الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12706 الفكر الديني الوسطي صمام توازن للحضارة الغربية المادية

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 1 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


وجهة نظر غير ملزمة لكنني أدافع عنها.
أمام المتغيرات السونامية للماكنة الرقمية والعلوم النونية والتكنولوجيا والأنظمة السياسية والاقتصادية في العالم. وذهاب الحضارة الغربية ومن يتبعها إلى حافة الهاوية التي تود أن تستقر فيها كل الفلسفات والموروث الثقافي والروحي والاجتماعي للبشرية برمتها .
والتي تقودنا إلى حرق كلّ الثقافات بما فيها حرق الثقافة الدينية ( الروحية).
لهذا أرى أن المشروع الأول والأخير للمثقفين والكتبة والباحثين والمفكرين هو أن يتصدوا لهذه الأعاصير غير الإنسانية والتي تجعل من الإنسان الفرد عبارة عن رقم لاغير.
إنّ مايلزم الثقافة الغربية المادية لبرالية كانت أو غير لبرالية .هو أن تُطعيمها بالروحانية المشرقية والموروث الثقافي المشرقي الذي يحمل القيم الإنسانية وليس هذا بل من خلال الروحانية التي توجد في الأديان السماوية. تلك القيم التي تدعو إلى الإنسانية الحقة .
ولهذا فالمحافظة على الثقافات العالمية قاطبة من الأمور التي توازن الطبيعة الاجتماعية وعلاقة الفرد بالآخر .أجل المحافظة على الثقافات مشروع تنويري وإنساني يتضمن بما فيها الثقافات الغربية التي كانت عليها قبل مئة عام .
إنّ توجيه أيّ نقد ّ لما يجري اليوم في المجتمعات الغربية من عملية سلب الهوية الجمعية للروح الإنسانية ليس مردها التعاليم المسيحية كما يطرحها بعض من هو مُصاب بخلل ذهني بكل بساطة إنّ المجتمعات الغربية كما نعلم كانت قد فصلت الدين عن الدولة منذ زمن بعيد جداً.
حيث مكنت القوانين الوضعية من تحرر الفرد أنثى كانت أم ذكراً من سلطة الأسرة ( الأب والأم ) حتى أضحى الفرد هو من يُسير شؤونه وهو من يؤسس كينونته بحسب وجهة نظر الوجودية السارترية التي كنتُ عليها لمدة تجاوزت سنواتها العشر.
إنّ الحضارة الغربية ستصل إلى طريق ليس مسدوداً وتستطيع أن تعود منه إلى جادة الصواب .وإنما ستصل مالم يكن قد وصلت إلى طريق ٍ يؤدي إلى الهاوية السحيقة التي لاقرار فيها .كلّ هذا فإنّ التعاليم التربوية ومجموعة الفلسفات الاقتصادية ستجعل من الحضارة الغربية حضارة تشبه الخرافة وستضمحل . ومن هنا ولن أطيل .
إنّ العودة إلى القيم الدينية ذات الأفق الإنساني وليس تلك التي تحمل الشوفينية في سلوكيتها ودعوتها . إلى مجموع المجتمعات الغربية وتطوير آليات فعالية تلك الروح هو الحل الوحيد لتلك المجتمعات والمجتمعات العالمية حتى تلك التي تتمسك بالدين . أما إذا لم تُعالج هذه المعضلة فإننا سنشهد حالة من العودة إلى ماقبل التطور الذي حصل للإنسان حين ميز بين ذاته والموضوع . وأعني إن السلوكية الحيوانية والتوحش وعدم تقدير للمشاعر الإنسانية وقيمة الإنسان كلها ستُصبح مع الفلسفة الجديدة التي تنتهجها المجتمعات الغربية من الأمور الطبيعية .وهذا حاصل الآن لكن ليس بالحدة التي نتوقعها بعد عشرة أعوام.
وهنا أُطلق دعوة إلى كلّ من سيقرأ هذا النص .
دعوتي تتمثل في أن تُجمع جميع الأديان سماوية وغيرها على العمل ضد الوحش الكاسر والغازي لعالمنا الروحي والقيمي .أن تتوحد الديانات حول أهمية التعاون في سبيل المحافظة على الإنسان بوصفه الوارث الشرعي لهذه الأرض والعالم.
ابعدوا الفكر المتطرف عن الديانات فلا يمكن أن يكون الله في ديانة متسامحاً وفي الأخرى سلوكيته لاتفترق عن سلوكية الشيطان ، توحدوا لأنّ الخطر قادم على الكل .توحدوا لأنكم تعبدون إلهاً واحداً . تمسكوا بالوسطية فهي خير الأمور.لا تغلوا ولا تغالوا في ديانتكم فمها يكن الفكر الديني لايمكن أن يدعو للقتل والسلب والشوفينية وهذه السلوكية الإنسانية للدين هي التي تستطيع فعل التوازن في العالم المادي المقرف الذي سيغزونا وقد غزانا عن طريق الهواتف النقالة التي هي مرحلة ابتدائية في عالم الفوضى الخلاقة في الأخلاق والوجدان والمعارف قاطبة .
وللموضوع صلة.
# اسحق قومي. 2/1/2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا