الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رونالدو فى السعودية عبر اقتصاديات عالمية جديدة
مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
2023 / 1 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رونالدو فى السعودية مقابل مبلغ يزيد عن مائتى مليون دولار حتى عام 2025 ، وبرغم أن الرقم يبدو سخيفا للبعض لإنه تم إنفاقه فى رياضة كرة القدم ، إلا أن الواقع يشير إلى تصاعد اقتصاديات كرة القدم حول العالم وظهر ذلك جليا فيما تم إنفاقه فى كاس العالم بقطر نهاية عام 2022. إن مقابل عقد رونالدو هو نفسه ما كانت ستدفعه دول اخرى أو قريب منه لكن وجود رونالدو فى الدورى السعودى يرفع قيمته التسويقية لدى السعوديين والخليجيين وبالتالى ترويج الإعلانات فى السعودية والخليج سيفوق ما تم دفعه بمراحل ، ونحن نرى بالفعل صراع مليارديرات العالم على نوادى كرة القدم فى أوروبا والتى أصبحت تقدر بمليارات الدولارات وليس ملايين الدولارات ، وفى المقابل هناك اهتمام أكبر فى الولايات المتحدة أيضا برياضات أخرى يهتم بها الشعب الأمريكى مثل كرة السلة وكرة القدم الأمريكية ، وهناك اهتمام يابانى برياضات يابانية مثل السومو والجودو والكاراتيه ، وهناك اهتمامات برياضة المصارعة ورياضة الملاكمة للمحترفين فى العديد من دول العالم وبعضها امتد إلى استخدام النساء فى الرياضة بطريقة غير معتادة تاريخيا مثل مصارعة المحترفين للنساء ، وبالطبع كل تلك الرياضات لها اقتصاديات معلنة غير اقتصاديات المراهنات غير المعلنة وهى تهم رجال الأعمال المستثمرين ولا تهم الدول كدول إلا فيما يمكن تحصيل ضرائب عنه .
إن اقتصاديات الرياضة بصفة عامة ليست فى النوادى فقط بل امتدت إلى صناعة الأحذية والملابس والأجهزة الرياضية قبل أن تطغى عليها لغة الإعلانات التى أصبحت تسيطر على معظم أنشطة العالم . ولا نستطيع هنا أن نتحدث عن عالم سرى آخر خاص بالمراهنات التى جعلت إحدى الصحف الإنجليزية تتحدث عن مراهنات على مباراة السعودية والأرجنتين فى كأس العالم السابق وصلت إلى ما يقارب 160 مليار دولار بمعنى أن هناك من كسبوا بالفعل هذا المبلغ ودخل إلى حساباتهم .
نحن الآن نمر بمرحلة جديدة حول العالم تتحول فيها اقتصاديات الاعلانات فى جوجل وفيسبوك ويوتيوب وأمازون وتيك توك إلى مئات المليارات من الدولارات وهى تظهر بصورة علنية وتدعم حصيلة الضرائب فى بلد مثل الولايات المتحدة التى تنتمى إليها معظم الشركات الكبرى.
إن هذا العالم الجديد من الاقتصاديات المعتمد على التكنولوجيا والتسويق يبحث عن أى شئ يمكن أن يدر عائدا لرجال الأعمال مثل الرياضة والموضة وأجهزة الاتصالات فى محاولة ناجحة للوقوف أمام تجارة الأدوية والمستلزمات الطبية والسلاح والبترول والطاقة التى لا تحتاج إلى إعلانات كثيرة.
لقد اختلفت كثيرا طبيعة الاستثمارات مع ارتفاع وتيرة العولمة منذ ثلاثين عاما لتتحول إلى آفاق عالمية أرحب من خلال أدوات اقتصادية جديدة لا يستوعبها البعض منا ، فاقتصاديات البحث العلمى والزراعة والصناعة والطاقة والمستلزمات الطبية والأدوية تسير جنبا إلى جنب مع اقتصاديات التكنولوجيا والاتصالات والنقل والخدمات والموضة والملابس والمأكولات والمشروبات والرياضة ، بل وتتداخل الاقتصاديات كثيرا فيما بينها مما يجعل شركات الأدوية تقدم عقاقير رياضية ومكملات غذائية ، وشركات التصوير والتكنولوجيا تقدم آلات تصوير للملاعب والمباريات وللحكام ، وحتى المستشفيات الكبرى تقدم خدمات علاج الإصابات الرياضية.
أما تداخل التكنولوجيا والاتصالات مع معظم أنشطة العالم فهو شئ يفوق الوصف حتى من الناحية الاقتصادية لإن كبرى الشركات العالمية التى تتركز فيها معظم ثروات العالم الآن هى شركات اتصالات وتكنولوجيا وبنوك وليست شركات إنتاجية بالمعنى القديم باستثناء شركات البترول والسلاح.
نحن نمر بمرحلة عالمية جديدة يتم فيها التلاعب بالعقول واللعب على العواطف والغرائز برضا جميع الأطراف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الإدارة الأميركية تبحث إنشاء قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلا
.. شاهد| دوي اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الشفاء بغزة
.. بينهم 5 من حزب الله.. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على
.. بعد سقوط صواريخ من جنوب لبنان.. اندلاع حريق في غابة بالجليل
.. أميركا ترصد مكافأة 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن -القطة ا