الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية سندريلا استفادت من أخطاء - قفص الدجاج - - بقلم : عبد المحسن الشمري - دراسات في مسرح السيد حافظ (182)

السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)

2023 / 1 / 3
الادب والفن


مسرحية سندريلا استفادت
من أخطاء " قفص الدجاج "
عرض وتحليل : عبد المحسن الشمري
بدأت المؤسسة التوجيه الصحيح المدروس لمخاطبة الطفل في مسرحية قفص الدجاج، وهو توجيه كاد أن يحقق أهدافه لولا أن العمل كان فوق مستوى الطفل، لكن يمكن اعتبار مسرحية " قفص الدجاج " هي الخطوة الأولى نحو مخاطبة الطفل بأسلوب تربوي مدروس، وتأتي الخطوة الثانية مع مسرحيـة " سندريلا " التي تعرض حاليا على مسرح عبد العزيز مسعود، وإذا كانت الخطوة الأولى – وهذا بحد ذاته نجاح يجب أن تفتخر به المؤسسة.

" سندريلا " التي أعدها السيد حافظ قصة عالمية معروفة، ومعظم الأطفال قرأ عنها الكثير، لكن ليست سندريلا العربية، لذا فإن اختيارها كان موفقا جدا كونها قريبة من الطفل الذي اندفع ليشاهد العمل مجسدا على الخشبة، وكان على المؤلف وهو يعربها أن يعطيها الجو العربي القريب من الطفل، وكان له ذلك ونجح فيه،كما أنه استطاع أن يقترب من الطفل بتقديم حكاية قريبة منه، بسيطة. ومع بساطتها حاولت تجسيد الكثير من المفاهيم، عكس ما كان سائدا في بعض، أو معظم الأعمال المسرحية الموجهة للطفل، والتي اعتمدت على النصح المباشر الذي يصل حد السذاجة.

السيد حافظ جسد المقولات التي أراد تقديمها للطفل، وكان أمينا على أن يخاطبه بلغة يفهمها، ويدركها أيضا. كما أن الرمز كان واضحا للطفل دون أن يعقده. وابتعدت المسرحية عن التفاهة التي امتلأت بها نصوص الطفل الأخرى التي اعتمدت على الإضحاك الأبله، والسب والتنكيت – وكان حوارها جيدا مبتعدا عن اللغو و الفوضى والتعاليم الخاطئة. وإن كان يعاب على بعض أجزائها، الفقرات الكلامية حول الإنسان والحيوان التي اقتربت من الشعارات البراقة.

المؤلف نجح في استخدام رمز ذي حدين، أحدهما بسيط موجه للطفل من خلال فتاة صغيرة " سندريلا "، وحيوانات يحبها الأطفال الكلب، الأرنب، وحكاية بسيطة تدعو إلى بعض المضامين، وفي الوقت نفسه حافظ على الشكل المسرحي المتعارف، ونجح في أن يقدم بعض الإسقاطات للكبار " سندريلا الرمز" والحيوانات كرمز لبعض المفاهيم، ومن هنا فإن النص كان يسير ضمن الكبار ويطلق العنان لأفكارهم بالتخيل.

أما أم الخير، وهي في الأصل " ساحرة " فإن النص كان موفقا في إظهارها أم الخير، ولكنها ظهرت تحمل الضدين كونها تمثل الشخصية الأخرى " المستبدة " وهذا ما يشوه مدارك الطفل، لكن الممثلة أسمهان توفيق تتحمل أيضا جزءا من مسئولية التشويه مع المخرج، لأنها لم تبذل أي جهد للتغيير في طريقة أداء الشخصيتين، وهي الممثلة التي ولدت منذ سنوات عديدة.

نجاح آخر للمؤلف يبدو مع إصدار الحكمة على لسان الحيوان، لكنها حكمة اقتربت من الشعارات كما سبق وأن ذكرنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر