الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2023 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في علاقة بالحرب العالمية، التي تقودها واشنطن على الإرهاب، يقع الخلط، عادة، بين البعد المعرفي/الإسلام، و بين البعد الإيديولوجي/ الإسلاموية. لكن، هذا الخلط، في التواصل العمومي، لا يقتصر على مكون الإسلام بل يتجاوزه إلى الخلط بين العروبة كبعد معرفي و بين القومية كبعد إيديولوجي، كما يقع كذلك بين الأمازيغية كبعد معرفي و بين العرقية كبعد إيديولوجي. و لذلك، لابد من تحقيق الفرز بين البعد المعرفي الثابت/الأصيل (الإسلام، العروبة، الأمازيغية) و بين البعد الإيديولوجي الطارئ/الهجين (الإسلاموية، القومية، العرقية).
الهوية الوطنية لا يمكنها أن تتأسس على الطارئ/الهجين، لذلك تظل النزعة الإيديولوجية شيئا عابرا يطفو إلى السطح كلما تفاعل مع أحداث سياسية عابرة، ثم يتلاشى مع تلاشي الأحداث. لكن، في المقابل، الهوية الوطنية بنية لا تفرّط في عناصرها الثابتة/ الأصيلة التي تلاحمت، عبر قرون من الاحتكاك الحضاري، مثلما يقع في مجال الجيولوجيا، تماما، حيث لا تفرط الصخرة الرسوبية في مكوناتها و إلا تلاشت ! فقد تلاشت التيارات الإسلاموية و بقي الإسلام، و تلاشت القومية و بقيت العروبة، و تلاشت سردية الظهير البربري و بقيت الأمازيغية.
الباحث المعرفي أكبر من مجند إيديولوجي، فمهمته ترسيخ المبادئ الأصيلة/الثابتة للهوية الوطنية، مع محاولة تنقيتها من الشوائب الإيديولوجية التي تعلق بها عند احتكاكها بالواقع السياسي، و هذا يفرض نوعا من الصدام مع الفاعل الإيديولوجي، بمختلف أطيافه، الذي يسعى إلى فرض الطارئ/الهجين الإيديولوجي كأصيل/ثابت معرفي، متحديا المنطق الإبستملوجي السليم.. المقاربة الإيديولوجية لمكونات الهوية الوطنية أقرب إلى منطق البناء العشوائي ! لذلك كان، و سيظل، عدوها اللدود هو الباحث المعرفي الذي يفرض منطقا هندسيا صارما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا