباحة وقيادة السيارة وبدون اكتساب الخبرة العملية .
الفرق بين نوعي الفهم ، ليس بسيطا وواضحا كما يبدو للوهلة الأولى .
....
البداية والنهاية أو السبب والنتيجة أو الأصل والمصير ، علاقة تسلسلية بين مرحلة 1 ومرحلة 2 . وهي بالنسبة للمكان ظاهرة ، ومباشرة . لكن يختلف الأمر بالنسبة للزمن والحياة ، حيث التزامن بدل التسلسل ...
الأزل والأبد مثلا ، العلاقة بينهما تزامنية وليست تسلسلية .
....
علاقة التناظر بين الماضي والمستقبل ، تنطوي على مغالطة ومفارقة ... يمكن فهمها ، لكن بدلالة الحياة والزمن . وبعد فهم العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن على وجه الخصوص .
بكلمات أخرى ،
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، بينما الماضي أو المستقبل تسميتان لمرحلة في الحياة أو الزمن .
أعتقد أنني ناقشتها كفاية ، بشكل تفصيلي ومتكرر ، وممل أيضا .
....
ملحق صغير وهامش

ما الذي نعرفه عن الواقع ، مقارنة مع القرن الماضي وما سبقه ؟!
كيف يمكن أن يكون الماضي ، أصغر من أصغر شيء ، متعدد الأبعاد ؟!
ثلاثة على الأقل : حياة وزمن ومكان ....
سأناقش هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، خلال الفصول القادمة .
....
لنتأمل قليلا ، بوضع المعرفة خلال القرون الثلاثة السابقة ، مقارنة بمعارفنا الحالية _ المعرفة العلمية _ لهذه السنة الثانية من العقد الثاني للقرن 22 ؟!
بالكاد نعرف التمييز الأولي بين الجهل والمعرفة .
هل تعرف –ي الموقف الحقيقي لزوجك _ت أو اصدقائك وإخوتك منك ؟!
من عشرة أعطي لنفسي القيمة التقريبية بين 2 و 4 من عشرة على الكثر .
ماذا عنك ، بصدق ؟!
....
العلاقة ثلاثية الأبعاد ، مكانية وزمنية وحياتية ، وما تزال شبه مجهولة .
العلاقة المكانية ظاهرة ، ومفهومة بشكل مباشر للإنسان وبقية الأحياء .
العلاقة الزمنية والحياة والمكان واحدة بالنسبة لبقية الأحياء ، عدا الانسان .
العلاقة الزمنية مشكلة الانسان المزمنة ،... مشكلة المعرفة والوعي معا .
....
تتكشف العلاقة الزمنية بين الماضي والمستقبل ، ومثلها علاقات الحياة .
علاقات المكان تتمثل في الحاضر ، وبدلالة الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
....
....

( تكملة وخلاصة )
كيف تحدث الأشياء والعلاقات بين الزمن والحياة ، بشكل خاص ....

هل يمكن أن يكون أصغر من أصغر شيء متعدد الأبعاد ، وليس عنصرا مفردا أو بسيطا مثل الذرة أو الموجة ؟!
الفكرة السائدة حول الذرة أو الموجة ، أو الصفر ، تنطوي على مغالطة .
الموقف الثقافي الحالي ، المشترك والموروث ، يعتبر أن الذرة أو الموجة عنصرا بسيطا ومفردا .
بينما توجد على الأقل ثلاثة أنواع ، مختلفة نوعيا ، للنقطة أو الموجة أو الذرة أو الصفر : 1 _ ذرة المكان ، 2 _ ذرة الزمن ، 3 _ ذرة الحياة .
بعبارة ثانية ،
الانتقال من الموقف العقلي القديم ، الذي يتمحور حول المنطق الأحادي والفردية إلى الموقف العقلي التعددي _ الخماسي في الحد الأدنى ، يسهل عملية فهم الواقع ، والعلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة بصورة خاصة .
....
كلنا نعرف بشكل منطقي ، وعملي أيضا ، كيف تحدث الأشياء في المكان .
ولكن كيف تحدث الأشياء ، الولادة والموت مثلا ، في الزمن ( الوقت ) أو في الحياة ؟!
أعتقد أن حدوث الأشياء بين الحياة والزمن ، يتم بشكل جدلية عكسية دوما .
لكن ، لا نعرف بعد لماذا يحدث ذلك ، وكيف ؟!
وللأسف هذا السؤال ، وغيره كثير ، ما يزال خارج مجال اهتمام الثقافة العالمية .
1
خلاصة سابقة
( العلاقة بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف )
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه حقيقي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف على الموقف والمنظور والمسافة . أو بين موقف الذات وموقف الآخر ، وهو تبادلي مثل اليمين واليسار .
2 _ بالنسبة للحياة ، او الزمن ، يختلف الأمر بالفعل .
تتكشف الفكرة عبر مثال أصل الفرد ، أو بالمقارنة بين اصل الجد _ة ( الرابع وما قبل ) وبين الحفيد _ة ( الرابع وما بعد ) ...
حيث تكون ( هناك ) ثلاثية البعد والنوع ، ظاهرة بوضوح ، مقابل هنا :
_ هناك المكان ظاهرة ومباشرة ، ترتبط بالحاضر بشكل دائم ومستمر .
_ هناك الحياة بالنسبة للجد _ة ، قبل مئة سنة مثلا ، تكون في الماضي بشكل مؤكد ، عبر سلاسل الأجداد غير المنتهية ( المورثات والبنية الجسدية بالكامل تنتقل إلى الفرد الحالي عبر سلاسل الأجداد ، من الماضي ) .
_ وبالمقابل هناك الزمن أو الوقت بالنسبة للحفيد _ة معاكسة ، بعد مئة سنة مثلا ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي – لا في الحاضر ولا في الماضي _ بالطبع ) .
تتكشف الفكرة عبر مثال تطبيقي على المواليد الجدد بعد قرن ، سنة 2122 ( عبر مقارنتهم بمواليد قبل قرن ) ، زمنهم أو أعمارهم الزمنية هي الآن في المستقبل بالطبع ، أيضا نفس السنة سيكون القارئ _ة موزعا بين الماضي والمستقبل ( الفاعل والحياة في الماضي ، والفعل والأحداث في المستقبل ) .
2
كيف أدرك زينون الاليائي مشكلة الواقع ؟!
وما تزال شبه مجهولة بالنسبة لكثير من الفلاسفة والفزيائيين ...
أحجيات زينون المعروفة ، تنطوي على مفارقة ، كان زينون نفسه يجهلها على أغلب الظن .
الواقع خماسي البعد ، يتضمن الأبعاد الثلاثة للمكان ( الطول والعرض والارتفاع أو العمق ) بالإضافة إلى البعدين الأساسيين الزمن والحياة _ المتعاكسين بطبيعتهما . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا... وغيرها ؟!
ليس الواقع رباعي البعد فقط ، كما اكتشف اينشتاين .
لكن اينشتاين اكتشف نصف الحقيقية المستترة ، أو المحجوبة فقط .
بدوره ، حدس زينون يتمحور حول العلاقة بين هنا وهناك .
هناك ثلاثية البعد بشكل واضح ، ويمكن فهم ذلك من خلال التركيز والاهتمام الذاتي . هناك ثلاثة أنواع :
( هناك في المكان ، وهناك في الحياة ، وهناك في الزمن ) .
والمفارقة أن هنا نفسها ، تعددية أيضا ، ليست مفردة أو بسيطة .
هنا ثلاثة أنواع أيضا :
هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
....
لكن ، ربما ما يحدث معي الآن هو نفسه _ أو شبيه لدرجة التماثل _ مع ما حدث لأينشتاين من قبل ، حين اكتشف أن للواقع بعدا رابعا هو الزمن ؟!
ثم توقف عن البحث والتفكير ، عند ذلك الحد . وقبل الافتراض المسبق بأن الحياة والزمن واحد ، أو أنهما يتحركان بنفس الاتجاه والسرعة .
وأعتبر المسألة محلولة ومنتهية .
ربما توجد ابعاد أخرى للواقع ، سادسة وسابعة وأكثر ؟!
هذه المسألة أيضا ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
....
بالنسبة لي ، لا استطيع التخيل أن المسألة غير محلولة ، بعدما نفهم ثنائية الحياة والزمن _ المتعاكسة بطبيعتها .
الخلاصة المكررة
هل يوجد فرق حقيقي بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ؟!
1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه يقارب المطابقة والفرق نسبي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف بينهما على الموقف والمنظور .
( بين موقف الذاتي وموقف الآخر ، وهو تبادلي بطبيعته ) .
2 _ لكن بالنسبة للحياة ، أو الزمن ، يختلف الأمر بالكامل .
تتكشف الفكرة ، أنواع هناك الثلاثة ، بدلالة مثال أصل الفرد :
قبل مئة سنة من الولادة مثلا ، تكون ( هناك ) الثلاثية ظاهرة بوضوح :
1 _ هناك المكان نفسها ، ترتبط بالحاضر فقط وبصورة مستمرة .
2 _ هناك الحياة ، قبل مئة سنة وأكثر من ولادة الفرد كمثال ، تكون الحياة في لماضي بشكل مؤكد عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالمورثات والبنية الجسدية التي تنتقل للفرد عبر سلاسل الأجداد ، ومن الماضي بالتأكيد ) .
3 _ هناك الزمن أو الوقت ، قبل مئة سنة من ولادة الفرد وأكثر كمثال ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي _ لا في الماضي ولا في الحاضر _ تتضح الفكرة بالكامل من خلال مثال مواليد بعد قرن مثلا سنة 2122 : زمنهم وأعمارهم ( الزمنية ) هي الآن في المستقبل بالطبع ( لا في الحاضر ولا في الماضي ) وبنفس الوقت مورثاتهم أو أعمارهم ( الحية ) هي موجود الآن .
أدعو القارئ _ة لتخيل أحد الأحفاد ، من أقربائه ، سنة 2122 .... هم موزعون حاليا بين الماضي والمستقبل :
الأجساد أو الجانب الحي من العمر ، الحياة ، في الماضي ( ضمن المورثات ) عبر سلاسل الأجداد .
بالتزامن
بقية العمر الكاملة أو الجانب الزمني من العمر ، الزمن ، في المستقبل .
أعتقد أن الصورة توضحت ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
....
هوامش وملحقات
الواقع ثنائي ، مزدوج ومتعدد بالتزامن .
بالتصنيف الثنائي ، الواقع مباشر أو موضوعي .
الواقع المباشر يختلط مع الحاضر والمكان ، ويصعب التمييز بينها ، ويمثل المرحلة بين الزمن والحياة .
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة للحياة والزمن والمكان ، مع الأزل والأبد بالتزامن .
مع أنه ناقص بالطبع ، وغير مكتمل ، أعتقد أن هذا التعريف ( الجديد ) للواقع ، يمثل إضافة حقيقية للثقافة العالمية .
....
الماضي حدث سابقا ، وهو مرحلة أولى في الحياة وثالثة في الزمن أو الوقت .
المستقبل لم يحدث بعد ، مرحلة ثالثة في الحياة وأولى في الزمن .
بينما الحاضر مرحلة ثانية ، ومزدوجة عكسية ، في الحياة بعد الماضي وفي الزمن بعد المستقبل .
الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الثلاثة ، والحاضر والماضي والمستقبل تسميات لمراحلها المتعاقبة ( العكسية بين الحياة والزمن ) .
....
العلاقة ثلاثة أنواع ، وأشكال لا تحصى ...
1 _ علاقة زمنية أو وقتية .
2 _ علاقة حياتية وإنسانية خاصة .
3 _ علاقة مكانية .
العلاقة الزمنية كمثال ، هي الأكثر غموضا ، وما تزال شبه مجهولة .
علاقة المكان واضحة ، ومباشرة .
علاقة الحياة متوسطة .
الفكرة ما تزال بمرحلة الحوار المفتوح ، والتفكير بصوت مسموع .
....
الحياة والمكان والزمن ....
المكان كل شيء ، مع ما نجهل أيضا .
( المكان أو الاحداثية تسميتان جديدتان للكون ) .
الحياة مركز المكان وداخله .
الزمن محيط المكان وخارجه .
الخلاصة مع المتلازمة الثانية :
الماضي داخل الحياة ، وبدايتها .
المستقبل خارج الحياة ومحيطها .
والحاضر مرحلة ثانية ، ومتعاكسة ، بالنسبة لكل من الحياة والزمن .
....
المفارقة أن هنا ، هي نفسها هناك بالنسبة للزمن والحياة ، أو المكان . وهي أيضا مركبة وتعددية .
المظهر البسيط ، والمفرد ( ل هنا ) على خلاف ( هناك ) زائف ، وغير حقيقي وهذا ما يتضمنه حدس زينون بالفعل حول طبيعة الحركة وأنواعها .
هذه الفكرة أيضا غير مكتملة ، وتحتاج إلى المزيد من الوقت ( أو الزمن ) والاهتمام والحوار المفتوح ....
....
هناك ثلاثة أنواع ...
1 _ هناك المكانية 2 _ هناك الحياتية 3 _ هناك الزمنية .
أي حدث في الماضي ، أو المستقبل ، يتمثل بالثلاثة بسهولة ووضوح .
لكن المشكلة في الحاضر ، عدم وضوح الحاضر وأبعاده الثلاثة الزمن والحياة والمكان .
شكرا زينون ...
بيني وبينك نفس المسافة الزمنية ، مع من سيحلها بالفعل ...؟!
....
المشكلة التي اكتشفها زينون ما تزال بدون حل ، النظرية الجديدة أول محاولة جادة لحلها ( بشكل علمي ) ، بحسب معرفتي .
زينون اكتشف المشكلة ، ولم يفهم أبعادها المختلفة والمتنوعة .
تتكشف المشكلة عبر المقارنة بين هنا وهناك .
هنا بسيطة ومفردة كما تبدو لأول وهلة ، وهناك مركبة ومتعددة .
هنا نقطة ثلاثية تتضمن الحياة والزمن والمكان ، مثل هناك .
والمشكلة زائفة ، وغير حقيقية . لكن ذلك لا يتكشف قبل حلها .
....
المسافة بين لحظة الولادة وبين الأزل سلبية ، أو تخيلية .
والعكس تماما ، بالنسبة للمسافة المقابلة بين لحظة الولادة والأبد .
هذه الفكرة ، الخبرة ، خلاصة أيضا للنظرية الجديدة . بدون فهمها بشكل عاطفي وتجريبي معا ، يصعب فهم النظرية كما أتصور .
الفهم العاطفي _ التجريبي معا ، يتضمن الخبرة .
مثال على الفرق بين نوعي الفهم : النظري والفكري فقط ، أو الفهم التكاملي ، العاطفي والتجريبي بالإضافة إلى الفهم النظري ....
السباحة أو قيادة السيارة .
يمكن قيادة السيارة ، أو السباحة ، بدون الفهم الفكري . والعكس صحيح أيضا يمكن معرفة كل شيء نظري عن السباحة وقيادة السيارة وبدون اكتساب الخبرة العملية .
الفرق بين نوعي الفهم ، ليس بسيطا وواضحا كما يبدو للوهلة الأولى .
....
البداية والنهاية أو السبب والنتيجة أو الأصل والمصير ، علاقة تسلسلية بين مرحلة 1 ومرحلة 2 . وهي بالنسبة للمكان ظاهرة ، ومباشرة . لكن يختلف الأمر بالنسبة للزمن والحياة ، حيث التزامن بدل التسلسل ...
الأزل والأبد مثلا ، العلاقة بينهما تزامنية وليست تسلسلية .
....
علاقة التناظر بين الماضي والمستقبل ، تنطوي على مغالطة ومفارقة ... يمكن فهمها ، لكن بدلالة الحياة والزمن . وبعد فهم العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن على وجه الخصوص .
بكلمات أخرى ،
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، بينما الماضي أو المستقبل تسميتان لمراحل في الحياة أو الزمن .
أعتقد أنني ناقشتها كفاية ، بشكل تفصيلي ومتكرر ، وممل أيضا .
.....
.....

هوامش وملحقات _ القسم الثاني
خلاصة مكثفة

المستقبل أمامنا ...
كيفما اتجهنا ، يبقى المستقبل أمامنا .
هناك _ في البعيد الخارجي .
والماضي خلفنا ...
كيفما تحركنا أو اتجهنا ، يبقى الماضي خلفنا وورائنا .
هناك _ في البعيد الداخلي .
الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا ، والحاضر بينهما .
....
هذه الخلاصة المنطقية ، قد تكون صحيحة وحقيقية
وقد تكون خطأ ، وتنطوي على مغالطة يصعب كشفها اليوم .
....
المكان والزمن والحياة ، أبعاد الواقع الثلاثة ...
ثلاثة أنواع أو اشكال من الطاقة .
طاقة المكان محايدة أو صفرية ، عامل التوازن والاستقرار الكوني
طاقة الزمن سلبية ، وتنحسر من المستقبل إلى الماضي
طاقة الحياة موجبة ، وتتمدد من الماضي للمستقبل
كيف ولماذا ...
أسئلة بعهدة المستقبل والأجيال القادمة ؟!
....

النظرية الجديدة _ بصياغة ثانية وأوسع

الجزء الأول

1
هل تساءلت مرة ، أو سألت نفسك هذا السؤال :
ما هو الواقع : طبيعته وحدوده ومكوناته ؟
أقترح عليك محاولة التفكير بالجواب الصحيح أو المنطقي ، بهدوء وتعمق لبعض الوقت ، قبل متابعة القراءة .
....
الماضي والمستقبل مرحلة أولى أو ثالثة ، لا يمكن أن يكونا مرحلة ثانية .
ذلك مصدر الخطأ والخلط بفهم الواقع ، والزمن خاصة .
....
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
سؤال ستيفن هوكينغ الشهير .
قد تكون المشكلة بالسؤال لغوية فقط ، وربما يكون الخطأ في الترجمة ، أو في أصل العبارة ، كما طرحها ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير تاريخ موجز للزمن .
أعتقد أن الصيغة الأنسب للسؤال :
لماذا نتذكر الماضي بسهولة ، ولا يمكننا تذكر المستقبل بالمقابل ؟
2
اليوم ، أو الدقيقة والساعة أو السنة والقرن ، ثلاثة أنواع :
1 _ يوم الزمن أو الوقت ، ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا .
2 _ يوم الحياة يعاكس يوم الزمن ، وينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . هذه الفكرة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
3 _ يوم المكان ثابت ، يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
.....
مثال تطبيقي
اليوم الحالي كمثال ، أو غيره ، طبيعته وحدوده ومكوناته ؟
اليوم خلال كتابة هذه الكلمات ( 3 / 8 / 2022 ) : محصلة الأمس والغد ، قبل وبعد 24 ساعة ، ومثله كل يوم قادم صورة طبق الأصل .
الجانب الحي لليوم ( أو مضاعفاته كالسنة والقرن أو أجزائه كالساعة والدقيقة ) يأتي من الأمس والماضي ، والجانب الزمني أو الوقتي يأتي بالعكس من الغد والمستقبل ، والجانب المكاني نفسه .
هذه الفكرة الثلاثية ظاهرة ومباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، بأي نقطة في العالم ، وتقبل التعميم بالكون كما أعتتقد .
1 _ طبيعة اليوم
2 _ حدود اليوم
3 _ مكونات اليوم
....
( 1 )
طبيعة اليوم
اليوم ، ومثله كل فترة أو مرحلة طويلة أو قصيرة ، ثلاثة أنواع :
1 _ يوم الحياة .
ينطلق من الأمس إلى الغد ، عبر اليوم .
يمكن للقارئ _ة اختبار الفكرة دوما ، وبلا استثناء .
يتمثل يوم الحياة بالفاعل ( الإنساني ) أو غيره .
2 _ يوم الزمن أو الوقت .
يتجه بعكس يوم الحياة ، من الغد إلى اليوم .
( أيضا يمكن فهم الفكرة ، واختبارها أيضا عبر التبصر الذاتي ) .
3 _ يوم المكان .
يتكرر هو نفسه ، في الماضي أو الحاضر أو المستقبل .
....
( 2 )
حدود اليوم
الحالي ، أو غيره أيضا ، تتمثل بالماضي ويوم الأمس بالنسبة لمصدر الجانب الحي من اليوم ، وبالعكس بالنسبة لمصدر الجانب الزمني لليوم ، حيث حدود ومصدر الوقت من المستقبل والغد .
بكلمات أخرى ، توجد ثلاثة مواقف حالية من اليوم ( أي يوم ) :
1 _ الموقف الثقافي الحالي ، السائد والمشترك على مستوى العالم ، يعتبر أن حركة اليوم ( الحالي او الأمس او الغد ، هي نفسها ) :
الأمس يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الغد .
2 _ الموقف الثقافي الحديث ، أفضل من يمثله الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، يشاركه بعض الفلاسفة والشعراء :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس .
3 _ الموقف الجديد ، أو موقف النظرية الجديدة :
كلا الموقفين السابقين يمثل نصف الحقيقة فقط :
بالنسبة للحياة :
الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد .
بالنسبة للوقت أو الزمن ، بالعكس :
الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس .
....
( 3 )
مكونات اليوم
الزمن والحياة والمكان ، بالتزامن مع الحاضر والماضي والمستقبل ، تمثل مكونات اليوم الحالي _ وكل يوم جديد خاصة .
....
تلك هي خلاصة النظرية الجديدة ، باختصار شديد .
ومن المهم تذكر الظواهر ، المشكلات ، الثلاثة :
1 _ العمر .
يولد الانسان بعمر الصفر ، وبقية العمر الكاملة .
ويموت بالعكس ، حيث تتناقص بقية العمر للصفر ، مع اكتمال العمر .
2 _ موقع اليوم الحالي ، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل ؟
يمثل اليوم الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويمثل الماضي بالنسبة لمنن لم يولدا بعد ، ويمثل المستقبل بالنسبة للموتى .
3 _ اصل الفرد ، قبل ولادته بقرن مثلا .
أقترح على القارئ _ة مقارنة بين ثلاثة أجيال :
_ الجيل الحالي ، يتمثل بمواليد العام الحالي 2022 .
_ الجيل الماضي ، يتمثل بمواليد العام 1922 .
_ الجيل القادم ، يتمثل بمواليد العام 2122 .
هذه الأفكار ، وغيرها أيضا ، ناقشتها بشكل موسع في المخطوطات السابقة وخاصة ( الكتاب الخامس ، والسادس ) .
....
بالنسبة للعلاقة بين الوقت أو الزمن ، هي نفسها الكلمة ( أو المصطلح ) خلال الوجود الإنساني .
ربما يكون الزمن وجد قبل الحياة والانسان ؟
ويبقى بعدهما ؟
هذه المسألة ( طبيعة الزمن ، أو الوقت ، والعلاقة الحقيقية بينهما ، غير محلولة إلى اليوم ، بحسب معلوماتي .
3
الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته بعد الماضي ، في الحياة وعبرها ، وبعد المستقبل ، في الزمن والوقت .
هذه الفكرة ، الخبرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أيضا في كل لحظة ، يتحول الحاضر إلى ماض ومستقبل ، بالتزامن مع تحول _ الماضي والمستقبل _ إلى الحاضر .
هذه الفكرة ، الأفكار ، خلاصة النظرية الجديدة ، وقد ناقشتها في المخطوطات _ الخامس والسادس _ خاصة .
وناقشتها أيضا بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الجزء 2

حركة الواقع تشبه ألعاب الخفة ، حركة الثلاث ورقات خاصة
( يمكن فهم حركة الواقع بالفعل ، لكن مع التركيز والاهتمام المتكامل )

ثلاثة ظواهر مشتركة ، ومنفصلة بالتزامن .
1 _ الماضي الجديد .
2 _ المستقبل القديم .
3 _ الحاضر المستمر .
تشترك في الحدود ، والموقع ، وتختلف في الاتجاه والاشارة .
....
تتمثل الظواهر الثلاثة بالعمر الفردي ، ويمكن فهم ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن ، كما سيتكشف من خلال النص .
1
الزمن الشخصي ، أو العمر الفردي ، ثلاثي البعد بطبيعته ، وبالتزامن حاضر ومستقبل وماض .
ويمكن تعريفه ، وتحديده ، عبر المتلازمة الثانية مكان وزمن وحياة .
والسؤال المعلق منذ عشرات القرون : كيف يحدث ذلك ؟
مع أنني ناقشت ذلك سابقا ، لكن لدي اليوم بعض الإضافة والتعديل ، وهي مهمة كما أعتقد لفهم الواقع مع البرهان المنطقي .
....
تتمثل المشكلة اللغوية بعدة مستويات ، منها نقص عدد الكلمات والمصطلحات عن عدد الأشياء أو الأفكار أو المشاعر ، وأحيانا العكس ، يكون للشيء نفسه تسميات ، عديدة ، ومتنوعة مما يشوش على الفهم ( الزائد أخو الناقص ) . لكن المشكلة الأهم كما أعتقد ، تتمثل بالعلاقة بين المتلازمتين : الماضي والحاضر والمستقبل مع الحياة والمكان والزمن ، وتتعقد المسألة أكثر بعد فهم الظواهر الثلاثة :
الماضي الجديد ، والمستقبل القديم والحاضر المستمر .
2
فكرة الحاضر المستمر ظاهرة ، ومباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
( أدعوك لتأمل عمرك الشخصي ، بهدوء ، كمثال تطبيقي ) .
الحاضر المستمر ، ربما يمثل الكون كله ، لا المجموعة الشمسية فقط .
أبسط تمثيل للحاضر المستمر العمر الفردي ، بين الولادة والموت .
....
الحاضر المستمر ، يجسد محور الغموض والتشويش .
نحن لا نعرف سوى الحاضر .
وهذه مقولة التنوير الروحي ، والتي يعتنقها عدد كبير من الفيزيائيين والفلاسفة من مختلف الثقافات واللغات ، ابرزهم أينشتاين .
موقف أينشتاين من الزمن ، يختلف جذريا عن نيوتن ، حيث يركز على الحاضر ويهمل الماضي والمستقبل ، بينما فعل نيوتن العكس كما هو معروف ، ولا أعتقد أن هذه الفكرة التي ناقشتها مرات عديدة _ في المخطوطات وفي نصوص مستقلة منشورة على الحوار المتمدن _ تحتاج إلى الشرح أو البرهان ، او المراجع .
....
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين عمرك الحالي ، تمثل الحاضر المستمر وتجسده بنفس الوقت .
الحاضر المستمر مزدوج التكوين ، والاتجاه ، بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل بالتزامن .
( وهذه بؤرة اللغز ، لكن يمكن فهمها بشكل منطقي وتجريبي معا ، بدلالة الماضي الجديد ، والمستقبل القديم ) .
3
المستقبل القديم واضح ، ويمكن ملاحظته مباشرة عبر الاستبصار الذاتي .
مثلا سنة 2021 ، السنة السابقة ، مرت عبر ثلاثة مراحل :
1 _ المرحلة الأولى ، سنة 2020 وما قبلها ، كانت سنة 2021 في المستقبل ( الجديد ) ، وكانت تمثل المستقبل بالفعل .
2 _ المرحلة الثانية ، تتمثل بسنة 2021 نفسها .
كانت تمثل الحاضر ، وتجسده بالتزامن .
3 _ المرحلة الثالثة ، والأخيرة ربما ، بعدما تجاوزتها حركة الواقع .
سنة 2021 مثال تطبيقي على المستقبل القديم ، وينطبق على كل لحظة أو سنة أو قرن .
اتجاه المستقبل القديم :
الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يتحول إلى الأمس ....
أو
المستقبل يتحول إلى الحاضر ، والحاضر يتحول إلى الماضي .
4
الماضي الجديد .
الماضي الجديد نظير المستقبل القديم ، ويعاكسه تماما .
اتجاه الماضي الجديد :
الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد ..
أو
الماضي يتحول إلى الحاضر ، والحاضر يصير المستقبل .
....
....
خلاصة الخلاصة
العمر الفردي ، أو المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، يتمثل عبر ثلاثة صيغ مختلفة ومشتركة بالحدود بالتزامن :
1 _ الماضي الجديد .
ينطلق من الماضي إلى المستقبل .
( بين لحظة الولادة ولحظة الموت ) .
2 _ المستقبل القديم .
ينطلق من المستقبل إلى الماضي .
( بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، وبعكس اتجاه الماضي الجديد ) .
3 _ الحاضر المستمر .
وهو ثنائي الاتجاه ، أو ثنائي القطب .
( حركة مزدوجة ، تبادلية وعكسية :
من الحياة والماضي إلى المستقبل ...
بالتزامن مع نقيضها _ الحركة العكسية
من الزمن والمستقبل إلى الماضي ... )
يمكن تشبيه الحاضر المستمر ، بحركة سيارتين بالتزامن ، تتعاكسان بالإشارة والاتجاه وتتساويان بالقيمة .
....
ملحق
مثال جديد ، وحاسم ، للعلاقة بين الحياة والزمن :
أي فرد ، أو شيء أو حدث ، عمره اليوم الحالي ( 8 / 9 / 2022 ) عشر سنوات مثلا ، يكون بشكل مؤكد قد ولد ( او نشأ أو تشكل ) سنة 2012 .
وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أيضا ،
أي فرد ، او حدث أو شيء ، عمره اليوم عشر سنوات يعني _ وبشكل مؤكد _ أن بقية عمره قد نقصت عشر سنوات بالفعل .
بعبارة ثالثة ،
ظاهرة العمر المزدوج بين الحياة والزمن ، تفسر العلاقة بينهما ، الجدلية العكسية ، وتصلح كبرهان حاسم عليها أيضا _ علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) .
يتزايد العمر بدلالة الحياة ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت . والعكس صحيح أيضا ، بالتزامن تتناقص بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر لحظة الموت .
بكلمات أخرى ،
العلاقة بين الحياة والزمن تتمثل ، وتتجسد ، بالعلاقة بين مستقيمين متوازيين ومتعاكسين ( لا يلتقيان ولا يقتربان ولا يبتعدان أبدا ) .
....
هذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
كما تقبل التطبيق على أي فرد ، أو حدث أو شيء ، الأمر الذي يرفعها إلى مستوى القانون العلمي .
مثال تطبيقي :
أي شيء ، او حدث أو فرد ، عمره الحالي هو نفسه نقص من بقية عمره ، بلا زيادة أو نقصان .
بعبارة ثانية ، الفرق بين البداية والنهاية ، يختلف بدلالة الزمن عنه بدلالة الحياة . بقية العمر هي الزمن أو الوقت ، نوع من الرصيد المحدد ، مع أنه احتمالي ويختلف بين فرد وآخر . بينما العمر الحالي أو الكامل هو الحياة ، أو أحد أشكال الحياة ( للنبات أو الحيوان أو الانسان ) . والعلاقة بينهما ثابتة ، جدلية عكسية ، وتتكرر بشكل دوري خلال عمر الفرد أو الشيء .
بعبارة ثالثة ،
بالنسبة للمكان والحياة ، الماضي يحدث أولا ، والحاضر ثانيا والمستقبل ثالثا وأخيرا . بينما يحدث العكس بالنسبة للزمن ، حيث يبدأ المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا .
الحدث زمن وحياة ومكان بالتزامن ، ويمكن بشكل مباشر ، عبر التركيز والتبصر الذاتي تبين الاتجاه المزدوج للحدث دوما : حيث الحياة ( أو الحدث الحي والفاعل ) تتجه من الحاضر إلى الغد والمستقبل ، بالتزامن يحدث العكس بالنسبة للوقت أو الزمن ، أو الحدث الزمني والفعل يتجه من الحاضر إلى الماضي . وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الأرض .
أعتقد أن هذه المناقشة تكفي لفهم الشخص فوق المتوسط ، بمستوى الذكاء والحساسية ، للعلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن .
....
....
هوامش وملحقات _ القسم الثالث

النسبية ، والحقائق الموضوعية
( بين أريك فروم واينشتاين وبرتراند رسل ، ت زكي نجيب محمود )

إلى هيثم سليمان
( لو كنا نعرف قبل عشرين سنة ..ما نعرفه اليوم )
....
فكرة الموضوعية كموقف وسلوك ، أيضا التواضع ، تنسجم مع الكذب الإيجابي ، وتتناقض مع الصدق النرجسي والسلبي بالطبع .
الموضوعية ، كمقابل للذاتية ، حقيقة صعبة الفهم والتقبل ، وينكرها الكثير من البشر في الحياة اليومية والاعتيادية . ويكتفون كبديل عنها ( بالنسبوية ) ، مثالها يكشفه بوضوح كتاب برتراند راسل " الفلسفة " أو " الفلسفة بنظرة علمية " ، كما يلخصه ويقدمه مشكورا د زكي نجيب محمود سنة 1960 .
....
يصعب على الطفل الصغير أن يرسم الشجرة القريبة أصغر من البناية البعيدة ، في طرف اللوحة . لأنه يعتبر أن ما يراه هو الحقيقة _ بكل لحظة _ وليس ما يعرفه ويكتسبه بالتعلم والخبرة . بينما يميز الكبار بين الأشياء كما تبدو عليه عبر النظر فقط ، وكما هي عليه في الواقع وبدلالة النظر واللمس معا .
بكلمات أخرى ،
لا يحتاج الكبار للتفكير والاستدلال كل لحظة ، لكي يميزوا بالفعل بين حقيقة الشيء ، وبين كيفية ظهوره بأشكال مختلفة وبحسب زوايا النظر والقرب والبعد ، وغيرها من العوامل التي تشوش المشاهدة . ويفسر ذلك بالعلاقة بين النظر واللمس ، بالإضافة للتعلم والخبرة المكتسبة .
....
المثال الأهم تقدمه خبرة الرسم ، إذا يفرق الرسام بين ما يراه وبين ما يعرفه بواسطة الاستدلال والخبرة والتعلم . بينما يصعب ذلك على الطفل الصغير ، وعلى من يجهل قوانين الرسم أيضا .
الموضوعية تمثل الفكرة ، كمقابل للذاتية .
الطفل الصعير ذاتي فقط ، يتعلم الموضوعية مع النضج والخبرة المكتسبة . وهذا التعلم الضروري يمكن أن يستمر طوال العمر ، أغلبنا يتوقف عنه .
....
أول مرة أفهم الموضوعية كفكرة وخبرة ، أو كحقيقة خارجية ، مقابلة للذاتية وعدم النضج أو نقص خبرة التعلم والمعرفة المكتسبة .
الموقف الموضوعي يقابل الموقف الذاتي ، ويتضمنه أيضا . بينما العكس غير صحيح ، الموقف الذاتي أقل أهمية من الموقف الموضوعي ، لأن المعرفة الموضوعية تقبل التعميم ، بينما المعرفة الذاتية لا تقبل التعميم .
أعتقد أن المشكلة لغوية ، ومنطقية أيضا .
الموضوعية مرحلة تطورية عند البشر تتطلب النضج المتكامل ، العقلي والعاطفي والاجتماعي ، ويمكن إضافة النضج الروحي ربما .
....
الموضوعية أيضا ، مرحلة بين النرجسية والأنانية . تتمثل بالدوغمائية كموقف وسلوك .
النرجسية : أنا مقابل العالم .
الدوغمائية : نحن مقابل العالم .
الأنانية : مرحلة ثالثة في التطور الفردي بعد الدوغمائية ، ومع أنها عودة للذاتية : أنا مقابل أنت ، والعالم .
ساعدني الكتاب على فهم الفكرة ، كما أعتقد .
....
الموضوعية أيضا مرحلة تطورية ، بعد الأنانية وتتضمنها _ كما أتصور .
الموضوعية مرحلتان ، أولية ( دغمائية ) وثانوية ( إبداعية بطبيعتها ) .
....
النص السابق
" النسبية " بين أينشتاين وبرتراند رسل ، بترجمة زكي نجيب محمود

وبعد أكثر من عشرين ساعة قراءة ...
أعدت نسخ الفصل لسببين شخصي ، وثقافي مشترك .
السبب الثقافي والمشترك يمكن فهمه ، بعد تكملة القراءة .
وأما السبب الشخصي ، لأتأكد من فهمي الصحيح ، أو المناسب للنص .

( إن عالم الذرة الواحدة تتتابع أحداثه في وثبات مباغتة لا في اتصال تطوري بين اللاحق والسابق ، فالألكترون الذي يدور في فلك معين يقفز فجأة إلى فلك آخر ، أعني أنه لا يكون أولا في مكان ما ثم يصبح في مكان آخر . دون أن يمر في انتقاله هذا على النقط المتوسطة بين الطرفين ، وقد يبدو هذا الكلام كأنه أقرب إلى السحر لكنه هو الأمر الواقع ، اللهم إلا إذا كشفنا عما يفسر لنا هذه الظاهرة تفسيرا يتجنب مثل هذا الفرض العجيب ، ومهما يكن من أمر ، فهي ظاهرة لا تحدث إلا حيث يكون هناك الكترونات وبروتونات ، أما في المناطق الخالية منها ، فهنالك يكون التدرج والاتصال ، أعني أن كل شيء ينتقل عندئذ في طريق متصل لا وثوب فيه ولا مفاجأة ، ويجوز لنا أن نطلق على أمثال هذه المناطق كلمة " الأثير " أو " الخلاء " _ ونظرية النسبية تعنى بما يحدث في هذه المناطق ، مقابلة ذلك بما يحدث في مناطق الألكترونات والبروتونات ، فإذا غضضنا النظر عن نظرية النسبية ، كان ما نعرفه عن مناطق الأثير هو أن موجات تمر خلالها ، وأن هذه الموجات حين تكون موجات ضوئية ، فهي تسلك على نحو معين يصفه ماكسويل ( الاسم مكتوب بالإنكليزية أيضا ) في معادلة تسمى باسمه ، على أنني حين أقول كلمة ( نعرفه ) في هذا السياق فإنما أتجوز في القول ، لأننا في الحقيقة نجاوز حدود علمنا حين نتحدث عما يحدث خارج أجسادنا ، فلسنا نعلم بحق عما يحدث هناك إلا حين تصل الموجات المذكورة إلى أجسادنا ، وإذن فكل ما نعلمه عن تلك الموجات هو أنها تنشأ من أسباب معينة في طرف ، وتكون لها نتائج معينة في الطرف الآخر ، فليس من حقنا في واقع الأمر أن نتصور هذه الموجات وكأنما هي بالضرورة " في " الأثير ، وحسبنا أن ننظر إليها على أنها عمليات منظمة معلومة القوانين ، أما ما هي في حقيقتها ، فذلك ما سيظل مستعصيا على المعرفة إلى الأبد .

( توقفت عند هذه العبارة غير العلمية ، ولا المنطقية بالطبع :
من الذي يمكنه القول أن هذه الفكرة ، أو المشكلة أو الموضوع ، لا يمكن فهمها _ ليس بالنسبة له _ بل للبشرية كلها وإلى الأبد !؟
أيضا لأذكر بموقف القديس أوغستين المتواضع :
بالطبع اعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟
لا أعرف بماذا أجيب ) .

...نشأت نظرية النسبية من دراسة ما يحدث في المناطق التي تخلو من الألكترونات والبروتونات ، فلئن كانت دراستنا للذرة قد انتهت بنا إلى أن الانتقال يكون على وثبات لا اتصال بينها ، فقد جاءتنا النسبية بنظرية تجعل بين الطرفين طريقا متصلا ، وما تزال هاتان الوجهتان من النظر متعارضتين ، لكني أحسب أنهما سيلتقيان عما قريب ، لأني لا أرى بينهما تناقضا منطقيا ، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن يجيء من يصل الواحدة بينهما بالأخرى .
مرة ثانية لا أصدق !
( الاختلاف بين الفيزياء الكلاسيكية بما فيها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم لا يمكن انكاره أو التقليل من شأنه وحجمه ، وهو من النوع التناقضي .
في الفيزياء الكلاسيكية ، التجربة موضوعية ومنفصلة عن المجرب ( الفاعل أو المراقب ) .
وفي فيزياء الكم ، التجربة بالعكس مشتركة بين المراقب أو المجرب وبين بقية عناصر التجربة _ هذا جوهر الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، بالإضافة إلى اليقين بالنسبة للفيزياء الكلاسيكية ، وعدم اليقين ( أو عدم التحديد ) بالنسبة لفيزياء الكم .
وهنا أتدخل بضفتي الشخصية ، كاتب النظرية الجديدة :
المشكلة بين نوعي الفيزياء ، سببها الموقف المعكوس _ الخطأ _ من الزمن . يتجه الزمن أو الوقت من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحياة والأحياء ، حيث يكون اتجاه الحركة من الماضي إلى المستقبل .
تكملة ثانية :
على أن ما تهتم له الفلسفة في نظرية النسبية هو تحطيم الزمن الواحد الذي يشمل الكون كله ، والمكان الواحد الذي لا يطرأ عليه تغيير أو زوال ، فالنسبية تستبدل بالزمان والمكان المطلقين شيئا واحدا يمزج بينهما تسميه " الزمان _ المكان " ، ولهذا التغيير أهميته العظيمة ، لأنه يغير فكرتنا عن العالم الطبيعي من أساسها ، كما أن له _ فيما أظن _ أثرا على علم النفس ، وإنه لعبث من الفلسفة المعاصرة أن تمضي في حديثها دون أن تقف عند هذا الوضع الجديد ، وهذا ما سأحاول شرحه الآن بقدر المستطاع .
الادراك الفطري وعلم الفيزياء فيما قبل نظرية النسبية كلاهما يعتقد أنه إذا حدث حادثان في مكانين مختلفين ، فلا بد أن يكون هناك جواب حاسم لهذا السؤال : هل حدث الحادثان في وقت واحد ؟
لكن تبين أن مثل هذا الاعتقاد يقوم على أساس خاطئ ، ...
فافرض وجود شخصين ( أ ) و ( ب ) في نقطتين بينهما مسافة بعيدة ، لدى كل منهما مرآة وطريقة يرسل بها إشارات ضوئية إلى زميله ، فالحوادث التي تحدث للشخص ( أ ) سيكون لها بغير شك ترتيب زمني معلوم ، وكذلك الحوادث التي تحدث للشخص ( ب ) ، لكن الصعوبة تنشأ عندما نحاول ربط الترتيب الزمني عند ( أ ) بالترتيب الزمني عند ( ب ) ، فلنفترض ان ( أ ) سيرسل إشارات ضوئية إلى ( ب ) ستعكسها المرآة التي عند ( ب ) ثم تعود بعد زمن معين إلى ( أ ) ، وغذا فرضنا ان ( أ ) على الأرض وأن ( ب ) في الشمس ، كان هذا الزمن طوله 16 دقيقة ، فترانا عندئذ نقول أن الزمن الذي استغرقته الإشارة في طريقها الأول من ( أ ) إلى ( ب ) هو نصف مجموع الزمن الذي تستغرقه في ذهابها وعودتها ، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة كلها ، لأنه متوقف على تحرك ( أ ) و ( ب ) بالنسبة أحدهما إلى الآخر ، لهذا كان كل ما يحدث للشخص ( أ ) بعد ارساله للإشارة الضوئية وقبل أن تصل عائدة إليه ، ليس هو على وجه التحديد قبل ولا بعد ولا متآن ( متزامن ) مع حادث وصول الإشارة إلى ( ب ) ، فتستحيل المقارنة بين التتابع الزمني في المكانين المختلفين .
وكذلك في فكرة " المكان " وغموض معناها ، فهل تعد مدينة لندن مكانا ؟
....
( أعتذر عن التكملة ، لا يمكنني تحمل هذه الثرثرة أكثر ...)
الكتاب موجود على الشبكة
الفلسفة بنظرة علمية ( تلخيص وتقديم ، الدكتور زكي نجيب محمود ) .
الكتاب صدر سنة 1927 .
وترجم إلى العربية سنة 1960 .
.....
ملاحظة أخيرة :
ناقشت بشكل تفصيلي ، وموسع ، مواقف نيوتن وأينشتاين من الزمن أو الوقت ، بشكل خاص . في نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، لمن يهمه الأمر .
وهذا تذكير سريع ومكثف جدا :
موقف نيوتن من الزمن ، يتلخص بإهماله للحاضر ، واعتباره قيمة لا متناهية في الصغر ، تقارب الصفر ويمكن اهمالها في الحسابات .
موقف أينشتاين بالعكس ، يهمل الماضي والمستقبل ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الفعلي .
النظرية الجديدة تتضمن كلا الموقفين ، الحاضر نسبي واتفاق اجتماعي _ ثقافي ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان .
مثال على ذلك :
اليوم الحالي ، أين يوجد بالفعل ؟
أيضا الجواب بتكثيف شديد :
اليوم الحالي يمثل الحاضر ، بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يمثل الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يمثل المستقبل ( أو يوجد في المستقبل ) بالنسبة للموتى .
اليوم الحالي ، يوم القارئ _ة .
ملاحظة أخيرة :
فكرة التزامن ، أكثر أخطاء أينشتاين الصريحة والمباشرة ، ومثال على التزامن ، أي حديث على شبكة النت ، بين مجموعة اشخاص يتوزعون في القارات المختلفة .
بالإضافة إلى مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، أو الفرق بين الزمن والوقت .
أيضا ناقشت الفكرة ، بشكل مفصل في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، خلال حياتنا الفعلية : الزمن والوقت والزمان واحد .
لكن ، ربما يكون الزمن موجودا قبل الانسان ، وقبل الحياة أيضا ؟
هذه المسألة معلقة بين العلم والفلسفة ، وربما يتأخر حلها لقرون .

الخلاصة الجديدة
بعمر 62 سنة ، وما أزال أتعلم بتجربة الصح والخطأ كما كنت في العشرين وأكثر أحيانا .
ما الذي أعرفه اليوم بثقة ، أقرب لليقين من الشك ، وكنت أجهله قبل أقل من عشر سنوات ؟!
بصراحة الكثير ،
قبل خمس سنوات ، كنت أعتقد مثل الغالبية العظمى من البشر أن الزمن والحياة بنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل .
واليوم أنا على يقين ، أن الزمن أو الوقت ( أو الزمن والوقت ) مصدرهما المستقبل وليس الماضي . سواء أكان الزمن هو نفسه الوقت فقط ، أم تبين لاحقا أن للزمن وجوده الموضوعي ، والسابق على الانسان والحياة .
....
ملحق أخير
أعتقد أن الفرق بين فرد وآخر ، يمكن تفسيره وفهمه ، بشكل موضوعي ودقيق ، بدلالة درجة النضج أو المستوى المعرفي _ الأخلاقي .
التصنيف الرباعي للقيم ، ولدرجة النضج الفردي بالتزامن ، من الأدنى :
1 _ المستوى الأولي ، والبدائي : النرجسية .
مرحة الصدق النرجسي ، وتتمثل بالنميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية .
2 _ المستوى الثاني : الدوغمائية .
مرحلة الكذب .
3 _ المستوى الثالث : الأنانية .
مرحلة الصدق ، والقدرة على الاختيار بين الصدق والكذب .
4 _ المستوى الرابع : الموضوعية .
مرحلة التواضع ، وانكار الفضل .
( إن من يقدم الصدقة بالسر أعظم من موسى . العهد القديم ) .

آمل أن يترجم الكتاب ثانية للعربية ،
وهذه دعوتي ورجائي للمترجمين _ ات ...
....
....
هوامش وملحقات القسم الرابع

أعتذر عن الارتباك الذي سيصادف القارئ _ة ، بعض فصول هذا الجزء مكرر ، وهو يتضمن ما سبقه والعكس غير صحيح .
بعبارة ثانية ، هذا القسم بعد المراجعة والتدقيق ، بينما التكرار السابق يمثل النسخة الأولية للفكرة ...وهي ( كتابتي الجديدة _ ومعها النظرية الجديدة ) ما تزال بمرحلة التفكير بصوت مرتفع ، ونوع من الحوار المفتوح .

المعرفة _ نظرة من الداخل
( ما الذي نعرفه اليوم ، أنت وأنا ؟! )

ملاحظتان وهوامش
1
المعرفة النظرية ، الفكرية واللغوية ، خاصية إنسانية وميزة مكتسبة .
على خلاف المعرفة المشتركة بين الأحياء ، الغريزية والبيولوجية .
بمكن القول _ مع بعض الجرأة والمغامرة _ أن المعرفة الفكرية والنظرية ما تزال خاصة فردية ، ولم تتعمم على الجنس البشري بعد .
مثال تطبيقي نيوتن واينشتاين ،
يمثل الأول الجد قبل العشرين للقارئ _ة ، واينشتاين الجد السادس أو السابع . وما تزال معرفتنا ، بالواقع والزمن ، تدور في فلك الاثنين .
بينما كان أجدادنا الحقيقيين أميين ، بغالبيتهم المطلقة .
دعك عن سقراط والمعري وابن رشد وغيرهم .
....
أعتقد أن معرفتنا الحالية سنة 2022 ، في العلم والفلسفة خاصة ، ما تزال في مراحلها الأولية وشبه البدائية ، وأخطاءها أكثر من صوابها .
المثال الواضح الواقع أو الكون : ما هو الواقع ؟
لا أحد يعرف ، ولا أحد يكترث .
والموقف الثقافي العالمي من هذه المسألة ، خبيصة وفوضى كاملة .
الوقت يتقلص ويتمدد ، فكرة اينشتاين التي تستهلكها الثقافة كما تستهلك الكحول والتبغ والمخدرات ، مع نظريات التمدد الكوني والانفجار العظيم .
بكلمات أخرى ،
أعتقد أن وضع العالم الحالي سنة 2022 ، يشبه وضعه قبل قرن سنة 1022 حين كانت الحرب العالمية الثانية _ أكبر كارثة عرفتها البشرية _ على الأبواب بدون أن يكترث سوى قلة نادرة من الأفراد ، منهم على سبيل المثال لا الحصر كارل غوستاف يونغ عالم النفس الشهير .
وأعتقد أن معرفتنا الحالية ، سوف تكون بعد قرن : سنة 2122 ، وما بعدها بحالة شبيهة لدرجة التطابق مع موقفنا من معارف وعلوم سنة 1922 .
....
هامش 2
الضحك الفلسفي
(الانسان _ نظرة من الداخل )

ما الانسان ؟ ما الفرد ؟ ما الحاضر ؟ بماذا يختلف الانسان عن بقية الكائنات الحية ؟ وكيف ؟ ما العلاقة بين الانسان والمجتمع والفرد ؟
وما العلاقة الحقيقية بين الشعور والفكر _ ثنائية العقل ؟

النص يدور حول هذه الأسئلة .
1
ما هو الانسان
هل يوجد شيء أسمه الطبيعة البشرية ؟
هذا السؤال جدلي ، كما يعرف القارئ _ة المهتم .
الوحدة التشريحية ، والفيزيولوجية للإنسان ليست موضع جدل أو خلاف ثقافي ، بعد النصف الثاني من القرن العشرين خاصة .
الاختلاف الوحيد ( الحقيقي ) بين البشر ثقافي ، وشخصي ، وبيئي .
بكلمات أخرى ،
الفرق بين فردين ، أكبر وأعمق من جميع الفروق الأخرى الثقافية والعرقية والجنسية وغيرها .
قرأت رسائل في الطبيعة البشرية ، لسبينوزا وديفيد هيوم ، أيضا موقف أريك فروم المؤيد لفكرة الطبيعة الإنسانية وفرانكل وماسلو .
قرأت أيضا الموقف المضاد ، الذي يعتبر أن المشترك بين البشر يقتصر على البيولوجيا والثقافة ، ولا يوجد شيء اسمه الطبيعة البشرية يمكن تحديده بشكل موضوعي ودقيق .
بصراحة ليس عندي رأي حاسم في هذا الموضوع ( وكثير من الموضوعات ) ، واختار موقف برتراند رسل من ثنائية العقل والجسد " الواحدية المحايدة " كما يترجمها د زكي نجيب محمود .
....
يتمثل الانسان بالفرد الإنساني ، كطفل _ة أو رجل أو امرأة أو كمتحول جنسيا بشكل مباشر ، وواضح .
ويتمثل بالمجتمع والثقافة والأخلاق ، وغيرها من النظم التي تقتصر على البشر دون غيرهم من بقية الأحياء .
2
ما هو الفرد
الجواب المباشر ، العلمي والتطبيقي ، هو واحد من ثمانية مليارات انسان .
الفرد بالتصنيف الثنائي : هو موقع وشخصية .
يتمثل الموقع بالدور الاجتماعي والعمر البيولوجي ، وتتمثل الشخصية بدرجة النضج المتكامل والعمر العقلي .
الفرد بالتصنيف الثلاثي : جانب بيولوجي ومورثات ، وجانب بيئي اجتماعي وثقافي ، وجانب شخصي وفردي .
الفرد بالتصنيف الرباعي : موقع ، ودور ، وشخصية ، وموقف .
هذه التصنيفات تساعد على فهم الفرد ، والانسان ، والعلاقة بينهما وهي تختلف بالطبع عن العلاقة بين الفرد والمجتمع .
3
يقاوم الفرد الإنساني التغير بطبيعته ، لأسباب متعددة لعل أهمها الحفاظ على الطاقة ، أو قانون الجهد الأدنى _ المشترك بين العلوم وخاصة بين الفيزياء وعلم النفس الاجتماعي .
لكن المشكلة ، أن مقاومة الفرد للتغير الايجابي أو نحو الأفضل أقوى _ بأضعاف _ من مقاومته للتغير السلبي ونحو الأسوأ .
هذه الفكرة ( المقاومة ) بحسب اطلاعي ، تمثل أحد أهم الأفكار التي درسها التحليل النفسي ، وقدرها بصورة عامة بمختلف مدارسه وشخصياته .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، بوضوح عبر مثال " العادة الجديدة " .
وهي أحد نوعين :
عادة جيدة أو عادة سيئة .
لا توجد حاجة للتصنيف الثلاثي أو التعددي بالنسبة للعادة ، إذ يكفي التصنيف الثنائي كما اعتقد .
لكن المشكلة في صعوبة التمييز بين العادة الجيدة والعادة السيئة .
مع أنه يوجد مثال صريح ، ومباشر ومشترك بين الثقافات :
العادة السلبية والسيئة تتمثل بالإدمان ، على اختلاف أنواعه .
بينما العادة الإيجابية والجيدة تتمثل بالهواية ، على اختلاف أنواعها .
ويمكن تمييز العادة الجيدة عن السيئة بعدد من الصفات :
1 _ صعوبة التعلم والبداية ، مقابل سهولة النهاية والتوقف عنها .
والعكس السلبية ، سهلة البداية وتتميز بصعوبة الإقلاع عنها .
وهذه الصفة الأبرز بين نوعي العادة ، ويسهل تفسيرها .
العادة السلبية ، تنزل صاحبها _ت إلى حفرة اجتماعية ، تحت المتوسط .
والعادة الإيجابية بالعكس ، حيث ترفع صاحبها _ ت إلى مستوى أعلى من المتوسط الاجتماعي .
2 _ العادة الإيجابية تتوافق مع اتجاه الصحة العقلية ، المتكاملة :
اليوم أفضل من الأمس واسوأ من الغد .
والعادة السلبية بالعكس ، تتوافق مع اتجاه المرض العقلي :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
3 _ العادة الإيجابية تنطلق ، أو تبدأ ، من التمركز الذاتي في اتجاه اللاتمركز . وهي تنسجم مع اتجاه توسيع دائرة الراحة ، لا العكس .
بينما العادة السلبية بالعكس ، تتجه لزيادة التمركز وتضييق دائرة الراحة .
4 _ العادة الإيجابية تتمثل بزيادة الفجوة بين المثير والاستجابة ، بينما العادة السلبية تلغي المسافة أو تقصرها .
بتعبير آخر ،
العادة الإيجابية
1 مثير 2 قرار وتفكير 3 استجابة .
العادة السلبية
1 مثير 2 استجابة .
5 _ يمكن إضافة العديد من الفروق بين نوعي العادة ، كمثال أخير وهام كما أعتقد . العادة الإيجابية تحقق الانسجام والتقارب بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، بينما العادة السلبية بالعكس ، تزيد من الفجوة بين العمر البيولوجي وبين العمر العقلي .
كما أعتقد أن الفجوة بين الأقوال والأفعال ، زيادتها واتساعها تتوافقان مع العادة السلبية ، والعكس بالنسبة للعادات الإيجابية فهي تجسر الهوة والمسافة بين الأقوال والأفعال ، أيضا بين الأهداف والغايات وبين الأفعال .
4
الحاضر مركز الواقع والكون ، ولكنه غير موجود بالفعل ؟!

الحاضر حلقة مشتركة ، بين الحياة والزمن والمكان .
الحاضر يمثل المرحلة الثانية للحياة ، بعد الأمس والماضي ، والمرحلة الثانية للزمن لكن بعكس الحياة ، بعد الغد والمستقبل _ ويمثل أيضا المرحلة الثانية للواقع الموضوعي ، بعد الواقع المباشر _ وكل ذلك بالتزامن .
لفهم الواقع ، يلزم أولا فهم العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت .
ويلزم ثانيا فهم العلاقة بين الأزمنة الثلاث الحاضر والماضي والمستقبل .
ويلزم أيضا فهم العلاقة بين الحياة والزمن والمكان .
الموضوع هام ، وما يزال خارج اهتمام الثقافة العالمية للللللأسف .
....
الحاضر كمثال بين نيوتن واينشتاين :
اعتبر نيوتن أن حركة الزمن تعاقبية فقط ، من الماضي إلى المستقبل ( الصحيح هو العكس من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحركة الموضوعية للحياة ) والحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل .
ضمن هذا التصور ، من المنطقي اعتبار قيمة الحاضر لامتناهية في الصغر وتقارب الصفر ، ويمكن اهمالها في الحسابات بدون أن تتأثر النتيجة _ وهي فرضية نيوتن التي تستخدم إلى اليوم في العلوم والثقافة .
والمفارقة أن النتيجة صحيحة ، مع أن مقدمتها خطأ . ليست قيمة الحاضر صغيرة دوما ، بل العكس وغالبا ما تكون قيمة الحاضر كبيرة ومباشرة .
صحة نتيجة نيوتن ، سببها العلاقة بين حركتي الحياة والزمن ومجموعهما الحسابي ( الحقيقي ) يساوي الصفر دوما .
موقف أينشتاين من الزمن ، والحاضر خاصة ، يختلف عن موقف نيوتن ، حيث أنه كان يعتبر قيمة الحاضر حقيقية وموضوعية .
سبب موقف أينشتاين من الحاضر ، موقفه من الزمن ، كان يخلط بين الزمن والحاضر ويهمل الماضي والمستقبل بالفعل .
كلا الموقفين يمثل نصف الجواب الصحيح فقط ، قيمة الحاضر ليست ثابتة وليست موضوعية فقط .
مثال تطبيقي ومكرر :
اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء جميعا .
وبنفس الوقت ، يمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
كما يمثل المستقبل أيضا بالنسبة للموتى جميعا ، قبل اليوم .
بسهولة يمكن استبدال اليوم الحالي ، كفترة زمنية ، بسنة أو قرن .
ويبقى ، يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء .
وهو يمثل موقف اينشتاين .
بالعكس من موقف نيوتن ، حيث يتم استبدال اليوم الحالي باللحظة . ويصير الحاضر قيمة لا متناهية في الصغر ، وتقارب الصفر بالفعل .
5
هل يحدث العيش ، بالفعل ، في الماضي أم بالمستقبل أم في الحاضر ؟!
يحدث العيش ، والحياة بمجملها ، في الأزمنة الثلاثة وبشكل متزامن ومتعاقب معا .
المثال السابق عن الحاضر طبيعته ، ومدته الحقيقية ؟
موقف نيوتن يركز على الحركة الخطية للزمن أو التعاقبية ، وهو صحيح .
موقف أينشتاين يركز على الحركة الأفقية أو التزامن ، وهو صحيح أيضا .
قيمة الحاضر اتفاق اجتماعي _ ثقافي ، وهو تتراوح بين الصفر واللانهاية الموجبة . وربما تكون قيمة الحاضر ، الحقيقية ، وتتراوح بين اللانهايتين السالبة والموجبة .
فهم طبيعة الحاضر ، ومدته ، وأنواعه شرط مسبق لفهم العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ، وعتبة أيضا لفهم كيف يحدث العيش في الأزمنة الثلاث بالتزامن .
مثال العمر ، العمر الحالي للفرد ( الكاتب _ة أو القارئ _ة ) ، هو ثلاثي البعد بالفعل ويجسد الماضي الجديد ، مع المستقبل القديم ، والحاضر المستمر بالتزامن .
مثال تطبيقي الدقيقة السابقة ( 60 ثانية ) ، خلال قراءتك ، هي نفسها ثلاثة أشكال ، أو أنواع ، متساوية في القيمة والاختلاف ينحصر في الاتجاه فقط :
1 _ الماضي الجديد :
يمثل حركة الفاعل والحياة : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
2 _ المستقبل القديم ( بعكس الماضي الجديد ، يتساويان بالقيمة ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه ) :
يمثل حركة الفعل والزمن أو الوقت : من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر .
3 _ الحاضر المستمر :
وهو ثنائي البعد ، أو مزدوج ، بين الحياة والزمن .
الحاضر المستمر ، من نفس طبيعة العمر الفردي ، مزدوج بين الحياة والزمن ويتمثل بالعمر الحالي ( يتزايد العمر الحالي _ الذي يمثل الجاني الحي في العمر _ من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت ، والعكس بالنسبة لبقية العمر _ التي تمثل الجانب الزمني في العمر _ فهي تتناقص من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى الصفر لحظة الموت ) .
وهذا المثال أيضا ، جدير بالاهتمام والتفكير الهادئ .
....
هامش 3

مشكلة الموقف العقلي المتوتر ، بين الكاتب والقارئ _ة ..

ما هو أصغر من أصغر شيء ، وكيف يتميز عن الماضي ؟
ما هو أكبر من أكبر شيء ، وكيف يتميز عن المستقبل ؟
بماذا تختلف النظرية الجديدة عن سابقاتها ، بخصوص الأزل والأبد والحياة والزمن والمكان ، وغيرها ؟
سوف أؤجل مناقشة هذه الأسئلة ، بشكل تفصيلي إلى الفصول القادمة ، واكتفي هنا بالفرق ، النوعي ، بين النظرية الجديدة وغيرها :
مثلا أصغر من أصغر شيء ، كان سابقا الذرة ، والآن الكوارك وربما توجد تسميات أصغر من كوارك لم أسمع بها بعد .
لكن يوجد تشابه ، وامتداد خطي ومتصل بين الموقف العقلي السابق والحالي تجاه فكرة أصغر من أصغر شيء خاصة . حيث تعتبر بسيطة ومفردة ، بينما هي كما أعتقد مركبة بطبيعتها .
بعبارة ثانية ،
أصغر من اصغر شيء ، ليست فكرة بسيطة أو عنصرا منفردا ، بل متلازمة بين الزمن والحياة والمكان ، وبالتالي تقبل القسمة والتقسيم بشكل لانهائي _ نظريا على الأقل .
وربما يشهد النصف الثاني من القرن الحالي ، اكتشافات جديدة وخارج التوقع ، في الاتجاهين المتعاكسين بالتزامن : أصغر من اصغر شيء ، وأكبر من أكبر شيء ، بمساعدة الذكاء الاصطناعي غالبا .
نفس المناقشة ، لكن بشكل معكوس ، مزدوجة بطبيعتها بالنسبة لفكرة أكبر من اكبر شيء أو أصغر من أصغر شيء . حيث أن المشكلة لغوية في المستوى الأول ، ومنطقية وتجريبية في المستويات الثانوية ( مشكلة الوجود والكون ، والبداية والنهاية ، والسبب والنتيجة ، والحياة والزمن والمكان ) .
....
صعوبة فهم النظرية الجديدة ، على فئة خاصة من القراء ، سببها الأساسي تثبيت الموقف العقلي للقارئ _ ة عند المنطق الأحادي . بينما النظرية نفسها نتيجة مباشرة للمنطق التعددي ، وتطبيقه على فكرة الزمن ، والواقع بصورة عامة .
المتلازمتان الحياة والزمن والمكان ، مع الحاضر والماضي والمستقبل ، يمكن فهمهما بالتزامن فقط _ كما أتصور ...
هذه الفكرة وغيرها من الأفكار الجديدة ، سوف يحكم بصحتها أو خطأها المستقبل ، والأجيال القادمة .
كنت أعتقد خلال الأعوام القليلة السابقة ، أن التأخر الزمني للاعتراف بالنظرية سيكون محدودا ببضع سنوات .
لكن ، وللأسف ، يبدو أنني لم أفهم قوة العطالة ، الهائلة ، التي تحكم الموقف الثقافي الحالي .
....
الموقف العقلي ثلاثي البعد بطبيعته : فكر وشعور وحركة .
بعبارة ثانية ،
لا يمكن إعادة الموقف العقلي إلى الأحادية ، والتركيز المطلق .
أيضا الموقف العقلي ثلاثي التوجه بطبيعته ، إما بقيادة الشعور أو الفكر او الحركة .
مثال على الحالة الخاصة : الفكر يقود الموقف العقلي ...التفكير الإبداعي .
وهو كما نعرف حالة نادرة ، على المستويين الشخصي أو المشترك .
مثال على الحالة السلبية أو المرضية : العادة تقود الفكر والشعور .. الإدمان .
مثال على الحالة الطبيعية أو المتوسطة : الشعور يقود الحركة والفكر .. الحياة اليومية والاعتيادية .
....
المشكلة لغوية كما اعتقد ، وهي لا تقتصر على لغة محددة مثل العربية أو غيرها ، بل هي مشكلة جميع اللغات _ الحاجة للتطوير الدائم والتحديث .
أصغر من اصغر شيء هو الماضي .
و بالمقابل ، أكبر من أكبر شيء هو المستقبل .
بينهما الحاضر ، بين الصفر واللانهاية كما أعتقد .
لكن ، منطقيا ، يمكن أن يكون الحاضر بين اللانهايتين .
....
الحوار مفتوح لبقية العمر
النصر الذاتي عتبة السعادة ،
وشرطها اللازم والكافي بالتزامن .
....
....

أصل الفرد بديل مناسب جدا لأصل الانسان .

ترددت كثيرا في إضافة هذا النص ، وأتمنى أن يكون قراري مناسبا ....
هذا ما سيتضح بعد القراءة ، وخلالها لمن لن يحتمل تكملته .


العمر الفردي : طبيعته وماهيته

الماضي الموضوعي
بين لحظة الولادة ، وبين الأزل .
المستقبل الموضوعي
بين لحظة الوفاة وبين الأبد .
العمر الفردي يبدأ لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت .
العمر الفردي يقاس بالأعداد الطبيعية .
لكن المستقبل الموضوعي ، أيضا الماضي الموضوعي ، بحاجة إلى الأعداد السالبة والكسرية ، وربما يحتاج إلى الأعداد التخيلية أيضا .
....
الحاضر والماضي استمرارية حتمية ، بينما الحاضر والمستقبل استمرارية احتمالية فقط .
تتكشف الفكرة ، الخبرة _ التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم _ عبر مقارنة ثلاثة أجيال ، خلال ثلاثة قرون متعاقبة ، مثلا الحالي والسابق والقادم بالنسبة لليوم الحالي مثلا ( يوم الكتابة ) 14 / 11 / 2022 .
الأحياء خلال هذا اليوم ، يتضمنون اسلافهم بصورة مؤكدة .
( الجد _ة يتضمن الحفيد _ة بشكل مؤكد ) ، لكن العكس مجرد احتمال .
الحياء اليوم يتضمنون الماضي والأسلاف بالفعل ، لكن يتضمنون الأحفاد بالقوة فقط .
بعض الأحياء سوف ينجبون ، وبعضهم تتوقف الحركة الموضوعية للحياة بعد موتهم مباشرة .
الفكرة تستحق مناقشة أوسع ، واكثر تفصيلا ..
2

سؤال الحاضر : طبيعته وحدوده
( الحاضر أهم مراحل الزمن ، والحياة أكثر )

هل اليوم الحالي ، يوم قراءتك للنص مثلا ، يوجد في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟
الجواب مباشر ، وحاسم ، لكنه مركب وثلاثي البعد أو نسبي :
1 _ بالنسبة للأحياء ، اليوم الحالي يمثل الحاضر ويجسده بالفعل .
2 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي يوجد في الماضي .
3 _ بالنسبة للموتى ، اليوم الحالي يوجد في المستقبل .
لا أعتقد ، أن الجواب أعلاه يشكل موضع خلاف بين العقلاء .
ويمكن التكملة مباشرة :
القرن الحالي أيضا ، يمثل الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن .
ومثله اللحظة .
يمكن الاستنتاج بشكل مباشر وحاسم ، أن الحاضر نسبي بطبيعته .
وهنا تبرز مشكلة الزمن أو الوقت ، بشكل مباشر مع مشكلة الواقع :
الزمن والوقت ، والواقع أيضا ، نسبي وموضوعي بالتزامن .
....
كيف يمكن تقبل فكرة وخبرة على هذه الدرجة من الاختلاف ، إلى درجة التناقض الكامل ، مع كل ما نعرفه عن المنطق ؟!
....
هل الزمن والحياة واحد أم اثنين ؟
لنتخيل هذا السؤال مطروحا ، بالفعل ، على طلاب السنة الأولى في الفلسفة أو علم النفس أو أي فع آخر .
بحسب علمي ، لا توجد لغة معرفة تعتبرهما واحدا فقط .
وبنفس الوقت ، الثقافة العالمية الحالية تعتبرهما واحد بشكل مضمر .
وفي الحد الأدنى ، يعتبران في اتجاه واحد ، وسهم الزمن هو نفسه سهم الحياة .
....
لو كنت أقرأ هذا النص ، كما هو حرفيا ، قبل سنة 2018 لما صدقت عيناي وعقلي .
....
....


ملخص النظرية الجديدة

ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل .
وهذا الاحتمال مؤكد ، بعد عدة قرون مثلا .
تكفي مقارنة سريعة بين نظرية بطليموس حول مركزية الأرض ، ونظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس لتكشف ، وتساعد على معرفة حدود الادعاء ، والجهل ، بكل فكرة جديدة أو نظرية .
أطلب من القارئ _ة الصبر ، وتكملة النص ، مع محاولة التفكير بشكل يختلف عن السائد والمألوف .
الجديد مغامرة ، بطبيعته .
1
تتمحور النظرية حول العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن .

مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟!
يوجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة .
( وهو الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) .
2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة .
3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة .
الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الجواب الأول ، ويعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو نفس الموقف الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب تخصه وسوف تبقى مجهولة إلى الأبد .
على النقيض تماما ، موقف النظرية الجديدة ، فهي تمثل الاحتمال الثالث :
الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة .
سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لأنني أعتقد أنه غير واقعي .
....
الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ صريح ، ويجب تصحيحه ) .
سأكتفي بالبرهان على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال ثلاثة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الظاهرة الأولى :
1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن .
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة .
ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
بعبارة ثانية ،
حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى .
حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر :
الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) .
تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر
أو س + ع = 0 .
....
الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ، أو اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن .
اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى .
....
الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء .
السؤال ( المقتبس ) من التنوير الروحي :
قبل قرن أو أكثر ، من ولادتك أين كنت ؟
الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ...
يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) .
ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 :
هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن .
( ليس في الماضي بالطبع )
حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد .
وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( لا في الماضي ولا في الحاضر أيضا ) .
....
الأمثلة الثلاثة ، تمثل البرهان والدليل على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت .
وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين :
خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد .
لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟!
هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير .
أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟!
هذا السؤال المؤجل ، تتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية .
وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
2
من أفكار النظرية الجديدة ، وهي جديدة أيضا على الموقف الثقافي السائد

للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها .
2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء .
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت .
( كيف يبقى الانسان ، وبقية الأحياء في الحاضر ، ناقشت هذا السؤال عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ) .
بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة .
للزمن أيضا نوعين من الحركة :
1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، غير ظاهرة بشكل مباشر . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها وبعدها ، تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء .
....
كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط .
كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي .
موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الذاتية للحياة ، أيضا بالنسبة للحركة التزامنية للوقت .
يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي .
....
الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته .
أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف :
أنت التقيت بما يموت
وانا التقيت بما يولد .
ترجمة أدونيس .
....
فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن .
....
أعتقد أن خطأ حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا .
والسؤال : هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟!
....
ما الأهم أو الأكثر أهمية : اليوم أم الأمس أم الغد ؟!
تفضيل الأمس غباء .
تفضيل اليوم مغامرة .
والغد حقيقة .
موقفي الشخصي ، أعتبر أن للغد نصف القيمة الشاملة للوجود ، وللحاضر متمثلا باليوم الحالي أو السنة ثلث القيمة ، وللأمس مع الماضي كله سدس القيمة .
أيضا هذه الفكرة ، العلاقة بين اليوم والغد والأمس ، ناقشتها بشكل مفصل خلال نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الخاتمة
ملاحظة 1
الحدث ، تصور جديد :
يوجد احتمالين للحدث
1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
هذا الاحتمال ناقشته ، بشكل موسع ، في مخطوط النظرية الأول .
2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع :
_ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي .
حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان .
الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته )
_ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
المثال على الحدث الثنائي ، في اللغة العربية ، ثنائية الفاعل والفعل :
ينتقل الفاعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى المستقبل .
ينتقل الفعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى الماضي .
الفعل يمثل الحدث الزمني ، والفاعل يمثل الحدث الحي .
مثال قراءتك لهذه الفقرة :
حدث القراءة نفسه ، الزمني أو الفعل ، انتقل من الحاضر إلى الماضي .
والعكس حدث بحالة وضعك الشخصي :
الفاعل أو القارئ _ ة أو الحدث الحي ، انتقل من الحاضر إلى المستقبل .
( يسهل فهمها ، عندما نتصور فعل القراءة ، وانفصاله كل لحظة عن القارئ _ة ) .
ملاحظة 2
الحركة التعاقبية الثنائية ، والمزدوجة بين الحياة والزمن ...
الحركة التعاقبية ، أو الموضوعية ، للحياة تحدث بين الولادة والموت .
وتبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
وبالعكس الحركة التعاقبية للزمن :
تحدث من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
يفهم البعض من العبارة السابقة ، أن الحركة التعاقبية للزمن ( طالما أنها تعاكس الحركة التعاقبية للحياة ) تبدأ بعكسها من الموت إلى الولادة .
هذا خطأ في التفسير ، والفهم .
أصل الفرد ، فكرة وخبرة ، تكشف بوضوح العلاقة العكسية بين الحركتين التعاقبيتين للزمن والحياة .
حياة الفرد ، عبر مورثاته وبنيته الجسدية الكاملة ، تكون موجودة في الماضي عبر سلاسل الأجداد ( قبل الولادة بقرن وأكثر ) .
وزمن نفس الفرد بالعكس ، أو بقية عمره الفعلية ، التي تتحدد بين الولادة والموت ، تكون موجودة في المستقبل ( قبل الولادة بقرن ، نفس المثال ) .
مثال تطبيقي يوضح الفكرة :
طفل _ة سوف يولد سنة 2222 ، اين هو أو هي الآن ؟
كل من سوف يولدون سنة 2222 ، وما بعدها ، هم الآن يتوزعون بين الحياة والزمن _ بين الماضي والمستقبل بالتزامن :
1 _ الجسد والمورثات ، في أجساد الأحياء الآن ، وهم سيكونون الأجداد بعد 200 سنة بالطبع . ( سنة 2222 يصيرون في الماضي بالتأكيد ) .
2 _ الزمن وبقية العمر الفعلي ، في المستقبل حاليا ( لا في الماضي ولا في الحاضر طبعا ) .
سوف يتزايد العمر سنة 2222 لكل مولود _ة من الصفر بالنسبة للحياة ، وتتناقص بقية العمر الكاملة بالنسبة للزمن أو الوقت .
بكلمات أخرى ،
العمر الفردي مزدوج ، بين الحياة والزمن ، وثنائي الاتجاه بطبيعته :
بقية العمر أو الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب للفرد قبل الولادة ، وهو يساوي ويعاكس العمر الكامل الجسدي ، حيث يلتقيان لحظة التشكل .
بقية العمر الفعلية ، تساوي العمر الكامل وتعاكسه بالإشارة والاتجاه دوما .
....
أعتذر عن الأخطاء اللغوية ، وعن التكرار ، ما يزال النص بنسخته الأصلية بدون مراجعة وتدقيق .
حسين
30 / 12 / 2022 .
....
الفصل الأول



النظرية الجديدة _ الكتاب الرابع
( المخطوط الكامل )

" لا يكفي أن نحاكم عقليا بشكل جيد . يلزم أيضا أن نعرف استخدام المعلومات بشكل ملائم ، وأحيانا تغيير وجهة نظرنا " .
من كتاب الدماغ والفكر _ ثورة علوم الاستعراف
تنسيق فرانسوا دورتييه
ترجمة محمد الدنيا
....
هذا الكتاب ، تكملة للكتاب الأول ( النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ) ، مع أنه _ كما أسعى وأرغب _ يمكن أن يقرأ بمفرده ، وبشكل مستقل عن الكتاب السابق . وهذا هو الهدف والقصد .
مع أن بعض الأفكار ، والموضوعات خاصة ، مشتركة بين الاثنين .
حاولت أن تكون قابلية القراءة _ لكل منهما بشكل مستقل _ متحققة وبسهولة نسبيا ، أيضا أعتقد أن القراءة المتكاملة بينهما متيسرة ، وبحسب رغبة القارئ _ة . آمل أن يساعد هذا الأسلوب على تخفيف صدمة الأفكار الجديدة ، وأن يكون وسيلة إيجابية بالفعل . واعتذر في حال حدوث العكس وفشل التواصل .
....
ملاحظة أولية ( فكرة جديدة ) :
الواقع بدلالة الحاضر ...
الحاضر مجال زمني ، يمتد بين اللانهاية السالبة والموجبة .
( وربما الأنسب ، أو المجال الحقيقي للحاضر ، يتحدد بين الصفر واللانهاية الموجبة ، لا يمكنني تخيل الحاضر السالب مثلا ، وربما يكون ذلك متعذرا بالفعل )
الماضي يمثل اللانهاية السالبة ، ويحددها .
المستقبل يمثل اللانهاية الموجبة ، ويجسدها .
الحاضر ، الزمن أو الوقت ، لا يمكن أن يساوي الصفر بمفرده .
أيضا الحضور ، أو الحياة ، لا يساوي الصفر بمفرده .
محصلة الحياة والزمن ، كما تتمثل بالعمر الفردي ، ثابتة وتساوي الصفر .
س ( الزمن ) + ع ( الحياة ) = الصفر .
....
الواقع المباشر هو نفسه الحاضر .
الواقع الموضوعي ، يتضمن الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل بالتزامن .
....
النظرية الجديدة _ القسم الأول
مقدمة جديدة
" إن الحدث ( أي حدث ) بمجرد وقوعه يعتبر منتهيا ، وليس بمقدورنا على الاطلاق أن نرجع إلى الوراء لنقوم بتغييره ، وبعد ذلك تتوقف استجابتنا للحدث نفسه وتتجه إلى ذكراه في أذهاننا ، وهو شيء يمكن تغييره " . المقصود تغيير طرق الاستجابة للحدث بدلالة تفسيره بشكل إيجابي ومناسب ، لا تغيير الحدث نفسه بالطبع " .
أقترح قراءة الفقرة ثانية بهدوء ، وتركيز .
من كتاب ( مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية )
تأليف جوزيف أوكونور وجون سيمور
ترجمة وتعريب : الشركة العربية _ القاهرة
صادر عن دار اليمان للنشر والتوزيع .
ستكون لنا عودة متكررة إلى هذه الفكرة النموذجية كما أراها ، كونها تمثل الموقف الثقافي العالمي ، لا العربي فقط ، وضمنه موقف العلم والفلسفة .
وأنا أعتقد أن هذا الموقف خطأ ، أو على الأقل ناقص ويجب تكملته .
( فهو يعتبر ضمنا أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هو نفسه حركة نمو الحياة وتطورها ، وهذا خطأ صريح يمكن ملاحظته واختباره )
وأعتقد أن التعبير المناسب والصحيح :
لا يمكن عودة الحياة إلى الأمس ، ولا يمكن عودة الزمن إلى الغد .
الحياة تأتي من الأمس والماضي ، والزمن من الغد والمستقبل ) .
الفكرة الصحيحة والتي تتضمن السابقة ( بينما العكس غير صحيح ) :
لا الزمن يعود إلى الغد ، ولا الحياة تعود إلى الأمس .
بعبارة ثانية ،
اليوم ( وكل يوم ) نتيجة الأمس والغد ، ومحصلتهما المشتركة بالتزامن .
1
هل الزمن فكرة ، ونوعا من النشاط العقلي مثل اللغة ، ولا شيء آخر ؟
هل يمكن أن يكون الزمن ( الوقت ) مجرد وهم ؟
أم أن العكس هو الصحيح ، حيث أن الزمن يمثل البعد الأساسي للوجود ، ومصدر الحركة الكونية_ الدورية ، والثابتة ؟
هذه الأسئلة المزمنة ، وإن تعذر الجواب عليها بشكل مقنع وعلمي لعشرات القرون ، يتعذر اهمالها أو القفز فوقها لكل من يهتم بالثقافة والمعرفة العلمية بصورة خاصة .
وهذا السبب الأول الذي يدفعني إلى هذا البحث المتواصل ، والرتيب ، والشاق والشيق بالتزامن .
ويتعقد المشهد أكثر ، بعد طرح نفس الأسئلة حول الحياة ، مع الإضافة :
هل الحياة ظاهرة ثقافية وفكرية أم بيولوجية ومادية ، عقلية أم جسدية !؟
وما هو الاتجاه الموضوعي لحركة الحياة :
من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر أم العكس ؟
أعتقد أن الجواب على السؤال الأخير فقط واضح ، وليس موضع جدل :
اتجاه سهم الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
لكن اتجاه سهم الزمن بالعكس تماما .
ليبقى مصدر الحياة بالتزامن مع مصدر الزمن ، أحد الأسئلة المعلقة ، والمزمنة في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
....
تتمثل المشكلة المشتركة _ اللغوية والثقافية _ في العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين الماضي والمستقبل .
بالنسبة لعلاقة الزمن والحياة ، ما تزال في مجال غير المفكر وخارج الاهتمام الثقافي .
وهذا البحث الجديد ، الأول في هذا الموضوع ، لا في الثقافة العربية وحدها ، بل في بقية الثقافات واللغات ، حيث ما تزال العلاقة بين الحياة والزمن في مجال غير المفكر فيه سواء في العربية أو غيرها .
وأرجو ممن لديهم معلومة ، أو فكرة ، عن بحث آخر حول العلاقة بين الحياة والزمن ( لا العربية ، بل في أي لغة كانت ) الكتابة عنها : سواء كتعليق مباشر على النص ، أو أي نوع آخر مناسب من التعبير .
على حد علمي حتى اليوم ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي السائد من العلاقة بينهما هو التجاهل أو الانكار .
وخلاصة بحثي في هذا الموضوع ، بتكثيف شديد :
خمسة مراحل للعلاقة بين الحياة والزمن ، يمكن تكثيفها بأربعة _ حيث أن المرحلة الأولية والنهائية مزدوجة ، وربما تكون متناظرة أو متعاكسة ؟!
مرحلة الأزل أو الماضي المطلق ، يقابلها الأبد والمستقبل المطلق .
وهذه المرحلة ، المرحلتان ، يتعذر معرفتهما أو دراستهما بشكل تجريبي في الوقت الحالي على الأقل . وحتى تخيلهما نشاط صعب وشاق ، ومتعذر بالنسبة لي .
المرحلة الثانية ، حيث يلتقي الحياة والزمن .
وتتمثل هذه المرحلة بالعمر الفردي خاصة .
المرحلة الثالثة ، بعد موت الفرد والانسان .
المرحلة الرابعة ، بعد نهاية الحياة .
والخامسة هي عكس الأولى .
....
العلاقة بين الماضي والمستقبل على خلاف العلاقة بين الزمن والحياة ، حيث يتوهم الجميع معرفتها بسبب المغالطة الشعورية . وقد ناقشت سابقا موقف حنة أرندت في كتابها بنفس العنوان ( الماضي والمستقبل ) ، مع كتاب غاستون باشلار ( جدلية الزمن ) ، في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
والمحزن في الموضوع ، حين يتكشف بؤس التفكير لدى كبار المفكرين _ات في القرن الماضي ، خلال محاولة الكاتب _ ة التستر على جهله شبه الكامل لموضوع بحثه .
وقد ناقشت أخطاء بعض كبار الفيزيائيين أيضا في هذا الجانب ، منهم نيوتن واينشتاين وستفين هوكينغ ، أيضا في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
2
اليوم الحالي الأثنين 23 / 8 / 2021 ، قبل 24 ساعة كان الأحد ، وقبله السبت ... والعكس تماما بالنسبة لما يليه ...الثلاثاء 24 ، الأربعاء 25 ، ..
ما هو مصدر تلك الحركة التي نعرفها ، ونخبرها ، جميعا ؟
لا أحد يعرف .
لكن بدل هذه العبارة " أنا لا أعرف " البسيطة والواضحة ، الجميلة والحكيمة ( السقراطية ) ، يستبدلها الجميع _ وما يزالون _ بالتعميمات الذاتية أو ألعاب الخفة اللغوية ، وأكثرهم غرقا في هذا الوحل الثقافي في موضوع الزمن خاصة غاستون باشلار للأسف !
من كتاب جدلية الزمن : ( للزمن كثافة ، للزمن أبعاد ) .
الاختلاف حول تفسير تلك الحركة ، والتي تمثل خبرتنا المشتركة ، أكبر من أي خلاف آخر معروف . وخاصة مع اعتبار أن سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر .
هي تشبه خدعة الحواس ، في تجربة نخبرها حين يتحرك الباص أو القطار المجاور ، فنشعر ونعتقد أن مركبتنا هي التي تتحرك ، ثم تتكشف الحقيقة بعد تغيير المنظور .
المشكلة الشعورية _ بحسب معرفتي _ ما تزال بدون حل .
....
من أين يأتي اليوم ؟
من الأمس والغد بالتزامن .
....
حركة الواقع _ المشكلة المعرفية المزمنة ، ما تزال مجهولة وخارج الاهتمام الثقافي العالمي !؟
نحن ندرك أن الواقع حركة وثباتا بالتزامن ، كيف يمكن تفسير ذلك ؟
حيث أننا نعرف ترتيب المستقبل الزمني ( مع أنه لم يحدث بعد ) ، كما نعرف ترتيب الماضي الزمني ، الذي حدث وتم تدوينه .
هذه الأسئلة وغيرها سترافقنا طوال هذا القرن ، وبعضها ربما يبقى معلقا لقرون قادمة .
....
....

النظرية الجديدة _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة
الفصل الأول والثاني

( لا يوجد وقت غير مناسب )

العلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) تتكشف عبر مفارقة العمر الفردي :
مع تقدم العمر الفردي ، تتناقص بقية العمر بالتزامن ؟
وهذه المشكلة يتعذر حلها بدون تصحيح الموقف التقليدي من الزمن ، حيث يتجه سهم الزمن بعكس سهم الحياة : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
بعبارة ثانية ،
تربط بين الحياة والوقت علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الحياة + الوقت = الصفر .
وبعدها تبدأ مشكلات جديدة ، حول المستقبل وطبيعته ومصدره خاصة ، وعن الماضي ، والعلاقة بين المستقبل والماضي أيضا . وهي ما تزال مجهولة بشكل شبه كامل .
....
ليست المشكلة اللغوية مزدوجة ، ومتعاكسة بين الحياة والزمن فقط ، بل هي أكثر تعقيدا ، وتعبر عن ذلك كلمة الجديد خاصة _ أو القديم .
....
الأمس بدلالة الحياة ، حدث قبل 24 ساعة ، وقبله الماضي كله .
لكن الأمس والماضي بدلالة الزمن ( الوقت ) على العكس من ذلك ، فهو يأتي من المستقبل _ ويحدث أولا وليس بالمرحلة الثالثة _ لا من الماضي بالطبع .
لا أعرف كيف أو متى يمكن أن تحل المشكلة اللغوية المشتركة ، حيث التعبير مزدوج ومتعاكس دوما بين الحياة الزمن . وذلك لا يقتصر على اللغة والثقافة العربيتين . في بقية اللغات والثقافات يعتبر الزمن والحياة في اتجاه واحد ، بل يعتبران عنصرا واحدا عادة ، لا اثنين ( الزمن والحياة ) .
وهذا خطأ مشترك وموروث ، لغوي ، ومنطقي ، في الثقافة العالمية السائدة _ في العلم والفلسفة خاصة .
....
توجد مشكلة لغوية أخرى ، خاصة بالعربية وحدها ، تعدد التسميات الوقت أو الزمن أو الزمان ، الثلاثة كلمة واحدة وتعبير عن فكرة ، وخبرة واحدة .
....
الجديد ( مصدره وطبيعته ) : أحد قضايا العلم والفلسفة المزمنة .
يمثل الجديد ، أيضا القديم ، محور المشاكل اللغوية ، وهي ثلاثة :
1 _ الجديد الحي ، بدلالة الحياة ( المواليد الجدد والأجيال القادمة ) .
2 _ الجديد الزمني ، بدلالة الوقت ( الحاضر أو الزمن الحالي ) .
3 _ الجديد المكاني ، بدلالة الإحداثيات ( الظواهر الطبيعة والبيئة ) .
الخلط والعشوائية في المعنى والدلالات ، تجسدها كلمة الجديد ( أو القديم ) بصورة خاصة ، في العربية وغيرها .
....
مثال تطبيقي هل الحاضر ( الآن ) والحضور ( هنا ) والمحضر ( هنا أيضا ) قديم ام جديد ؟!
ليس الجواب سهلا ، أو ممكنا بين أحدها .
بدلالة الحياة : الماضي قديم والمستقبل جديد ، والحضور نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما .
بدلالة الزمن العكس : الماضي جديد والمستقبل قديم ، والحاضر نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما .
بدلالة المكان : التحت والأسفل يمثل القديم بينما الفوق والأعلى يمثل الجديد ، والمحضر نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما .
....
....
تذكير بخلاصة النظرية
يعيش الفرد الإنساني ، من ولادته حتى وفاته ، في الحاضر المستمر .
هذا الشعور مشترك ، ويختبره الجميع بلا استثناء .
بنفس الوقت ، ندرك جميعا ونفهم أننا كنا في الماضي ، ونعرف أيضا أن ما كان المستقبل البعيد يوما ، صار في الماضي ( أمثلة تجاوز مرحلة البكالوريا ، وانتهاء الخدمة العسكرية ، أو التخرج ، وفترة الشباب التي تصير خلفنا ، وغيرها من الأحداث السارة أو المؤلمة ) ، فكيف يمكن تفسير ذلك بشكل منطقي وتجريبي ؟!
هذا السؤال المطروح على الثقافة العالمية منذ أكثر من عشرين قرنا ، ما يزال بدون جواب :
ما هو الواقع ؟!
لا أزعم أنني توصلت إلى الحل العلمي ، الصحيح والنهائي ، والذي يبقى صحيحا بعد قرن وأكثر _ يقبل الاختبار والتعميم _ ومتفقا عليه .
لكنني أعتقد ، أن قارئ _ة هذا النص سوف يصل إلى مستوى فكري جديد بالفعل ، وهو يتقدم على البحث الفلسفي والعلمي الحاليين بدرجة واضحة .
....
مشكلة الواقع تتمحور حول علاقة الحياة والزمن ، وما تزال الممارسة الثقافية العالمية _ الموروثة والحالية بالتزامن _ تقوم على اعتبار أن سهم الزمن والحياة واحد لا اثنين .
وهذه مغالطة وليست مفارقة فقط .
الحياة والزمن نقيضان بالكامل ، ويتمثل ذلك بالعمر الفردي .
كل فترة زمنية ( لحظة أو ثانية أو ساعة أو سنة ) هي تنقص من العمر وتضاف إليه بنفس الوقت .
بعبارة ثانية ، العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن .
علاقة الزمن والحياة ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الزمن + الحياة = الصفر .
....
المشكلة المباشرة في طبيعة الحاضر وماهيته بالدرجة الأولى ، وفي العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بصورة عامة .
الحاضر ، أو الوقت الحالي والمباشر أو الزمن ، معطى شعوري بديهي ومشترك . لكن هنا المفارقة والمغالطة معا .
توجد مشكلة مزمنة ، منذ عشرات القرون ، تتمثل بطبيعة الوقت أو الزمن ، والموقف منها جدلي إلى اليوم . فريق يعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل ، وفريق مقابل يعتبر أن الزمن فكرة عقلية لا أكثر مثل اللغة والرياضيات وغيرها من النظم العقلية العديدة .
مع مشكلة تتعلق بمفهوم الحاضر نفسه ، وهي أكثر تعقيدا وغموضا .
لا أحد ينكر الحاضر _ الآن ، حيث نختبر وجودنا جميعا .
بنفس الوقت لا يوجد أدنى اتفاق حول معنى الحاضر ، تحديده وتعريفه .
....
يتمثل الحاضر بالعمر الفردي .
من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت ، يستمر الحاضر .
وهو الزمن الحقيقي للفرد الإنساني ( أنت وأنا والجميع ) .
لا يعني ذلك بالطبع أن الماضي والمستقبل غير حقيقيين ، بل أنهما خارج المجال الشعوري والمباشر ، وندركهما بالعقل والتفكير فقط .
يتمثل الحاضر بالتاريخ أيضا ، وهو عمر الدول والحضارات .
....
الحاضر يمتد بين ، أصغر من أصغر شيء وبين أكبر من أكبر شيء .
ويتحدد بالمجال أو الحيز ، بين الماضي والمستقبل .
الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته ، بعد الماضي وقبل المستقبل .
( هذه الصيغة التقليدية ، وهي صحيحة لكن بدلالة الحياة ) .
الحاضر مرحلة ثانية بالطبع ، لكن بعد المستقبل وقبل الماضي .
( هذه الصيغة الجديدة ، وهي بدلالة الزمن أو الوقت لا الحياة بالطبع ) .
....
لم تحل مشكلة الحاضر بالطبع ، لكن تكشفت المشكلة اللغوية .
الحاضر الزمني ، يتحرك بعكس الحاضر الحي ( الحضور ) ، والعكس صحيح أيضا .
بعبارة ثانية ، الحاضر ( زمن ) والحضور ( حياة ) متعاكسان بطبيعتهما .
وتبقى مشكلة البعد الثالث في الواقع المكان أو الاحداثية ( المحضر ) .
متلازمة الواقع : مكان وزمن وحياة ، محضر وحاضر وحضور .
....
نظريا الحاضر هو كل شيء .
لكن ذلك ينطوي على مغالطة لغوية وفكرية ومنطقية بالتزامن .
الحاضر نسبي بطبيعته ، ويتحدد بدلالة الحضور ، والعكس صحيح .
تتحدد الحياة بدلالة الزمن ، ويتحدد الزمن بدلالة الحياة .
الماضي والمستقبل موضوعيان بصورة عامة .
باستثناء ، الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، أو الواقع المباشر .
....
لا أعتقد أن التعقيد والغموض ، في النص أعلاه مشكلة لغوية أو أسلوبية .
الموضوع نفسه غامض ومبهم بطبيعته : الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
....
....
عشر أسئلة عن الوقت ، وأجوبتها ، تمثل خلاصة النظرية الجديدة للزمن

1
ما الفرق بين الوقت والزمن والزمان ؟
2
ما العلاقة بين الوقت والحياة ؟
3
ما هو الوقت : طبيعته وماهيته ؟
4
ما نوع حركة الوقت ، ثابتة أم متغيرة ؟
أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية أم تزامنية ؟
5
ما هي سرعة مرور الوقت ؟
6
ما هو اتجاه حركة الوقت ؟
7
ما هو مصدر الوقت ، بدايته ؟
8
كيف ينتهي الوقت ؟
9
ما هو مصير الوقت ، نهايته ؟
10
هل لديك سؤال آخر عن الوقت ؟
....
هذه الأسئلة ، كنت أتمنى أن تكون نوعا من الحوار الحقيقي ، مع صديق _ة أو مع شخصية مثقفة ( صحفي _ة أو إعلامي _ة أو مهتمة بالشأن الثقافي العلمي والفلسفي خاصة .
وسيبقى العرض قائما ، حتى إشعار آخر سوف أعلن عنه بوضوح على موقعي الشخصي على الفيس وعلى صفحتي في الحوار المتمدن بالتزامن .
....
تذكير بالأسئلة الأساسية والمشتركة بين الحياة والزمن :
السؤال الأول :
العمر الفردي ، هل يتناقص أم يتزايد ؟
السؤال الثاني :
اليوم الحالي وأي يوم جديد ، في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟
السؤال الثالث :
قبل ولادة الفرد بقرن ، أو أكثر ، أين يكون ؟
....
....
الفصل الأول

السؤال الأول : الفرق بين الزمن والوقت والزمان ؟
الجواب الصحيح يتضمن حل ، وتجاوز ، المفارقة والمغالطة معا .

المفارقة تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن .
بينما تتمثل المغالطة بفكرة السفر في الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) .
....
المفارقة _ العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بالعمر الفردي .
مع الاهتمام والتركيز يمكن فهمها بشكل موضوعي ودقيق .
العمر الفردي خاصة ثنائي ، مزدوج بطبيعته ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن بالتزامن .
مثال حياة شخصية عاشت سبعين سنة ( او ماتت بعمر السبعين ) .
العمر يبدأ لحظة الولادة من الصفر ، ... إلى السبعين حيث العمر الكامل .
بقية العمر بالعكس تماما ، تتناقص من السبعين إلى الصفر ، لكن بشكل غير مرئي ( كون الزمن يأتي من المستقبل إلى الحاضر ) .
كل يوم يتناقص من بقية العمر ، باستثناء اليوم الأخير .
هذه العبارة بداية فيلم ( جمال أمريكي ) ، وهي توضح المفارقة .
بالإضافة إلى مفارقة ثانية ، تتمثل بعدم إمكانية التعرف على الزمن أو معرفته سوى بدلالة الحياة . والعكس صحيح أيضا ، يتعذر معرفة الحياة سوى بدلالة الزمن .
بينما تمثل المغالطة _ فكرة السفر في الزمن، وتجسدها أيضا .
الموقف الثقافي العالمي من الزمن متناقض ، وعشوائي ، وخاصة في العربية حيث مشكلة الزمن والوقت والزمان ، بالإضافة إلى المشكلة المشتركة والتي تتمثل بطبيعة الزمن : هل الزمن موجود بالفعل ؟!
ما هو الزمن ؟
هذا السؤال المزمن ، معلق منذ عشرات القرون ، وربما يبقى مفتوحا لعشرات القرون القادمة أيضا .
بالمختصر ، الموقف من الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) ثنائي وجدلي بين فريقين ، أحدهما يعتبر أن الزمن فكرة عقلية ومجردة مثل اللغة والرياضيات ، بينما يعتبر الفريق الآخر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل مثل الكهرباء والطاقة بصورة عامة .
وهذا الخلاف يتعذر حسمه بشكل موضوعي ، ضمن الإمكانيات المتوفرة والأدوات المعرفية الحالية ....وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
والآن تتكشف المغالطة " السفر في الزمن " ، وخاصة في العربية ، حيث يعتبر القسم الأكبر من المهتمين بالزمن أنه غير موجود ، مثل الروح والنفس وغيرها من المفاهيم الميتافيزيقية _ وبنفس الوقت ، ونفس الأشخاص أو غالبيتهم _ يعتقدون بإمكانية السفر في الزمن !
( السفر في شيء غير موجود ، وهو اسم مجرد لفكرة عقلية لا أكثر ) .
الجانب الثاني من المغالطة ، تعدد تسميات الفكرة أو الخبرة نفسها ( وقت أو زمن أو زمان ) . وقد اشتغلت على هذا الموضوع سابقا ، والخلاصة يوجد برهانين على أن الوقت والزمن والزمان مترادفات لكلمة واحدة ، أحدهما منطقي ، عبر المقارنة بين اللغات ، والثاني تجريبي وهو الحاسم بصرف النظر عن المقارنة السابقة ونتيجتها ، يتمحور حول مكونات ومضاعفات الزمن والوقت والزمن ( مثل الساعة والدقية والثانية ، أو اليوم والسنة والقرن ) وهي نفسها بالنسبة للكلمات الثلاثة ( الوقت والزمن والزمان ) .
وهذا البرهان القطعي على أن الكلمات الثلاثة ، مترادفات واحدة لا أكثر .
ويبقى التساؤل الاستنكاري أيضا :
كيف يعتقد شخص عاقل ، بإمكانية السفر في شيء غير موجود ؟
والشيء بالشيء يذكر عملا بالقول المأثور ، يسأل ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " :
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
ويكرر سؤاله عدة مرات ، خلال فقرة " سهم الزمن " .
وهو متيقن في الكتاب ، ان اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل .
....
أعتقد أن الفكر العالمي الحالي ، خلال القرن الماضي وحتى اليوم ثلاثاء 17 / 8 / 2021 ، ما يزال في مستوى العشوائية والتناقض الذاتي الصريح ، وخاصة العلم والفلسفة .
كلنا نعرف هذه العبارات المزدوجة :
1 _ لا جديد تحت الشمس ، كل يوم تكرار للأمس والماضي ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار ....وغيرها .
بالتزامن مع
2 _ كل لحظة يتغير العالم ، أثر الفراشة ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ....وغيرها .
....
أعتقد أن تصحيح اتجاه حركة مرور الزمن ( بصرف النظر عن نتيجة الجدل حول طبيعته ) ، من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، ينتج عنه بصورة تلقائية حل بعض المسائل المزمنة في الفيزياء والفلسفة .
....
ملحق
أفكار مبعثرة
1
الجدلية الأصعب ...
التطور جيني ووراثي أم بيئي ومكتسب ؟
الجديد والطفرة من الماضي أم من المستقبل ؟!
2
إذا حددنا اليوم ، كما هو معمول به في التقويم العالمي الحالي ، يكون على حساب الأمس والغد ( الماضي والمستقبل أيضا ) وبقائهما في وضع التابع المتحول بحدود ضبابية تفتقر للدثة وللوضوح معا .
والعكس صحيح أيضا ،
في حالة تحديد اليوم الحالي ، أو الواقع المباشر ، بدلالة المس والغد ...
أعتقد أنها مشكلة ننطلب الحل العلمي ، المنطقي والجريبي بالتزامن .
....
اليوم الحالي طبيعته وحدوده ؟!
في التقويم العالمي الحالي ، لا العربي فقط ، أخطاء وتناقضات تصل إلى حدود الفضيحة .
اليوم الحالي الاثنين 16 / 8 / 21 ... مثال على التناقض الفظ :
من جهة يعتبر 24 ساعة محددة بالأمس من قبله ، وبالغد من بعده .
بالتزامن يعتبر الحاضر ومنه اليوم الحالي فترة لا متناهية بالصغر .
....
ما قيمة ( كمية ) اليوم ؟!
3
هل يختلف اليوم الحالي ( الجديد _ المتجدد بطبيعته ، والقديم بالتزامن ) عن يوم الأمس وعن يوم الغد وكيف ولماذا ؟!
هذه الأسئلة تكشف لا التشابه فقط ، بل التطابق التام بين الزمن والوقت والزمان . وهذا البرهان التجريبي _ العلمي اللازم والكافي ، على أن الزمن والوقت والزمان مترادفات وكلمة واحدة , ومفردة أيضا .
4
الجديد ( مصدره وطبيعته ) ...
مشكلة العلم والفلسفة المزمنة .
يمثل الجديد محور المشكلات اللغوية ، وهو ثلاثة الأنواع :
1 _ الجديد الحي ، بدلالة الحياة .
2 _ الجديد الزمني ن بدلالة الوقت .
3 _ الجديد المكاني ، بدلالة الأحداث والإحداثيات .
الخلط والعشوائية في المعنى والدلالات ، تجسدها كلمة الجديد ( أيضا القديم ) في العربية وغيرها .
....
....
الفصل الثاني _ السؤال الثاني
ما العلاقة بين الحياة والزمن ، طبيعتها واتجاهها وحدودها ؟
1
إشارة عامة ، وليست خاصة بهذا الفصل :
ساعة الوقت وساعة الحياة وجهان لنفس العملة ، ويختلفان بالتزامن ؟!
لنتأمل الساعة القادمة ( التي تبدأ لحظة قراءتك ) ... 60 دقيقة الحالية والمباشرة ، هي نفسها تصل إلى بقية الأحياء في هذا العالم ، والاختلاف فقط في التوقيت ( التأخير أو التقديم المتدرج بين 24 ساعة ، فرق التوقيت العالمي ) .
....
فهم الفكرة أعلاه ضروري كما أعتقد ، وخاصة لفهم العلاقة بين الحياة والوقت ( الزمن ) أو الجدلية العكسية بينهما .
....
لكن المفارقة بين الحياة والوقت ، تعيق الفهم والتقبل .
ساعة الزمن أو الحاضر ( تتجه من الغد إلى الأمس عبر اليوم ) .
بالتزامن وعلى العكس تماما :
ساعة الحياة أو الحضور ( تتجه من الأمس إلى الغد عبر اليوم ) .
الحضور وساعة الحياة ، يتمثلان بالمرحلة العمرية في حياة الفرد ، وهي تتدرج من الطفولة ( الولادة ) ...إلى الشيخوخة ( الموت ) .
الحاضر وساعة الزمن ، معيار اصطلاحي تقيسه الساعة الحديثة بدقة تقارب الكمال ، وهي فترة موضوعية _ ومشتركة _ بين الأحياء .
2
بعبارة ثانية ،
أو تناقض العلاقة بين الوقت والحياة ...

الحقيقة المزدوجة :
لا الحياة تعود إلى الماضي ، ولا الوقت ( الزمن ) يعود إلى المستقبل .
سوف أناقش هذه الفكرة ، بشكل مختصر في هذا النص ، وبشكل تفصيلي أكثر خلال الفصول القادمة من خلال أمثلة متنوعة .
اليوم الحالي ، وكل يوم آخر ، محصلة ونتيجة للأمس والغد بالتزامن .
الوقت يأتي من الغد ، مع سهم الزمن ( حركة الأحداث والأفعال ) .
بالتزامن
الحياة تأتي من الماضي ، مع سهم الحياة المعاكس ( حركة الأحياء ) .
هذه الحركة المزدوجة بين الحياة والوقت ، ما تزال غير مفهومة بالكامل ، خاصة حركة الزمن أو الوقت .
لا يمكننا التقدم بخطوة حقيقية في معرفة ذلك ، قبل حسم الجدل في طبيعة الوقت أو الزمن . خاصة إن لم يكن له وجوده الخاص والموضوعي بالفعل ، بل مجرد فكرة عقلية...فما هو مصدر الحركة الكونية إن لم يكن الزمن ؟!
....
الوقت مشترك وموضوعي أكثر فأكثر ، ويتكشف بوضوح متزايد مع تقدم العمر الفردي ، يتكشف أيضا بشكل أوضح ، وأسرع مع تطور المجتمع أو الدولة في مختلف العلاقات المشتركة ، أو الثنائية أو العلاقة مع النفس .
....
الوقت تقيسه الساعة بدقة شبه مطلقة .
بعبارة ثانية ،
الوقت هو المشترك الموضوعي ، الوحيد ، في الحياة البشرية خاصة ، حيث أنه يتساوى بين جميع الأفراد بلا استثناء .
وهو يتحول إلى المعيار المشترك بمختلف العلاقات ، وفق متوالية هندسية ، لحسن الحظ ، مثاله ساعة الشطرنج ، أيضا ساعة المدرس _ة أو الطبيب _ة أو المحامي _ة وغيرهم .
....
الخلاصة
الفرق بين ساعة الحياة وبين ساعة الوقت ( أو الزمن ) بالاتجاه فقط ، أو في الإشارة .
ساعة الحياة تتزايد بدلالة عمر الفرد ، من لحظة الولادة أو الصفر ، إلى لحظة الموت والعمر الكامل .
وساعة الوقت بالعكس ، تتناقص بدلالة عمر الفرد من بقية العمر الكاملة في لحظة الولادة ، إلى الصفر في لحظة الموت .
وهذه الظاهرة مشتركة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
العلاقة بين الوقت والحياة _ بدلالة بعض الأمثلة

1
تتكشف العلاقة المباشرة بين الحياة والوقت ، بعد تصحيح الموقف العقلي السائد والمشترك من سهم الزمن :
الحياة تتجه من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
أو : سهم الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
والزمن أو الوقت بالعكس تماما :
يتجه الوقت من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
أو : سهم الزمن يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
لكن هذه المعرفة الجديدة ، على أهميتها ، ليست أكثر من خطوة في طريق الألف ميل نحو معرفة الواقع بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) :
طبيعته ومكوناته وحدوده واتجاهاته ، وغيرها من الأسئلة المزمنة ...
....
كيف يتحدد المجهول اليوم والمشترك ، بيننا وبين اينشتاين ونيوتن مثلا ؟
وربما يكون السؤال غير مناسب ، أو من الأفضل البدء بسؤال آخر :
ما هي المعارف الجديدة ( الأفكار والخبرات ) التي سوف تكتشف خلال عشرين أو ثلاثين سنة مثلا ، بالمقارنة مع معرفتنا الحالية ، سنة 2051 ؟
نعرف اليوم أن المستقبل مصدر الزمن ، وكان هذا الأمر مجهولا بالنسبة لنيوتن واينشتاين ، ولغالبية العلماء والفلاسفة إلى اليوم 19 / 8 / 2021 للأسف ....ومن غير المعروف إلى متى يستمر هذا الوضع اللامعقول !
حيث أن الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه العلمي والفلسفي ، ما يزال يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر !
لكن لا نعرف مصدر المستقبل _ ولا الماضي _ ولا نعرف سوى أنه مجهول بالكامل ، ولم يحدث بعد !
بالمثل نعرف أن الماضي مصدر الحياة ، ولكن لا نعرف مصدره ، وطبيعته وعلاقته الحقيقية بالمستقبل .
....
نعرف اليوم أيضا ، أن الحركة هي الأصل لا السكون .
لكن لا نعرف كيف ولماذا وإلى متى ...
كيف يمكن أن تكون البداية حركة ! ؟
2
الانتصار الذاتي نهاية الغضب .
أو تخفيفه إلى الحدود المشتركة والبيولوجية .
....
مفارقات مدهشة حدثت خلال كتابتي لهذه السلسة ، وخاصة بعد " 2011 سنة البوعزيزي " وهي منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ...
يوميات تلك السنة العجائبية : صورة طبق الأصل _ كما خبرتها من اللاذقية _ يوما بيوم ، وساعة بساعة .
لم يكن عندي أي اهتمام بالفلسفة أو بالعلم ، خارج الهندسة الكهربائية .
وكان اهتمامي يتركز على الشعر وعلم النفس ، وتتمحور حياتي بكاملها إلى اليوم ( وبقية حياتي غالبا ) حول الصحة العقلية وطبيعة الزمن .
3
المنطق الكلاسيكي ، الحديث أيضا ثلاثي ، يكتفي بالبديل الثالث .
البديل الأول ، الصدفة أو المرة الواحدة .
البديل الثاني ، دورة السبب والنتيجة والتكرار .
البديل الثالث ، أو الثالث المرفوع يتمحور حول تكافؤ الضدين .
يمثل كلا من الماضي والمستقبل البديلين : 1 و 2 .
ويمثل الحاضر البديل الثالث بطبيعته .
لكن يبقى السؤال المزمن : ما هو الحاضر ؟
لا أحد يعرف ما هو الحاضر .
وربما يبقى هذا السؤال مفتوحا إلى الأبد ؟!
4
لكن النظرية الجديدة ، رغم تعثرها ، تتقدم خطوة في المعرفة العلمية لطبيعة الواقع ، والحاضر على وجه الخصوص .
ويتوضح ذلك عبر سؤال الحاضر بدلالة اليوم الحالي :
هل يوجد اليوم الحالي ( الآن ، زمن القراءة ) في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟
الجواب ثلاثي ، والحاضر نسبي بطبيعته :
1 _ اليوم الحالي ، بالنسبة للأحياء يوجد في الحاضر .
2 _ اليوم الحالي ، بالنسبة للموتى يوجد في المستقبل ,
3 _ اليوم الحالي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد يوجد في الماضي .
....
المجهول المشترك بيننا ( جميع الأحياء اليوم 19 / 8 / 21 ..) مع كل من سبقونا ، يتمحور حول طبيعة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
لا أحد يعرف عن العلاقة بين الماضي والمستقبل أي شيء ، سوى أن الحاضر بينهما ، والماضي مصدر الحياة بينما الزمن مصدر المستقبل .
لكن ما هي طبيعة العلاقة بينهما ؟
لا أحد يعرف .
هل سيكون الجواب معروفا : سنة 2051 ؟
سوف ترقص عظامي طربا لو كان الجواب نعم .
....
ملحق غير ضروري
في المرحلة الأولى نقرأ أو نستمع على مستوى التشويق ، لنعرف كيف ستكون النهاية خاصة للأبطال والشخصيات التي تجذبنا .
في المرحلة الثانوية يحدث العكس ، وأكتب هنا من واقع خبرتي الشخصية والمباشرة ..أحب المشاهدة الثانية للفيلم أكثر من الأولى ، والثالثة أكثر .
يصل الأمر أحيانا إلى الخامسة وبعدها أيضا ، مثل عقل جميل ، أو بستان الكرز ، أو جمال أمريكي ، وأفلام كثيرة غيرها شاهدتها مرارا ، ولا أعرف عناوينها .
أيضا القراءة ، لكن بعدد قراءات أقل عادة :
اللاطمأنينة ل بيسوا ، والبحيرة ل كاواباتا ، ...
فن الاصغاء لإريك فروم أعدت قراءته أكثر من خمس مرات ، ومثله فن الحب ، أيضا المجتمع السوي . الخوف إلى متى لسوزان جيفرز ، والعادات السبع للناس الأكثر فعالية ستيفن كوفي ، والرجال من المريخ والنساء من الزهرة ، أيضا فن اللامبالاة مع جزئه الثاني عن الأمل .
وليس آخرها في مواجهة التعصب ريتشارد سينيت وترجمة حسن بحري .
ومن الكتب التي أعدت قراءتها عدة مرات علم النفس الضمني ترجمة د عبد المجيد النشواتي ، أيضا تعديل السلوك الإنساني ترجمة جمال الخطيب كما اذكر ( سوف اصحح الخطأ ، عدا ذلك يكون الاسم صحيحا ) .
....
الانتقال من التشويق ، إلى الفهم .
أو القفز فوق المتناقضات ، والتحول إلى الغرق في التفاصيل .
أو التعلم ، والتعود ، على حقيقة أنني لا أعرف ، وأن ذاكرتي كاذبة وتخدعني في أغلب الأحيان مثلك تماما .
....
لماذا تخلو غالبية الأفلام وحتى الروايات نفسها ، من شخصيات تقرأ .
شخصية ...تفتح كتابا وتقرأ رواية أو شعر ، فكر ، علم وفلسفة .
أو شخصية تعاني الأرق ، فتحاول أن تجد الحل في الكتب ، عبر القراءة .
لا أفهم ، وأستنكر ، لكنني أتفهم .
هذا العالم الذي نعيش فيه ، مع أنه كل ما لدينا ، غير سوي وليس جميلا كما كنا نعتقد ونرغب .
....
في حياة كل منا الكثير من الحلقات الفارغة .
لا نعرف كيف ولماذا ، وربما ليس خطأ شخصية محددة .
نفس الشيء في الرواية والفيلم ، وفي هذه الكتابة ( العلمية ) ... لا أعرف .
مرات أشعر بأنني أعيش حياة شخص آخر ، ويختلف عني بالكامل .
التسامح مع النفس أولا ،
أعتقد أن الحب يبدأ بالاحترام ، والتقدير الذاتي المناسب أولا .
نعم ...أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .
ربما قرأت العبارة ، أو سمعتها ، أو تشاركنا في صياغتها ...مع صديق _ة
حب النفس فضيلة وليس أنانية أو نرجسية .
الأحلام تتحقق أحيانا ، لكن أسوأ المخاوف سوف تتحقق بالتأكيد .
....
....
طبيعة الزمن أو الوقت _ الفصل الثالث مع التكملة

1
حدث خطأ في الأسوب ، كما أعتقد ، حيث كان الأنسب البدء بالمثال التوضيحي ، ولهذا السبب غيرت الترتيب ...
في النهاية القارئ _ة سيد النص ، بينما الكاتب مجرد خادم وأداة .
....
ما هي طبيعة الوقت ( أو الزمن أو الزمان ) ؟!
هذا السؤال المزمن ، مشترك بين الفلسفة والعلم والدين والتنوير الروحي والثقافة العالمية . وأعتقد أنه سوف يبقى بدون جواب علمي ، طيلة هذا القرن على الأقل .
لنتخيل العالم الحالي بعد قرنين من الزمن ، يوم 22 / 8 / 2221 ؟
يوجد احتمالين فقط :
الأول ، وهو المرجح بنشبة تفوق 99 ، 99 بالمئة ، يكون العالم ما يزال قائما مع بعض التطور في مختلف المجالات .
الثاني ، تكون الحرب العالمية الثالثة حدثت وانتهى الأمر .
2
لا يملك الانسان غير وقته ، عمره المحدد بين الولادة والموت ، مع بعض التفاصيل الإضافية كالمال والسلطة والمعرفة وغيرها ، وهي رغم أهميتها تبقى في الدرجة الثانوية لا الأولية ، حيث العمر والوقت والباقي هوامش .
بسهولة يمكن التأكد من صحة الفكرة أعلاه بشكل تجريبي ، ومباشر :
أين أسلافك _ أجدادك الحقيقيين ؟!
3
يصعب فهم درجة الذكاء المنخفض ، الذي يعيش فيه الجنس البشري .
....
السعادة معيار العيش الفردي بحكمة وذكاء ، وبسهولة يمكنك التأكد من ندرتها ، مباشرة وبلا استثناء .
السلام معيار العيش المشترك والتعاون والشراكة ، سواء بين الأفراد أو الدول والمجتمعات ....نظرة واحدة إلى سوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية تغني عن الشرح والتفسير .
....
ما هي طبيعة الزمن ( الوقت ) ؟
لا أعرف ، ولا أحد يعرف .
( لسنا فقط أنت وانا من لا نعرف شيئا عن حقيقة الزمن وماهيته ، بل العالم كله بنفس درجة الجهل ) .
4
لنعد قليلا إلى المثال الأول ، بعد قرنين ...سنة 2221 ، وكيف ستكون .
من الأسهل العودة قبل قرنين ، ...سنة 1821 .
نحن الآن في منتصف المسافة تماما ، بين قرنين سابقين ولاحقين .
شبه مؤكد ، حتى الأكثر حماقة بيننا ، ما كانوا ليختاروا مكان الأجداد .
والعكس صحيح أيضا ، لكن بشكل احتمالي فقط .
الأسلحة المكدسة على سطح الأرض لن تتلف إلا في الحرب .
آمل وارجو أن أكون مخطئا .
من المفيد التذكير بموقف أريك فروم ، ستينات القرن الماضي ، حيث كان متأكدا أن المعركة حتمية بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا .
دائما اذكر نفسي ، بقصور فهمنا وتفسيراتنا .
ربما يبلغ العالم درجة من الحكمة ، خلال هذا القرن ....
ويتخلص من أسلحة الدمار الشامل .
....
المفارقة أنني أكتب من سوريا الداخل ، من قلب الجحيم نفسه حيث أعيش منذ 61 سنة .
5
الزمن أحد احتمالين :
الاحتمال الأول ، طاقة كونية تشبه الكهرباء وغيرها من أنواع الطاقة .
وهو مصدر الحركة الأولية ، الأزلية بالطبع .
لكننا ما نزال نجهل طبيعته ، ومصدره وغيرها . مع ان معرفتنا الحالية تقدمت خطوة شديدة الأهمية بتصحيح اتجاه سهم الزمن ( من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر الحاضر ) .
الاحتمال الثاني ، الزمن أو الوقت فكرة عقلية مثل الرياضيات واللغة .
....
بصرف النظر عن طبيعة الزمن الحقيقية ، لا بد ستكتشف يوما ، يبقى من المؤكد أن اتجاه الزمن كما هو معمول به في العلم ( عكسي أو سلبي ، ويجب تغييره ) . أيضا سرعته هي التي تقيسها الساعة . بالإضافة إلى الحركة الثنائية للزمن التعاقبية والتزامنية ، وقد ناقشتها سبقا . وسوف أناقشها عبر الفصول القادمة مع الإضافة لما سبق .
....
....
( النص السابق )

1
السؤال الثالث : طبيعة الوقت أو الزمن ؟!
قبل مناقشة هذا السؤال ومحاولة الإجابة عنه ، من المناسب طرح سؤال جديد حول العلاقة بين الحياة والزمن .
هل يمكن الفصل بين الحياة والزمن ؟
بصرف النظر عن الجواب الصحيح ، العلمي ، والأقرب إلى الواقع . لقد فصل بينهما نيوتن أولا ، ومن بعده اينشتاين وغيره من الفيزيائيين . وأعتقد أنه السبب الأول لخطأ الموقف من الزمن ( أو الوقت ) والسائد إلى اليوم .
اعتبر نيوتن أن العلاقة الحقيقية للزمن مع المكان ، لا مع الحياة .
وأكمل اينشتاين نفس الخطأ ، وما يزال الموقف الثقافي العالمي يتمسك بهذا التقليد ويعتبره الحقيقة والواقع ، خاصة اتجاه سهم الزمن المعكوس .
....
متلازمة المكان والزمن والحياة ، الواقع والوجود المباشر .
مع أننا لا نعرف الزمن بمفرده أو الحياة بمفردها _ ولا المكان أيضا .
يمكن الاستنتاج أنهما منفصلان بالفعل ، طالما أن الماضي مصدر الحياة والمستقبل مصدر الزمن . بالإضافة إلى دليل آخر ، وضع الفرد قبل ولادته بقرن مثلا : حيث يكون زمنه وحياته منفصلين بالكامل .
( تكون الحياة والمورثات في الماضي ، عبر جسدي الأم _ الأب وبقية سلالات الأسلاف ، بالمقابل يكون الزمن والعمر في المستقبل ) .
....
نظريا يمكن الافتراض أن الماضي والحياة من جهة ، والمستقبل والزمن بالمقابل وجهان أساسيان للواقع الموضوعي ، والثابت ربما .
بعبارة ثانية ،
يمكن تمييز ثلاثة مراحل في العلاقة بين الحياة والزمن :
1 _ المرحلة الأولى قبل التقائهما .
نفس المثال السابق ، الفرد قبل قرن من ولادته ( أو اكثر أو اقل ) .
2 _ المرحلة الثانية ، وهي تتمثل بالخبرة المشتركة بدلالة العمر الفردي والمزدوج بطبيعته بين الحياة والزمن .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت .
يمكن الاستنتاج بأنهما ينفصلان ، بنفس الوقت لا يمكن التأكد من ذلك .
هذا التقسيم تقريبي ولا يكفي بالطبع .
حيث المرحلة الأولى ، تطرح السؤال البديهي عن المرحلة السابقة .
من أين يصدر الماضي والحياة ، أيضا الزمن والمستقبل ؟!
نفس المناقشة بالنسبة للمرحلة الثالثة ، حيث يبرز سؤال ما بعد ؟!
وهو أيضا بلا جواب ، وما يزال في مجال غير المفكر فيه ، ليس في العربية فقط بل على مستوى الثقافة العالمية .
2
موازنة الوقت حاجة فردية ، تحولت إلى ضرورة خلال هذا القرن ، وهي تشبه ميزانية الدول والشركات والأفراد أيضا .
لا أعتقد أن أحدا يجهل قيمة وقته الشخصي ، باستثناء صغار الأطفال ، وحالات المرض العقلي والنفسي الحادة .
بالطبع توجد فروق فردية واسعة وعميقة بالتزامن .
....
علاقة الوقت والحياة تنطوي على مفارقة ، أدركها بعض الشعراء والفلاسفة ، وغيرهم من معلمي الجنس البشري منذ قرون عديدة .
أكثرها وضوحا كما أعتقد ، عبارة شكسبير بترجمة أدونيس :
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
( الخطاب من الحفيد _ ة إلى الجد _ة )
والعبارة متناظرة وقابلة للعكس بسهولة :
أنت التقيت بما يولد
وأنا التقيت بما يموت
( الخطاب المعاكس من الجد _ة إلى الحفيد _ ة )
3
ملاحظة هامة ومتكررة
النظرية الجديدة ، تعالج بعض الأفكار ( القضايا ) الكلاسيكية ، والمشتركة مثل فكرة الله والواقع والزمن _ خاصة العلاقة بين الحياة والزمن _ على سبيل المثال لا الحصر .
المشكلة اللغوية تحظى باهتمام خاص ، بالإضافة إلى فكرة ثانية وجديدة ، تتمثل بالعلاقة بين الأمس والماضي ، والعلاقة بين الغد والمستقبل .
....
المشكلة اللغوية تتكشف بوضوح ، من خلال بعض المفاهيم ، والمصطلحات ، مثل الجديد ، أيضا الماضي ، والمستقبل ، والحاضر .
مثلا الجديد ، كلمة متعددة الأبعاد والدلالات إلى درجة التناقض .
الجديد في الزمن يناقض الجديد في الحياة بالكامل ، الجديد في الزمن مصدره الغد والمستقبل حصرا ، على العكس من الجديد في الحياة ، حيث أن مصدره يقتصر على الماضي والأمس .
وتتضاعف درجة تعقيد المشكلة ، مع غموضها المتزايد ، بعد الانتقال إلى الحاضر . الجديد في الحاضر يتضمن كلا النوعين : الجديد الزمني والجديد الحياتي بالتزامن .
كذلك الأمر ، كلمة الماضي مثلا ، بدلالة الزمن ( أو الوقت ) تمثل المرحلة الثالثة وتجسدها . حيث يبدأ الوقت من المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي والأمس ثالثا وأخيرا .
وعلى النقيض بدلالة الحياة ، الماضي يمثل المرحلة الأولى في الحياة ، والثانية في الحاضر ، والثالثة والأخيرة في الغد والمستقبل .
وهذه الفكرة ( المشكلة ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في المخطوط ، وفي عدد من النصوص المنشورة على صفحتي بالحوار المتمدن .
....
والفكرة الثانية ، وهي أكثر تعقيدا ، تتمثل في العلاقة بين الماضي ويوم الأمس 24 ساعة السابقة .
العلاقة بين يوم الغد ( 24 ساعة القادمة ) والمستقبل علاقة بسيطة ، ومفهومة وواضحة بذاتها .
تشبه العلاقة بين الرقم 1 ( الموجب ) وبين اللانهاية الموجبة .
بعبارة ثانية ، يمثل الغد جزءا صغيرا جدا من المستقبل . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار التعميم بلا استثناء .
لكن العلاقة المحيرة هي بين الماضي ويوم الأمس 24 ساعة السابقة .
ليس الأمس جزءا من الماضي ، بل العكس هو الصحيح .
بعبارة ثانية ،
العلاقة بين الماضي ويوم الأمس ( 24 ساعة السابقة ) ، تشبه العلاقة بين الرقم 1 ( السالب ) وبين اللانهاية السالبة .
( _1 ) يتضمن اللانهاية السالبة وأكبر منها بالطبع .
الماضي كله يوجد في الأمس ( 24 ساعة السابقة ) ، كيف ولماذا ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمحيرة ...سوف تبقى في عهدة الأجيال القادمة .
.....
وأختم هذه الملاحظات باعتراف ، أحاول من جديد قراءة نظام الأعداد العقدية ( او التخيلية ) . لم افهمها خلال دراستي الجامعية ، ولا اليوم .
....
....
ملحق خاص
المفكر الفرنسي من أصل بلغاري تزفتيان تودوروف ، يعتبر أن خطأ الفلسفة الكلاسيكية _ المحوري _ والذي يتمثل في اعتبار الصراع أصل العلاقات الانسانية لا التعاون والشراكة ، كان في تركيز الفلاسفة على أصل الانسان بالتزامن مع إهمال أصل الفرد .
أصل الانسان مشكلة ميتافيزيقية ، يتعذر حلها بشكل علمي ومنطقي .
بينما أصل الفرد يتكرر أمام الجميع كل لحظة ويقبل الملاحظة والاختبار ، وهو في الحد الأدنى نتيجة فترة من اللذة الجنسية لا الصراع .
هذه الفكرة ، كتبت عنها وناقشتها وفكرت فيها مرات ، وأعتقد أنها بنفس أهمية عبارة شكسبير ، من ناحية تأثيرها بفهمي الحالي للعلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) :
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد .
والمفارقة ، أن الكثير من المترجمين والنقاد يعترضون على ترجمة أدونيس واعتباره غير أمين للنص الأصلي !
....
ننسى دوما أن اللغة وسيلة لا أكثر ولا أقل .
البعض يعتبر أن اللغة غاية بحد ذاتها ، ومعناها الحقيقي في الماضي ، وهذا الموقف الدغمائي مصدر ثابت للحذلقة والابتذال اللغويين .
موقف آخر وربما الأسوأ ، يعتبر أن اللغة تجسد الواقع الحقيقي ، ولا تعبر عنه فقط أو تدل عليه .
المشكلة اللغوية سبب أول ، ودائم في تعثر معرفة الواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن بصورة خاصة .
توجد حاجة مضاعفة اليوم للإصلاح اللغوي ، على غرار الإصلاح الديني والسياسي وغيره ، على مستوى العالم وفي العربية أكثر من سواها .
أعتقد أن العالم يحتاج إلى لغة جديدة وقد تكون متطورة عن الإنكليزية مثلا ، أما عن غيرها درجة الاحتمال ضعيفة وشبه خيالية .
أعتذر عن تكملة هذا الموضوع ، فهو خارج مجال تخصصي وخبرتي ، وهذه رسالتي إلى المعنيين بالأمر ...عالمات وعلماء اللغة ، العربية خاصة للمساهمة في فتح حوار ثقافي وعلى مستوى العالم .
مثال كلمة الجديد ( أو القديم ) ناقشته سابقا .
لكن هنا يبرز سؤال جديد أوضح ، وأصعب ، يتمحور حول المرحلة قبل الأولية في العلاقة بين الحياة والزمن . قبل ولادة الفرد يكون جسده وحياته ( مورثاته ) في الماضي عبر سلاسل الأسلاف . لكن أين يوجد الأصل ؟!
بالتزامن
السؤال المقابل ، قبل ولادة الفرد ، يكون زمنه ووقته ( عمره ) في المستقبل . والسؤال ماذا يوجد خلف المستقبل أو قبله !؟
وسأختم بسؤال ثالث ، أعتقد أنه سيكون أحد الموضوعات الرئيسية في فلسفة النصف الثاني لهذا القرن :
العلاقة بين الماضي والحياة والزمن : طبيعتها ومصدرها وحدودها ؟!
بالتزامن مع السؤال المعاكس :
العلاقة بين المستقبل والزمن والحياة : أيضا طبيعتها ومكوناتها وحدودها .
....
خلاصة هذا الفصل
( فكرة جديدة وهامة كما اعتقد )
العلاقة بين الحياة والزمن تمر بخمس مراحل :
1 _ المرحلة الأولى .
مزدوجة بطبيعتها ، حيث تتضمن الأبد والأزل بالتزامن .
ويمكن اعتبارها الأخيرة أيضا .
هذه المرحلة ، المزدوجة ، تتميز بالانفصال التام بين الحياة والزمن .
ربما تكون سوى لحظة لا متناهية في الصغر .
2 _ المرحلة الثانية .
ظهور الحياة والزمن .
المرحلتين 1 و 2 لا يمكننا أن نعرف عنهما شيئا ضمن معارفنا ووسائلنا الحالية ، سوى بشكل منطقي واستنتاجي .
3 _ المرحلة الثالثة ، مرحلة الأفراد والعمر الفردي ، وهي التي نخبرها جميعا .
4 _ المرحلة الرابعة ، بعد موت الفرد .
5 _ المرحلة الخامسة ، عكس الأولى : بعد فناء العالم والحياة .
لا نعرف عنها شيئا .
....
لنتذكر ..." النهاية والبداية " عنوان ديوان شيمبورسكا .
سدرة المنتهى
أو سترة النهاية ،
الحياة والزمن ولا شيء آخر
....
....
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع مع التكملة

أيضا البداية مع فقرة جديدة من كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " ومناقشة مختزلة ومكثفة ، بما أن الأفكار الواردة ، بغالبيتها ، قد تمت مناقشتها سابقا بشكل تفصيلي وموسع :
( لا تتواجد الخبرة البشرية إلا في اللحظة الراهنة ، أما تجارب الماضي فتتواجد على شكل ذكريات وخبرات فقط ، ...، وبالنسبة لتجارب المستقبل ، فهي توجد على هيئة توقعات أو آمال أو توهمات ) .
أعتقد أن فكرة هذه الفقرة ، والخبرة المتضمنة فيها مشتركة ، ويوجد اتفاق ثقافي عام ، وعالمي ، حولها يشمل العلم والفلسفة . واختلافها مع النظرية الجديدة ، يتحدد برفض الموقف السائد _ الموروث والمشترك _ الذي يعتبر أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هي نفسها اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
( الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تتمحور النظرية الجديدة )
....
بدون تصحيح الموقف العقلي من الواقع ، وفهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن _ ومن الحاضر بالدرجة الأولى _ سيبقى الموقف الثقافي ( العلمي والفلسفي خاصة ) في حالة التخبط العشوائية ، والتناقض الذاتي ، التي نعرفها في الفيزياء الحديثة ، وفي فلسفة العلم بشكل صارخ ومخجل .
....
ما هي اللحظة الراهنة ؟
صيغة السؤال نفسها تعبير أحادي وخطأ عن الواقع ثلاثي البعد _ حياة وزمن ومكان _ يتعذر اختزاله إلى اثنين وإلى واحد يتضاعف الخطأ .
توجد ثلاثة أنواع للحظة ، أو النقطة ، أو الذرة ، أو الصفر .
ثلاثة أنواع في الحد الأدنى ، الزيادة ممكنة ومرجحة كما أعتقد ، لكن الاختزال خطأ جوهري ونكوص من العلم والمنطق إلى السحر والوهم .
بعبارة ثانية ،
اللحظة الراهنة تمثل أحد الأبعاد الثلاثة للوجود والواقع ، البعد الزمني أو الحاضر ، ويتمثل البعد الحياتي بالأحياء والحضور ، والبعد المكاني بالإحداثية والمحضر .
....
تعبير النظرية الجديدة عن الحاضر غير مكتمل ، بسبب المشكلة اللغوية .
مع أنه يتقدم خطوة ، وبوضوح شديد على الموقف الثقافي السائد .
مثال مباشر ، حدث قراءتك الآن :
لنتخيل مراقبا حياديا لعملية القراءة ، التي تحدث عبر ثلاثة محاور متعامدة ، الحياة والزمن متعاكسان ، ويتناصف معهما البعد المكاني عموديا أيضا .
كل لحظة ، تنقسم إلى ثلاث اتجاهات :
1 _ الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ( المباشر ) .
2 _ الوقت أو الزمن بالعكس تماما .
3 _ المكان ، يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني .
....
الجميع يعرف الماضي والمستقبل ، ويبقى الاختلاف حول الحاضر ؟
يتحدد الحاضر عبر الحضور فقط ( الأحياء ) .
الحاضر بطبيعته نسبي ، ويمثل الأزمنة الثلاثة بنفس الوقت ، مثاله اليوم الحالي الذي يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى ومثله كل يوم جديد .
.....
السؤال الرابع ، حول حركة مرور الوقت : اتجاهها ونوعها وطبيعتها ...
هل حركة الوقت أو الزمن ، ثابتة أم متغيرة ؟
أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية وتزامنية معا ، أم أحدهما فقط ؟
ناقشت هذه الأسئلة خلال الكتاب الأول " النظرية " ، في نصوص عديدة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
وفي هذا النص سأحاول مناقشتها ، مع بعض الإضافة ، والتوسع .
....
ملاحظة هامة
يمكن دراسة اتجاه حركة مرور الزمن ، وسرعة مرور الزمن ، ونوعها ، بالرغم من جهلنا لطبيعة الزمن ( الوقت ) وماهيته الحقيقية .
لكن ذلك يتطلب التركيز على الموقف الثقافي المشترك والذي تمثله مراكز البحث العلمي الحديثة ، والمتفق عليه أيضا بين العلم والفلسفة ، وخلاصته التي نعتمدها كمعيار مشترك وموضوعي .
يوجد مثال يوضح الفكرة ، الدراسات القائمة بشأن الفيسبوك ووسائل التواصل الحديثة بصورة عامة .
بعبارة ثانية ،
على الرغم من عدم فهم طبيعة الزمن أو الوقت ، والتي ربما تبقى لقرون عددية قادمة موضع جدل وخلاف في العلم والفلسفة ، مع ذلك يمكننا الاستناد على بعض التوافقات . مثل تحديد الماضي ، والمستقبل على سبيل المثال :
الماضي : حدث سابقا ، وهذ التعريف المشترك بمختلف اللغات .
يقابله المستقبل : لم يحدث بعد ، وهو أيضا موضع اتفاق .
لكن تبقى مشكلة الجديد والقديم بصورة خاصة .
حيث الجديد في الزمن قديم في الحياة والعكس صحيح .
المشكلة اللغوية أكثر تعقيدا ، مما كنت أتصورها في الكتاب الأول " النظرية " . وفي هذه المناسبة أدعو علماء اللغة ، العربية خاصة ، لبحث هذه المشكلة الثقافية بدلالة الزمن . للتوصل إلى توافقات واقتراحات ، ولو بشكل أولي وبصيغة حوار مفتوح .
والمثال الثاني على التوافق النسبي ، بالرغم من الجدل المزمن حول الحدود الموضوعية بين الصحة العقلية والمرض ، على المستويين الفردي والاجتماعي . لا يوجد خلاف _ حسب علمي _ حول المعيار المزدوج .
اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
....
ملاحظة 2
يخلط الجميع ، إلى اليوم الحالي : الجمعة 27 / 8 / 2021 في الثقافة العالمية ( خاصة في الفلسفة والعلم ) بين حركة الحياة وحركة الزمن أو الوقت ويعتبرونها واحدة فقط ، بشكل ضمني عادة ، وصريح أحيانا .
1 _ حركة الحياة تتمثل بالنمو بعد ولادة الفرد ، وتطوره من مرحلة الطفولة إلى الكهولة ، عبر مرحلة النضج والشباب .
في اتجاه واحد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
2 _ حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) ، وهي تتمثل بتدفق الأحداث والأفعال أو اتجاهها الثابت ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . على العكس تماما من الموقف الثقافي السائد .
هذه الحركة المزدوجة ، ناقشتها مرارا في نصوص عديدة ومنشورة ، وما يزال يصعب فهمها على الكثيرين _ ات .
وهذا الموقف المتكرر واللامبالي ، صار يصيبني باليأس والإحباط .
....
1
هل يمكن تخيل الكون ؟
أعتقد أن مشكلة الواقع ، تتمثل بعدم إمكانية تخيل الكون ولو بشكل غير مباشر ، أولي وتقريبي .
عندما نصف الكون بأنه لا نهائي ، أو نصفه بالمطلق ، أو الأزلي ( بلا نهاية أو بداية ) ، أو المجهول ...وغيرها ، نكون فقط قد استبدلنا العبارة الصحيحة ، الواضحة والجميلة " لا أعرف " بالتعميم الذاتي والثرثرة .
ونكون قد استبدلنا العلم بالحذلقة اللغوية ، والرطانة وهو الأسوأ .
....
حركة مرور الزمن أو الوقت ، ونقيضها اتجاه تطور الحياة ؟
أعتقد أن قانون نيوتن الثاني للحركة :
لكل فعل رد فعل ، يساويه بالقيمة ويعاكسه بالإشارة والاتجاه ، يمكن اعتباره حدسا باكرا للجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
أحدهما يمثل الفعل والمحرك الحقيقي ، بينما الثاني يمثل رد الفعل .
أميل إلى الاعتقاد بأن الحركة الكونية ، الأصلية ، عكسية بطبيعتها . وتشبه حركة الباص المجاور ، بينما الباص الحقيقي ( الذي يتواجد فيه المشاهد أو المراقب ، في وضع السكون لا الحركة ) .
بعبارة أوضح : ما يشعر به الانسان ، ويعتقد انه الحقيقة في حركة الأيام أو سهم الزمن الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، هو خدعة حواس .
بينما الحقيقة الموضوعية تتمثل بمرور الوقت من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر .
بكلمات أخرى ، حركة الحياة هي رد فعل على حركة الوقت ، تساويها بالقيمة وتعاكسها بالإشارة والاتجاه .
....
2
مثال تطبيقي جديد على المشكلة اللغوية
الاتجاه والمعنى والغاية ؟
الغاية خاصية الكائن الحي ، وميزة للإنسان .
المعنى يتضمن الغاية ، بينما الغاية حالة خاصة من المعنى العام .
الاتجاه يتضمن المعنى ، بينما المعنى حالة خاصة من الاتجاه .
هل للزمن ( الوقت ) معنى وغاية ؟
أعتقد أن السؤال غير علمي ، أو غير منطقي على الأقل .
هل للحياة معنى وغاية ؟
أعتقد أن السؤال ضروري ، وربما يثير اهتمام فلاسفة العلم خصوصا خلال النصف الثاني لهذا القرن ، وما بعده أكثر .
هل للزمن اتجاه ؟
نفس السؤال ، هل للحياة اتجاه ؟
اتجاه الحياة على النقيض من اتجاه الزمن ، لا يوجد أحدهما بمعزل عن الثاني ....الحياة والزمن وجهان لعلمة واحدة ، لكنها مزدوجة بطبيعتها .
....
الأسئلة المنطقية عن الزمن ليست نفسها عن الحياة ، مع أنهما متلازمة .
....
لا يمكن معرفة الزمن قبل التقاءه بالحياة .
ولا يمكن معرفة الحياة قبل التقاءها بالزمن .
....
الحياة بين الصحة والمرض ، نوعية ونسبية بطبيعتها .
الوقت بين الطول والقصر ، كمي وموضوعي بطبيعته .
....
الحياة نسبية ، وتختلف في كل لحظة عن السابقة واللاحقة ، كما أنها تتغير بطرق ذاتية لا يمكن تحديدها مسبقا .
الزمن ( الوقت ) موضوعي ، ولا فرق بين لحظة وأخرى سوى بدلالة الحياة أو المكان .
تحتاج العلاقة بين الحياة والزمن خاصة إلى البحث والدراسة ،
حسبي أنني فتحت هذا الباب المغلق والمنسي من الجميع .
3
تتغير الحالة العقلية باستمرار ، وهذه خبرة مشتركة ، تمثل الحقيقة البشرية ، وهي موضع اتفاق على غير العادة بين العلم والفلسفة والثقافة العامة _ المحلية والعالمية على السواء .
محاولة فهم ذلك ، عبر تفسيره بالشكل الصحيح والموضوعي _ بدلالة الواقع والعلاقة بين الحياة الزمن خاصة _ ما يزال خارج الاهتمام الثقافي ، العلمي والفلسفي للأسف .
الاختلاف الثابت ، والدائم ، بين اليوم والغد ( بين الحاضر والمستقبل ) يمثل السبب المشترك ، والموضوعي .
على الانسان ( على كل فرد ) الاختيار المتكرر بين الحاضر والقادم ، وهذا ما يحدث بالفعل ، حيث يختار غالبيتنا وفي معظم الأحوال الحاضر على حساب القادم والمستقبل الذي لم يصل بعد .
المثال الأوضح ، العادة الانفعالية السائدة لدينا ( ثرثرة ، مهدئات ، تدخين ، كحول ، ... وغيرها _ من لا يعرفها ! ) .
هي تجسد تفضيل الحاضر ( الماضي عمليا ) على المستقبل بوضوح .
والعكس صحيح ، وكلنا نعرفه ونخبره ولكن كحالة خاصة ومؤقتة فقط .
بعبارة ثانية ،
الحاضر مع أنه حالة مؤقتة ، هو بطبيعته مزدوج ، وثنائي فقط بين اتجاهين متناقضين بطبيعتهما : إلى الأمس والماضي أو بالعكس إلى الغد .
....
اختيار الأمس والماضي ، وهو ما نقوم به غالبا ، يمثل اتجاه المرض العقلي النموذجي " اضطراب ثنائي القطب " التسمية الحديثة للعصاب ، وقبله الاغتراب :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
والعكس صحيح ، اختيار الغد والمستقبل يمثل اتجاه الصحة العقلية :
اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
تلك المعادلة المزدوجة للصحة ( أو المرض ) العقلية ، وهي تصلح كاتجاه عام ، للأفراد أو المجتمعات والدول .
....
....
مقدمة الفصل الخامس

العيش على مستوى الموقع فقط ، سبب أول للمرض العقلي .
الفرد ثنائي بالحد الأدنى ، موقع وشخصية .
وثلاثي البعد بصوة أشمل :
1 _ البعد الأول ، الشخصية .
2 _ البعد الثاني ، المورثات .
3 _ البعد الثالث ، البيئة .
بالطبع هذا التصنيف نظري وافتراضي ، وهو يشبه تصنيف الجسد إلى أعضاء متمايزة ومختلفة ، مع أنه لا يمكن الفصل بينها عادة .
....
عودتي المتكررة إلى مشكلة العلاقة بين الشخصية والموقع ، أحد أسبابها النظرية الجديدة والموقف الثقافي منها ، المشبوه بالحد الأدنى .
حاولت خلال السنوات العشرين الماضية ، الكتابة في موضوعات ثلاثة : الشعر والأدب بالعموم ، وعلم النفس والصحة العقلية خاصة ، وحديثا الواقع بدلالة النظرية الجديدة ، والجدلية العكسية بين الزمن والحياة .
لحسن الحظ يوجد موقع الحوار المتمدن .
....
مسرحية سعد الله ونوس الشهيرة " الملك هو الملك " ، مثال تطبيقي نموذجي على ثنائية الفرد أو العلاقة بين الموقع والشخصية .
الحاكم العربي مثلا ، هو في موقع القائد والزعيم ( الموقع الأول ، ودور البطولة ) .
وشخصيته مريض عقلي ، ونصف مجنون في أحسن حالاته .
أترك للقارئ _ة تقدير الاستثناء ، إن كان يوجد استثناءات بالفعل ، في العالمين العربي والإسلامي المنكوبين .
....
مقدمة للفصول الخمس السابقة

ما هو النظام الزمني ( الوقتي ) الحالي : طبيعته وحدوده ومكوناته ؟

1
لنتخيل اكتشاف الحياة الذكية في أحد الكواكب ، هذه السنة ، أو بعد قرن ، ...أو بعد مليون سنة .
هذا احتمال واقعي ، وممكن ويتزايد مع التقدم العلمي والتكنولوجي ، ويقترب من التحقق أكثر فأكثر عبر كل جيل جديد .
....
الحياة الذكية لا تنفصل عن اكتشاف اللغة والزمن .
اللغة ما تزال في المستوى البدائي ، على النقيض من التصور السائد .
بالمقارنة بين النظامين اللغوي والزمني ، يتضح مدى تخلف اللغة ( الإنكليزية أو العربية كأمثلة ) .
....
لا شيء يبرر استمرار الوضع اللغوي الفوضوي ، والعشوائي بالكامل ، على مستوى العالم ، وضمن حدود اللغة القومية أو الوطنية نفسها .
يشبه الأمر ، استخدام الخيول والحمير كوسيلة نقل أساسية اليوم . مع فارق واحد ، أن وضع اللغات كلها متشابه ، والاختلافات محدودة ونسبية فقط .
2
النظام الزمني الحالي عالمي ، وموحد وعلى درجة عالية من الدقة والموضوعية ، ويحتاج عاجلا إلى تصحيح اتجاه حركة مرور الزمن .
بينما النظام اللغوي الحالي ، ومعه الحقوقي والسياسي ، على درجة خطيرة من العشوائية والتناقض _ تثير الشبهة والشفقة معا .
بالطبع لا يشعر الغالبية بذلك .
وما زال العكس هو السائد حيث التفاخر ، الغبي والبليد ، بالوضع اللغوي الحالي ، العربي خاصة !
....
القديم والجديد كمثال .
القديم في الزمن جديد في الحياة ، والعكس صحيح .
ناقشت هذه الفكرة ، المشكلة ، بشكل تفصيلي وموسع .
وسأكتفي هنا ، بمناقشة سريعة لعلاقة العادة والحاجة مثلا :
كيف يمكن التمييز ، مع المقارنة ، بين العادة والحاجة بشكل موضوعي ودقيق ؟
بدلالة الزمن ، والجدلية العكسية بين الحياة والزمن خاصة ، يمكن ذلك بشكل سهل ، مع المحافظة على الدقة والموضوعية .
الحاجة تتصل بالماضي والمستقبل ، والحاضر بالطبع .
بينما العادة تقتصر على الماضي والحاضر ، مع أنها تتحكم بالمستقبل _ بشكل لاشعوري غالبا _ وهذه مفارقة ومغالطة أيضا .
يحتاج العالم الحالي إلى ثورة حقوقية _ ثقافية ، أو الاستمرار في تكديس المشكلات المزمنة وغير القابلة للحل كمثال مزدوج ( أسلحة التدمير الشامل وهي تتضاعف ، جيلا بعد آخر ، أيضا الموقف الثقافي العالمي من الواقع والزمن بصورة خاصة ) .
3
لنتذكر أن القرن العشرين ، تجاوز الحدود السلبية والايجابية بالتزامن .
التوحش الإنساني خلال الحربين تجاوز كل الحدود ، والتوقعات .
بالتزامن ،
التطور العلمي والتكنولوجي تجاوز الخيال .
....
الويل لنا
الويل لأحفادنا أكثر
إن لم تحدث ثورة معرفية ليس خلال هذا القرن فقط ، بل بسرعة .
....
لنتخيل الاحتمالات الشبيهة ب تشيرنوبل :
إسرائيل ، باكستان ، كوريا الشمالية ، الصين والهند و ،...و يفخر البعض بلغته ، أو بالمستوى الحالي لحقوق الانسان وغيرها .
4
ما علاقة كل ذلك بالزمن ، والنظرية الجديدة خاصة ؟
هذا البحث في الأصل حول الصحة العقلية والسعادة ، أو العكس المرض العقلي والشقاء .
المشكلة المزمنة _ المشتركة والموروثة _ الجشع أو عدم الكفاية أو انشغال البال الدائم .
ما تزال بدون حل منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة .
....
الشقاء في العقل ، والسعادة في العقل أيضا .
بوذا .
....
القلق المزمن ، وانشغال البال الدائم ، مرض عقلي مشترك وموروث . يصيب الأفراد والمجتمعات على السواء .
ليت الأمر فقط كذلك ، إنه وباء يشبه كورونا .
لا أحد خارجه .
هذه خبرتي الشخصية ، هي أكثر من رأي واعتقاد ، وأقل من معلومة .
....
هذه الأفكار ( الجديدة خاصة ) سوف أناقشها خلال الفصول القادمة بشكل أوضح وأشمل .
....
....
الفصل الخامس _ النص الكامل

1
" جسدك هنا في الحاضر ، وعقلك هناك في الماضي أو المستقبل "
الواقع المباشر ، ثابت ومتغير بنفس الوقت .
الجسم يبقى هنا في الحاضر من الولادة إلى الموت ، والعقل هناك في الماضي أو المستقبل ...
لماذا ، وكيف ، والغاية ، والمعنى ...وغيرها من الأسئلة التي تتلخص جميعها بسؤال واحد ، بسيط ، ومباشر :
ما هو الواقع ؟!
النظرية الجديدة تقدم الجواب المنطقي ، والذي يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الجسم والشعور هنا في الحاضر ، بينما العقل والفكر هناك في الماضي أو المستقبل .
ويبقى تحديد الأزمنة الحقيقية الثلاث : الماضي والحاضر والمستقبل ، وعلاقاتها الفعلية .
....
ثلاث ملاحظات أولية :
1 _ الوقت والزمن واحد لا اثنين .
هذه مشكلة في العربية ، يلزم تصحيها على المستويين الفردي والمشترك .
2 _ الحياة والزمن اثنان لا واحد .
يشكلان معا جدلية عكسية ، يتعذر إرجاعها إلى الواحد .
3 _ العقل والجسد واحد واثنين بالتزامن .
وهذه المشكلة ، لها حل واحد صحيح يتمثل بالثالث المرفوع .
....
حركة مرور ، مع أنها غير ظاهرة للحواس ، لكن منطقيا وبشكل استنتاجي ربما تمثل الحركة الموضوعية ، والتي تتضمن مختلف أنواع الحركة ، خاصة الحركة التعاقبية والتزامنية .
2
الواقع المباشر والواقع الموضوعي ، والعلاقة بينهما ؟!
الواقع المباشر ، نختبره جميعا من الولادة إلى الموت ، ويتمثل بالتقاء الزمن والحياة عبر الفرد : الحاضر الزمني والحضور الحياتي .
الواقع الموضوعي ، هو الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
....
لنتذكر ثلاثة مواقف بارزة من قضية الواقع :
نيتشه :
لا يوجد واقع بل تأويلات .
فرويد :
سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد .
هايدغر :
يجب تحليل الحضور ، المهم كيف يحضر الانسان في العالم .
( الثلاثة ألمان _ صدفة جميلة )
3
اليوم الحالي _ وكل يوم _ يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، وقد ناقشت هذه الفكرة مرارا ، كيف يمكن تفسري ذلك ؟!
اليوم الحالي هو الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى .
لا يمكن تفسير هذا الأمر ، سوى باعتبار الحاضر نسبي ، ويتحدد بدلالة الانسان فقط _ أو الوعي _ عبر حالاته الثلاثة ( قبل الولادة وخلال الحياة وبعد الموت ) . فقط ( او الوعي ) .
صار بالإمكان تحديد الحاضر كمجال أو حيز موضوعي ، بالإضافة إلى أنه يمثل المجال الكامل بين الماضي والمستقبل ، فهو يمثل الوجود بكامله لكن على مراحل وليس دفعة واحدة .
....
يمكن تشبيه الماضي والمستقبل ، بشكل غير مباشر ، بالقطبين الشمالي والجنوبي . وعلاقتهما مع الكرة الأرضية .
نعرف بشكل منطقي أن الكرة الأرضية بين القطبين ، بنفس الوقت هي تحتويهما .
أعتذر عن التكملة في هذه الفكرة أو التوجه ، أو المقترح الجديد ، أشعر بالتعب والتشويش .
( ربما تكتمل هذه الأفكار لاحقا ، ...ربما يكملها قارئ _ة ...؟! )
4
النظرية الجديدة تتضمن خلاصة التفكير العلمي في الزمن أو الوقت ، خلال القرن العشرين خاصة . وهي أفكار شعراء وفيزيائيين وفلاسفة ، منهم الثلاثة الكبار نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ، أيضا هايدغر وباشلار مع غيرهم بالطبع . ويبقى الأهم رياض الصالح الحسين وشكسبير وأنسي الحاج وشيمبورسكا ، ...
لطالما أثارتني جملة أبو العلاء :
إني وإن كنت الأخير زمانه ...
أيضا نصف بيت الشعر الشهير
إن غدا لناظره قريب .
( هدبة بن الأشرم )
....
....
الفصل الخامس _ خلاصة ما سبق

مشكلة تصور الزمن أو الوقت ... ؟ !
الطريقة التي يتصور بها الانسان الوقت ، أو الزمن ، تحدد اتجاهاته الرئيسية ، وقيمه الشخصية أيضا .
على كل شخص ينتقل إلى بلاد بعيدة تغيير توقيت بلده القديم ، واستبداله بتوقيت البلاد الجديدة . مثل العملة واللغة وغيرها .
1
هذه المناقشة موجهة إلى قارئ _ة ( مراهق _ة ) بين العاشرة والعشرين .
....
خلال سنة أو خمسين ، بصورة مؤكدة ، سوف يتم تصحيح اتجاه عقارب الساعة بعكسها ، ومعها تصحيح اتجاه حركة الوقت .
الاحتمال الأرجح سوف يكون بعد موتي ، وليس خلال حياتي للأسف .
ولو حدث العكس ، يكون العالم الحالي على درجة من النضج ، والمسؤولية المعرفية _ الأخلاقية خاصة ، وهو أمر يدعو إلى الثقة والتفاؤل .
لكنني أعتقد العكس ، أن صحوة العالم ( الزمنية ) ومعها الصحوة المعرفية والأخلاقية سوف تتأخر إلى النصف الثاني لهذا القرن غالبا .
2
حركة الأيام _ الحركة التي نعرفها جميعا ، تشبه حركة الباص المجاور .
حيث يشعر ويعتقد الراكب _ة ، في الباص المتوقف ، أنه بدأ يتحرك بالفعل ، بسبب الخدعة البصرية التي نخبرها جميعا بأشكال متنوعة .
والفرق نسبي ، ويختلف بين شخص وآخر ، مع أن الحركة نفسها موضوعية وثابتة ، ويمكن قياسها وتحديدها بدقة ووضوح .
....
الغالبية للأسف لا يفكرون ، حتى لحظة انكشاف الخدعة البصرية والشعورية ، بأن الأحاسيس والمشاعر لا تعكس الحقيقة والواقع بشكل دقيق وموضوعي ، بل تفسيراتنا الشخصية والتي تتباين _ ليس بين فرد وآخر فقط ، بل بالنسبة للشخص نفسه تختلف بحسب الحالة والمزاج الشخصية .
بعبارة ثانية ،
تضللنا الأحاسيس والمشاعر غالبا ، وتبعدنا عن الواقع بدرجة أعلى مما تقربنا منه وإليه .
الحركة المقصودة _ هي حركة مرور الوقت الثابتة والمنتظمة _ اللحظة ، والساعة واليوم ، والقرن ، والعصر .
الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة ، يعتبر أن تلك الحركة يمثلها سهم الزمن ، وتنطلق من الماضي والأمس إلى الغد والمستقبل ، مرورا بالحاضر .
وهذا الموقف خطأ ، والحقيقة هي على العكس تماما . حيث يتم الخلط بين نوعين مختلفين من الحركة _ متعاكسين _ يتمثلان بالجدلية العكسية بين الحياة والزمن ( الوقت ) .
....
تتوضح الجدلية العكسية بدلالة العمر الفردي أو الشخصي ، مثلا اليوم الحالي _ وكل يوم آخر ، باستثناء الماضي _ هو شكل ومضمون أو حاضر وحضور .
الحاضر يمثل الجانب الزمني ، الشكلي ، وهو يأتي من الغد والمستقبل .
بينما الحضور يمثل الجانب الحي ، المضمون ، وهو يأتي من الأمس والماضي .
والآن بسهولة يمكننا التأكد من الحركة المزدوجة ، والتي تتسبب بالموقف الخطأ ( الشعور والاعتقاد ) السائد والمشترك .
الساعة بوضعها الحالي تقيس حركة الحياة لا الزمن .
وعندما يتم عكسها ، او تصحيحها ، تتكشف حركة مرور الزمن بدقة ووضوح .
3
ما عليك سوى وشع روزنامة للعام القادم أمامك ، وتأملها بهدوء .
لسنا نحن _ الحياة والأحياء _ من نتحرك من الاثنين إلى الثلاثاء ، فالأربعاء ...بل هي حركة الباص المجاور ، الزمن أو الوقت يتسرب من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر اليوم الحالي والحاضر .
وهذه حكرة مرور الوقت ، او سهم الزمن :
من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
والعكس حركة الحياة ؟
....
عمر اليوم الحالي يشبه عمر الفرد ، الاختلاف الوحيد أن نهاية اليوم معروفة ومحددة سلفا .
مثله عمر الغد ، أيضا الأمس لكن بشكل معكوس .
اليوم الحالي بدأ الساعة 12 ليلا ، وسوف ينتهي خلال 24 ساعة ، بنفس التوقيت ساعة 12 ليلا .
هذا متفق عليه ، والاختلاف حول الاتجاه فقط .
يفترض الموقف الثقافي العالمي الحالي ، ان السبت ينتقل إلى الأحد ، ثم الاثنين ...وهكذا .
لكن العكس هو الصحيح ، نحن ( الأحياء والحياة ) نبقى في اليوم الحالي والحاضر من الولادة إلى الموت . والأيام هي التي تتغير ، تأني إلينا من المستقبل ثم تعبرنا إلى الماضي .
( بسرعة ثابتة وبنفس الاتجاه ، المعاكس لاتجاه الحياة )
4
سنة 2022 قادمة بشكل موضوعي ومطلق .
فقط من يموتون هذه السنة لن تصلهم ، ومن مات قبلهم بالطبع .
وهكذا هي حركة مرور الوقت كلها ( اللحظات ، والساعات ، والسنوات ، والقرون ، والعصور ) حركة ثابتة ومنتظمة وفي اتجاه واحد .
....
سنة 2020 صارت خلفنا .
وهي تبتعد من الأمس ( والماضي ) إلى الأمس الذي سبقه ... في اتجاه الأبعد فالأبعد .
( وهذه هي حركة مرور الوقت _ أو سهم الزمن _ من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ، والعكس حركة الحياة والأحياء ) .
5
أعتقد أن 9 من أصل 10 قراء تحت العشرين ، يفهمون هذا النص بسهولة ويسر .
ويؤسفني للغاية ، ان أبناء جيلي يصعب عليهم فهم هذه الأفكار البسيطة ، والواضحة ، مع أنها جديدة وصادمة بالفعل للعقول المتحجرة .
سيحكم المستقبل على الجميع .
....
....
الأرض الجديدة _ تكملة الفصل السادس

تذكير ،
للقارئ _ة الجديد _ة خاصة...
حدود هذه الكتابة ضمن المجال العلمي ، أو الفلسفة العلمية ، من حيث المنهج والأدوات . فهي تعتمد على المناهج العلمية الحديثة كالمقارنة والاحصاء وغيرها ، وتتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم .
مثال تطبيقي ،
اتجاه حركة الزمن والأحداث ( سهم الزمن ) من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ( الآن _ هنا ) .
والعكس حركة نمو الحياة وتطورها ( سهم الحياة ) من الماضي والأمس إلى المستقبل والغد ، عبر الحاضر الحالي والمباشر .
وكلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
وتكفي ملاحظة واحدة تخالف ذلك لإعادة النظر بالفكرة ، وتغيير النظرية بكاملها لو حدث ذلك .
1
المستقبل زمن قديم لا يمكن معرفته .
( الزمن ، والعمر الفردي ، يأتي من زمن مجهول في المستقبل المطلق )
الماضي حياة جديدة لا يمكن معرفتها .
( الحياة ، مع جميع الأحياء ، تأتي من حياة سابقة مجهولة المصدر )
بينهما الحاضر ( الآن _ هنا ) أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان ) .
والسؤال كيف يحدث ذلك ؟
هو نفسه سؤال الواقع : طبيعته وماهيته .
....
المستقبل زمن قديم .
( الزمن مجهول بطبيعته : صدفة _ نتيجة )
نحن لا نعرف سوى الزمن الجديد الحاضر ، والماضي أكثر .
ويمكن الاستنتاج ، منطقيا ، أن المستقبل زمن قديم .
سأكتفي الآن بهذه الفكرة ( المختزلة ) ، وسأعود لمناقشتها لاحقا بشكل تفصيلي واكثر تحديدا .
الماضي حياة جديدة .
( الحياة سلسلة سببية : سبب _ نتيجة )
نحن لا نعرف سوى الحياة القديمة في الحاضر ، والمستقبل أكثر .
لا يمكن معرفة الحياة قبل بدايتها ، أو لحظة بدايتها .
ما يمكن معرفته ، بشكل علمي ومنطقي عن الحياة ، يتحدد بعد نشوئها أو انبثاقها _ وليس قبل ذلك _ ضمن أدوات المعرفة الحالية .
....
الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر _ الزمن والحياة والمكان ) مجال خبرتنا الوحيد .
وهنا تكمن المفارقة الإنسانية المشتركة ، والمعروفة منذ آلاف السنين .
حيث أن الثقافة العالمية ، وضمنها الفلسفة مع صمت العلم ، ما تزال تجتر فكرة شوبنهاور عبر تكرار آلي : " الحياة فترة بين عدمين " .
مع انها فكرة خاطئة جملة وتفصيلا .
الحياة تأتي من الحياة والماضي ، والعمر يأتي من المستقبل والزمن .
2
الصراع على الوقت بدأ يتكشف ، ويتضاعف جيلا بعد آخر .
ينشأ الصراع على الوقت مع السلطة بالتزامن _ وجهان لعملة واحدة .
غالبا ، لا يشعر الآباء والأبناء بالتنافس والصراع قبل العاشرة .
مع أنهما يتداخلان ، ويمتزجان في حالات كثيرة ، الصراع على الوقت يختلف عن الصراع على السلطة . فهو أقل وضوحا ، وغير مباشر بطبيعته ، حيث تخفيه اللغة والكلام ونبرة الصوت والحركات الجسدية .
....
المفارقة والمغالطة معا ، أن من لا يعرفون سوى لغة القوة ، والصراع على الوقت ، هم الأشد إنكارا لأهمية الوقت والكلام .
3
الشخص البالغ الذي لا يستطيع قضاء الوقت بمفرده ، بالرغم من تقدم العمر ، يبقى في مرحلة الانكار أو الضحية .
....
مع النضج ، والانتقال المتدرج للفرد من الطفالية إلى الرشد ، تتكشف مشكلة الصراع على الوقت ، كحقيقة مشتركة تتزايد باستمرار _ ولا تخلو منها علاقة إنسانية بعد مرحلة النضج .
المثال الأوضح ، والمشترك : ساعة الطبيب _ ة والمحامي _ ة والمدرس _ة ، أو ساعة الشطرنج كمثال على الدقة والموضوعية .
....
ملحق
اللذة والفائدة : علاقة تناقض بشكل شبه دائم .
اللذة تمثل الماضي _ الحاضر .
الفائدة تمثل الحاضر _ المستقبل .
يتعذر الجمع بينهما ، بسبب تعذر الجمع بين الحاضر والمستقبل .
....
القسم الثالث _ النظرية الجديدة
مقدمة الفصل السادس
محاولة جديدة لتحديد الحاضر ، وتعريفه بشكل دقيق وموضوعي ..
مع أننا لا نعرف الحاضر الزمني ، سوى كعنصر في متلازمة الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر ) .
ومع ذلك ، يمكن التقدم خطوة على طريق العلم والمنطق :
بديهي أن الحاضر مجال أو فجوة بين الماضي والمستقبل . حيث تسلسل مراحل الحاضر ( الزمنية ) ، يبدأ من المستقبل ، وينتهي في الماضي ، مرورا عبر الحاضر المباشر أو الآن . ومراحل الحضور ( الحياة ) على النقيض ، حيث البداية من الماضي ، إلى المستقبل ، وعبر الحاضر المباشر . المحضر بدوره أو المكان والاحداثية ، يتحدد بدلالة الحاضر والحضور .
....
الزمن ( أو الوقت ) مطلق ، ومجهول بطبيعته .
الحياة ظاهرة للحواس مباشرة ، وهي شديدة التنوع وما تزال شبه مجهولة .
المكان مرجع ، وإطار عام يمثل البعد الثالث للواقع والوجود .

1
الساعة أداة قياس الوقت الوحيدة ، الصحيحة ، ومعياره الدقيق والموضوعي .
تقيس الساعة الحركة التعاقبية للوقت مباشرة وبوضوح ، أيضا تقيس الحركة التزامنية ، لكن بشكل غير مباشر .
بعدما نفهم _ بالرغم من صعوبة ذلك _ أن المستقبل مصدر الوقت أو الزمن ، وليس الماضي .
بعدها يصير من الممكن وبسهولة ، نسبيا ، فهم الحركة الكلية للزمن والتي تتضمن مختلف الحركات المعروفة _ أيضا تلك التي ما تزال مجهولة ، وفي عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
سرعة مرور الوقت ثابتة ، وموضوعية ، ومطلقة . ( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء )
وهنا يتكشف خطأ اينشتاين الكبير ، ونتائجه الكارثية على العلم والعالم والثقافة العالمية الحالية . حين اعتبر أن الزمن ( أو الوقت ) نسبي ، ويتحرك بمختلف الاتجاهات بشكل عشوائي ، ويختلف من فرد لآخر !
الحقيقة ( التجريبية ) على النقيض من ذلك ، حيث أن سرعة مرور الساعة أو الدقيقة أو القرن أو مليارات السنين ثابتة ، وموحدة ، ومشتركة .
وهذا كان موقف نيوتن بالمناسبة .
....
أخطأ نيوتن في إهمال الحاضر ، واعتباره يساوي الصفر ( ضمنيا ) . حيث اكتفى بالتركيز على الماضي والمستقبل ، واعتبارهما يمثلان الزمن الحقيقي .
اينشتاين فعل العكس ، حين أهمل الماضي والمستقبل ، واعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الحقيقي ، والوحيد أيضا . ( وهي فكرة التنوير الروحي ، المشتركة مع بوذية الزن خاصة ، وعمرها حوالي ثلاثة آلاف سنة ) .
....
للزمن ثلاثة أنواع ، لا يمكن الإضافة إليها ، ولا الانتقاص منها :
1 _ المستقبل ، ويشمل كل ما لم يحدث بعد .
2 _ الماضي ، ويتضمن كل ما حدث سابقا .
3 _ الحاضر ، بينهما بشكل ثابت ومطلق .
هذه الحقائق الزمنية ( الوقتية ) الثلاثة تمثل المعطى الأولي ، الثابت والمشترك .
خطأ الفيزيائيين الثلاثة ( نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ) أنهم تلاعبوا بها . نيوتن كان أقلهم في ذلك ، وأكثرهم رصانة .
2
كيف يمكن معرفة المجهول ، وغير المحسوس بطبيعته مثل الزمن ؟
الجواب الكلاسيكي ثلاثي :
1 _ القياس الأرسطي ( الصوري ) ، من الكل إلى الجزء .
أو معرفة الجزء بدلالة الكل ، مثاله النمطي والمبتذل :
كل انسان فان .
سقراط انسان .
سقراط فان .
2 _ الاستقراء ، من الجزء إلى الكل . وهو نقيض المنطق السابق .
أو من التجربة إلى القانون .
خلال القرن العشرين ، تأكد خطأ الاستقراء بفضل فلاسفة العلم كارل بوبر وبرتراند رسل على سبيل المثال ، وقبلهم ديفيد هيوم خاصة .
لا يمكن الانتقال من الجزء إلى الكل ، سوى بشكل جزئي ومحدود .
المثال الأبرز ، لا يمكننا تأكيد أن الشمس ستشرق غدا .
( ربما تحدث كارثة كونية ، أو تقوم القيامة كما يزعم رجال الدين ) .
3 _ الاستدلال . من الجزء إلى الجزء .
أنصح القارئ _ة المهتم _ة بمراجعة كتب الدكتورة يمنى طريف الخولي .
....
الفهم والمعرفة والحفظ علاقة تتام ، الحفظ أولا وفي البداية ، الفهم العام تاليا وفي المرحلة الثانية ، المعرفة أو المهارة أخيرا .
توجد أربع مراحل لاكتساب مهارة جديدة ، مثل السباحة أو تعلم لغة ، أو العزف أو الرقص أو الرسم وغيرها :
1 _ المرحلة الأولية : لا مهارة في اللاوعي .
2 _ المرحلة الثانية : لا مهارة في الوعي .
عبر عنها سقراط ( المعلم الأول ) : أنا لا أعرف .
بعدما تحاول _ين تعلم الصينية أو الإيطالية أو العربية ، تنتبه _ين إلى عدم معرفتك لها ، وجهلك الحقيقي بها .
3 _ المرحلة الثالثة : مهارة في الوعي .
السنة الأولى بقيادة السيارة ، أو التحدث باللغة الجديدة . حيث نحتاج للتركيز والانتباه والجهد .
4 _ المرحلة النهائية : مهارة في اللاوعي .
تغفو على سطح الماء عندما يكون الموج ساكنا . أيضا تفتحين حديثا مع الشرود خلال قيادتك للسيارة بعد سنوات .
3
كيف يأتي أي شيء من المستقبل ، الزمن خاصة ؟!
بصراحة لا أعرف .
وصدمتي ليست أقل من صدمتك ، حتى اليوم .
كيف يأتي أي شيء ، من جانب أو جهة : ما لم يحدث بعد !
....
أعتقد أن المشكلة اللغوية ، تمثل العقبة الأساسية والمشتركة .
المثال الأوضح العلاقة بين الحياة والزمن . بدون فهم الطبيعة المزدوجة للعمر الفردي ، حيث يتناقص الزمن وتتزايد الحياة بالتزامن _ مع أن محصلتهما الثابتة تساوي الصفر دوما _ يتعذر فهم الزمن والوقت .
4
ساعة الوقت تمثل المعيار المشترك ، والموضوعي في العالم المعاصر ، بصرف النظر عن الثقافة ودرجة نمو الشخصية والظرف والبيئة وغيرها . وأهمية هذا المعيار الواحد ، والموحد ، تتضاعف من جيل إلى آخر .
ساعة الحياة ، مع أنها عكس ساعة الزمن مثل وجهي العملة ، لا تصلح كمعيار بسبب طبيعة الحياة نفسها .
....
لكن تبقى المشكلة _ بل بؤرة المشكلات المزمنة _ الموقف التقليدي المشترك والسائد من الواقع والزمن خاصة .
ليس خطأ أحد الشعراء أو الفلاسفة أو العلماء وغيرهم ، بل هو خطأ الحدس المشترك والموروث . وربما تكون عادة تكررت بالصدفة ، مع أنه لا توجد ملاحظة واحدة أو مشاهدة تؤيده . والعكس تماما من جهة النظرة والنظرية ( الجديدة ) ، لا توجد مشاهدة واحدة تخالفها في أية نقطة على سطح الكوكب ، ومع ذلك بعد سنوات من إشهار النظرية ومناقشتها بشكل مفتوح تلقى الرفض أو التجاهل ، وكأن العالم ما يزال يعيش في القرون الوسطى ، لا في العقد الثالث من القرن 21 !؟!
....
ملحق
حركة مرور الوقت ( الزمن ) منفصلة عن الانسان بشكل كامل .
هذه الفكرة تمثل الاختلاف الأساسي بين نيوتن واينشتاين حول الوقت .
أخطأ اينشتاين وأصاب نيوتن ، في هذه النقطة أيضا .
المثال البسيط ، والمشترك على ذلك حركة مرور الوقت خلال النوم ، أو الموت . أو زمن أحلام اليقظة وغيرها .... تبقى حركة مرور الوقت أو الزمن أو الساعات أو الأيام أو السنوات أو القرون والعصور نفسها ، ثابتة ، ومشتركة وفي اتجاه واحد ووحيد من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر _ المباشر ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
....
يصعب فهم درجة المقاومة العنيفة واللاشعورية غالبا ، لهذه الفكرة _ الخبرة _ البديهية والمشتركة ، والمتكررة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر .
....
....
الفصل السابع _ خاتمة الجزء الأول مع القسم 3
الفهم العالمي الحالي للزمن أو الوقت عبر مثال تطبيقي :
اقتباس طويل من الكتاب الشهير " مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية "
جوزيف أوكونر و جون سيمور
دار الميمان للنشر والتوزيع ) ...
الفقرة طويلة ، لكي يتمكن القارئ _ة من تشكيل صورة حقيقية عن الموقف الثقافي العالمي _ الحالي _ من الزمن :
" خطوط الزمن
لا يمكن أن نتواجد في أي وقت آخر إلا في الوقت الراهن ، ولكل من آلة زمن داخل جمجمته ، فإذا نام المرء توقف الزمن عنده ، وفي أحلام يقظتنا ونومنا يمكن أـن ننتقل بين الزمن الحاضر والماضي والمستقبل دون وجود أي عائق أمامنا والظاهر لنا في الزمن أنه يتناقص سريعا أو ينقضي ببطء ، وذلك لا لشيء إلا وفقا لما نفعله نحن ، فهمها كانت حقيقة الزمن فعلا ، فخبرتنا الشخصية به دائمة التغير طوال الوقت .
إننا نقيس الزمن للعالم الخارجي بحسابات المسافة والحركة أو السرعة ، كما هو الحال مع المؤشر الذي يتحرك على وجه الساعة ، هذا بالنسبة للعالم الخارجي ، أما بالنسبة لعالمنا الداخلي فإننا نتساءل : كيف تتعامل عقولنا مع الزمن ؟
لا بد أن هناك طريقة ما تتعامل بها عقولنا مع الزمن ، وإلا فإننا لن نعرف أبدا ما إذا كنا قد فرغنا من شيء ما أو سنقوم بفعله ، فندور في حلقة التساؤل : هل هذا العمل يتعلق بالماضي أم بالمستقبل ؟
أما إن شعرت واهما بأنك قد خبرت حدثا مستقبليا من قبل ، فإنه شعور يصعب عبى المرء معايشته ، ولكن ما الفرق بين الطريقة التي نفكر بها في حدث ماض ، والطريقة التي نفكر بها في حدث مستقبلي .
ربما يمكننا الاستدلال من المقولات العديدة المرتبطة بالزمن من قبيل : " لا يمكنني رؤية أي مستقبل أمامي " ، " إنه دائم التفكير أو التعلق بالماضي " ، " استحضار الأحداث " ، " أتطلع إلى رؤياك " ومن المحتمل أن هناك علاقة بين الرؤية والاتجاه والزمن .
عليك أن تختار سلوكا بسيطا متكررا تقوم به كل يوم تقريبا ، كغسلك لأسنانك ، أو تمشيطك لشعرك ، أو غسل يديك ، أو تناول وجبة الإفطار ، أو مشاهدة التلفاز .
تتذكر موقفا كنت تقوم فيه بذلك العمل منذ خمس سنوات تقريبا ، وليس من الضروري أن تحدد ذلك بدقة ، فأنت تعلم أن هذا العمل قد حدث منذ خمس سنوات ، وكل ما عليك هو أن تتظاهر بتذكرك له .
تذكر الآن قيامك بنفس الفعل منذ أسبوع واحد .
تأمل الآن كيف سيكون رد الفعل إذا قمت به في هذه اللحظة مباشرة ؟
وكيف سيبدو إذا قمت به بعد أسبوع واحد من الآن ؟
وكيف سيبدو إذا قمت به بعد مضي خمس سنوات ؟ ولا يهم أنك تجهل مكان توجدك وقتها ، ما عليك سوى أن تفكر في أداء ذلك النشاط .
عليك الآن ان تنفذ تلك المثلة السابقة ، وربما يكون لديك فكرة ما عن كل حالة ( سواء ماضية أم حالية أو مستقبلية ) ، ومن المحتمل أن تكون لديك صورة كاملة _ أو مجرد لقطة سريعة _ لكل حالة ، ولكن إذا اختلطت صور تلك الحالات فجأة في وقت لا تكون فيه منتبها ، فكيف يمكن أن تحدد كل حالة وتنسبها إلى زمنها الصحيح ؟
قد تهتم بأن تكتشف بنفسك كيفية القيام بذلك ، وسوف نقدم لك لاحقا بعض التعميمات .
( ....)
من الصعب على المرء أن يقوم بالتعميم بشأن خطوط الزمن ، بيد أن استخدامك لمعيار الموقع ( المكان ) الخاص بكل صورة يعتبر طريقة شائعة لتنظيم وترتيب صور الماضي والحاضر والمستقبل ، من المرجح أن توجد صور الماضي على يسارك ، وكلما أوغلت الصور بعدا في الزمن الماضي ابتعد مكانها عنك ، وبناء عليه فإن اعتم الصور وأبعدها زمنيا هي أبعدها مكانا عنك ، أما صور المستقبل فسوف تقع على اليمين منك ، وكلما شطحت الصورة في المستقبل بعدت عنك مكانا ، فيكون المستقبل البعيد في آخر الخط الزمني ، وبالنسبة للصور المتناثرة على كل جانب فإنه يمكنك أن تجمعها بطريقة معينة بحيث تمكنك من رؤيتها وتصنيفها بسهولة ويسر ، ويستخدم العديد من الناس النظام الصوري لتمثيل سلسلة من الذكريات على مدار الزمن ، وقد توجد بعض الفروق النميطية في الأنظمة التمثيلية الأخرى أيضا ، فقد يزداد علو الأصوات _ مثلا _ كلما اقتربت ذكراها من الزمن الحاضر ، وكذلك تكون المشاعر أقوى .
ومن حسن الحظ أن هذه الطريقة التي تنظم الخط الزمني تتآلف مع تلميحات العينين ، ومع قراءة الكتب الإنكليزية ، وهو ما يفسر انتشار هذا النمط ، ثمة طرق عديدة يمكنك من خلالها تنظيم الخط الزمني الخاص بك ، وعلى الرغم من أنه لا يوجد ما يسمى بالخط الخاطئ ، إلا أن لكل خط من خطوط الزمن نتائجه وعواقبه ، فمكان وكيفية تنظيم وتخزين الخط الزمني سيؤثر على طريقة تفكير الانسان " .
ماذا فهمت من هذه الفقرة ؟
ماذا يمكن الفهم من هذه الفقرة وما يشبهها !
الكاتبان يحملان الموقف الثقافي العالمي الحالي ، من الزمن أو الوقت .
مع فكرة ( السفر في الزمن غالبا ) .
ربما من المناسب أن أتوقف هنا .
....
خطوط الزمن !
يمثل كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " الموقف الثقافي العالمي من الزمن والوقت خلال القرن العشرين ، إلى درجة تقارب التطابق .
موقف الكاتبان يشبه موقف اينشتاين وستيفن هوكينغ وغاستون باشلار ومارتن هايدغر وغيرهم من الفلاسفة والفيزيائيين من الوقت ( الزمن ) .
أعرف هذا الأمر من تجربتي الشخصية ، في سنة 1998 كتبت مقالة طويلة كمساهمة في مسابقة أدبية _ فكرية موضوعها :
تحرير الماضي من المستقبل
تحرير المستقبل من الماضي .
بالضبط ثماني كلمات ، لا أحد يعرف ماذا تعني .
ومع ذلك شاركت في ( المسابقة ) ، وكان لي رأيي الخاص ، والشخصي ، ... المضحك في أحسن الأحوال .
لا تخلو تلك المغامرة من الفائدة ، حيث أتذكر بوضوح وقع العبارة الشهيرة ل اينشتاين : الزمن يعد رابع في المادة .
بالعودة إلى كتاب البرمجة اللغوية العصبية ، يعتبر الكاتبان أن للزمن خطوط متعددة ، وليست خطا واحدا . ويعتبران أن الخط الغربي والأمريكي يختلف عن الخط الشرقي والعربي خاصة .
وخلال مناقشتهما للفكرة ( خطوط الزمن ) ، يعرضان نوعا من السرد الانشائي الأولي ، العشوائي والمتناقض بشكل صريح ومباشر . كما فعب باشلار في كتاب " جدلية الزمن " وحنة أرندت في كتاب " الماضي والمستقبل " وغالبية من كتبوا عن الزمن خلال القرن الماضي ... واعتقد أن جميع الكتب عن الزمن ، حتى اليوم الخميس 9 / 9 / 2021 لا تتعدى الثرثرة والانشاء . حيث أنها تعتبر سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ، على النقيض من الحقيقة والواقع . أو تعتبر ان اتجاه حركة الزمن عشوائية .
....
بالإضافة إلى المشكلة الخاصة بالعربية ، ثنائية الزمن والوقت ، توجد مشكلة أولية ومشتركة في مختلف الثقافات ، تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن ، حيث تعتبران ( بشكل ضمني عادة ) أنهما واحد لا اثنين . أيضا مشكلة طبيعة الزمن أو الوقت : هل هو فكرة أم شيء ؟!
بعبارة ثانية ،
هل الوقت أو الزمن نوع من الوجود ويختلف عن الحياة والمكان ، ويمثل أحد الأبعاد الثلاثة للواقع والكون ( زمن ، وحياة ، ومكان ) ، أم أنه مجرد فكرة عقلية مثل اللغة والرياضيات ؟
هذا السؤال أساسي ، ويتعذر تجنبه أو القفز فوقه .
لكن ، للأسف هذا ما فعله _ ويفعله _ جميع الكتاب الذين قرأت لهم عن الزمن ( أو الوقت ) .
مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، قفز فوقها ستيفن هوكينغ وقبله اينشتاين وغيرهم ، وهذا خطأ علمي ومنطقي يتعذر تبريره .
كلا الاحتمالين _ الزمن فكرة أو شيء _ وارد بنفس درجة إمكانية التحقق ، وربما يستمر الجدل حول هذه القضية ( المزمنة ) طوال هذا القرن !؟
....
أعتقد أن للزمن ، أو الوقت ،وجوده الموضوعي ، وهو يمثل البعد الأول في الواقع والكون بالتزامن مع متلازمة المكان والحياة _ والزمن .
هذا الموقف _ الاعتقاد ، هو نوعا من الحل الشخصي للمشكلة . وهو لا ينفي إمكانية الموقف الآخر _ النقيض .
بكل الأحوال ، المستقبل والأجيال القادمة ، يحكم بهذه المسألة وغيرها .
....
لحسن الحظ توجد ثلاثة أمثلة ( أفكار ) توضح قضية الزمن للقارئ _ة متوسط درجة الذكاء والحساسية ، وبصرف النظر عن الجدل حول طبيعته وماهيته :
1 _ اليوم الحالي ( المباشر ) يمثل الحاضر والماضي والمستقبل معا .
( اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ) .
2 _ العمر الفردي مزدوج بطبيعته : بقية العمر تتناقص مع لحظة الولادة من العمر الكامل إلى الصفر ، بالتزامن ، مع تزايد العمر الحالي من الصفر إلى العمر الكامل لحظة الموت .
3 _ أصل الفرد مزدوج أيضا ، الحياة ( الجسد والمورثات ) من الماضي عبر سلاسل الأسلاف ، بالتزامن الزمن ( العمر والوقت ) من المستقبل .
....
الجدل حول طبيعة الزمن ( فكرة أم شيء ) ، يشبه الجدل الكلاسيكي حول العقل والجسد ، أو الفكر والدماغ .
رغبتي وتوقعي في اتجاه واحد ، حول هذه المسألة ، اعتقد أنها ستشهد نقلة كبرى خلال النصف الثاني لهذا القرن عبر ولادة " علم الزمن " .
....
....
الجزء الثاني

الفصل الثامن مع التكملة
النظرية الجديدة _ الجزء الثاني

تذكير سريع بخلاصة ما سبق :
1 _ الزمن والوقت واحد لا اثنين .
هنا تبرز مشكلة المعنى والفكر الجديد ، حيث يتعلق المعنى بالحاضر والمستقبل أكثر من الماضي .
ساعة الوقت ومضاعفاتها ( اليوم أو السنة أو القرن ) ، أو أجزائها ( الدقيقة والثانية وأجزاء الثانية ) هي نفسها للزمن أو الوقت .
وهذا البرهان ، الحاسم ، على أن الزمن والوقت واحد لا اثنين .
من المرجح أنه في الماضي كان الزمن والوقت اثنان ( بحسب للهجات أو اللغات القديمة ) ، لكن في اليوم الحالي ، وفي المستقبل أكثر هما تسميتان لشيء واحد ، مفرد الزمن أو الوقت ( ما يزال موضوع جدل من حيث طبيعته وماهيته ، وربما لوقت طويل ) .
2 _ للوقت ثلاثة أنواع : الماضي والحاضر والمستقبل .
لا يمكن اختزالها إلى اثنين أو واحد ، ولا يمكن الإضافة عليها أيضا .
3 _ ترتيب مراحل الوقت أو أنواعه ثابت ، ولا يتغير مطلقا ، الاختلاف فقط في الاتجاه . حيث أن الموقف التقليدي يعتبر أن سهم الزمن :
من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
بينما النظرية الجديدة تعتبر العكس تماما ، اتجاه مرور الوقت ، يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . والاتجاه السابق ( العكسي ) من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر هو اتجاه نمو الحياة وتطورها .
4 _ العلاقة بين الحياة والزمن عكسية بطبيعتها .
المثال ، أو البرهان الحاسم على ذلك يتمثل بالعمر الفردي ، حيث يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن بالتزامن .
5 _ اليوم الحالي ، يمثل الأزمنة الثلاثة بالتزامن : حيث يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
وهذه الأفكار الخمس ، الجديدة ، تمثل المحور الأساسي للنظرية .
....

1
لا أحد يفخر بما انجزه بالفعل .
يتفاخر الانسان بما يفشل في إنجازه ( فقط ) .
هذا بحكم تجربتي في الكتابة ، وفي القراءة والحوار أكثر .
....
أعرف ان النظرية الجديدة ، تمثل خطوة حقيقية وجديدة بالكامل في فهم الواقع بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن .
أعرف أكثر ، أنها ماتزال خطوة ناقصة ومتعثرة جدا ، وربما ينتهي العمر قبل أن أتمكن من إنجازها بشكل متكامل بالفعل .
....
الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل .
الواقع المباشر يمثله ، ويجسده ، اليوم الحالي ( المباشر ) .
اليوم الحالي يوجد في الأزمنة الثلاثة بالتزامن :
يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن يولدوا بعد .
كيف يمكن تفسير ذلك ، بشك لعلمي ومنطقي ؟!
اليوم الحالي بعد الماضي ، وقبل المستقبل ، بالتزامن .
لكن ، في كل لحظة يتغير العالم بالفعل .
التكرار ، والعود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ، فكرة خاطئة .
فكرة موروثة ومشتركة ويجب التحرر منها .
( تشبه الأرض المسطحة والثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم )
....
الواقع ، المباشر والموضوعي ، بين الماضي والمستقبل .
لكن الماضي ينطوي على مفارقة ومغالطة معا .
( المستقبل ينطوي على مفارقة فقط )
الماضي كله موجود في الأمس المباشر ( خلال 24 ساعة السابقة ) .
بعبارة ثانية ، الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح .
( علاقة الجزء والكل ، الماضي جزء من الأمس والعكس غير صحيح ، يسهل فهمها بعد تذكر أن الماضي والأمس يمثلان الأعداد السالبة بينما يمثل المستقبل ، والغد بالطبع الأعداد الموجبة ) .
بعبارة ثالثة ، الأمس يتضمن الماضي كله ، بالإضافة إلى الماضي الجديد .
بينما يمثل الغد الجزء والمستقبل الكل ، وهي علاقة واضحة ومباشرة .
2
مثال بارز على الإنجاز " الوصول إلى التسعين بثقة " ...
نجيب محفوظ وسعيد عقل وادونيس .
....
ربما أفشل في الوصول إلى التسعين ، أو حتى السبعين .
مثلك تماما ، ربما هي كل ما لدي ...
....
الموت يربط بين الحياة والزمن ، بطريقة ( طرق ) ما تزال مجهولة .
لدى النظرية الجديدة ما تقدمه بوضوح ، وثقة ، في هذا الموضوع .
تبدأ الحياة الفردية ( انت وانا والجميع ) بشكل ثنائي ، مزدوج ، وعكسي :
1 _ الحياة ، او العمر الفردي ، تبدأ من الصفر إلى العمر الكامل .
2 _ الزمن ، أو بقية العمر ، يبدأ من العمر الكامل ويتناقص إلى الصفر .
لا يمكن حل هذه المسألة ، إلا بعد فهم العلاقة العكسية بين الحياة والزمن .
س + ع = الصفر . أو الزمن + الحياة = الصفر .
وقد ناقشت هذه العلاقة مرارا بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الفكرة الثالثة الجديدة " أصل الفرد " :
لنتأمل شخصية سوف تولد بعد قرن سنة 2121 ... هو أو هي الآن في وضع مزدوج ، وغريب بالفعل :
1 _ حياتهما ، الجسد والمورثات ، موجودة الآن ( قبل قرن أو مليارات السنين ) في الماضي عبر سلاسل الأبوين .
بالتزامن
2 _ زمنهما ، عمرهما ، في المستقبل المجهول بطبيعته .
....
لنتخيل قارئ _ة لهذا النص سنة 2121 ( أو بعد سنة أو مليون ، لو قيض لهذا النص ان يكون مقروءا ! ) .
لنتخيل الآن العكس ، كتابة سنة 1921 تتحدث عن الزمن ، بشكل واقعي وتجريبي ( لو وجدت ، مثلا بشأن الجدل بين الزمن أو الوقت : هل هو مجرد فكرة عقلية أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل مثل الكهرباء والمغناطيسية مثلا ، مع انهما خارج مجال الحواس ، نعرفهما بآثارهما فقط ومع ذلك لا يشك أحد بوجودهما الواقعي والموضوعي ) .
ملحق 1
لكل منا جحيمه ، وفردوسه بنفس اللحظة ...
لو قرأت حياتي في رواية لما صدقتها ،
سوف تكون النهاية أغرب من الخيال .
ملحق 2
لا يمكن أن يعرف الانسان ، بنفس درجة الدقة والموضوعية ، ماذا يريد وماذا لا يريد .
شخصيا اعتقد أنني في وضع ثنائي القطب ...
أعرف وبدقة ، ماذا أريد في القراءة والكتابة .
واعرف بنفس درجة الدقة والوضوح ، ما لا اريده في الصداقة والعلاقات العاطفية . وأعتقد أن الغالبية في هذا الوضع الثنائي _ باستثناء أقلية صغيرة حيث يركز القسم الأول منهم على الغايات والجودة ، بينما يركز الفريق المقابل على العواقب والتكلفة .
ملحق 3
اتجاه حركة الحياة من الداخل إلى الخارج ، عبر الحاضر المباشر .
اتجاه حركة الزمن او الوقت بالعكس ، من الخارج إلى الداخل ، عبر الحاضر .
أعتقد أن معيار من الداخل إلى الخارج ، والعكس ، ربما يكون أنسب من المعيار السابق من الماضي إلى المستقبل ( سهم الحياة ) ، وبالعكس ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر بالطبع .
....
....
تكملة الفصل
1
نظرية الجشتالت أحد مصادر النظرية الجديدة الأساسية ، وهي تحمل مشكلاتها المزمنة أيضا .
" الكل أكبر من مجموع أجزائه "
هو التعريف الأبرز للجشتالت .
لكن كيف يمكن فهم ذلك وتقبله بالفعل كحقيقة ، لا كمعلومة فقط ؟!
تذكر مشكلة الجشتالت بالصدفة ، والطفرة أكثر ، وتتصل بهما على أكثر من مستوى .
مشكلة شبيهة ، تتعلق بالنظرية الجديدة فقط " كيف يكون الأمس أكبر من الماضي كله " ؟!
يمكن تكثيف الأسئلة السابقة بكلمة ( الجديد ) .
ما هو الجديد : طبيعته ومكوناته ومصدره ؟
الجواب الحقيقي ، والبسيط : لا أحد يعرف كيف ينبثق الجديد إلى اليوم .
الفهم التقليدي الموروث ، والمشترك ، يعتبر أن القديم مصدر الجديد .
لكن بسهولة يتبين قصور ذلك الفهم وخطأه ، خاصة بعد معرفة وفهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . حيث أن الزمن جديد يأتي من المستقبل المجهول بطبيعته بينما الحياة قديمة ، وتتجدد بطرق ما تزال شبه مجهولة .
....
التصور التقليدي ، للواقع السائد والمشترك بين العلم والفلسفة :
أن حركة الواقع تضم الحياة والزمن معا ، بشكل مفرد ، وهي تنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر .
التصور الجديد يختلف بالكامل :
الحياة والزمن نقيضان في الحركة والاتجاه ، الحياة تنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر بالفعل ، لكن اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما . وهذه ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
2
التفكير من خارج الصندوق ليست فكرة جديدة ، كانت تسمى قديما بالإبداع مقابل التكرار أو التقليد .
هذا موقف شخصي واعتقاد ، اكثر من رأي وأقل من معلومة .
3
مفارقة الوقت ( الزمن ) ، تتمثل في اتجاهين متعاكسين : القريب الذي يقترب ( الغد ) يكبر ، بينما القريب الذي يبتعد ( الأمس ) يصغر .
بعبارة ثانية ،
الماضي يتناقص والمستقبل يتزايد ، بينما الغد واليوم والأمس كميات ثابتة .
الغد مفارقة ، بينما الأمس يتضمن مغالطة ومفارقة بالتزامن .
العلاقة بين المستقبل والماضي تختلف عن علاقة الغد والأمس .
....
الأمس والغد بينهما اليوم الحالي ، الثلاثة تمثل كميات محددة مسبقا ، بشكل موضوعي ، ودقيق ( 24 ساعة ) .
الماضي والمستقبل بينهما الحاضر ، وهي مصطلحات ( مقادير ) غير محددة بطبيعتها .
الأمس القريب الذي يبتعد ويصغر ، والغد القريب الذي يقترب ويكبر .
هي مفارقة ، حيث أنهما ثابتان .
على خلاف الماضي والمستقبل ، المستقبل أكبر من أكبر شيء والماضي أصغر من أصغر شيء . أو المستقبل لانهاية موجبة ، بينما الماضي لانهاية سالبة وبينهما الحاضر غير المحدود بطبيعته ، وهو يمتد بين اللانهايتين السالبة والموجبة .
( ربما يمكنا تمثيل الحاضر بالصفر المطلق ، هذه الفكرة جديدة ، وتحتاج إلى إعادة تفكير مع التركيز والتأمل ) .
لا أعرف كيف يمكن تفسير هذه الأفكار / الخبرات الجديدة ، مع أنني حاولت إعادة قراءة الأعداد التخيلية ، بهدف المساعدة على الفهم والشرح أيضا ، ولم أتمكن من فهمها . أعتذر .
4
ثلاثة في واحد _ الماضي الجديد والمستقبل القديم والحاضر ؟!
يمكن ملاحظة الماضي الجديد مباشرة ، مع الانتباه والتركيز .
الأسبوع الحالي مثلا ، جزء منه ما يزال في المستقبل ، والباقي هو الماضي الجديد .
الماضي الجديد يتزايد ، نحن الآن في سنة 2021 وبعد عام تكون سنة 2022 معنا او بدوننا ، الأحياء منا مع المواليد الجدد يعيشون في الماضي الجديد ويخبرونه بالفعل ، مع بقية الأحياء ، بعدما كان موجودا بالقوة فقط من قبل ( وهو يشمل المستقبل بمجمله ، حيث أنه سوف يصير ماضيا عبر حركة الزمن القادم كله ) .
لماذا يحدث ذلك وكيف ؟!
هذا سؤال الواقع ( المزمن ) ، ما يزال بلا جواب وربما لزمن يطول . لكن النظرية الجديدة تتقدم خطوة بالفعل وهي تختلف عن كل ما سبق .
الماضي الجديد والمستقبل القديم والحاضر ، ثلاث تسميات لنفس الحيز أو الفترة الزمنية المباشرة .
وهي _ أو هو ، مزيج بين الأزمن الثلاثة الأساسية بالتزامن .
يمتد الحاضر بين اللانهاية السالبة والموجبة ، وهو اصطلاحي يمكن تشبيهه بالجانب الصوتي من الكلمة ( الدال ) . كما يمكن أن يتمثل بلحظة لامتناهية في الصغر أو بمليارات السنين ، وبصورة عامة يتمثل الحاضر بالعمر واليوم الحالي ( المباشر ) ، وهو جزء لا يتجزأ من متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان _ ثلاثة في واحد ) .
.....
ملحق
يمكن تصنيف مستويات العقل بشكل ثلاثي :
1 _ التحسس الأولي . خاصية النبات التي يتميز بها عن الجماد .
مستوى أولي ، ومشترك بين مختلف أشكال الحياة .
2 _ الادراك ، أو المستوى الحيواني .
مشترك بين الانسان والحيوان .
3 _ الوعي .
خاصية الانسان اللغوية والثقافية .
....
الوعي يتضمن الادراك ، بينما العكس غير صحيح .
بالمثل كما تتضمن مرحلة المراهقة الطفولة ، والعكس غير صحيح .
....
....
الفصل التاسع _ النظرية الجديدة
النص الكامل

1
المغالطة الشعورية
يشعر الانسان ويعتقد أن الحق معه غالبا .
في الحالة الخاصة ، الحدية ، يدرك الانسان خطأ الشعور والحواس .
بعد مرحلة النضج والموضوعية .
....
العقل والجسد اثنان أم واحد ؟
السؤال نفسه خطأ ، التعبير عن الفرد ( او الفردية ) بشكل ثنائي فقط حالة خاصة ومؤقتة ( شاذة ) .
بعد نقل العبارة إلى مستوى جديد ، الشعور والفكر تتضح الصورة أكثر .
الفكر نظام لغوي _ ثقافي ، يقتصر على الانسان .
بينما الشعور، الادراك ، نظام بيولوجي مشترك بين بقية الأحياء .
2
ما هي العلاقة بين الماضي والمستقبل ؟
لا أحد يعرف الجواب الصحيح ( بالفعل ، إلى اليوم 15 / 9 / 2921 ) .
....
ما هو الحاضر ؟
لا أعرف ( الجواب الصحيح أيضا ) .
الحاضر نسبي بطبيعته ، اليوم الحالي مثلا يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى .
....
ما هو الزمن ( الوقت ) ؟
هل هو مجرد فكرة عقلية ، أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل ؟
لا أحد يعرف ، وربما يستمر جهلنا طويلا جدا ، وليس هذا القرن فقط !
3
كلنا نعرف خدعة الحواس ، والشعور الخاطئ .
....
أوضح أمثلة المغالطة الشعورية ، تتمثل بحركة الباص المجاور .
نشعر ونعتقد أننا بدأنا نتحرك ، ثم نتفاجأ بأن شعورنا واعتقادنا خطأ .
لكن هذه الخبرة لا نعممها ، على خلاف بقية الأحاسيس العشوائية .
هنا الفارق النوعي بين المعرفة العلمية ( الموضوعية ، والمنطقية ، والتجريبية ) ، وبين المعرفة الشعورية ( الاجتماعية ) الجدلية بطبيعتها .
4
يشعر الانسان ، ويعتقد ، أنه يتقدم من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل .
هذه المغالطة الشعورية المشتركة والموروثة ، ومن الضروري تفكيكها .
وهي مصدر الحدس الخاطئ والمشترك أيضا ، بأن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . بينما هو بالعكس .
....
الصورة هي الأصل .
....
ثلاثة في واحد ، الكلمة والصورة والفعل ...
الصورة والفعل والكلمة .
5
مشكلة الزمن تتلخص بالعلاقة بين الماضي والمستقبل ، مع طبيعة الحاضر وحدوده .
ما تزال العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ، ترتيبها واتجاهها خاصة ، غير محسومة :
الموقف التقليدي الموروث ، والمشترك ، يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
لكن ، المشكلة الأكبر تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن ؟!
سهم الزمن عكس سهم الحياة ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
مشكلة أخرى أيضا ، تتعلق بالعلاقة الحقيقية بين الأزمنة الثلاثة ، خاصة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
هل توجد علاقة مباشرة بين الماضي والمستقبل ، هل يمكن أن يتصلا ، بدون الحاضر ووساطته ؟!
هذا السؤال تجنبه نيوتن _ وما يزال موقف التجنب هو السائد _ من قبل الفيزيائيين والفلاسفة وغيرهم من جماعة الثقافة والفكر .
أعتقد أن الجواب لا يمكن أن يتصل الماضي والمستقبل بشكل مباشر ، وعلى افتراض أن ذلك كان ممكنا بشكل نظري ، يبقى وجود البشر والوعي عبر التقاء الزمن والحياة معا ، وليس عبر احدهما بمفرده .
بعبارة ثانية ،
لا يمكن ان يتصل الماضي والمستقبل ، بشكل مباشر وبدون وساطة الحاضر ، سواء بالنسبة للزمن أم للحياة .
....
الماضي والمستقبل لا يوجدا سوى عبر الحاضر ، وبدلالته .
الحاضر يمثل المرحلة الثانية ، والثانوية أيضا ، للحياة والزمن .
بينما يختلف الوضع ، ينعكس ، بالنسبة للماضي والمستقبل . حيث أن الماضي بداية الحياة والحاضر وسطها والمستقبل نهايتها ، والعكس تماما بالنسبة للزمن ، بدايته من المستقبل والحاضر وسطه ، وينتهي بالماضي .
....
ليس من السهل فهم هذه الأفكار الجديدة ، والمختلفة ، لكن جميع الملاحظات تؤيدها بلا استثناء .
....
....
الفصل التاسع _ العلاقة بين الحياة والزمن

العلاقة بين الماضي والمستقبل غير مباشرة بطبيعتها ، مثل وجهي العملة الواحدة . وهي ما تزال مجهولة ، بشكل شبه كامل ، كما كانت بالنسبة ل نيوتن واينشتاين وغيرهما على سبيل المثال .
يمثل الحاضر مادة العملة ، أو سمكها ، بحيث يتعذر الجمع بينهما ، أو اختزال أحد الأبعاد الثلاثة ، إلى واحد أو اثنين .
وهذا الموضوع " العلاقة بين الماضي والمستقبل " سأحاول مناقشته بطرق متنوعة نظرا لطبيعته المختلفة ، خلال هذا البحث .

1
العلاقة بين الحياة والزمن ، ما تزال شبه مجهولة أيضا ؟!
وهذا الأمر يصعب تصديقه ، عداك عن تقبله وفهمه ودراسته ، أو محاولة تفسيره . الشعر والفلسفة استثناء بطبيعتهما .
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
عبارة شكسبير بترجمة أدونيس .
كل مرة كتبتها ، أو حتى تذكرتها ، أفهمها بطريقة مختلفة عن سابقاتها .
العبارة تمثل الاهتمام المبكر ( جدا ) بالعلاقة بين الحياة والزمن ، وتجسده .
أكثر من ذلك ، هي تبرز الجدلية العكسية بينهما بوضوح ، وخاصة بدلالة العلاقة بين الجد_ ة والحفيد _ ة .
وهذا الموضوع يستحق البحث بشكل مستقل ، حيث أن العلاقة العكسية بينهما ( الزمن والحياة ) وخاصة بدلالة العلاقة التبادلية بين الجد _ة والحفيد _ة ، ما تزال تنطوي على الكثير جدا من الغموض والتشويق معا .
كما أنهما تشكلان لغز الوجود ، وربما الكون كله .
....
الوقت لك .
أو خذ الوقت الكافي .
لا يوجد وقت يكفي .
.
.
وغيرها من العبارات ، التي نستخدمها جميعا بلا وعي ، وبدون اهتمام غالبا .
ساعة الوقت وساعة الحياة معا ،
( وقت أو زمن لا فرق )
....
ملحق 1
البديل الأول الغرق في التفاصيل .
البديل الثاني القفز فوق المتناقضات .
يعيش الانسان غالبا بين هذين المستويين ، داخل حقلة اضرب أو اهرب .
وحتى بالنسبة لمن يحالفهما الحظ ، بالانتقال إلى المرحلة الموضوعية التي تتجسد بالبديل الثالث والتعددية .
يتكرر النكوص إلى حلقة البديلين 1 و 2 ، طوال الحياة وفي مختلف مراحل العمر . خلال فترة النوم ، أيضا في الحالات الانفعالية المختلفة .
....
ملحق 2
المثال ، البرهان الحاسم ، الذي يجسد العلاقة بين الزمن والحياة يتمثل بالعمر الفردي ( والحاضر بصورة عامة ) : لنتخيل الفرد الإنساني ، أو غيره ، حين يموت بعمر ثلاثة أيام ( أم مئة سنة )...
لحظة الولادة يكون عمره ( حياته ) صفرا ، بالتزامن تكون بقية عمره كاملة ( زمنه أو وقته ) .
والعكس لحظة موته ، حيث تصير بقية عمره صفرا ( زمنه ) ، بالتزامن مع اكتمال حياته .
التفسير المنطقي والوحيد لذلك ، يكون بدلالة العمر المزدوج بين الحياة والزمن : تتزايد الحياة بالتزامن مع تناقص الزمن ، والعكس صحيح أيضا .
بعبارة ثانية ،
العمر الفردي يتزايد ويتناقص بالتزامن .
تبدأ الحياة بالتزايد من الصفر إلى الاكتمال ، على العكس من بقية العمر التي تبدأ بالتناقص مع لحظة الولادة من العمر الكامل إلى الصفر .
المثال نفسه ، يوضح العلاقة الحقيقية بين ساعة الحياة وساعة الزمن ، حيث تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتختلفان بالإشارة ( الاتجاه ) في كل لحظة .
ملحق 3
ننسى كثيرا أن الحاضر أو اليوم مرحلة ثانية ، حيث توجد معها المرحلة الأولى والثالثة بالتزامن ؟
وهذا هو لغز الواقع والوجود : اليوم يتضمن الأمس والغد معا .
لكن تبرز مشكلة المصدر المزدوج حول الأمس والغد : من أين وإلى أين ؟
أعتقد أن حل هذه المسألة ، يحتاج إلى تعاون العلم والفلسفة بالإضافة إلى التفكير المزدوج من خارج الصندوق وداخله بالتزامن .
ملحق 4
أعتقد أن الفلسفة العلمية خاصة ، ما يزال لديها ما تضيفه بالفعل .
لا يكفي الحاضر والمستقبل لتفسير الواقع ، ولا الماضي بالطبع .
....
ملحق 5
طبيعة الواقع وماهيته .
في البداية ظننت نفسي توصلت إلى حل اللغز حول طبيعة الواقع بشكل كامل ، وحقيقي .
والآن ، أفهم بوضوح ( مع الكثير من الحرج ) ...أنها مجرد خطوة صغيرة ، على طريق الألف ميل لمعرفة الواقع بالفعل .
مع ذلك ، اعتقد أن الواقع هو اليوم والأمس والغد بالتزامن ...
لكن يبقى السؤال : كيف يحدث ذلك ، وإلى متى يستمر ، وغيرها من الأسئلة الجديدة _ المتجددة ...
....
....

مقدمة الفصل العاشر _ كيف نفكر ( بدلالة الزمن مثلا ) ؟!

المنهج الجديد
كل لحظة يتغير العالم ، أم لا جديد تحت الشمس ؟!
هذا السؤال المعلق منذ عشرات القرون ، بين العلم والفلسفة والفنون والموسيقا والآداب والشعر خاصة ، لا أزعم التوصل إلى الجواب الحقيقي ، النهائي والحاسم عليه .
مع ذلك ، أعتقد أن النظرية الجديدة تتقدم خطوة حقيقية ومتكاملة ، في طريق المعرفة العلمية ، وبدأت تتكشف بوضوح يتزايد من سنة لأخرى .
....
من ينظر إلى النجوم ،...
أو إلى مياه نهر جارية أو الغابة ، أو الصحراء ، أو إلى أي شيء أو فكرة ، يتحدد ما يراه بالاعتقاد الشخصي مسبقا ، بالإضافة إلى العلاقة بين العين والدماغ وبقية الجملة العصبية ، وبين المشهد ( أو الموضوع ) الذي يتركز عليه الاهتمام والنظر .
بكلمات أخرى ،
موقف الفرد من الزمن ( الوقت ) يتضمن المعتقدات والقيم والمعايير الشخصية ، ويشبه الموقف الشخصي من الله والوجود والكون ، إلى درجة تقارب التطابق .
توجد ثلاثة مجالات أو مستويات أو منظورات :
1 _ موقف الايمان بوجود إله ( حالة خاصة ) .
2 _ موقف الايمان بعدم وجود إله ( حالة خاصة ) .
3 _ موقف ... بين الشك واليقين ، بحسب الظروف ( موقف الأغلبية )
نفس الشيء ينطبق على الموقف من الوقت ( الزمن ) ، حيث توجد ثلاث منظورات أيضا :
1 _ الموقف العلمي ( الكلاسيكي ) :
( سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر )
2 _ الموقف الحديث :
( خطوط الزمن عشوائية ، وليس لها اتجاه ثابت ومحدد ) .
3 _ الموقف العدمي ، إنكار الماضي والمستقبل :
( موقف الغالبية ، ومعه موقف التنوير الروحي ) .
4 _ الموقف الجديد ، أو النظرية الجديدة :
( سهم الزمن ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ، وهو نقيض سهم الحياة الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ) .
....
الجدل الحقيقي بين الحياة والزمن ، والجدل الزائف كل ما عدا ذلك من أشكال الجدل السابقة ، مثل الجدل الماركسي أو الهيغلي وغيره .
بعد فهم العلاقة الجدلية ، العكسية ، بين الحياة والزمن ( س + ع = 0 ) ، تتكشف طبيعة الجديد وماهيته ( مصدره ، ومكوناته ، وحدوه ، واتجاهه ) .
....

1
لنتأمل قليلا ، في حالة السمكة وهي تتخبط لحظة اصطدامها بالشبكة ، أو العصفور ، وغيرهما .
يمكن التمييز بين نوعين من الحركة ، حتى السلوك العقلي ، أو الاستجابة الانفعالية لدى الحيوان أو الانسان :
1 _ مستوى الذعر .
2 _ مستوى اللعب ، أو السلوك الطبيعي والروتيني .
....
لا شيء تحت موقف أو سلوك الذعر ، أو أدنى منه .
بينما فوق مستوى اللعب العمل والتعلم والاصغاء وغيرها ، ومستوى الابداع يمثل الذروة .
العمل واللعب أو الهواية والاحتراف :
اللعب ، والعمل أكثر ، ثنائي البعد بطبيعته حيث أنه يدمج بين الوقت والجهد . بينما العمل مرحلة ثانية ، وثانوية تلي اللعب وتتضمنه . كما يتضمن الشباب الطفولة والمراهقة ، والعكس غير صحيح .
بعبارة ثانية ، العمل يتضمن الوقت الكافي والجهد اللازم _ نظريا _ بينما يقتصر اللعب على الحد الأدنى من الجهد خاصة .
حالة الذعر تمثل القاع المشترك للسلوك الحيواني والإنساني ، حيث يختلط الوقت والجهد بشكل عشوائي .
حالة الابداع ما تزال لغزا في العلم والثقافة والحياة بصورة عامة .
....
يحتاج التفكير العلمي ( المنطقي والتجريبي ) إلى موضوع للتفكير أولا ، مع بقية الشروط العقلية والمعروفة مثل الاهتمام والصبر والمهارة .
لماذا لا يفكر الانسان في الزمن ( الوقت ) رغم أهميته ؟
السؤال متبجح ، ومتحذلق ، أعتذر .
لماذا لا يهتم الانسان بالزمن ليس كفكرة فقط ، بل حتى كميزة وملكية شخصية بالفعل ، مع أنها الأغلى ، والأهم ( العمر الفردي ) ؟
ما يزال السؤال أقرب إلى الفذلكة ، والنخبوية ، اعتذر ثانية .
لماذا لا يقرأ ( ولا يهتم ب ) السوريون وغيرهم ، الكتابة عن الزمن ؟
الجواب المباشر شخصي ، وهو خاص بالكاتب _ة .
لكن الجواب الموضوعي محزن ، ويدعو إلى اليأس .
....
بفضل نيوتن _ وتعريفه المعتمد في الثقافة العالمية إلى اليوم ( سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ) _ وبعده اينشتاين وضع تعريف الزمن بأنه البعد الرابع للمادة ، وقبلهم القديس أوغستين وتأملاته :
من لا يعرف الزمن !
مثلك ، ومثل الجميع أنا أيضا أعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟ لوقفت عاجزا عن الرد ، والكلام .
بفضل ذلك الاهتمام بالزمن ، وخاصة الشعر والشعراء _ يمكن التفكير فيه اليوم بالنسبة للشخصية المتوسطة بدرجة الحساسية والذكاء .
مثلا بعد قراءة رياض الصالح الحسين :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وانا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
أيضا شكسبير بترجمة أدونيس :
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
وغيرهم الكثر من الشعراء والفلاسفة .
....
أثارت هذه التساؤلات قراءتي الحالية في كتاب ( كيف نفكر )
تأليف جون دوي ، ت محمد علي حرفوش .
مع انه مكتوب منذ أكثر من قرن ، وما يزال قابلا للقراءة كأنه كتب هذه السنة 2021 .
" لا نقوم بمقاربة أي مشكلة بعقل ساذج أو بكر ، فنحن نقاربها بصيغ من الفهم مكتسبة وقائمة على العادة ، مع مخزون محدد من المعاني المتطورة قبلا ، أو على الأقل من تجارب يتم استنباط المعاني منها ص 145 " .
2
المشكلة المزمنة في النظرية الجديدة ، الموقف من الواقع والكون .
بالنسبة للزمن والحياة والعلاقة بينهما ، أغلب الأفكار الواردة مباشرة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن ، تبقى مشكلة الواقع ، والكون خاصة درجة ثانية .
ما هو الكون ، طبيعته ، وشكله ، وأبعاده ، وحدوده ؟!
يمكن تقديم جواب أولي ، وعام ، بين ثلاث احتمالات :
1 _ الكون نظام مغلق .
2 _ الكون نظام مفتوح .
3 _ الكون نظام ثالث ، يتعذر معرفته ضمن وسائل العلم الحالية .
....
الكون ، تصور جديد بدلالة الحياة والزمن :
الحياة أصغر من أصغر شيء ، تنطلق من الماضي إلى المستقبل والزمن .
الزمن اكبر من أكبر شيء ، يتجه من المستقبل إلى الماضي والحياة ، عبر الحاضر .
....
لا يمكن تصور أصغر من اصغر شيء .
ولا نقيضه اكبر من اكبر شيء .
بالإضافة إلى مشكلة أخرى تتعلق بتصور الكون ، حيث لا يمكن تصور خارج الكون أو حدوده ، او بدايته أو نهايته .
لكن بطريقة التصغير ، يمكن حلحلة ( تقديم حل مؤقت ) المشكلة .
.
.
يتضمن الكون حوالي مئة مليار مجرة ، حسب التقديرات الحالية ...
يمكننا أن نرمز لكل مليار مجرة بنقطة ، ثم نضع تلك المئة نقطة ( مليار مجرة ) ضمن كرة أو دائرة .
لنتخيل أن الكرة من الزجاج الشفاف عديم اللون ، وهي تمثل الزمن ، بالمقابل مركزها ( الوهمي طبعا ) يمثل الحياة .
هذه الصورة المصغرة جدا ، جدا ، والأولية ، أعتمدها في تخيل العلاقة بين الزمن والحياة ، والكون بصورة عامة .
....
الآن صار لدينا بعض الصيغ الجديدة ، والمتلازمة أيضا :
الماضي والحياة والقديم وأصغر من أصغر شيء ( مركز الكرة _ الكون ) . أيضا ،
المستقبل والزمن والجديد وأكبر من اكبر شيء ( محيط الكرة _ الكون ) .
المشكلة في هذا التصور الجديد ، تتمثل بوجود مجهولين أساسيين ومزمنين : الأزل والأبد .
الأزل ( الماضي والحياة والقديم واصغر من اصغر شيء _ اللانهاية السالبة ) .
الأبد ( المستقبل والزمن والجديد واكبر من اكبر شيء _ اللانهاية الموجبة ) .
تعترضنا مشكلة جديدة أيضا في هذا النموذج تتمثل بالصفر ، وكيف يمكن تخيل ما هو أصغر من الصفر واكبر من اللانهاية السالبة بالتزامن ؟!
ربما يفيد مثال الرصيد الإيجابي والسلبي ، والصفر بينهما ، في تقريب الصورة .
أعتقد أن هذا التصور ( الجديد ) ، يقبل التكملة ...والحوار المفتوح ؟!
3
ما هو المستقبل ؟
بالنسبة للإنسان السؤال ميتافيزيقي .
( مستقبل الانسان )
وبالنسبة للفرد ، السؤال بسيط ومباشر إلى حد الابتذال :
المستقبل يمتد بين الحاضر ( اليوم الحالي ) وبين لحظة الموت .
والماضي بالمثل ، ميتافيزيقي بالنسبة للإنسان ، ومبتذل بالنسبة للفرد .
ما هو الحاضر ؟
بالنسبة للإنسان ، وللفرد اكثر ، الجواب بسيط وواضح نظريا ، بين الماضي والمستقبل .
ملحق
كررت السؤال نفسه لعشرات ، وربما مئات ، من أصدقاء ومعارف :
هل رأيت أو سمعت الناس يتكلمون مع أي شخص أو عنه في حضوره ، كما يتكلمون عنه في غيابه ؟
....
لماذا إذن تعتقد _ين أنهم سيفعلون العكس معك !
.....
الفصل العاشر

يتضمن هذا الفصل بعض الأفكار الجديدة ، والتي ما تزال بمرحلة الاعداد والحوار المفتوح ، والبحث .
بالإضافة إلى الأفكار المقترحة سابقا ، والمتكررة ، خاصة الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، حيث أنني أعيد التفكير فيها من خلال عرضها بصيغ متنوعة ، أيضا بهدف تذكير القارئ _ة الجديد _ة خاصة بها .
1
الماضي والمستقبل والحاضر متزامنة أو متلازمة ، مفردة ، تتضمن ثلاثة عناصر أو أبعاد توجد معا بالتزامن وليس بشكل منفصل ومفرد أبدا .
توجد متلازمات عديدة مشابهة ، مثل الماضي والقديم والحياة ، أو المستقبل والجديد والزمن .
هي متلازمات أيضا ، لا وجود لأحدها بشكل فردي ومستقل .
أعتقد أن المتلازمة الخاصة ، الأكثر أهمية ، هي بين الحياة والزمن .
....
متلازمة الحياة والزمن والمكان هي الأصل ، بلا شبيه يمكن مقارنتهما .
هذه الأفكار جديدة ونظرية بطبيعتها ، ومن خلال الحوار والبحث ربما تتطور وتتكامل أو تنحسر وتستبدل أو تتلاشى في الماضي .
2
متلازمتا الماضي والحياة والقديم ، والمستقبل والزمن والجديد ، بينهما الحاضر أو المرحلة المتوسطة .
يمكن تمثيل الحاضر _ وحركة الزمن _ بأحد شكلين : خطي أو كروي، وفي الحالتين ( التصورين ) يكون مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته .
1 _ الحاضر الخطي مزدوج : ( الحاضر بدلالة الزمن أو الوقت ) ، هو الفجوة أو المجال بين المستقبل الذي يبدأ أولا ، وبين الماضي الذي يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة . ( والعكس بدلالة الحياة أو الحضور ) ، نفس الفجوة أو المجال _ لكن بالعكس تماما _ حيث يبدأ الماضي أولا ، والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة . وهذه الفكرة ناقشتها عبر نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي بالحوار المتمدن .
2 _ الحاضر الكروي ، هو مجال بين الماضي أو اللانهاية السلبية وبين المستقبل واللانهاية الموجبة .
( تحتاج الفكرة إلى مزيد من الاهتمام والبحث )
....
عند هذا المستوى تتكشف مشكلة اللغة بشكل عام ، لا العربية وحدها .
نشأت اللغة ( اللغات ) في مرحلة سابقة ، وأقل تطورا من اليوم .
والمشكلة اللغوية ، في العربية وغيرها ، تحتاج إلى حل ( إضافة أو حذف أو تكملة ) لكي تتناسب مع المعلومات والمعارف الجديدة ، حول الواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن بصورة خاصة .
3
الواقع بين الحركة والسكون ؟!
توجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الكون يتوسع .
2 _ الكون يتقلص .
3 _ الكون متوازن ، وثابت بالحجم والابعاد والحدود .
لا يوجد احتمال آخر ، رابع أو غيره .
الاحتمالان الأول والثاني ، يمكن اختبارهما بشكل علمي _ دقيق وموضوعي . بالإضافة إلى الاختبار المنطقي والمتاح لكل من يفكر .
يبقى الاحتمال الثالث ، وأعتقد أنه الصحيح ، الحركة الكونية دورانية ومتوازنة ، وثابتة .
....
الواقع ثلاثي البعد ، وثلاثي الحركة بالتزامن .
حركة الحياة والزمن ، جدلية عكسية تقبل الملاحظة ( غير المباشرة ) مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء .
الخطأ الأساسي ، الموروث والمشترك والسائد في الثقافة العالمية طوال القرن الماضي وحتى اليوم ، يتمثل بافتراض أن حركة الحياة والزمن متطابقة وفي اتجاه واحد ! بينما هي جدلية عكسية بطبيعتها .
4
حركة الحياة والزمن ( تصور جديد ) ...
حركة الحياة من الأمس إلى اليوم الحالي .
( ظاهرة تقبل الملاحظة والتعميم بلا استثناء )
حركة الوقت من الغد إلى اليوم الحالي .
( ظاهرة أيضا تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم )
يمكن تعميم تلك الحركة المزدوجة ، ومضاعفتها :
الحياة من الأمس والماضي إلى اليوم الحالي والحاضر ، وحركة الزمن من الغد والمستقبل إلى اليوم الحالي والمباشر .
هذه الحركة المزدوجة ، والعكسية ، بين الحياة والوقت يمكن تفسيرها بطريقتين :
1 _ حركة خطية : من الماضي إلى الحاضر ( الحياة ) ، وبالعكس من المستقبل إلى الحاضر ( الوقت ) .
2 _ حركة كروية : من الخارج إلى الداخل ، عبر الحاضر ( الوقت ) ، والعكس من الداخل إلى الخارج ( الحياة ) .
ربما تكون فرضية ( الداخل _ الخارج ، والعكس ) ، تتلاءم مع المشاهدات والخبرة المشتركة أكثر من الحركة الخطية .
وربما يكون هذا التفكير خطأ بمجمله ، وقائم على مغالطة شعورية وذاتية ، لا على أساس واقعي وموضوعي .
( إن غدا لناظره قريب ...
المستقبل يحكم على الجميع ، بحياد جليدي )
....
ملحق 1
الحب والوقت وضرورة تحقيق التجانس _ توحيد المعايير ...
الزمن معيار الحب ، الدقيق ، والموضوعي ، والأخير بالتزامن .
مع من نحب ، ومع الأشياء التي نحبها ، نعطي الوقت بلا حساب .
والعكس صحيح ، نتجنب هدر ثانية واحدة أو لحظة في ما لا نحب .
والسؤال العاجل والهام معا :
كيف يمكن تحقيق التجانس في الساعة واليوم ، والعمر كله ...؟!
....
موازنة الوقت أكثر أهمية من موازنة المال ، والجهد .
هذا اعتقاد شخصي ،
أكثر من رأي وأقل من معلومة .
ملحق 2

الكلام المناسب مع الشخص المناسب وفي التوقيت المناسب ...أمل وغاية لا يمكن أن تتحقق بالفعل ، المعرفة العلمية أيضا ، تتمثل في الاقتراب المتزايد من الحقيقة والواقع كما هو عليه ، لا كما تحرفه مخاوفنا ورغباتنا وتشوهه بشكل لاواعي غالبا ، بحسب رأي أريك فروم .
....
....
الجزء الثالث _ النظرية الجديدة

مقدمة مشتركة بين الفصلين 11 و 12
مشكلة التقمص بوصفها ميزة ( نظرية ) ...

بعد نقل فكرة التقمص ، من المجال الديني إلى ساحة الملاحظة والاختبار ، أو بعد إخراجها من المجال الغيبي بالفعل ، يختلف الموضوع والظاهرة .
...
الفرد الإنساني ابن الماضي وأبو ( أم ) المستقبل .
....
الماضي ملك عام ومشترك للجميع ، الأحياء الآن ، أيضا لكل من سوف يولدون في المستقبل وبلا استثناء .
لكن المستقبل نخبوي بطبيعته ، ونوعا من الإنجاز الفردي ، يبلغه قلة نادرة من البشر ، والحاضر بينهما .
....
مثال 1
لنفترض قبل الف سنة ، سنة 1021 ، هي ملك الآن ، لكل إنسان خاصة ، ولكل كائن حي بنفس الوقت .
على العكس بعد الف سنة 3021 ، لن يبلغها من الأحياء اليوم 26 / 9 2021 أكثر من بضعة أفراد . أقل من عدد أصابع اليدين ، وربما أقل من أصابع اليد الواحدة لا في العربية فقط بل في العالك كله .
....
مثال 2 الحاضر :
بعضنا أنجب ، وسلالة الأحفاد يحملون مورثاتهم الشخصية .
بدورهم سوف ينقلونها لأحفاد جدد ، ... وهكذا .
السؤال عن الدور الفردي ، والحاضر خاصة ، في انتاج وصياغة المورثات وتحديدها .
من المرجح أن الشخصية ذات البشرة البيضاء ، تعطي مورثات بيضاء . والعكس بالنسبة للبشرة السوداء ، أو الصفراء وغيرها .
وتلك المورثات تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد عبر الأبوين ، والسؤال المزمن والمحير :
ما الذي تضيفه الأم ، أو الأب ، وما الذي يقدران على إضافته أو تغييره ؟
مورثات الطول والقصر ولون البشرة والعينين ثابتة ، بشكل شبه تام .
لكن ماذا عن شخصية قامت بتحويل اللون الأبيض مثلا ، إلى اسمر أو حنطي ، من خلال حمامات الشمس الطويلة والمدروسة مع غيرها من الوسائل الجديدة : هل تنتقل مورثاتها اللونية ( الجديدة والفردية ) إلى الأجيال القادمة ؟!
هذا السؤال وغيره من الأسئلة المشابهة ، يقبل الوجهان المتناقضان ، يشبه شخصا وجد مبلغا من النقود أكثر ألف دولار مثلا ...
هل يحوله المبلغ إلى شخصي غني ؟
والشخص الذي فقدها هل يتحول إلى فقير !
الحاضر بطبيعته لغز .
لكن ولحسن الحظ ، حصل تقدم حقيقي في معرفة الحاضر والواقع .
....
الحاضر ثلاثة أنواع ، أو ابعاد ، مثله الماضي والمستقبل .
حاضر الزمن ، وحاضر الحياة ، وحاضر المكان .
حاضر الزمن يمثل بؤرة الغموض ، فهو يشبه اسم البلد واسم عاصمته نفسها ( تونس ) مثلا .
على خلاف حاضر الحياة ، وحاضر المكان ، حيث يختلف اسم العاصمة عن اسم البلد : بيروت ولبنان ، أو القاهرة ومصر ، أو الشام وسوريا .
حاضر الزمن : حاضر .
حاضر الحياة : حضور .
حاضر المكان : محضر .
حركة الحضور ( الحياة ) :
من الماضي إلى المستقبل ، عبر الآن ( اليوم الحالي والمباشر ) .
على النقيض من حركة الحاضر ( الزمن ) :
من المستقبل إلى الماضي ، عبر الآن .
حركة المحضر ( المكان ) دورانية ومتوازنة ، ويمكن القول عنها ثابتة .
....
المشكلة في الحركة بين الزمن والحياة ( الحركة التعاقبية للزمن من المستقبل إلى الماضي ، وبالعكس الحركة الموضوعية للحياة من الماضي إلى المستقبل ) ، وهي تشبه حركة الباص المجاور .
نحن لا نشعر بحركة الحياة ، فقط نشهر بحركة الزمن وندركها ، لكن بشكل عكسي دائما .
....
المشكلة المعرفية المزمنة ، والمشتركة بين العلم والفلسفة ، في الخلط بين التفكير والشعور .
الشعور ظاهرة فيزيولوجية ، موروثة ومشتركة بين الأحياء ومباشرة بطبعتيها .
الفكر ظاهرة لغوية وثقافية ، اجتماعية وفردية بالتزامن لكنها غير مباشرة .
والمشكلة الأكبر ، لا يمكن الفصل بين الشعور والفكر ، مع أن ذلك ضرورة معرفية وثقافية .
....
الفصل 11

من كتاب " كيف نفكر " ، ورد ذكره سابقا :
( الكثير ، إن لم نقل الغالبية ، من المعلمين سيصابون بالدهشة إذا ما أخبروا ، في خاتمة المطاف ، عن كمية الزمن التي أمضوها في الكلام بالمقارنة مع أي تلميذ ) .
كمية الزمن ، أو الدقائق أو الساعات ، يستخدمها الجميع بشكل لاواعي . والمفارقة تكمن في التعامل المتناقض ، من حيث اعتبارها كمية محددة بدقة وموضوعية _ بنفس الوقت _ اعتبار الزمن أو الوقت عشوائي ، ونسبي .
كيف يمكن تفسير هذا الموقف السائد _ والمشترك _ في الثقافة العالمية ، وبلا استثناء ؟!
المشكلة في اللغة أولا ، لا العربية فقط .
وربما لن يكون الحل الصحيح ، والمتكامل ، إلا بعد ظهور لغة جديدة . وقد تكون تطويرا للإنكليزية _ وهو الاحتمال الأرجح ، خلال هذا القرن أو القرن القادم على أبعد تقدير .
1
ما هو الجديد : طبيعته ، ومكوناته ، وحدوده ، واتجاهه ؟
بوضع التقابل التقليدي بين الجديد والقديم ، تتشوه المسألة بالكامل ، ويتعذر بعدها التقدم ، ولو خطوة واحدة في اتجاه الحل الصحيح والمتكامل .
....
لنتأمل فكرة المطر والغيم ، وهي جدلية سائدة ومبتذلة .
الغيم سبب المطر ، والمطر نتيجة الغيم .
لكنها جدلية تشبه الدجاجة والبيضة ، تتكشف بعد استبدالها بالمطر والبحر .
هل البحر ( المحيطات ) مصدر المطر أم العكس ؟
وحدهم الحمقى يعرفون الجواب .
....
المشكلة في اللغة ونظام التفكير المشترك ، بالتزامن .
الجديد والزمن والمستقبل وأكبر من أكبر شيء وهناك ( الخارج ) قطب ، وفي المقابل قطب ثان : القديم والحياة والماضي واصغر من اصغر شيء وهناك ( الداخل ) .
2
يمكن التمييز بين جديد الحياة ، وبين جديد الزمن .
لا خلاف على تمثيل الجد _ة للقديم ، مقابل تمثيل الحفيد _ة للجديد .
....
جديد الزمن مجهول بطبيعته .
بينما جديد الحياة ، يمكن توقعه _ مع زيادة احتمال التحقق والدقة _ من خلال الاهتمام والدراسة العلمية .
....
الجديد الداخلي والجديد الخارجي ، بالمثل القديم الداخلي والخارجي ...
الجديد الداخلي والخارجي معا هو الزمن .
والقديم الداخلي والخارجي معا هو الحياة .
بدون كشف العلاقة بين الحياة والزمن ، وفهمها ، يتعذر فهم الجديد بشكل دقيق وموضوعي .
3
كان المقترح الجديد للفصل السابق ، حول الماضي والمستقبل ...
الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا .
الماضي أصغر من أصغر شيء ، والمستقبل أكبر من أكبر شيء .
....
المجال بين الصفر واللانهاية السالبة مشكلة مزمنة ، مشتركة بين الثقافة والفلسفة والعلم خاصة الرياضيات ، وهي مشكلة النظرية الجديدة أيضا .
يتعذر تخيل لا شيء فقط ، بل فضاء كامل سلبي يعاكس نظيره الإيجابي بين الصفر واللانهاية الموجبة .
فهم الصفر مشكلة بحد ذاتها ، وتتضاعف الصعوبة والمشقة في محاولة تخيل مجال ( أعداد ، وأشياء ، أكبر من اللانهاية السالبة وأصغر من الصفر بالتزامن ) !
هذه المشكلة دفعتني لمراجعة الأنظمة العددية ، خاصة الأعداد التخيلية .
لكنني لم أفهمها بصراحة .
ربما نوفق يوما ( الكاتب والقارئ _ة ، بمساعدة ، في توضيح هذه المشكلة ) ... ربما .
....
ملحق
تكملة الفقرة الأولى المقتبسة من كتاب كيف نفكر :
الكثير ، إن لم نقل الغالبية من المعلمين سيصابون بالدهشة إذا ما ابلغوا في خاتمة المطاف عن كمية الزمن التي أمضوها في الكلام بالمقارنة مع أي تلميذ . يتم حصر محادثة الأطفال في الغالب في الإجابة عن الأسئلة في عبارات مختصرة ، وفي جمل فردية غير مترابطة . فالإسهاب والشرح متروكان للمدرس ، الذي غالبا ما يقبل أي إلماحة إلى الجواب من جانب التلميذ ، ومن ثم يقوم بالتوسع في ما يفترض أن الطفل قصده . وقد تترك عادات الخطاب المتقطع والمتشظي التي تم تعزيزها حتميا بهذه الوسيلة تأثيرا فكريا هداما .
مع الشكر للمترجم الأستاذ محمد علي حرفوش .
....
....
لعبة ذهنية ،
ربما تكون ملائمة ، كما أتصور ، للقارئ _ة والكاتب أولا...

أتابع مسلسل " رجال ماديسون " بشغف وحماسة ، وقد تجاوزت المنتصف بقليل . واليوم أنتبه فجأة إلى الموسيقا ، مع الغناء ...روعة ، سحر .
كنت أحاول توفير الوقت ، على حساب الموسيقا والغناء ، خلال الحلقات السابقة . بشكل لا واعي طبعا ، ما أن ينتهي الكلام والحوار ، أسارع لإطفاء الجهاز بشكل لاشعوري وبدون أدنى انتباه .
آمل أن لا تكون قراءة هذه الكتابة ، تشبه متابعتي السابقة للدراما والأدب والقراءة والتلقي بصورة عامة .
ما أزال ذلك القارئ السيء ، والكاتب المبتدئ غالبا ...
ولا أعرف إلى متى ؟!
كثيرا ما أشعر بالحرج ، بعد نشر المادة بيوم وأكثر .
أفكر ، إذا كنت كاتبها أشعر بالتعب والشديد والملل خلال قراءتها ثانية ، كيف بالقارئ _ ة الجديد _ة خاصة !
تقديم سيء أعرف وأعترف ...
1
لنتخيل هذا النص الذي أمامك ، لكن مترجم ...
ونحن الآن القارئ _ والكاتب بعد قرن ، ويقرأ شبيهك بشكل مباشر :
في هذا اليوم 25 / 9 / 2121 الجميل ، قدم _ت لك صديقك_ ت هذا النص ، المنشور في مجلة فلسفية .
تطور مفهوم الزمن خلال قرن بدلالة النظرية الجديدة .
....
ما الذي نعرفه عن الزمن أكثر من اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهما ؟
من المناسب معالجة هذا السؤال بشكل عكسي ، عبر تحليل ما نجهله عن الزمن أولا ، بالإضافة إلى المجالات الخلافية والجدلية .
يوجد اتفاق اليوم غير مسبوق ، بين العلم والفلسفة والثقافة العالمية على الأزمنة الحقيقة الثلاثة ، غير القابلة للاختصار ولا للزيادة :
الماضي والحاضر والمستقبل .
ويبقى الخلاف حول الاتجاه ، والبداية والنهاية .
الماضي داخلنا ، أو خلفنا ، وقد حدث بالفعل .
وهو يبتعد في الماضي الأبعد فالأبعد ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
بالمقابل المستقبل خارجنا ، أو أمامنا ، وهو موجود بالقوة فقط .
ويقترب بنفس السرعة التي تقيسها الساعة بالمقابل .
والحاضر بؤرة المشكلة ، مع أننا لا نعرف إلى اليوم طبيعته وحدوده . لكن حصل تقدم فعلي بفهم مكوناته ، وطبيعته الاصطلاحية .
الحاضر مجال بين الصفر واللانهاية الموجبة ، بالتزامن هو مجال ( أو فجوة ) يفصل بين الماضي والمستقبل .
اتجاه حركة الزمن ، يمكن استنتاجها بشكل موضوعي ودقيق ، مع سرعتها أيضا في الاتجاهين ( من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ) ، فهي تنطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
والأهم هو الحاضر ، تحديده بشكل موضوعي ودقيق ؟
يتمثل الحاضر بالنسبة للفرد ، بالعمر الفردي .
وهو يتراوح بين لحظة الولادة ولحظة الموت .
والحاضر بالنسبة للإنسان يتمثل بالتاريخ ، والتاريخ الإنساني خاصة .
يمكن فهم طبيعة الحاضر ، ومرونته ودقته بالتزامن ، من خلال مثال اليوم الحالي ( المباشر ) .
ما هو الزمن الحقيقي لليوم الحالي ؟
الجواب الموضوعي والدقيق ( والتجريبي بالتزامن ) ثلاثي :
اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء .
ويمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
ويمثل المستقبل بالنسبة للموتى .
ما الذي يمكن استنتاجه من هذه الحقيقة المدهشة ( حقيقة اليوم الحالي ) ؟
الحاضر مجال بين الصفر واللانهاية الموجبة ، وهذا الجواب يمثل محصلة موقف كل من نيوتن واينشتاين ، بعد تكملتهما إلى الحدود القصوى .
حيث كان موقف نيوتن من الحاضر ، انه فترة لامتناهية في الصغر ويمكن اهماله ، كان تركيزه على الحاضر ( الزمن أو الوقت ) . وهذا صحيح نسبيا وخطأ بالتزامن . بينما موقف اينشتاين كان على العكس يركز على الحضور ( الحياة ) ، حيث يعتبر أن الحاضر يمثل المسافة بين المشاهد والحدث ( أو بين الذات والموضوع ) .
....
ما يزال الاختلاف حول سهم الزمن ، هل يبدأ من الماضي إلى المستقبل أم العكس ، بين فريقين يعتبر أحدهما أن الزمن مجرد فكرة عقلية مثل الرياضيات واللغة ، بالعكس من الفريق الآخر الذي يعتبر أن الزمن يجسد البعد الثاني للوجود بين المكان والحياة ( الوعي ) .
....
2
هامش ومؤخرة
عملية استبدال القديم والجديد بالبعيد والقريب ، بشكل تبادلي خاصة ، تكشف بعض الأبعاد الغامضة سواء في القديم أو الجديد ( البعيد أو القريب ) .
مثال تطبيقي :
الماضي والمستقبل يمثلان القديم والجديد ، بصورة عامة .
لكنهما يمثلان البعيد والقريب بطريقة مختلفة كليا ، الماضي والمستقبل كلاهما بعيد ( او في البعيد ) ، بينما يتمثل القريب بالحاضر فقط . وهنا تتضاعف الدهشة والحماسة في موضوع الزمن ( الوقت ) ، الذي رافق الأسلاف وسيرافق الأحفاد ويرافقنا الآن على شكل نصف الوجود ( الأول أو الثاني ) ، لا فرق بين الحياة والزمن ، سوى أنهما يتعاكسان بالمطلق .
وتجمع بينهما معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الحياة + الزمن = الصفر .
....
كلمات حاضر ، راهن ، مباشر ، حالي ، الآن ، صريح وغيرها ، هي تسميات لفكرة ( خبرة ) واحدة ومفردة مع أنها مشتركة بالنسبة للجميع ، وهذه بؤرة السحر والغموض واللغز المزمن للزمن أو الوقت .
....
3
المشكلة المزمنة تتمثل بطبيعة الأزمنة الثلاثة :
ما هو الماضي : طبيعته ، وحدوده ، مع بدايته ونهايته بالطبع ؟!
ونفس السؤال نفسه يتكرر بالنسبة للمستقبل وللحاضر ؟!
....
....
الفصل 12
( مع التكملة )

هذا النص مهدى إلى الصديق رامي طويل ...
أحد أبرز الروائيين السوريين الجدد ، بمناسبة صدور روايته الثالثة " قبعة بيتهوفن " ، والتي أقرأها للمرة الثانية ، وأرغب بالكتابة عنها .
1
بالمناسبة ، نتحاور رامي وأنا عالواتس حول الزمن ، وموقفه يمثل الموقف الثقافي العربي والعالمي معا ، باعتبار أن اتجاه حركة الزمن غير محددة .
وبصراحة أسعى لتوريطه ، مع غيره أيضا من الصديقات والأصدقاء ، في الحوار المباشر حول الزمن أو الوقت : طبيعته ، وحركته ، واتجاهه وسرعة حركته .
....
المشكلة الأولية ، لغوية .
في العربية الزمن والوقت والزمان واحد ، مترادفات لا أكثر ولا أقل .
وقد ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصيلي ، ومطول ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
المشكلة اللغوية الأخطر والأكثر تعقيدا ، وهي مشتركة في مختلف اللغات _ العربية وغيرها _ العلاقة بين الحياة والزمن . لكنها للأسف ما تزال في مجال المسكوت عنه .
أيضا ناقشتها سابقا ، وليس لدي ما أضيفه سوى محاولة جديدة لتوضيح المشكلة اللغوية بدلالتها ، وتتلازم معها المشكلة الفكرية والمنطقية بالطبع ، لكن المشكلة اللغوية مباشرة وعاجلة .
....
يتساءل ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " عدة مرات ، ويكرر السؤال حرفيا :
( لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ ) .
هنا المشكلة لم تعد لغوية فقط ، بل مشكلة منطق ما قبل علمي ( السؤال غير منطقي ، فالمستقبل لم يتحقق بعد ) . المنطق السحري بصراحة ووضوح ، وقد تبناه اينشتاين في موقفه من الزمن والحاضر خاصة ، وفرويد شاركه أيضا _ في المغالطة الشعورية _ حيث كان يعتبر أن الزمن نسبي ويختلف ، ليس بين فرد وآخر فقط ، بل بالنسبة للفرد نفسه لأن الأوقات الطيبة نشعر بها قصيرة عكس الأوقات الصعبة والطويلة ! والاثنان ( فرويد واينشتاين ) يكرران المثال نفسه : وأنت ذاهب _ة لموعد غرامي تكون حركة الزمن سريعة ، والعكس وأنت في حالة انتظار يكون الوقت بطيئا وطويلا ( الاثنان يعتبران أن الشعور الفردي معيار صحيح لتحديد الزمن بشكل موضوعي ، وتعريفه أيضا ) !
....
محزن ، مقلق ، مخيف ، ويدعو إلى اليأس : الفكر العالمي الحديث ....
في موقفه من الواقع ، والزمن خاصة .
2
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
( شكسبير بترجمة أدونيس ) .
شكسبير يخاطب القارئ _ة الجديد _ة ( في المستقبل طبعا ) .
توضح العبارة ، بشكل حقيقي ، ثنائية الحياة والزمن ( أو الوقت ) .
....
صحيح لا أحد يعرف ما هو الزمن ( طبيعته وماهيته ) ، وربما يستمر جهلنا لطبيعة الزمن لقرون عديدة قادمة .
لكن ، لنعد قليلا إلى نيوتن ، لقد قدم أكمل صياغة معروفة إلى الآن للزمن أو الوقت ، من خلال مفهوم ( سهم الزمن ) :
ينطلق سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
لكنه أخطأ في نقطيتين : الاتجاه ، والموقف من الحاضر .
اتجاه سهم الزمن بالعكس من اتجاه سهم الحياة ، وهذه حقيقة موضوعية وشاملة في أي نقطة على سطح الأرض . وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط .
اتجاه سهم الزمن من المستقبل إلى الماضي ، والعكس اتجاه سهم الحياة .
( مثالها الأوضح والأشمل العمر الفردي ، حيث يتناقص العمر بدلالة الزمن ويتزايد بدلالة الحياة بكل لحظة أو فترة وبنفس الكمية والمقدار )
الخطأ الثاني لنيوتن في موضوع الزمن ، موقفه من الحاضر .
لقد اعتبر أن الحاضر فترة لامتناهية في الصغر ، بين الماضي والمستقبل ، ويمكن اهمالها دون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية .
الحاضر مجال ، وفترة ، تمتد بين الصفر واللانهاية الموجبة .
بعبارة ثانية ، الحاضر ( الزمني ) نسبي ويتحدد من خلال الحياة والأحياء .
حيث يمكن اعتبار العمر الفردي هو الحاضر ، أو التاريخ الإنساني ، او أي فترة زمنية لا على التعيين .
( هذه الفكرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، خاصة بدلالة اليوم الحالي ، أو الشهر أو السنة أو القرن أو بدلالة أجزاء اليوم )
مع أنني أرجح ، أن هذه الصياغة ما تزال ناقصة ، لأنها تعتمد على سهم الحياة وتتجاهل سهم الزمن ( كونه يأتي من المستقبل ، وهذه فكرة صعبة بطبيعتها ) وأعتقد أن الحوار المفتوح طريقنا النموذجي للفهم العلمي المتكامل والصحيح .
3
ما هو الزمن ؟
ما هي الحياة ؟
لا أعتقد أنه سؤال ميتافيزيقي ، بل العكس تماما .
أعتقد أنه سؤال ، تأخر طرحه بسبب الأفكار الخاطئة ، السهلة خاصة .
مثل السفر في الزمن !
فكرة " السفر في الزمن " تشبه فكرة الخلود ، أو عودة الشيخ إلى صباه ، وغيرها من الرغبات المستحيلة _ والخيالية بطبيعتها .
....
تذكير ببعض الحقائق الأساسية :
الماضي والأمس خلفنا ، أو داخلنا طالما نحن ما نزال أحياء .
المستقبل والغد أمامنا ، أو خارجنا طالما نحن أحياء .
الحاضر يتحدد بدلالة أبعاده الثلاثة ( الحياة ، والزمن ، والمكان ) .
الماضي أو الأمس ثلاثة أنواع :
1 _ ماضي الزمن ، يتمثل بما ينقص من بقية العمر .
2 _ ماضي الحياة ، يتمثل بتقدم العمر .
3 _ ماضي المكان ، ويمثل البعد الثالث في الواقع والوجود .
العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = الصفر .
الحياة + الزمن = الصفر .
....
....
جملة اعتراضية
موجهة إلى القارئ _ة غير المؤهل علميا ، لا الدارس ، وغير المطلع جيدا على أحد المجالات العلمية البحتة كالفيزياء والرياضيات أو الهندسة .
لا شيء اسمه فكر علمي أو تفكير علمي ، بشكل منفصل ويمكن تعلمه بشكل سريع من الكتب أو من خلال دورات علمية وثقافية .
بالطبع توجد مستويات متعددة ، ومختلفة للفكر والتفكير أيضا ليس بين فرد وآخر فقط ، حتى بالنسبة لنفس الشخص يختلف نوع التفكير بين فترة وأخرى وبين مراحل العمر المتدرجة ، أو بحسب الظروف والأحوال المتغيرة بطبيعتها .
ومع ذلك الفكر العلمي ، أو التفكير ، يختلف عن مهارات الحفظ والتلقين التي يتم تعليمها في المدارس والجامعات .
في الثقافة العامة ، والسمعية خاصة ، يوصف ذلك النوع الجديد من التفكير ب ( التفكير المجرد أو التجريدي ) .
بصراحة لا أفهمه بشكل حقيقي حتى اليوم ، وهو يشبه صفة المثقف _ة .
من هو الشخص المثقف !
أو كيف يمكن الفصل بين شخص مثقف وآخر غير مثقف ؟
ربما الكتاب ، أو الكتابة والقراءة الفارق الوحيد بينهما ، لكني غير متأكد ، وغير مقتنع .
....
ما هو المنهج العلمي ؟
أعتقد أن المنهج العلمي أسطورة فقط لا غير .
بدون شك توجد تقنيات ووسائل علمية ، في الدراسة والاختبار والاحصاء وغيرها . لكنها تختلف بين مجال وآخر ، مثلا الفيزياء والكيمياء ، أو الفيزياء والرياضيات ، أو الرياضيات والفلسفة .... ما نوع العلاقة الحقيقية بينها ، وهل توجد حدود واضحة وفاصلة بين الفيزياء والكمياء أو الفلسفة ؟
بالطبع لا توجد حدود واضحة ، كالتي نعرفها بين الأفراد والدول .
2
الرأي والاعتقاد والايمان ، ثلاثة لا يمكن اختصارها إلى واحد ، أو اثنين سوى في حالة المرض العقلي .
هي تدرجات بين الثقة والشك بأي فكرة ، أو ذكرى ، أو موقف .
نموذجها فكرة الله ، أو تصور سبب أول ومصدر كلي ومطلق للوجود .
لا يمكن قبولها ، أو رفضها ، بشكل عقلي ومنطقي .
وهنا تبرز مشكلة الدين ، أو التدين .
أعتقد أنها تناقض فكرة الله أكثر مما توافقها .
هل العلم ، أو الموقف العلمي ، يتناقض مع فكرة الله أم يؤيدها ؟
أعتقد أن العلم محايد غالبا بين الموقفين المتناقضين ، أو يتوزع بنسبة خمسة مقابل خمسة .
يتعذر علي تقبل أن الصدفة وحدها مصدر الوجود .
بنفس درجة الصعوبة ، أجد المنطق السببي .
بعبارة ثانية ،
الوجود ، أو الحاضر أو النتيجة ، محصلة الصدفة والسبب بالتزامن .
بعبارة ثالثة ،
الحياة سببية ، مصدرها الماضي .
والزمن صدفة ، مصدره المستقبل .
وهذه ( الحقيقة ) تنسف الموقف الثنائي التقليدي ، بين الالحاد والايمان من جذوره ، كما أعتقد ، وتتطلب المرونة الفكرية والعاطفية ، عبر الانتقال إلى موقف عقلي منفتح بشكل متكامل .
....
العلاقة بين الفكر ( العلمي ) أو التفكير العلمي ، وبين بقية أشكال التفكير ما قبل العلمي ، هي علاقة تتام ، لا اختلاف ولا تشابه .
أو ،
التفكير العلمي ، أيضا الفكر العلمي ، يتضمن مختلف أنواع التفكير السابقة والأولية بطبيعتها ، بينما العكس غير صحيح . والشبه بينهما يماثل العلاقة بين الطفولة والشباب ، حيث يتضمن الشباب الطفولة بالطبع ، والعكس غير صحيح . ولا أعتقد أن هذه الفكرة ( الظاهرة ) تحتاج إلى براهين وأدلة .
....
ميزة التفكير العلمي المرونة والتكامل ، ويتمحور حول المعيار الموضوعي والمحايد بطبيعته . ( هذه الميزة غير موجودة في موضوع الزمن أو الوقت ، ومن المتعذر توفرها خلال هذا القرن كما اعتقد ) .
على مستوى التفكير العلمي ، يصير الرأي والاعتقاد والايمان واحد فقط .
أقترح على القارئ _ة محاولة التفكير بعكس قناعته الحقيقية ، محاولة ؟
مثلا الأرض الثابتة والمسطحة ، مقابل الأرض الكروية والمتحركة ، أو غيرها....
لنتذكر أن العلماء والفلاسفة ، هم رواد الفكر الانتحاري أو التفكير الانتحاري ( رفض تغيير الموقف ، القناعة والرأي ، مهما كان الثمن ) .
3
الفكرة التي تتمحور حولها النظرية الجديدة ، ليست جديدة فقط بل غريبة ، مختلفة ومغايرة للمألوف والمشترك ، وصادمة : المستقبل بداية الزمن ، كيف يكون المستقبل بداية لأي شيء !
لنتذكر رياض الصالح الحسين ، ولنتخيل حين كتب :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
الموقف الذي توصل إليه رياض قبل حولي خمسين سنة ، يصعب فهمه إلى اليوم من قبل أساتذة في العلوم والفلسفة .
كيف يكون المستقبل بداية والماضي نهاية ؟!
ليس عندي جواب ، لا أعرف ببساطة .
أعتقد أن المشكلة لغوية ، وليست مقتصرة على العربية وحدها .
لكنها تتجاوز المستوى اللغوي أيضا ، هي مشكلة العقل والمنطق الإنساني .
4
للتذكير أيضا ، بمراجع النظرية الجديدة ، وهي تشمل ثقافة القرن العشرين بلا استثناء ... البحث عن الزمن المفقود هاجس مارسيل بروست المزمن ، الغضب والعنف وساعة وليم فوكنر ، حيث تحول اهتمامه بالساعة والوقت إلى نوع من الهوس ، النهاية والبداية عند شيمبورسكا ، والعكس عند نجيب محفوظ البداية والنهاية . للتذكير أيضا ، تتضمن النظرية الجديدة الموقف الإنساني من الزمن بمختلف مستوياته وأنواعه ، فهي تتضمن على سبيل المثال مواقف الفيزيائيين الثلاثة نيوتن وأينشتاين وستيفن هوكينغ ( وتكملها أيضا ) ، كما تتضمن أفكار هايدغر وباشلار ، وغيرهما . ويبقى الفضل الأكبر للمحل النفسي والمفكر الشهير أريك فروم .
فكرة " القطيعة المعرفية " عند غاستون باشلار ، إحدى أهم مراجع النظرية . وتنسجم معها ، بعد تكملة فكرة القطيعة .
....
مشكلة الكلمات المشتركة ، خاصة الماضي والحاضر والمستقبل ، يمكن تشبيهها بأحد الصفوف الدراسية ، حيث يحمل الأستاذ أكثر من اسم ، بنفس الوقت يحمل التلاميذ أسماء متعددة . وأكثر من ذلك أيضا ، يوجد اسم يتداوله الجميع كاسم شخصي واسم للآخر أيضا .
مع ذلك ، لا بد من وضع بعض الحدود ، ليتسنى الفهم والوضوح للكاتب والقارئ _ة :
يوجد اختلاف جذري بين الماضي والمستقبل ، ليسا متناقضين ولا شبيهين ، العلاقة بينهما تختلف عن أي شيء آخر نعرفه .
مع ذلك هما متناظران في اللغة ، ومختلفان في الواقع ( علاقة غير ثابتة وغير مفهومة ، وغير واضحة بالطبع ) .
لكن الحقيقة التي يفهمها طفل _ة في العاشرة : أن الأمس والماضي حدث من قبل ، ولا يمكن أن يعود .
على خلاف ذلك المستقبل ، والغد ، لم يحدث بعد .
هذه المشكلة التي وقع فيها ستيفن هوكينغ خاصة ، وغيره من القراء .
الماضي حدث سابقا _ الماضي بمستوياته وأنواعه الثلاثة : ماضي الحياة وماضي الزمن وماضي المكان _ وهو لا يمكن أن يتكرر ثانية .
بالمقابل ، المستقبل لم يحدث بعد ، وهو موجود بالقوة فقط .
....
....
ساعة الزمن وساعة الحياة _ مؤخرة الفصل 12

1
ساعة الزمن وساعة الحياة تتعاكسان بشكل ثابت ، وموضوعي ومستمر .
هذه الفكرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
بعبارة ثانية ، مرحلة الحياة وفترة الزمن : ساعة أو دقيقة وأجزائها ، أو يوم وسنة ومضاعفاتها تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة .
....
ما عليك سوى ضبط ساعتك الآن ، وملاحظة الساعة القادمة :
هي تنقص من بقية عمرك ، وتضاف إلى عمرك الحالي بالتزامن .
كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة ، بشكل منطقي وتجريبي ؟
الحياة والزمن اثنان ، خطان متوازيان ويتعاكسان دوما .
الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
والزمن من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
2
توجد عدة أفكار جديدة ، وأساسية لفهم النظرية الجديدة ، ولفهم الواقع بالتزامن ( لازمة وكافية ) .
1 _ الزمن والوقت واحد ، مفرد . أيضا الزمان .
من الأخطاء الشائعة اعتبارها ثلاثة أو اثنين .
2 _ الزمن والحياة اثنان ، لا يمكن دمجهما أو جمعهما في واحد .
من الأخطاء الشائعة اعتبارهما واحد ، وأنهما في اتجاه واحد أيضا .
3 _ للزمن ثلاثة أنواع ( أو مراحل أو أشكال ) ، والأنسب مراحل :
_ الماضي ، وهو حدث بالفعل .
يوجد بالأثر فقط .
_ الحاضر الآن ، هنا وهناك ( المزدوجة ) في الماضي والمستقبل .
يوجد بالفعل فقط .
_ المستقبل ، لم يحدث بعد .
يوجد بالقوة فقط .
هذه الأزمنة الثلاثة ، من الخطأ اختزالها إلى واحد أو اثنين .
( وهو ما فعله اينشتاين ، بشكل ضمني من خلال إهماله للماضي والمستقبل ، وحصر تركيزه على الحاضر الحي أو الحضور فقط ) .
من الخطأ أيضا اختزالها إلى اثنين .
( وهو ما قام به نيوتن ، حيث أهمل الحاضر واعتبره فترة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهمالها ) .
والخطأ الثالث الشائع أيضا ، الإضافة إلى الأزمنة الثلاثة .
( وهو ما يفعله نقاد الأدب والفلاسفة وغيرهم من المثقفين والكتاب ، وخاصة غاستون باشلار ، حيث اعتبر أن " للزمن ابعاد ، للزمن كثافة " تلك عبارته الشهيرة !
4 _ الفكرة الرابعة ،
في الحياة الماضي يحدث أولا ، والمستقبل ثالثا وأخيرا .
في الزمن المستقبل يحدث أولا ، والماضي ثالثا وأخيرا .
هذه الفكرة هي الأصعب ، والأكثر خطورة ، وهي تكشف المشكلة اللغوية بوضوح ليس في العربية فقط ، أيضا في مختلف الثقافات واللغات بلا استثناء .
وهذا خطأ مشترك ، وموروث ، ومن الضروري تصحيحه على مستوى العالم ، وليس بشكل محلي وخاص فقط .
....
سأكتفي الآن بهذه الأفكار الأربعة ، ومشروعي القادم وضع الأفكار الجديدة ، أيضا المستحدثة أو التي قمت بتطويرها ، في نص مستقل أو كتاب .
....
ملحق 1
من يتعذر عليهم فهم هذه الأفكار ، أعتذر بجد ، أعتقد أن عليهم الاعتناء بقراءتهم والعمل على تثقيف أنفسهم أكثر .
....
ملحق 2
الماضي الجديد ، والحاضر ، والمستقبل القديم متلازمة .
والأرجح أنها واحد ، مفرد . أو انها تشغل المكان نفسه ( ثلاثتها ) .
هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في طور الصياغة والاعداد عبر الحوار المفتوح _ الكتابي أو المباشر لا فرق .
....
....
بين الفصلين 12 و 13
هوامش وملحقات وملاحظات على ما سبق ...
1
مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة ، لا يمكن معرفة أحدها بشكل منفرد .
فقط تعودنا على افتراض ثنائي الحياة والزمن ، أنها الحياة .
( نفس الشيء بالنسبة للحاضر ، مع أن كلمة الحاضر تدل على الزمن ، نستخدمها للدلالة على الواقع أيضا . الحاضر يمثل البعد الزمني في الواقع ، والحضور يمثل البعد الحي أو الحياة ، والمحضر يمثل المكان ) .
ونعتبر أن الزمن كلمة فقط ، أو مفهوم عقلي مثل الإرادة أو العدالة أو الحرية أو الفكر ، وغيرها .
وهذا خطأ مشترك وموروث ، سببه اللغة نفسها .
....
تعودنا النظر إلى اللغة كهبة ، ومنجز مثالي ومكتمل تماما .
وما يزال الكثيرون يعتبرونها من صنع الآلهة لا البشر .
....
اللغة وسيلة للتواصل والتفكير والفهم ، من بين وسائل عديدة يستخدمها الانسان ، وهي خطرة وشديدة الأهمية بدون شك . لكنها مليئة بالثغرات والعيوب ، وتمثل أحد مصادر الخطأ الإنساني المزمنة ، والثابتة .
2
اللغة والشعور والفكر متلازمة أيضا ، لكن من نوع خاص .
....
لا تنفصل اللغة عن الكلام .
بنفس الطريقة التي يتصل بها الشعور والفكر ، مع أنهما من طبيعتين مختلفتين .
اللغة هي الاستخدام الاجتماعي للكلام .
الكلام هو الاستخدام الفردي للغة .
أحب هذه التعريفات ، مع أنني مثلك تماما ، أفهم وأدرك انها كلام بكلام .
3
موقف القراءة ( والقارئ _ة ) من النظرية الجديدة تحت المجهر ...
أتذكر بوضوح ، حين قرأت فكرة اينشتاين " الزمن بعد رابع للمادة " أول مرة . شعرت بصدمة تشبه قراءتي لعبارة سيوران " المياه كلها بلون الغرق " ، أو عبارة روفائيل نقلا عن رياض الصالح الحسين " أنت في وحدتك بلد مزدحم " ، أو عبارة سوزان عليوان " ناديتني باسمي فأحببته " ، أو عبارة سبينوزا " الفرح فضيلة " ، او عبارة باشلار " لا تنسوا أبدا أن السيميائي رجل في الخمسين " .
....
القراءة والتلقي بصورة عامة أحد نوعين أو مستويين ، على المستوى العاطفي والشعوري أو على المستوى المنطقي والموضوعي .
لا يمكن جمعهما ، كما يتعذر الفصل التام بينهما .
والسبب العقل الإنساني نفسه ، مزدوج أو ثنائي بين الشعور والفكر .
الشعور مباشر وفوري ، وهو من نوع العلاقة الثنائية : مثير _ استجابة .
بينما الفكر على خلاف ذلك ، هو غير مباشر بطبيعته ( هناك _ في الماضي حيث الخبرة والذكريات أو في المستقبل حيث التوقع والتخيل ) ، وهو من نوع العلاقة الثلاثية أو التعددية :
مثير _ تفسير وقرار _ استجابة .
القراءة الأدبية بطبيعتها عاطفية ومباشرة ، على خلاف القراءة المنطقية والفكرية _ والعلمية خاصة . فهي تتم عبر أدوات المقارنة ، والاستنتاج ، والتفكيك والتركيب وغيرها من الأدوات العقلية المعروفة .
للأسف يحدث الخلط بين نوعي القراءة دوما .
....
فكرة تتكرر عند الحوارات الشفهية ، أيضا المكتوبة ، حول اعتبار فكرتي الجديدة عن الزمن غير علمية ، لأنها لا تستخدم المعادلات الرياضية .
وهذه الفكرة ( الغريبة ) لا تقتصر على الصديقات والأصدقاء ، أو القراء ، الذين لم يكملوا التحصيل العلمي التخصصي في الرياضيات والفيزياء والفلسفة خاصة ، بل من بعض المتخصصين وأساتذة الفلسفة والفيزياء .
أتفهم الفكرة ( هذا النوع من النقد ) ، لكنها تقوم على أساس وفرضية خاطئين ، دراسة الزمن ( او الواقع ) بشكل علمي لا تحدث في المختبرات ، لا يمكن أن يحدث ذلك حتى نهاية هذا القرن على الأقل .
....
الفكرة التي أعجبت فرويد واينشتاين وستيفن هوكينغ أكثر من الجميع : نضع شريطا سينمائيا ونتفرج عليه ، يمكن بسهولة تقديمه ، أو تأخيره ، أو تكراره حسب الحاجة والرغبة .
لكن في الحياة لا يمكن ذلك . المستقبل لا يمكن معرفته ، وهو مجهول بالكامل . والماضي لا يمكن تكراره .
الماضي ، أو اليوم الحالي كمثال ، هو ثنائي بطبيعته : حياة وزمن .
لا الحياة يمكن أن تعود إلى الأمس ( الحياة تأتي من الأمس والماضي ) .
ولا الزمن يمكن أن يعود إلى الغد ( الزمن يأتي من المستقبل والغد ) .
هذه الفكرة ( الخبرة ) الكل يعرفها ، لكن يصعب فهمها واستيعابها . لكنها الحقيقة ، أو الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط .
علينا فهمها .
علينا المحاولة مرارا وتكرارا ، مثل تعلم المشي والكلام .
لا يوجد خيار آخر ، سوى الفكر السحري والوهم .
لا الحياة تعود إلى الأمس ، ولا الوقت يعود إلى الغد .
بالضبط : لا الحياة تعود إلى مصدرها ( الماضي والأمس ) ، ولا الزمن يعود إلى مصدره ( الغد والمستقبل ) .
عليك فهمها ، أو ...
يبقى تفكيرك بمستوى تفكير ستيفن هوكينغ ( وفرويد واينشتاين ) حول الزمن والواقع ، وهو تفكير غير علمي .
....
1 _ الماضي موجود بالأثر فقط ، بمختلف مراحله ، حدث سابقا بالفعل ثم تحول إلى ذكرى واثر فقط ، لا يمكن تغييره أو تغيير نتائجه .
استعادته ؟
مجرد أحلام يقظة .
2 _ الحاضر يحدث الآن ( هنا ) ، ولحسن الحظ صرنا نعرف كيف ، مع اننا لا نعرف لماذا .
اليوم الحالي نتيجة المس والغد بالتزامن .
3 _ المستقبل موجود بالقوة فقط ، المستقبل بمراحله المتعددة ، لم يحدث بعد ، وهو على سبيل الاحتمال فقط .
( ربما تحدث الحرب النووية ، أو يوم القيامة ، أو ما نجهله بالكامل ) .
....
الاختلاف الأساسي بيننا ، البعض يجيدون الكذب ، ويفشل الكثيرون .
أتحدث عن الأوقات الصعبة ، أسوأ ما حدث في حياتك .
دائما نعتقد أن الأسوأ حدث بالفعل ، ثم نفاجأ بالأسوأ لاحقا _ الموت .
....
....



الفصل الأخير _ النظرية الجديدة

الواقع _ والوجود الإنساني ؟!
الخطوة الأولى على طريق المعرفة ، تتمثل بالمحاولة المتجددة لمعرفة ما نجهل ، وتحديده .

أعتقد أنني وجدتها _ الحركة الثلاثية للواقع والكون ( الوجود الشامل ) .
الحركة الدورانية للمكان بالتلازم مع الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
....
لو أخذنا كلمتين شبه معروفتين جوهانسبرغ وبانكوك على سبيل المثال ...
أعرفهما بالاسم فقط ، وأظن أن أغلب القراء مثلي بنفس الطريقة ، والدرجة ، التي كان يعرف بها القديس أوغستين الزمن أو الوقت :
( طبعا أعرف ما هو الزمن ، ...ولكن لو سألني أحد عن تعريف الزمن أو تحديد جوابي أكثر ، سأقول فقط : لا أعرف ، إذا كنت صادقا ) .
بسهولة يمكن معرفة المزيد عن المدينتين ، بمساعدة غوغل مثلا .
لكن لسوء الحظ ، ذلك غير ممكن بالنسبة للزمن أو الوقت .
....
من يجرب أن يضع كلمة زمن أو وقت على غوغل ، ستزداد حيرته مع درجة جهله للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ، وأنواعه ) .
نفس المتاهة تدور فيها كلمة " الواقع " ...
....
معرفة الزمن لا تكفي وحدها لمعرفة الواقع ، هي شرط لازم وغير كاف .
الواقع يتضمن الحركة العكسية بين الحياة والزمن ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل وعلاقتهما المزدوجة أيضا ، والمتعاكسة بين الحياة والزمن .
1
أنواع الزمن الحقيقي أو مراحله ثلاثة ، لا تقبل الزيادة ولا النقصان .
الماضي أو الحاضر أو المستقبل .
مع أنه لكل من الماضي والمستقبل تقسيمات عديدة ، ممكنة وصحيحة .
بينما الحاضر مفرد ، وشبه مجهول .
يعرف الحاضر بدلالة أبعاده الثلاثة بالتزامن : الحياة والزمن والمكان ( الحضور والحاضر والمحضر ) .
....
الماضي حدث من قبل ، وهذا متفق عليه في مختلف الثقافات واللغات .
لكن بعد معرفتنا بأن الزمن يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي كالحياة ، تحدث صدمة عقلية للقارئ _ ة .
لكن للأسف ، أغلب القراء لا يحتملونها ، وينكصون إلى موقف الانكار .
تشبه الفكرة ( الخبرة ) دوران الأرض حول الشمس ، حيث تشكل المغالطة الشعورية مشكلة مزمنة ، موروثة ومشتركة .
...
يمكن تصنيف الماضي عبر ثلاث فترات :
1 _ الماضي القديم ، أو الموضوعي .
2 _ الماضي الشخصي ، أو الفردي .
3 _ الماضي الجديد .
الصنف الأول ( الماضي القديم ) ، أيضا ثلاثة أقسام :
1 _ قبل نشوء الحياة .
2 _ قبل نشوء الانسان .
3 _ قبل ولادة الفرد .
الصنف الثاني ( الماضي الشخصي ، أو الحديث ) .
يبدأ من لحظة الولادة إلى الحاضر المباشر ، أو اليوم الحالي .
الصنف الثالث والأهم ( الماضي الجديد ) ، يتضمن بقية العمر وهو نسبي بطبيعته .
يتحدد الماضي _ بمختلف أصنافه أو مستوياته – بالمجال بين الأزل والحاضر المباشر ( أو اليوم الحالي ) .
2
المستقبل يقابل الماضي ، لكن العلاقة الحقيقية بينهما ما تزال شبه مجهولة بالكامل .
ونحن لانعرف العلاقة بينهما سوى بدلالة الحاضر .
لكن ، وبشكل منطقي فقط يمكن تحديد المستقبل ، بالمجال بين الحاضر وبين الأبد .
....
بدوره المستقبل يقبل التصنيف الثلاثي :
1 _ المستقبل الموضوعي ، ويشمل المجال بين الأبد وبين موت الفرد .
2 _ المستقبل الفردي ( أو القريب ) ، ويتحدد بالمجال بين لحظة الموت وبين الحاضر المباشر .
3 _ المستقبل القديم ، وهو نفسه الماضي الجديد ، أيضا الحاضر الزمني .
هذا المجال الخاص ، والمباشر بطبيعته ، يتحدد بحركة التقويم اليومية أو السنوية .
....
الحاضر يمثل المجال بين الماضي والمستقبل ، ويتحدد بدلالتهما معا .
3
أصل الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر التحقق منه بشكل منطقي أو علمي ، ويتعذر الاتفاق بشأنه .
بينما أصل الفرد مصطلح حديث ، علمي ، وهو ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أصل الفرد يمتد بين اللانهايتين الموجبة والسالبة ، أو بين الأبد والأزل ، أو بين الحياة والزمن .
....
....
ملحق وخاتمة _ تفسير الواقع ؟

1
كيف لم ينتبه قراء _ وقارئات رياض الصالح الحسين الكثر ، أيضا قراء أنسي الحاج الأكثر كما أتوقع ، إلى موقفهما من الواقع والزمن _ الجديد المختلف ، والمغاير كليا _ للموقف التقليدي والسائد في الثقافتين العربية والعالمية على السواء ؟
لأكن صريحا ، مع أن الاعتراف محرج لي ، لا أتذكر قراءتي ( قراءاتي ) لقصيدة رياض التي تعتبر أن سهم الزمن يعاكس فرضية نيوتن . والتي تمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة .
....
يسهل فهم ذلك وتفسيره ، بعد تقسيم الموقف المعرفي الجديد إلى ثلاثة خطوات بدل الاثنتين فقط .
اكتشف أنسي ورياض ، وعدد غير معروف ، من الفلاسفة والشعراء والمثقفين في العالم وفي العربية كما تبين ذلك بالأدلة أن اتجاه حركة الزمن بعكس الموقف السائد . لكنهما ، لم يكملا الفكرة إلى آخرها .
....
أتذكر وبوضوح شديد جدا ، أكثر من القبلة الأولى ، لحظة فهمي الجديد لحركة مرور الزمن ( من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
كنت أظن أنني الأول ، والوحيد ، الذي اكتشف ذلك .
غرور نرجسي بلا شك ، واعتذر عنه .
....
حتى الخمسين ، كنت أعتقد أنني شخص محدود الذكاء . ( متوسط ) .
يشوب معرفتي الحالية ، الأقرب إلى الموضوعية ، بعض شطحات الغرور المعيبة والمخجلة بالفعل .
( أتخيل أحيانا أنني بدرجة ذكاء أعلى من أينشتاين )
....
لنتذكر أن جنون العظمة ، حالة متقدمة من عقدة النقص لا أكثر ولا أقل .
2
اكتشاف الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، نتيجة الحوار المفتوح منذ سنوات ، ويمثل الحظ الطيب أكثر من تسعين بالمئة منه ، والباقي للثقافة والمثابرة التي تحصلت عليها بعد الخمسين .
....
بعد فهم العلاقة الصفرية بين الزمن والحياة : الزمن + الحياة = الصفر .
أو س + ع = الصفر .
يتكشف الواقع ، بدرجة غير مسبوقة من الوضوح والانسجام .
....
الحركة مزدوجة ، ليست خطية أو أحادية فقط .
هذا هو مفتاح اللغز المزدوج ، لغز الزمن _ ولغز الواقع بالتزامن .
3
( لا أنت ولا أنا ...
لا أحد يعرف حدود جهله ) .
....
....
خاتمة النظرية الجديدة

" لماذا لا تكتب ما يفهم ؟
لماذا لا تفهم ما يكتب ! "

1
هذا النص بصورة خاصة ، يتطلب من القارئ _ة ، الانتقال إلى موقف القراءة الإيجابية _التفاعلية والمنفتحة على الجديد والمجهول بالفعل .
بعبارة ثانية ،
مستوى القراءة السلبية وبكل اشكالها ، تمنع القارئ _ة من تقبل الجديد ، وخاصة في موضوع غامض بطبيعته ومربك مثل الزمن ، حيث يتلازم الجهل مع الرهبة والخوف .
مثال تطبيقي :
الزمن ثلاثة أنواع ( مراحل ) متعاقبة ، يتعذر الإضافة عليها أو اختزلها .
وهذه الفكرة مصدر سوء فهم دائم .
مثلا ، لا يوجد نوع رابع ( حقيقي ) من الزمن ، مستقل وخارج تقسيمات الماضي أو الحاضر أو المستقبل . وهذا خطأ شائع في الثقافة العالمية ، خاصة في النقد الأدبي والفلسفة . ومثاله البارز غاستون باشلار :
( للزمن أبعاد ، للزمن كثافة ) .
بالمقابل ، لا يمكن أن يوجد شكل أحادي أو ثنائي من الزمن ( بدون البعد الثالث ، الذي قد يكون أحد الثلاثة : الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) .
وهذا خطأ وقع فيه الثلاثة الكبار في الفيزياء ، نيوتن حين أهمل الحاضر واعتبره عديم القيمة والأهمية معا ، واينشتاين حين أهمل الماضي والمستقبل عبر تركيزه المفرط على الحضور فقط ، ويشاركهما ستيفن هوكينغ أيضا في الاعتقاد الخطأ ، في أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ( بينما العكس هو الصحيح ، المستقبل مصدر الزمن ) .
2
حركة الواقع أم حركة الحياة أم حركة الزمن ؟
كلنا نعرف الأمس المحدد خلال 24 ساعة السابقة ، بالإضافة إلى الماضي الشخصي ( من لحظة الولادة إلى الآن ) .
....
ما هو الأمس ، وكيف يتشكل بالفعل ؟
يستهلك العالم كله إلى اليوم ، بما فيهم أنت وأنا ، فرضية نيوتن حول سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل .
رغم التشكيك بوجود الزمن نفسه ، أيضا في اتجاه حركته ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي يقوم على تلك الفرضية ( الخاطئة ) .
3
تذكير مكرر بقصيدة رياض الصالح الحسين :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
السؤال الأول حول رياض نفسه ، وموقفه الغريب من الزمن !
أرغب بمناقشة هذا السؤال بشكل تفصيلي ، عبر نص خاص .
لكن السؤال الفضيحة حول القراءة لذلك النص ، هل من المعقول أن أحدا لم يلفته ذلك الموقف ، الجديد كليا لا على الثقافة العربية بل العالمية أيضا ؟!
....
هل من المعقول أنني وحدي الذي يرى !
كل انسان ، كرر ذلك التساؤل الاستنكاري مرات بينه وبين نفسه .
4
هل الكائن الحي ، هو من يغادر الأمس وينتقل إلى يوم جديد ، أم العكس كما لاحظ رياض خاصة وبطريقة غامضة وغير مفهومة إلى اليوم ؟
أعتقد أن الحركة التعاقبية للزمن هي السبب ، وهي مصدر التغير الذي نشعر به جميعا ، لكننا نتجاهله لسوء الحظ .
....
الحركة الجدلية ، العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن مصدر غموض الواقع ، والحركة التي ندركها ولا نفهمها .
بطريقة بعيدة وغير مباشرة ، يمكن تشبيه الأمر بالحركة المزدوجة بين عربتين في اتجاهين متعاكسين ، وبسرعة متساوية .
يبقى الفارق أننا نشعر بالحركة في المثال ، بينما في الواقع لا نشعر بالحركة لأسباب مجهولة ، وربما تكون العادة والتقليد أحدها .
5
يمكن التأكد بسهولة من حركتين ، هما غالبا حركة واحدة : حركة اقتراب المستقبل من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، وعكسها حركة ابتعاد الماضي عن الحاضر بنفس السرعة .
والمشكلة الأساسية في جهلنا للحاضر ، مع أننا تقدم أكثر من خطوة .
....
يتحدد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ، بين الأبد ( اقصى المستقبل ) وبين اللحظة الحالية التي تفصل بشكل موضوعي بين الماضي والمستقبل .
مثال على ذلك هذا اليوم خميس 14 / 10 2021 ، هو الآن الفاصل الموضوعي بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن يمثل الحاضر المباشر .
بعد أقل من 24 ساعة سوف يصير في الماضي ، وجزءا من الماضي ، إلى الأبد .
6
الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو الحاضر الزمني مترادفات على الأغلب ، أو تسميات لفترة انتقالية ما تزال غير واضحة ، وغير مفهومة سوى بشكل تقريبي وغامض . وهي تتمثل باليوم الحالي .
....
اليوم الحالي مزدوج بطبيعته ، نصفه الحي يأتي من الماضي والأمس ، ونصفه الزمني ( المقابل ) يأتي من المستقبل والغد .
وكل يوم آخر يشبه بقية الأيام القادمة ، باستثناء أيام الماضي _ فهي قد حدثت وانتهى الأمر _ وتمثل الوجود بالأثر فقط .
بعبارة ثانية ،
الزمن ، واليوم بجانبه الزمني خاصة ، يحدث عبر ثلاث حالات متعاقبة : المستقبل أو الغد كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحاضر المباشر مرحلة ثانية ، والماضي ويوم أمس في المرحلة الثالثة والأخيرة .
وعلى العكس تماما حركة الحياة ، واليوم بجانبه الحي ، يحدث أيضا عبر ثلاثة حالات متعاقبة ومعاكسة للزمن : الماضي والأمس كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحضور المباشر مرحلة ثانية ، والمستقبل ويوم الغد في المرحلة الثالثة والأخيرة .
....
....
خلاصة ، مؤخرة ، النظرية الجديدة بتكثيف شديد

الواقع المباشر ، أو الاسم التقليدي للآن والراهن الحالي ( الحاضر ) ثلاثي البعد بطبيعته : حاضر وحضور ومحضر ( زمن وحياة ومكان ) .
الحاضر ( الوقت ) والحضور ( الحياة ) نقيضان ، لا متعاكسان فقط .
الاختيار الصعب أمام الانسان بكل يوم وكل لحظة ، يتمثل بالموازنة ، والتفضيل بين الحاضر والحضور ، واهمال أحدهما .
الحاضر يتصل مباشرة بالماضي ، ويشكلان متلازمة .
والحضور بالمقابل يتصل بالمستقبل ، ويشكلان متلازمة مناقضة .
اتجاهان متناقضان لا يمكن الجمع بينهما مثل وجهي العملة الواحدة .
1
على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، النقيضان يتضمن كلاهما الآخر _ مطابقة عكسية .
يوجد فرق نوعي بين العكس وبين النقيض .
النقيض يكافئ الأصل تماما ، ويقتصر الفرق على الاتجاه والاشارة .
بينما العكس حالة آنية ( مؤقتة ) لا تعكس من الأصل سوى لحظة مقلوبة .
علاقات النقيض ، والتناقض ، تتمثل بالبداية والنهاية أو الحياة والزمن أو الأنوثة والذكورة ، أو الرشوة والهدية ، وغيرها .
علاقات العكس تتمثل بالصورة اللحظية ، والمؤقتة بطبيعتها . مثالها النموذجي مقطع فيديو صوت وصورة ، يتضمن العكس والنقيض ، بينما العكس هو لحظة التصوير الثابتة فقط .
( الأصل ليس له عكس ، فقط الصورة لها عكس ) .
في ذهني فكرة مزمنة ومؤرقة تقوم على المقارنة بين نظام الأعداد الصحيحة السلبية والموجبة ، مع نظام الأعداد التخيلية أو العقدية . خاصة الفكرة الجديدة أيضا ( الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح ، بعبارة ثانية يوم أمس 24 السابقة اكبر من الماضي كله ويتضمنه بالضرورة بينما العكس غير صحيح ) .
هذه الفكرة جديدة _ مع فكرة العكس والنقيض _ لم أفكر فيها بعد بالشكل اللازم والكافي عبر الحوار المفتوح خاصة ، وسوف أعود إليها لاحقا مع امثلة جديدة لتأكيدها ، أو للاعتراف بخطأها ( مع الاعتذار طبعا ) والعودة إلى اعتبار العكس والنقيض واحد لا اثنين .
....
علاقة الماضي والمستقبل تذكر بعلاقة الحياة والزمن ، لكنها مجهولة بشكل شبه كامل ، فهي خارج علاقات التشابه أو الاختلاف . وأعتقد أنها تحتاج ، وتستحق ، المزيد من الاهتمام الثقافي على مستوى المؤسسات والمجتمع لا على المستوى الفردي فقط .
....
الحاضر بؤرة المشكلة المزمنة _ القديمة والجديدة _ المتجددة : معرفة الواقع والزمن والحياة بالتزامن .
يمكن تمييز ثلاثة مستويات للواقع المباشر ( أشكال ، أو مراحل ) :
1 _ الحاضر ( الزمن ) : يتجه من المستقبل إلى الماضي ، عبر الآن .
( وبشكل مباشر من الآن إلى الماضي ) .
2 _ الحضور ( الحياة ) : يتجه من الماضي إلى المستقبل ، عبر الآن .
( وبشكل مباشر من الآن إلى المستقبل ) .
3 _ المحضر ( المكان ) : أعتقد أن حركته اهتزازية أو دورانية .
علاقة طبقية وتراكم ، مثالها الجيولوجيا .
.....
2
ساعة الحياة وساعة الزمن ( أو العمر أو الحاضر المستمر كله ) ؟
لنتأمل قليلا الحقيقة المزدوجة ، والمحيرة :
لحظة الولادة يكون العمر يساوي الصفر ، وبقية العمر كاملة .
( العمر بدلالة الحياة )
وعلى النقيض لحظة الموت :
تكون بقية العمر تساوي الصفر ، والعمر كاملا .
يوجد تفسير منطقي وحيد لهذه المفارقة ( تتضمن النقيض والعكس بالتزامن ) : الوقت والحياة نقيضان ، ويشبهان خطين متوازيين ومتعاكسين .
نحن نلاحظ بشكل مباشر خط الحياة ، وخط الزمن ( او الوقت ) نعرفه بشكل غير مباشر فقط ، لكن بشكل يقيني ويقبل الملاحظة ( غير المباشرة ) مع الاختبار والتعميم بلا استثناء .
لأهميتها الفائقة ، سوف أعيد مناقشة هذه الفكرة بصيغ متنوعة ، وبشكل متكرر .
....
ملحق
المفارقة بين الزمن والمكان
المكان ثلاثي البعد كما نعرف جميعا ، بسهولة وعبر الحواس المباشرة .
الزمن ثلاثي الطور ، أو المراحل ، ماض وحاضر ومستقبل .
لا يمكن الإضافة إليها أو زيادتها ، ولا يمكن اختزالها إلى واحد أو اثنين .
بعبارة ثانية ،
لا يمكن دمج الأزمنة الثلاثة ، ولا يمكن فصلها بالمقابل .
وهذه المشكلة الأساسية في فهم الزمن ، ودراسته بشكل منطقي وتجريبي .
الأزمنة الثلاثة توجد بشكل متتابع ، وخطي .
والاختلاف حول الاتجاه فقط :
سهم الزمن ( التقليدي ) من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
لكن النظرية الجديدة تبين بالأدلة ، المنطقية والتجريبية أيضا ، أن اتجاه سهم الزمن بالعكس تماما :
ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
وسهم الحياة على النقيض :
ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
المشترك بين الموقفين هو الحاضر ، يمثل مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته .
أعتقد أن النظرية الجديدة ، بمساعدة الكتاب السابق " النظرية الرابعة " ، تقدم البرهان المتكامل على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، أو العلاقة بينهما بالإضافة إلى تقديم تصور جديد للواقع .
.....
بصراحة وقعت في ورطة ولا أعرف كيف أنهيها ، ولا كيف أخرج منها .
ماذا لوكنت في الموقف الخطأ ، كقارئ _ة أيضا ؟
.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في