الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية الدولة أم أستحالة قيام الدولة العربية 3

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يسلط المؤرخ البريطاني أريك هوبسبون الضوء في كتابه " القومية والأمم " على مسألة الدولة الوطنية و التفاعل بين الأمة من جهة و بين الدولة من جهة ثانية في سياق سيرورة تتواجد إحداها بإرادة الآخرى بحسب الظروف المتوافرة ، فيعيد إلى الأذهان على سبيل الإيضاح قولا لسياسي إيطالي ، " لقد صنعنا إيطاليا ، علينا الآن ان نصنع إيطالييين "، معتبرا أن هناك ثلاثة شروط تدفع الشعب إلى أن يتشكل أو ينصهر في أمة : أولها الإتحاد بين هذا الشعب من جهة و بين دولة قائمة من جهة آخرى ، ثانيها ظهور نخبة مبدّعة في خلق لغة مكتوبة و استخدامها في وضع سردية تأسيسية لكينونة قومية له ، أما الشرط الثالث لنشوء الأمة فهو امتلاك الشعب القدرة على الهيمنة و الفتح ، وهذه تفترض منطقيا الإستقلالية و فائضا في القوة الذاتية .
نكتفي بهذه الإشارات السريعة لننتقل انطلاقا منها إلى البحث عن معالم وجود الشعب و الأمة الوطنية في بلادنا ، حيث تأخذ الحماسة والعصبية بعضنا أحيانا إلى حد إلباسها زينة النبالة العرقية و الدينية المميزة ، ووضعا للأمور في نصابها الصحيح نقول دون حرج أن الشروط الثلاثة الآنفة الذكر غير متوافرة في الراهن في " دولتنا " و " امتنا " . هذا لا يعني على الإطلاق أن انبعاث أمة و نشوء دولة مستحيلان في بلادنا، لا سيما إذا كان البقاء في البلاد ضروريا و ممكنا ، أي إذا كان الشعب مجبرا على هذا البقاء و بالتالي فإن على تحقيقه و إنجاحه تتوقف مسألة وجوده .
تنطلق سيرورة إقامة الدولة الوطنية من الحاجة لها و من الإرادة الجمعية في تجسيدها،أي في جعل البلاد و طنا صالحا للعيش المشترك من أجل الزراعة و الصناعة و الإتجار بالمحاصيل و المنتوجات ، ضمن حدودها الداخلية و ما بعدها ، يرتكز وجود دولة الأمة الوطنية على استقلاليتها و امتلاكها القدرة على الدفاع عن نفسها .
توصلنا مداورة هذه النقطة في الذهن إلى التساؤل عن حقيقة العيش في بلاد لا تتوافر فيها شروط نشوء الدولة و الأمة . فلا غرابة حيال مثل هذه الحال ، أن تلوح لنا مشاهد قوافل نزوح و هجرة أناس يسيرون نحو مستقبل مرهون ، كما لو أنهم " مادة بشرية" خام إذا جاز التعبير ، لا سلطة لهم في تقرير مصيرهم ، فمن المعروف أنهم لن يصلوا إلى بر الأمان إلا بعد أن تبتلع أعدادا منهم التماسيح و الأسماك .
مجمل القول أن الناس ، جماعة أو أفرادا ، أمام اختيارين منطقيين ، فاما البقاء في بلادهم الأصلية متكتلين في أمة تنظم أمورها دولة وطنية تولد من رحمها و إما الهجرة بحثا عن أمة تفتح لهم ذراعيها تحت رعاية دولة وطنية قائمة .
يبقى أن نقول أن أشخاصا و جماعات لا يجدون أمة تحتضنهم في بلادهم الأصلية أو في البلاد التي يدخلونها مهاجرين أو لاجئيين ، هم عرضة في بلادهم لتعسف دولة غير وطنية ، غير شرعية ، في خدمة طغمة غشيمة ، في حين أنهم يخضعون للقانون الخاص بالأجانب و اللاجئيين في البلاد التي التجأوا إليها ، حيث توجد أمة و دولة و طنية شرعية تضطلع بمهام الحفاظ على المصلحة العامة . بين بطش ملك القطيع و تدليس المدجِّن ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا