الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب ويهود بلا علمانية

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


العرب واليهود، واليهود والعرب، قصة الأزل، علاقة التاريخ والتاريخ يتكرّر ولكن بشكلٍ مختلف في كل حقبة، لا مناص ولا فكاك من هذه العلاقة، وفي كل الأزمنة والعصور السحيقة والحديثة، تزاوج وتنافر، حروب وهدنات، تقارب وتباعد، ولم تفلح الطبقات المختلفة في المجتمعين المتناقضين والمنسجمين أن يتوصلا لجسرٍ يوحدهما، إلا وثارت طبقات أخرى ليس من مصلحتها التقارب...وفي كل ضفة العربية واليهودية هناك مجتمع علماني ومجتمع لاهوتي...في كل رصيف يقف قطيع تقوده طبقة ظلامية، قطيع عربي ينقاد من قبل سلالة دينية متعصبة ترى الإنسانية انقلاب على مشروعه الخرافي اللاهوتي، وهناك قطيع يهودي يرى الإنسانية تدمير لمشروعه الظلامي...وكلما تقاربت طبقة مثقفة واعية ذات أفق علماني وتوجه إنساني ترفع شراع الحضارات الإنسانية التي يقوم عليها العالم النظيف المفرغ من الحقد والكراهية انتفضت خلايا الظلام وأحبطت أيّ تقارب بحّج تاريخية ومورثات قديمة تعود لعصور الظلام.
العرب واليهود واليهود والعرب...رواية طويلة بطول جسر التاريخ، خيط رفيع أمتدت حلقاته عبر عصور منذ الكتاب المقدس الأول الذي أفرغ كل الأحاجي مرورًا بالكتاب المقدس الأوسط الذي أقتبس من الأول، وانتهاء بالكتاب المقدس الأخير الذي اقتبس من الأول والثاني...شهدت البشرية صراعات وحروب وفترات قصيرة من السلام، انتهت بحربين عالميتين بالقرن العشرين أفرزتا دولة يهودية...وقضية فلسطينية وما زالت رحى الصراع بين هذه التداعيات قائمة حتى اليوم بالرغم من كل التطورات سواء التي قادت للأمام أو أعادتنا للخلف، فإن الصراع بين العرب واليهود ما زال يكتب في ذات الرواية مع كل التحولات التي جرت في الفترة الأخيرة‘ إلا أن هناك مد وجزر يشهده الجسر الذي يربط بين الضفتين.
تداعت هذه الأفكار في طريقي وأنا بصدد الاحتفاء بالسنة الجديدة التي واجهتني بعناوين مثيرة ومضجرة، بعناوين تتكرّر كل عام وتعيد الكرَّة ذاتها وعناوين مجترة عن جمود... لا شيء يتغيّر في المكان والزمان العربي واليهودي...سوى أن اليهودي متقدم بمسافات شاهقة والعربي متأخر بمسافات شاسعة...وفي الوسط كرة أسمها القضية الفلسطينية، يلعب بها الجميع بما فيها أهل الكرة نفسها...وستبقى العلاقة بين العرب واليهود كما كانت عليه منذ نشوء الكتب المقدسة الثلاثة ما لم يحتكم الجميع للعلمانية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابعاد الدين عن السياسة والعلمانية هي الحل.
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 1 / 2 - 06:16 )
اخي الكريم بعد التحية. ان قضية فلسطين اصبحت شماعة كل يعلق عليها ما يحلو له لنيل المصالح حتى اصحاب الشان انفسهم لذى ترى الانقسامات بينهم .في الوقت الذي يعيبون على المطبعين من الدول العربية هم انفسهم ينفذون اتفاقيات اوسلو من جانب واحد وهذا يعني ان المصلحة فوق كل اعتبار. لا حل للقضية الفلسطينية الا بابعاد الدين عن السياسة والعيش المشترك في دولة واحدة علمانية ديموقراطية وجعل الدين شان شخصي. ان قيام دوله للفلسطينيين على الاراضي المحتله ـ ان قامت ـ ستكون اداة نزاع بين الفلسطينيين انفسهم وتحت رقابة اسرآئيل. اما طرد الاسرىئيليين من فلسطين فهذا مستحيل وحالما تعرف اسرآئيل انها ذاهبة فستضرب الارض بالقنابل النووية لتصبح غير مناسبة للسكنى (عليه وعلى اعدآئي). الحل الامثل هو العيش المشترك والحقوق المتساوية بين البشر. اما تحفيز تاريخ مضى عليه آلاف السنين فلا يجدي نفعا ابدا والدليل الخلافات السنية الشيعية والذين يحكمون بمن في القبور والذين اصبحوا اثرا بعد عين ونحن غير ملزمين بما كان صالح لزمانهم زمن الخليل والبعران وشرب بول الابل والتشافي بحبة البركة وبلسعة النار بل باخذ التعاليم الصالحة للبشرية فقط.

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل