الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهابي برتبة وزير

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


لم يعد الإرهابيون والمتطرفون خارج إطار الدولة الرسمي، بل أصبحوا لاعباً رئيسياً فيها، فدولة مثل الكيان المحتل تقدم للعالم كل يوم شكلاً ووجهاً جديداً للإرهاب اليميني المتطرف يزداد بشاعة، والذي لربما لن تجد له مثيلاً ولا نظيراً في الكيانات النازية ولا الفاشية، والإرهابي اليوم برتبة وزير اليميني المتطرف ايتمار بن غفير زعيم القوة اليهودية التي تترأس حزب الصهيونية الدينية وهو التجمع الأكبر لليمين المتطرف الصهيوني الذي بادر نتنياهو الى الدعوة لتشكيله، ليصبح الحزب الثالث في الكيان الصهيوني والذي منحه نتنياهو مقعداً في التشكيلة الحكومية ومقعداً في مجلس الوزراء الأمني، ليتولى اليوم حقيبة الأمن الداخلي في الكيان المحتل، من أصول شرقية ومتشبع بالحقد والتطرف، وهو الذي قال عن رئيس وزراء الصهيوني رابين "بمقدورنا الوصول إليه" ليغتاله ايجال عامير بعد أقل من أسبوع من هذا التصريح، اليميني الذي تربى في أحضان حركة كاخ اليمينية، التي كانت الحركة السياسية الوحيدة التي تقوم الولايات المتحدة بإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية وحظر نشاطاتها وبل حتى الكيان الصهيوني قام بحظرها، هذه السيرة الذاتية المبسطة للإرهابي اليميني المتطرف، والذي لم يجد في جعبته الإرهابية تطرفاً أو صهيونية أكثر من أن يخطط لزيارة استفزازية للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الحالي، ليفتتح عهده كوزير بهذه الزيارة.

يعاني بن غفير كما نظرائه في الكيان المحتل من إفلاس سياسي ونبذ دولي - ولو كان محدوداً- يجبرهم على الإمعان في التطرف والإرهاب لكسب ود أنصار اليمين المتطرف، ولكن الإفلاس الذي وصل إليه بن غفير، هو محاولة تقليد بائسة لرئيس وزراء الكيان المحتل المقبور شارون، في زيارة استفزازية للأقصى، وتقديمه طلب رسمياً لزيارته يوم الثلاثاء والأربعاء لإقتحام باحاته، يعلم بن غفير جيداً أن الزيارة ستؤجج الصراع في الأقصى، وأن الفلسطينيين لن يسمحوا بأن تمر الزيارة -إن تمت- مرور الكرام، وسيمرغون أنفه في التراب، كما فعلوا مع من قبله ممن حاولوا دخول باحات الأقصى، ويعلم أنها مناورة فاشلة للبقاء على الساحة السياسية، لكنها السياسة الصهيونية التي لا تُقدم على ممارسة سياسية إلا وتخوض في بحر من الدم لتنفيذها، بحر من الدماء الفلسطينية التي تقاوم هذه السياسات وتردعها وتلجمها في مكانها.

إن الخطر المتمثل بصعود اليمين المتطرف وعرابه بن غفير، هو تأجيج الصراع وتأزيمه في المنطقة وخاصة أنه لا يناور سياسياً بل يناور دينياً، ويشجع على الاقتحامات المتكررة للأقصى والحرم الإبراهيمي ويمنع ويقلص ساعات وأعداد المصلين فيهما، ويبعد المرابطين عنه، ويضيق على المسيحيين العبادة في كنيسة القيامة والمهد، والاستفزاز الذي يقوده في مناطق التماس في القدس، وعلى رأسها الشيخ جراح الذي كان اللاعب الصهيوني الأكثر تطرفاً وتواجداً فيه خلال العام الفائت، وقام بافتتاح مكتبه أمام بيوت أسر الشيخ جراح العربية والخطر الأكبر احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة حال تنفيذه زيارته هذه الاسبوع، فهو لن يأتي منفرداً لعلمه بأن حياته على المحك، فهو سيستنجد بكل رموز اليمين المتطرف من أمثال يهودا جليك، وقوات من حرسه الخاص وأنصاره والشرطة ويجلب العنف والدماء للمسجد الأقصى، والأهم كيف سيتعامل مع المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية، والتي هو بالأصل يشجع على قيامها، وماذا ستكون طريقة تعامله مع الجليل والنقب والمجتمعات العربية التي تعيش فيهما.

إن خطورة بن غفير، المتمثلة بعقليته اليمينية المتطرفة التي لا رادع لها، فالولايات المتحدة غير معنية بالحوار معه وصرحت بأنها لن تتعامل معه ضمن إطار حكومة نتنياهو، والاتحاد الأوروبي تحدث بالمثل، ولا تجد صوتاً في العالم يوجه بالضغط على الحكومة الجديدة بردعه عن تصرفاته التي ستجر المنطقة بأسرها الى مزيد من الدماء، وترمي بظلالها على الوضع المتردي للشعب الفلسطيني وستزيد من معاناته اليومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي