الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين تاريخ حضارة يتجلى في حاضرنا

نورالدين ايت المقدم

2022 / 12 / 31
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تقديم:
عندما نفكر في دولة، ذات مساحة كبيرة كما هو الأمر بالصين الشعبية، يستلزم منطق التفكير تحديد الموقع الجغرافي لمثل هذه الدولة والنبش في خصائصها التاريخية والحضارية لأجل فهم معالم السيادة الثقافية والاقتصادية التي تنهجها اليوم باعتبارها دولة رائدة عالميا، بل هناك أصوات تقول اليوم إن الصين إلى جانب دول أسيوية أخرى قائدة الحضارة الراهنة، فكيف يتجلى ذلك؟ وكيف يمكن فهم سياستها الثقافية العمود الفقري للتطور الذي تعرفه الصين في حاضرنا هذا ؟
2الموقع:
جمهورية الصين الشعبية هي ثالث اكبر بلد في العالم من حيث مساحة البر، حيث تحتل مساحتها البرية تسعة ملايين وستمائة الف كيلومتر مربع 1/5 من إجمالي الكرة الارضية، وربع إجمالي مساحة أسيا، وتقع الصين في نصف الكرة الأرضية شمالا، وتجاور أربعة عشر دولة اسيوية. ويتنوع الغطاء النباتي بتنوع المناخ بسبب شساعة الصين مما ينعكس إجابا على الثروة الفلاحية والموسمية، ويتوفر الصين على ثروات طبيعية متعددة وهائلة برا وبحرا، الشيء الذي يجعلها أكثر المناطق الصالحة لاستقرار الإنسان بامتياز.
3- نظرة موجزة عن تار يخ الصين:
يمتد تاريخ الصين لأكثر من 5000 سنة، انطلاقا من عصر الأساطير إلى الراهن الصيني، "ويرى تشانغ تشي دي" في مقدمته للموسوعة التاريخية لصين ، أن الصين هي إحدى الدول ذات الحضارة القديمة والتاريخ العريق، وإذا قارنا الصين بنظائرها من النظم الثقافية الأخرى في العالم، نجد أنها تمتاز بالتاريخ المسجل الأكثر اكتمالا، والآثار التاريخية الأكثر ثراء، وعلاقات التراث التاريخي الأكثر وضوحا منذ آلاف السنين" ،وموسوعة تاريخ الصين تحكي التاريخ القديم للصين منذ الحقبة الأسطورية للإمبراطور "هوانغ" و الامبراطور "يان" التي أفرزت حضارة متعددة ومتنوعة، وطورت الاقتصاد الزراعي البدائي، وعززت التقدم الحضاري، فكانت بمثابة بداية الحضارة.
والصين منذ التاريخ عرفت أنها بلد القوميات المختلفة والمتعددة، ما يجعلها باستمرار وعلى مر العصورتولي اهتماما للسياسة التي تخدم العلاقة بين العرقيات المختلفة... وقد نشأت الحضارة الصينية على طول خط النهرين، الأصفر واليانغسني في العصر الحجري الحديث، ونحن نعلم أن الانسان يستوطن دائما بجانب المياه الصالحة للشرب وللزراعة، لذلك من البديهي أن يكون النهرين مهد حضارة الصين، لذلك يقال أن اصل السكان الصينيين هم من نسل رجال الكهوف القدامى الذين سكنوا شمال الصين منذ مئات الآلآف من السنين... ويسجل التاريخ الصيني أن شعبه يحمل قيم المحبة والسلام وهي قيم متجلية عبر السنين ولتزال... وقد واجه الشعب الصيني تحديات جسام إبان عهد الامبراطوريات خصوصا الفارسية والرومانية ... لكن رغم ذلك حافظت على خصوصياتها التي تمتد حسب المختصين في التاريخ منذ بداية تدوينهم للتاريخ باعتبارهم الصين كحضارة بدأت مبكرا في تدوين التاريخ انطلاقا من الكتابات الكنفوشيوسية، بالرغم من أن مشكل هذا التاريخ مثله مثل التاريخ المصري القديم (الفرعوني) مقسم إلى السلالات، أي نسبة السلالات التي حكمت البلاد، والجميل في هذا النوع من الحكم الذي ينسب للإمبراطور الذي يرث كرسي الحكم كلما أنجب الإمبراطور الذكور كما سمح أحيانا لتولي المرأة كرسي الامبراطورية حفاظا على عرش سلالة الامبراطور، ونموذج ذلك " الامبراطورة وو"، التي حكمت البلاد كوصية على العرش عام 683م لتصبح امبراطورة عام 690 م حتى أطيح بها عام 705م، وكان هذا الحكم السلالي قد استند في شرعيته على التفويض الإلهي خاصة مع سلالة " الجاو"، 1029 - 771 قبل الميلاد، ومنه فالتفسير الذي كان يعطي لانقلاب سلالة على أخرى كان يعتمد على التفويض السماوي، أي أن الفوضى السياسية التي كانت تقع في البلاد. حسب ما كتبه المؤرخ آنذاك يرجعونها لمسالة تدخل الإله السماوي، كمسبب اول للأسباب، وهذه المسألة طبعا تدخل ضمن الأساطير كما عند كل الشعوب والامبراطوريات آنذاك، في حين أن المسألة مرتبطة بالاقتصاد، والضعف والحرب والهيمنة العرقية، لكن الأهم في التفسير الإلهي للأسباب الفوضى السياسية يعزز السلوك الأخلاقي والقيمي الحميد، والذي يعتبر من أهم اعمدة الكنفوشيوسية، تشين 221- 206 ق/م لأن أهم إنجازها هو إعادة توحيد الصين تحت سلطة إمبراطور واحد، ومنه انتهى عهد الدول المتحاربة، ويعود الفضل لهذا التوحيد حسب بعض المؤرخين إلى الدور الذي لعبه شخص يدعى كونفوشيوس أيام الدويلات المتقاتلة، بحيث حاول إقناع الملوك المتحاربين بالاستناد إلى نظامه وتعليمه وتوحيد الدول، ونهج سلوك حسن ورفيع يأخذ العبرمن الماضي ومن الإمبراطوريين الحكماء، ومنه كان يدعو إلى المحافظة على السلوكات الحميدة التي كان يتصفون بها الأباطرة الحكماء، فهي المخرج من الاقتتال نحو الاستقرار والعمل والتعاون والدفع بنمو السلوك الأخلاقي الحسن أهمها البر بالوالدين مع حرص الأب بتعليم الأبناء خصوصا الذكور، وهي كل واحد أن يتصرف بحسب موقعه، أي على الابن أن يحترم والده، كما على الأب الحرص على تنمية مهارات ابنه وتخليقه... ليتحول إلى "الرجل الأسمى"، ولا غرابة على ذلك إن زعمنا وقلنا أنه هنا يكمن السر الصيني الذي هو عبارة كنز ثمين تسوقه الكنفوشيوسية، ومنه نجد على سلالة تشين إمبراطور يسمى "يوو المهندس". فلقب المهندس هنا لا يدل على الرعب أو القوة أو لأجل الترهيب بقدر ما يدل على نوع من الحكمة والتي تعلم الفرد طريقة التعامل السليم والتي تجد قاعدتها في تعاليم الكنفوشيوسية والتي تحث كل تشيني أن ينظر إلى سلوك أسلافه من الاباطرة الحكماء خاصة، ودراسة التاريخ والشعر والفن من أجل الفهم وتقدير الجمال... كمل هذه المبادئ وغيرها كثير يدخل ضمن ثقافة الصينيين ويحسون به ويقدرونه ولعله هو ما يشكل المنطلق لسياستهم الثقافية والتنموية في المرحلة المعاصرة خصوصا مع نهضة ما وتسي تونك.
4-الثقافة الصينية قاعدة صلبة للحقل السياسي:
تعتبر الصين من الدول الأكثر سكانا في العالم بنسبة 19.77 %من ساكنة العالم 1.4 مليار نسمة، وهي بذلك متعددة القوميات تصل إلى ما يقارب الصين تعدادا بنسبة 92 % من مجموع السكان، والبقية أقليات قومية ... وتعتبر الصين اليوم صاحبة ثاني أكبر اقتصاد على سطح الكوكب، ومن ثمة فما هي قصة صعودها هذا؟ وما هي سياستها الثقافية في ذلك؟
مع حلول القرن 19 كانت الامبراطورية الأخيرة في الصين مضطربة داخليا، مما فتح أطماع الأوربيين عليها خصوصا بريطانيا التي استعمرت الهند فأصبحت على الحدود الجنوبية للصين... وبداية من 1839 ستخضع الصين خصوصا مناطقها البحرية التجارية للاستعمار من طرف بريطانيا وألمانيا واليابان ... وخلال عام 1912 سينتهي حكم الامبراطورية في الصين بفضل ثورة شنهاي التي أطاحت بآخر امبراطور "يويي"، وإعلان الجمهورية الصينية بزعامة الرئيس "سون بات سين" رائد الثورة الدمقراطية ... وبالرغم من هذا فقد عرفت الصين حروبا أهلية أدت إلى انقسامها إلى دويلات التي عمل "شبالغكايشيكن" خليفة الزعيم "سون بات سين" على توحيد البلاد مرة أخرى بمساعدة الاتحاد السفياني، وبالتحالف مع الشيوعيين الصينيين. لكن مباشرة بعد توحيد البلاد تم إعدام واغتيال الشيوعيين المتحالف معهم، مما أشعل مرة أخرى حربا أهلية في الصين عام 1927 بين الحزب القومي بزعامة "تشيالغكايتشيكن" وحزب الشيوعيين بقيادة "ماوتسي تونع" الذي سيتراجع بعد محاصرة القوميين في الجنوب متجها نحو الشمال في خطة ما يعرف بالمسيرة الطويلة حيث ازدادت شعبية "ماوتسيتونغ" في كل المناطق التي مر مها ... وهذا تزامن مع غزو اليابان لأقاليم ساحلية للصين عام 1937 ومنه انطلقت الحرب اليابانية الصينية الثانية، وهي جزء من الحرب العالمية الثانية ... فتعاون القوميين والشيوعيين معا لصد الغزو الياباني ... ومع هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وانتهائها، استأنف القتال بين الحزب الشيوعي الصيني والحزب القومي انتهت بفرار هذا الأخير إلى جزيرة "التايوان"، ونجح الشيوعيين في السيطرة على الحكم وتأسيس الجمهورية الشعبية الصينية بزعامة ماوتسيتونغ، ومن ثمة انقسمت الصين إلى حدود اليوم إلى دولتين، كل واحدة تدعي السيادة على الأخرى، وذلك انطلاقا من الصراع الحزبي: القومي في تايوان والذي يسمي دولته جمهورية الصين والثانية بقيادة الحزب الشيوعي في الصين المعروفة حاليا بالجمهورية الشعبية الصينية.
 ماوتسيتونغ والثورة الثقافية المعاصرة:
يأخذنا الكاتب الصيني "ديسي جي" عبر روايته: بالزاك والخياطة الصينية الصغيرة، في صورة تفنية وجمالية تعكس جوهر الثورة الثقافية الصينية إبان ستينيات القرن الماضي في عهد الشيوعي "ماو"، انطلاقا من شابين صينين حصلا على الباكلوريا وعمرهما بين السابع عشرة والثامن عشر، وسيتم إرسالهما إلى الأرياف في إطار سياسة "ماوتسيتونغ" الثقافية أو ما يسمى بالقفزة إلى الأمام، ونحن هنا سنسلط الضوء على الجانب الثقافي الذي يفرض على كل طالب حصل على الباكلوريا وحتى يتمكن من استكمال ومواصلة دراسته الجامعية أو في مجال التعليم العالي عموما كان لزاما عليه أن يهجر ويذهب تحت أوامر السلطة وتوجيهات الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد، إلى الجبال والأرياف لأجل تعليم وتنوير الساكنة لمدة سنتين بل سيتم إغلاق الجامعات، وسيتم إرسال ما يقارب 17 مليون من الشباب الذين يدرسون منهم الموالين للحزب الشيوعي، وقد استجابوا للفكرة وللنداء بصدر رحب ومنهم المجبرين قسرا حتى يتمكنوا من استكمال دراستهم... لابد لهم أن يذهبوا إلى المناطق النائية لتأهيل الساكنة معرفيا وتعليمها في إطار ما يمكن تسميته مثلا بمحاربة الأمية ...
وبطلا الرواية نموذج لهؤلاء الشباب الذي تم تهجيرهم قسرا إلى منطقة "تيبيت"، وهي منطقة وعرة ذات جغرافية قاسية تعرف انهيارات أرضية ... ومأمور القرية ممثل الحزب الشيوعي سيتعامل مع هذين الشابين بطريقة قاسية في البداية لكن بمجرد أن بدأ الحكي والتعلم والتوجيه حتى أخذت الأحداث مجرى آخر إنساني وأخلاقي بهم الالتحام والوحدة، وإرادة تحقيق الهدف الأسمى وهو الخير الذي لن يتأتى إلا بإعادة بناء الإنسان، وهنا يظهر البعد الثقافي الذي يميز الهوية الصينية والتي تجد جذوره في الفلسفة الكنفوشيوسية التي لعبت دورا مهما في محطات مختلفة من تاريخ الصين الشعبية.
فحقيقة هذه الرواية تسجل لنا المعطيات والخصائص الثقافية أثناء الثورة الثقافية من جهة، وتسجل لنا كذلك قسوة المعايير الاجتماعية والسياسية والشروط التي فرضت على الشباب المثقف الصاعد وحرمانه من قراءة أو التعاطي مع الأدب الغربي- الأربي، وكل المجالات الأدبية والفنية التي يعتبرها الحزب الشيوعي أنها ذات أبعاد رأسمالية برجوازية، ولعل حصول الشابين على روايات "بلزاك"، وكيفية المعاملة معها كأنها كنز ثمين، وهنا نعرف أو يحيلنا الكاتب على الانغلاق الثقافي والاقتصادي والسياسي للصين في هذه الفترة، كأن الوقت للانفتاح على الآخر لم يحن بعد، لأن الصين يجب عليها أن تستعد ونبني أسس ذلك الانفتاح الذي سيبدأ تدريجيا مع ثمانينات القرن الماضي والانفتاح على قيم الرأسمالية، كالسماح لبروز الملكية الخاصة، خصوصا مع سقوط الاتحاد السفياتي.
5- الكنفوشيوسية أساس السياسة الثقافية الصينية: Confucius
تعتبر الكنفوشيوسية أعظم مدرسة فلسفية أخلاقية عند الصينين وجوهرها تنمية العلاقات الإنسانية الجيدة والضرورية لتسيير وسير المجتمع، ومنه تحت مبادئ الكنفوشيوسية على الفضيلة في كل علاقات المجتمع والدولة عموما، ولا غرابة في ذلك إن كان كزنفوشيوس (479-551 قبل الميلاد) الذي عاش في ظل امبراطورية "تشور" وعاصر بعض الحروب والصراعات... فكان هدفه هو اتحاد الإنسان مع بني جنسه وخلق السعادة الجماعية مع العالم، وذلك بنظرة إنسانية عميقة بعيدة عن ما هو إلهي- ثيولوجي، الشيء الذي به يمكن تفسير لماذا أغلب الساكنة الصينية غير متدينة بالديانات السماوية الثلاث... فأهم شيء في الفكر الكنفوشيوسي هو اعتبار الحياة الإنسانية، وتجلياتها الوجودية في العالم هي أهم شيء في هذا الكون لذلك لابد لهذا الكائن الإنساني أن يجد توازنه الروحي ويتصرف وفقا للفضائل الرئيسية التي يحددها في: الطيبة؛ والاستقامة، السلوك المؤدب؛ الحكمة؛ والوفاء؛ واحترام الأسرة والمحيط، والحياة والموت...
ويحث على فضيلة الصدق لأنها هي مفتاح الإخلاص في التعامل والعمل والسلوك... لذلك على كل إنسان لكي يكون صادقا أن يتعامل بالطريقة التي يحب أن يعامل بها ... لذلك فالحاكم إذا كان صادقا وذا استقامة فمن ذا الذي سيتجرأ على الخروج عن أوامره وتوجيهاته، لأن الدولة ومنها الحاكم كما يرى كنفوشيوس ما هما إلا امتداد للأسرة والقائم عليها ...، فالقاعدة التي تسود العلاقة بين الأب وأبناءه في الاسرة، وهي قواعد الفضيلة والتي تتحقق بواجبات الأب تجاه الأبناء بتعليمهم وتربيتهم على الخلق، وعلى الفنون والعلوم وواجبات الأبناء تجاه الأب بالإنصات له، واحترامه وتقديره والاعتناء به في إطار ما يعرف بقاعدة البر بالوالدين...
ويحث على فضيلة الصدق لأنها هي مفتاح الإخلاص في التعامل والعمل والسلوك... لذلكعلى كل إنسان لكي يكون صادقا أن يتعامل بالطريقة التي يحب أن يعامل بها... لذلك فالحاكم إذا كان صادقا وذا استقامة فمن ذا الذي سيتجزأ على الخروج عن أوامره وتوجيهاته، لأن الدولة ومنها الحاكم كما يرى كنفوشيوس ما هما إلا امتداد للأسرة، والقائم عليها ... فالقاعدة التي تسود العلاقة بين الأب وأباءه في الاسرة، وهي قواعد الفضيلة والتي تتحقق بواجبات الأب تجاه الأبناء بتعليمهم وتربتهم على الخلق، وعلى الفنون والعلوم وواجبات الأبناء تجاه الأب بالإنصات له، واحترامه وتقديره والاعتناء به في إطار ما يعرف بقاعدة البر بالوالدين... كذلك هي نفسها الصورة بين الحاكم والمحكومين... ولعل هذه الصورة الفلسفية حاضرة في الثقافة الصينية بامتياز وتشكل أحد الأسس في تطورها ونهضتها، بدءا بالثورة التي أنهت تدهور الامبراطورية الأخيرة سنة 1912م، كما ذكرنا سلفا مرورا بالقفزة إلى الأمام مع الزعيم الشيوعي "ماو" لتحاول الدولة الصينية تصحيح توجهات سياستها تجاه الداخل والخارج بعد موت "ماو" بالاستفادة من أخطأ الزعيم الأول، وأزمة التوجهات الشيوعية المنغلقة نحو سياسات منفتحة على الاقتصاد الصناعي المعاصر، بعد تهيئ اليد العاملة سلفا في إطار الثورة الثقافية التي تحسب للزعيم "ماو" لأنها هيأت الإنسان كثروة حقيقية للصين عادت بالنفع مستلهمين في ذلك مبادئ الفكر الكنفوشيوسي...

6-ختاما: يمكن القول أن الجمهورية الصينية الشعبية كما تمتاز بمساحتها الشاسعة وتحتضن نسبة سكانية مرتفعة في العالم، فهي أيضا ذات ثقافة متميزة تجد جذورها المؤسسة في التاريخ، لذلك بحثنا في الكنفوشيوسية ومعالم مبادئها الظاهرة اليوم في الثقافة السياسية الصينية، ولعل كل متتبع وبإيجاز للتطورات التاريخية سيجد مدى تأثير النسق الفكري والثقافي الكنفوشيوسية على عموم الأحداث التي ساهمت في تطور الحضارة الصينية عموما، وحاولنا نحن هنا وباختصار الوقوف عند صورة الزعيم "ماوتسيتونغ" ودور الثورة الثقافية التي فعلا أعطت أكلها بالرغم من الاستبداد الذي كان والبرامج السياسية الأخرى الفاشلة التي أطلقت وسطرت في برنامج القفزة إلى الأمام... لذلك نقول أن الوصفة السحرية التي شكلت منعطفا في التاريخ المعاصر للثقافة الصينية، هي الحث على التعليم، والخروج لمحاربة الأمية، ولعل هذا المبدأ جوهر أساسي في الفكر الكنفوشيوسي الذي يحث على ضرورة التعلم والانفتاح على التاريخ والفنون... فهل إذن تسعفنا مثلا هذه الفلسفة الكنفوشيوسية في تحرير أغلال المجتمعات النامية إذا ما طبقة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة