الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة كتاب -الكتابة على ضوء شمعة، إعداد المحامي الحيفاوي حسن عبادي وفراس حج محمد،

رائد الحواري

2023 / 1 / 1
أوراق كتبت في وعن السجن


ضمن الجلسة الشهرية التي تعقدها دار الفاروق تم مناقشة كتاب "الكتابة على ضوء شمعة، إعداد المحامي الحيفاوي حسن عبادي وفراس حج محمد، وقد افتتح الجلسة "رفعت سماعنة" مدير دار الفاروق قائلا: "أننا نختتم هذه العام بكتاب قيم لأنه يتناول حالة التجلي التي يكتب بها الأسرى، وهذا الموضوع يكاد أن يكون الأول من نوعه، فلم يسبق هذا الكتاب أي تناول لهذا الموضوع، ومن هنا تكمن أهمية الكتاب.
ثم فتح باب النقاش وتحدث الكاتب "همام الطوباسي" قائلا: "الكتاب أخذ حقه من النقاش، حيث نوقش في أكثر من مكان وهذا يشير إلى أهمية الكتاب وتميزه، فالمعاناة التي يمر بها الأسرى وظروف الكتاب شبه المستحيلة، تجعل كتاباتهم ذات قيمة وطنية وأيضا فنية، فمن يكتب هو في الأسر أكيد هو ما زال محتفظا بوطنيته وبإنسانيته، وبما أن هناك 36 كاتبا وكاتبة فهذا يعد انجازا كميا ونوعيا.
ثم تحدث الشاعر "عمار دويكات قائلا: " ألم اللذة ولذة الألم في كتاب (الكتابة على ضوء شمعة) المذهل في هذا الكتاب هو: الفكرة في الشكل والمضمون، مما يجعله إنجازا يجمع بين لذة الألم وألم اللذة. هناك اتفاق كامل لدى كل من قال كلمته في هذا الإصدار أن الكتابة في السجون هي نزف حقيقي وليست ترفا، فهي هروب من المكان والزمان معا، هي قفز عن الأسوار لما وراء الواقع، هي فانتازيا مبتكرة. يتماها العنوان مع المضمون، الكتابة معرفة بأل التعريف لأهميتها ومعرفتها الحقيقية، أما الشمعة جاءت منكرة، بمعنى أنها أي شمعة، أي فرصة، أي طريقة يستطيع الأسير الكاتب الحصول عليها من بين أنياب الوقت. ولعل الواقع لدى غالبية هؤلاء الأسرى هو المحفز الحقيقي والموهبة المبتكرة للخروج والتمرد على ذات الواقع. لذلك نرى جزء ليس بالقليل من هؤلاء الأسرى اللذين لم يتمكنوا من متابعة الكتابة بعد تحررهم. هل الكتابة دليل عجز أم دليل إرادة؟! حاول جل من كتبوا في هذا الإصدار أن يثبتوا أن كتاباتهم ما هي إلا تجدد إرادة وانبعاث حياة في أجسادهم وأرواحهم، ولكنها بذات الوقت دليل عجزنا الكامل وهروبنا المخجل. لا شك أن الكتابة بشكلها العام هي تفريغ للأفكار والأحاسيس، لكنها عند هؤلاء الأسرى هي خلق جديد
ومزامنة حقيقية للأرواح وذلك على الصعيد الحسي والمجازي معا. حين تقرأ هذا الكتاب تشعر بالخجل من نفسك وأنت تقرأ أسماء هؤلاء الأسرى القابعين خلف أسوار السجون وخلف ظهور أبناء شعبهم، كم من هذه الأسماء هو معلوم لدينا؟! كم من نتاجهم الأدبي قرأناه واحتفظنا بنسخة منه على رفوف الوفاء والفخار. كم هو مؤلم أن تقرأ هذا الكتاب، كم هو شاق أن تنهي هذا الكتاب، كم هو رائع أن ترى هذا الكتاب والذي سيؤسس لما بعده من بناء معرفي وأدبي من خلال تراكم المعرفة وتجدد الفكرة والوجود لم يكتبون بألم اللذة وبلذة الألم بانتظار البحر لتداعب أقدامهم الأسماك الصغيرة."
وتفضل الأستاذ سامي مروح بمداخلة جاء فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم، على ضوء شمعة أن هذا الوصف الدقيق لحال هؤلاء الفرسان القابعين في زنازين الاحتلال الذي يحاول كسر إرادتهم و حبس حريتهم، لكن الروح المتمردة التي تسكن داخل هذه الأجساد تأبى ألا أن تحلق في فضاء العالم، لترسم لوحة الحرية في سماء فلسطين وتحطم القيد القصري الذي يكبل الجسد، لينطلق في عالم الإبداع والكلمة التي تجسد مواقف الرجال التي لم نسمع عنها إلا بالأساطير وأيام الفروسية، ومن شدة إعجابي بهم ظننت أن الزمان قد توقف عندهم لكن دورة الزمان قد أثبتت لنا غير ذلك وكشفت عن رجال لديهم من الإرادة والقوه ما تعجز عنه الجبال الرواسي، وهم قابعون في ظلمات زنازين القهر التي تقيد الأجساد لكنها لم تستطع أن تقيد الروح حيث انهم استطاعوا أن يصنعوا التاريخ الشريف لهم والشعب الفلسطيني بكل شرائحه وفي النهاية لا يسعني إلا أن شكر كل من الأستاذ المحامي حسن عبادي. والأستاذ الكاتب والناقد والشاعر فراس الحاج محمد، وأخيرا أريد أن احيي فرسان الكلمة والموقف، وأن هذه الشهادات التي قرأناها تنم ثقافه لا حدود لها وعن مشاعر جياشه، حبا لفلسطين غير نادمين على الثمن الذي دفعوا من قيد الحرية ولاستهلاك الجسدي كما حصل مع كثير من الأسرى المعتقلين الذي قدموا حياتهم رخيصه من اجل فلسطين وحرية شعبهم"
أما الفنان جميل عمرية فقال: "الكتابة على ضوء شمعة، الكتاب مهم جدا للفلسطيني، لأن الأسرى في سجون الاحتلال يهمهم جدا أن يكون هناك من
يهتم بأعمالهم لأدبية وبكتاباتهم، وهنا تأتي أهمية الكتاب، فما فعله حسن عبادي وفراس حج محمد في جمع هذه الشهادات الأدبية يعد أمر فريد على الساحة الفلسطينية، وبما أن الكتاب الأسرى موزعين جغرافيا على كل الأرض الفلسطينية، وموزعين تنظيميا على كافة التنظيمات، فهذا يعطي الكتاب بعدا وطنيًا على صعيد الجغرافيا وعلى الصعيد السياسي، وبما أننا أمام كتاب يكتبون أدبا، فهذا يزيل عنهم فكرة الإرهاب أو التخريب التي يحاول المحتل إلصاقها بهم، وبهم بهذه الكتابة يؤكدون دورهم الوطني في المقاومة واستمرارية هذا الدور، وأيضا رفع مكانة الأدب الفلسطيني عامة وأدب الأسرى خاصة.
أما الشاعر أمين زيد الكيلاني فقال: "أتشرف بحضوري في دار الفاروق ومشاركة الصديق "حسن عبادي" مناقشة هذا الكتاب الفريد، ما لفت نظري العنوان "الكتابة على ضوء شمعة" الذي يشي إلى أن هناك ضوء خافت "شمعة" لكنه أيضا يحمل الأمل، ويمكننا اخذ الشموع على انهم الأسرى الذين كتبوا هذه الشهادات.
في هذا الكتاب تم كسر تقسيم الاستعمار لفلسطيني، أكد أن فلسطين وحدة جغرافية واحدة، وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد، لا فرق بين أبناءه بصرف النظر عن مكان تواجدهم، فهذا الكتاب ما كان ليكون دون الجهد الذي بذله كلا من فراس حج محمد وحسن عبادي.
أما الروائية "فاطمة عبدالله" فقالت: سأتحدث عن الغلاف والعنوان تحديدا، فالعنوان يحمل مضمون صعب وقاسي "الكتابة على ضوء شمعة" فهناك شيء/شمعة تحترق، لكنه أيضا يحمل فكرة الأمل الكامنة في "ضوء شمعة"، أما صورة الغلاف فهناك ست شخصيات تجلس وهي تكتب وهذا يشير إلى الأسرى الأدباء، وعلى دورهم في المقاومة وفي إثبات وجودهم ككتاب وكأدباء.
وتحدث رائد الحواري فقال: "للكتاب قيمة معرفية وقيمة أدبية، الأولى جاءت من خلال تعرف القارئ على مجموعة من الكتاب الأسرى، الذين يتوزعون على الجغرافيا الفلسطينية كاملة، وهذا بحد ذاته يعطي الكتاب قيمة معرفية، وقيمة أدبية فنية، فقد أكد بعض الأسرى التجاءهم إلى
عناصر الفرح/التخفيف، وهي المرأة، الطبية، الكتابة، من هنا نجد ما كتبه "منذر خلف" في شهادته يشير بطريقة غير مباشرة إلى أن هذه العناصر هي من تخرج الكاتب الأسير من جدران السجن إلى الفضاء المفتوح والأفق الواسع.
وفي الختام تحدث معد الكتاب "حسن عبادي" قائلا: " بداية أنقل لكم اعتذار "فراس حج محمد" لعدم حضوره وذلك لوفاة والده، تحية لأبو رأفت الذي جمعنا في دار الفاروق لأكثر من مرة، حيث جمع الكل الفلسطيني في هذا المكان، وشكرا كل الأسرى لذين ساهموا في كتابة هذا الكتابة وإنجازه، فهذه الندوة رقم 14 التي يتم مناقشة الكتاب فيها، وهذا يسعدني كما يسعد الأسرى، لان الاحتفال بالكتاب في فلسطين وفي خارجها يعطيني طاقة لاستمرار التواصل معهم، ويعطيهم إيمان بأن ما يكتبونه له صدى وأثر عند القراء.
سأتحدث عن بدايات مشروع "لكل أسير كتاب" حيث كانت البداية مع الأسير "كميل أبو حنيش" عندما كتبت أول نقد أدبي وشاركت ندوة في جامعة النجاح في شهر آذار 2019 حول كتاب "وجع بلا قرار"، وتحدّث معي كميل بعد الندوة، كان من الصعب علي إيجاد طريقة أتحدث معه، فلم يكن هناك أي تخاطب سابق بيننا، وذلك لعدم وجود معرفة، فقررت زيارته وأن أخذ معي كعك له ولزملائه الأسرى، وعندما علم بالكعك الذي صادره السجان كتب مقالا سماه "كعك العيد"، وبهذا اللقاء تم كسر الجليد بيننا، وبعدها بدأت التواصل مع بقية الأسرى الكتّاب، حيث زرت حتى الأن 94 كاتبا من الأسرى وكلهم أصحاب إنتاج أدبي.
بعد لقائي بالأسير "وليد دقة" بدأت بمبادرة "لكلّ أسير كتاب" ومن خلالها أهتم بإيصال الكتب للأسرى (هذا الأسبوع وصملنا 173 حلقة من المبادرة)، ومنها تولّدت مبادرة "من كل أسير كتاب" والمساعدة في نشر إصداراتهم وتم التواصل مع رابطة الكتاب الأردنيين لعقد ندوات وحلقات نقاش وكلها متعلقة بأدب الأسرة وإنتاجهم تحت عنوان "أسرى يكتبون".
أهمية مناقشة أدب الأسر تكمن في هذه الحادثة التي جرت بين أحد الأسرى والسجان، حيث قال الأسير للسجان بأن كتابه نوقش في عمان
وأن هناك 36 درع تكريما لمن كتبوا "الكتابة على ضوء شمعة" وهذا جعل السجان يثار وينفعل، وأن يقوم بوضع الأسير في الحبس الانفرادي لمدة شهرين.
ومع هذا قال الأسير بأن أسعد لحظة في حياته، منذ اعتقاله، عندما سمع اسمه على لسان "عائشة عودة" عندما تم تكريمهم من قبل الرابطة. من خلال المتابعة للأدب الأسرى نجد أن هناك كم ونوعية إصدارات لهم، وهذا يضايق السجان الذي يعمل على محو إنسانيتهم وتحطيمهم، لكنهم بالكتابة يجدون ذاتهم وإنسانيتهم ووطنيتهم، فعندما يكتب كميل أو أسامة الأشقر أو حسام شاهين مقالا أسبوعيا وينشر فهذا يعد إنجاز للأسير وتحدي للسجان.
عندما طلبت من الأسرى أن يكتبوا حول طقوس كتابتهم لم أحدد لهم أي شيء، من هنا جاءت كتاباتهم بهذا التنوع والتشكيل، فكتبوا حسب الطريقة التي يريدونها ويشعرون بها، فالم أسأل أي منهم عن مدة حكمه أو عن مكان ولادته أو فصيله، فهم أسري كل فلسطين، منهم من 48 و67، فالأسرى يستحقون التكريم والاهتمام.
عندما اخترتنا العنوان "الكتابة على ضوء شمعة" كان يعكس "الشمعة" التي سرقها حسام من السجان ليحتفل بها مع الأسرى في أعياد ميلادهم والأمل الذي يمدّهم بالعزيمة
وقد حضر النقاش مندوب تلفزيون فلسطين جهاد الدين البدوي.
في الختام تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 4/2/2023 لمناقشة المجموعة القصصية "من شكوى المبدعين" للقاصة ميسون أسدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا


.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل




.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار


.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل




.. ليبيا - الأمم المتحدة: بعد استقالة باتيلي.. من خذل من؟