الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسويّات متعجرفات!

راكان علي
Adel Ahmed

2023 / 1 / 7
المجتمع المدني


هناك فئة مُتشنّجة ومُتعجرفة وسليطة اللسان ودنيئة الأخلاق من "النسويّات"، بحاجة ماسّة لاستخدام عقلها وضبط نفسها وترك القذارة التي تمارسها مع كل من ناقشها. وقد وصل التعجرف بهذه الفئة أن تنفي وتهاجم كل ذكر فقط لأنه ذكر حتى لو كان نسويّا حتى النخاع، بدعوى أن لا فضل له في دعم المرأة فذلك واجب عليه، ولا نختلف في أن دعم الحقوق الإنسانية واجب على كل إنسان، ولكن نرفض هذا الاستعلاء والغطرسة والتعصّب.

لقد أخذت هذه الفئة نفس ممارسات الذكوريين وعفنهم وسلاطة ألسنتهم وعنفهم اللفظي وصارت هي من يمارس تلك القاذورات مع كل إنسان طالما ليس امرأة! كما تجاوزت تلك الفئة المُتشنّجة كل هذا وأضحت تُطبّل لأي امرأة حتى لو كانت عميلة للنظام السعودي الذكوري الإرهابي، فقط لأنها امرأة! فصارت بهذا النهج التعصّبي للمـرأة كما الذكوريين الذين يتغاضون عن أخطاء الذكور وجرائمهم لمجرّد كونهم ذكورا!

إن تلك الفئة المُتعجرفة والتي تُوزّع اتهامات الذكورية على كل من لا يتفق مع تعصّبها هي مـن يشكّل الخطر الأكبر على قضايا المرأة وهي من ستُنفّر الكل -نساء ورجالا- من التضامن مع كل ما تدعو إليه. لقد نجحت تلك الفئة المُشوّهة -فكريا وأخلاقيا- والتي تعجّ بها مواقع التواصل الاجتماعي في تنفير حتى النسويّـات أنفسهن من التضامن معها ودعم مطالبها المُتعصّبة والمُتطرّفة كرفضها لكل إنسان طالما كان ذكـرا، ودعم كل امرأة حتى لو كانت ممّن يتراقصن على جراح ومآسي ومعاناة النساء، فقط لكونها امرأة.

هذا النهج الذي تنتهجه تلك الفئة السامّة والخطرة لـن يضر سوى بقضية ومطالب المرأة، وسوف يُثبت الزمـن أن هذه الفئة كانت أكبر خطر تواجهه الحركات الحقوقية النسوية،، لأنها تحارب النسوية بغطاء واسم النسوية. وأبشّركم/ـن أن النظام يرتاح لمثل هذه الفئة مـن "النسويّات".

وأنا على دراية بأن كلامي هذا لن يُعجب تلك الفئة، وسوف أُوصَم بالذكورية ومُعاداة المرأة ووووإلخ كما هي العادة، ولكنّي لن أُبالي ولن أدفن رأسي في الرمال خوفا من نقد هذه الممارسات التشبيحية القذرة التي تمارسها تلك الفئة من النسويّات، ولن أُساير القطيع النسوي الذي يتغاضى عن هذه الممارسات العفنة بحجة أن أولئك النسويّات غاضبات! فكلنا غاضبين ممّا تتعرّض له المرأة والإنسان بشكل عام في السعودية والعالم العربي أجمع، ولا داعي للمزايدات هنا. ولكن هذا لا يدفعني لأن ألعن كل ذكر حتى وإن كان نسويّا فقط لكونه ذكر، ولا يعني دعمي لأي امرأة حتى ولو كانت عميلة وملمّعة للأنظمة الذكورية لمجرّد كونها امرأة. لذلك يجب ألا نتهرّب من ضرورة النقد والتصحيح، بل وجب دعمه وتشجيعه. فذلك مما يُنمّي ويقوّي ويُعزّز النضال الحقوقي الإنساني بشكل عام والنسوي بشكل خاص. وتذكّروا أن المجتمعات الإنسانية العلمانية الراقية لا تُبنى بأيدي النساء فقط ولا بأيدي الرجال فقط، بل بتعاضد وتكاتف واحترام الكل للكل.

وأخيرا؛ أود أن أُنوّه هنا إلى أن نقدي لمشاهير ومشهورات النظام السعودي لم يكن لأشخاصهم/ـن هم/ـن، وإنما لممارساتهم/ـن وتطبيلهم/ـن للنظام الأكثر ذكورية وعنصرية ووحشية في العالم والذي اعتقل -ولا زال- عشرات ومئات وآلاف النساء النسويّات لمجرّد أن عبّرن عن آرائهن. كما لا ننسى دعمه وحمايته للأسر والقبائل في السعودية التي تعتقل بناتها في المنازل دون أن يعرف أحد بما يجري خلف أبواب تلك المنازل، المحمية من قِبل الدولة. وقد صرّح محمد بن سلمان بعظمة لسانه: "بأن الدولة لا تريد التصادم مع القبائل والعائلات"! فهل يُعقل بعد هذا التصريح الغاية في الخطورة والذكورية والتواطؤ والإجرام، أن نُصدّق كذبة "تمكين المرأة" وما يروجن له مشهورات النظام؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6


.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا




.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي


.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس




.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني