الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات ما قبل المرحلة الثانية للحوار السوداني

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 1 / 7
الصحافة والاعلام


بينما يقترب الموعد المضروب من قِبل السودانيين لإنطلاقة المرحلة الثانية من العملية السياسية بحوار يجمع المكونات السودانية الموقعة علي الإتفاق السياسي الإطاري نتابع عن كثب الساحة السياسية بما فيها من متغيرات في إتجاهات مختلفة، وتتبعها تأملات وأفكار قلقة تتبادر وتسيطر علي الأذهان من وقت لأخر، وهذا الشعور المضطرب ليس معزولاً عن وقع الصدمات المتتالية؛ فكلما أمعنا النظر في حجم تعقيدات وأبعاد الأزمة الوطنية يزداد إتساع رقعة المخاوف تارةً وآخرى نتحزم برباط الأمل المعقود علي وطنية السودانيين الحادبيين علي المصالح العليا للسودان، وفي كل الأحوال؛ هنالك تحديات ومهددات إجتماعية وإقتصادية وأمنية تستوجب إسراع الفرقاء في التوافق، ومؤخراً ظهرت الكارثة المريعة المتمثلة في إنتشار أنواع من المخدرات لم تكن مألوفة، وهذه واحدة من المعضلات المدمرة للمجتمع والدولة، ويجب أن ترفع الدولة ومكوناتها مستوى حساسيتها تجاه توفير وسائل فعالة لمحاربة المخدرات وتفكيك بؤرة إستيرادها، والعمل علي فتح كافة نوافذ الحوار السياسي والإجتماعي لوضع خطط عملية للمحافظة علي سلامة شعبنا والأمن القومي السوداني.

لا يمكن تكوين سودان آمن ومستقر ومتطور دون تفكيك بؤر المشكلات السياسية والأمنية والإقتصادية بعد عملية حوار شامل تقفل المنافذ التي تنبعث منها روائح الأزمات إلي الأبد، وهذا الأمر يتطلب منا رفع درجة حساسية التعاطي الرسمي والشعبي مع الأزمة الوطنية وتجلياتها علي المدى القريب والبعيد، ويتوجب علينا جميعاً إيلاء كامل إهتمامنا لقضايا المجتمع الصحية والتعليمية والغذاء والكساء، ويقودنا ذلك لإعلاء المصالح العمومية قبل الخاصة بتعميد سياسات جديدة تحدد الأولويات الوطنية المرتبطة بمسألة بناء الدولة ونمو شعبها عبر تنفيذ مشاريع الديمقراطية والسلام والعدالة بكل جوانبها، وجميعنا مطالبيين بالبحث عن كيفية تثبيت تلك القيم والمبادئ بوضع سياسات وتعاليم وقوانيين تفتح فضاءات الإصلاحات السياسية والدستورية وتطوير الخدمة المدنية وتوفير التنمية المتوازنة للريف والمدينة وفرص العمل المتكافئة للشباب والشابات وصيانة الحقوق والحريات السياسية والمدنية وإدارة مؤسسات الدولة بشكل جديد وجيد وغير ذلك من الواجبات والمسؤليات الملقاة علي أعناق الشعب والحكام معاً في إطار دولة المواطنة المتساوية.

المرحلة الثانية من الحوار السوداني يجب أن تناقش بدقة المقترحات المطروحة في الإتفاق السياسي الإطاري، والإستماع للأراء المختلفة حول القضايا العاجلة والمؤجلة والمستجدة بشكل جاد وعميق ومفصل يعالج جذور المشكلة في إتفاق يمثّل مجمل روئ السودانيين لمستقبل بلادهم، والحالة السيئة التي وصلنا إليها تحتم علينا جميعاً تحمل مسؤلياتنا التاريخية لمنع إنهيار السودان، وجعل الحوار يتسم بممارسة أعلى درجات الإنضباط الوطني والوضوح والشفافية في إستعراض القضايا وطرح الحلول حتى لا نفرط في مكتسات السودانيين أو نعود مجدداً لمربع الصراع، والعملية السياسية تتخذ مصداقيتها من قوة إرادة المكونات الوطنية المتحاورة وإستعدادها للإستجابة الإيجابية للفعل السياسي وقضايا الجماهير وتقبل الرأي والرأي الآخر، ونحن نحتاج لإنهاء المكابرة والمكايدة السياسية بتحرير الأزمة السودانية من خُطَب الإستعداء والإستعلاء والإقصاء من أجل تجديد الخطاب العام بما يمهد طريق التوافق، وهذا هو المدخل الأساسي للحل الشامل للأزمة الوطنية وتحقيق طموحات مجتمعات الريف والمدينة ضمن المشروع السياسي والإقتصادي والإجتماعي الجديد، والذي نأمل أن يجتذب أوسع طيف من الجماهير وينهي الغضب الذي دائماً ينتج عن عدم شعور المجتمع بوجود قضاياهُ المصيرية بشكل صحيح ومقبول عندما ينظر في مرأة السودان.

7 يناير - 2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط