الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابي الذي صار رئيسًا

حسن مدن

2023 / 1 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


سافرت الأستاذة البرازيلية المتقاعدة، زينة ماريا سواريس بينتو لمدة 30 ساعة بالحافلة من ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية إلى عاصمة بلادها، لحضور حفل تنصيب لولا دا سيلفا رئيساً للبلاد، قائلة: «إنها لحظة تاريخية وكان مستحيلاً بالنسبة لي ألّا أكون هنا»، ومضيفة: «لا حدود لتأثري».

ما فعلته هذه المرأة التي تحملت مشاق السفر كل هذه الساعات، يعد مثالاً على ما تكنّه قطاعات واسعة من البرازيليين للولا، حيث انتظر عشرات الآلاف منهم تحت شمس حارقة في طوابير امتدت على مئات الأمتار، لتحية الرجل الذي أعادوا انتخابه رئيساً للبلاد للمرة الثالثة، بعد 12 عاماً خارج السلطة بعد ولايتين رئاسيتين (2003 – 2010)، وخرج من السجن قبل أربع سنوات، بعد تلفيق تهم كيدية ضده بالتورط في الفساد، من قبل السلطات السابقة برئاسة جايير بولسونارو.

حين خرج من السجن، لم يذهب مباشرة إلى منزله، وإنما إلى مقر نقابة عمال الحديد التي كان رئيساً لها في عام 1978، وكانت تضمّ يومها ما يقارب 100 ألف عامل في معظم مرافق مصانع السيارات في البرازيل. في مقر النقابة استقبله العمال بحشد هائل محيين الرجل الخارج من صفوفهم، ليصبح رئيساً للبلاد، حاملاً معه الأهداف التي كافح من أجلها عندما كان نقابياً، بالدفاع عن حقوق العمال والفقراء وتحقيق العدالة، ويأتي سجله النقابي متسقاً تماماً مع نشأته في عائلة فقيرة، تولت فيها الأم وحدها رعاية أطفالها السبعة الذين كان واحداً منهم.

ليس البرازيليون وحدهم من احتفوا بتنصيب لولا رئيساً، وإنما ممثلو دول أخرى في القارة الأمريكية اللاتينية ومن خارجها، بينهم 17 رئيس دولة منهم رؤساء ألمانيا والبرتغال والأرجنتين، إلى جانب ملك إسبانيا، وأرسلت الصين نائب الرئيس وانغ كيشان، وطبيعي أن يكون رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون في مقدمة مهنئي لولا، هو الذي دخل في سجالات إعلامية حادة مع سلفه، بولسونارو، بسبب موقفه غير المسؤول بإزالة غابات الأمازون وحرقها، حيث نشر ماكرون تغريدتين بالفرنسية والبرتغالية، مهنئاً لولا بالقول: «نظام وتقدّم: البرازيل تفي بالتزامها. تهانينا عزيزي الرئيس، صديقي العزيز بتنصيبك. نحن معاً».

وعلى خطى دونالد ترامب، غاب الرئيس السابق المأخوذ بترامب عن حفل تنصيب لولا، بل إنه غادر البرازيل إلى ميامي الأمريكية قبل يومين، فيما اتهمه لولا ، في خطاب تسلمه السلطة، باستنفاد الموارد الصحية وتفكيك التربية والثقافة والعلم والتكنولوجيا، وتدمير حماية البيئة في البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء