الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


100 ألف شهيد منذ النكبة ومسيرة التحرير مستمرة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حلّت يوم السبت 7/ 1/ 2023 ذكرى " يوم الشهيد الفلسطيني" الذي أقرّ عام 1969 تخليدا للشهداء الفلسطينيين الأبطال الذين جادوا بأرواحهم في مسيرة شعبنا النضالية لاسترداد وطنه المغتصب. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " أن معلومات " الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين" أشارت إلى أنه منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 وإلى اليوم قدم الشعب الفلسطيني ما لا يقلّ عن 100 ألف شهيد وشهيدة في كفاحه المستمر دفاعا عن أرضه ومقدساته؛ وان 224 فلسطينيا استشهدوا في عام 2022 بينهم 53 من قطاع غزة، وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4450 أسيرا حتى شهر ابريل من العام المنصرم، وواصلت سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 372 شهيدا، من بينهم 11 شهيدا أسيرا في مقابر الأرقام والثلاجات ورفضت تسليمهم لذويهم لدفنهم، ونفذت مليون حالة اعتقال في الضفة وغزة منذ عام 1967.
استمرار نضال الشعب الفلسطيني منذ اغتصاب وطنه وقيام الدولة الصهيونية عام 1948 وحتى يومنا هذا يثبت ان شعب الجبارين لم ولن يتوقف عن الكفاح وتقديم التضحيات، ولن يتنازل أبدا عن حقه في استرداد وطنه المغتصب ودحر هذا الاحتلال كما دحر غيره خلال تاريخه الطويل، ويؤكد أن تخاذل الرسمية العربية وجنوحها للاستسلام والتطبيع والتفريط بفلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية سيفشل لأن الشعوب العربية التي شاركت في حروب 1948، 1967، و 1973 وقدمت أعدادا كبيرة من الشهداء دفاعا عن فلسطين ترفض الانهزام والتطبيع؛ فقد أظهرت نتائج استطلاع أجراه " المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" مؤخرا، وشمل 33 الف شخص من موريتانيا، المغرب، تونس، ليبيا، مصر، السودان، الجزائر، فلسطين، الأردن، العراق، السعودية، الكويت وقطر أن 84% من الذين استجابوا للاستطلاع يعارضون اعتراف دولهم بإسرائيل، ويرفضون الاستسلام لها والتطبيع معها واعتبارها دولة من دول المنطقة مما يعني فشل إسرائيل في اختراق الشعوب العربية وإقناعها بالتطبيع معها.
فلماذا تشعر إسرائيل بالرعب من التضحيات الفلسطينية ورفض الشعوب العربية لوجودها والتعامل معها؟ وما الذي يجب على السلطة والفصائل الفلسطينية، والدول العربية المطبعة، وتلك المجاورة لفلسطين عمله لمواجهة عدوانية وأطماع إسرائيل وحكومتها الحالية الأكثر عنصرية وتطرفا منذ إقامتها عام 1948؟
لقد سبق وذكرنا أكثر من مرة ان أخشى ما تخشاه إسرائيل وتعمل على تجنبه هو الاشتباك المباشر مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لأنها تدرك عدم قدرتها على التصدي لاشتباك كهذا والتحكم بنتائجه، ناهيك عن الانتصار المستحيل فيه؛ فلا غرابة إذا أن تشعر بالقلق الشديد لفشلها في تطويع الشعب الفلسطيني المحتل، وفي اختراق الشعوب العربية، خاصة شعوب الأنظمة العربية التي طبعت معها لأنها ترى في استمرار عداء الشعوب العربية لها تهديدا حقيقيا لوجودها.
ولهذا يجب على السلطة الوطنية والفصائل والأحزاب الفلسطينية الاستجابة لإرادة الشعب والعمل معا بجد وصدق لإنهاء الانقسام وتوحيد الصفوف، وتسليح الشعب واعداده لمقاومة شاملة، والتحلل من اتفاقيات أوسلو، وسحب الاعتراف بإسرائيل، وبذل المزيد من الجهود السياسية لمحاصرتها دوليا وكشف حقيقتها وممارساتها العنصرية.
وعلى الصعيد العربي فإن التطبيع مع الدولة الصهيونية لم يوقف سياساتها العدوانية وأطماعها كما ادعى وتخيل البعض، ولم ولن يحقق لدول التطبيع وشعوبها أي نتائج إيجابية، بل على العكس من ذلك، فإن إسرائيل استغلته في كسب المزيد من الوقت، وقتل وجرح وأسر المزيد من الفلسطينيين، وفي التوسع الاستيطاني، ورفض حل الدولتين، وتجاهل تدخلات ورغبات حكام التطبيع بالتوقف عن تهويد الضفة والقدس، والاعتداءات على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى.
إسرائيل دولة حرب وليست دولة سلام ولن تقدم أي تنازلات إلا إذا أرغمت على ذلك بالقوة؛ ولهذا فإن على القادة الفلسطينيين والعرب ان يتذكروا تضحيات ما يزيد عن 100 ألف شهيد فلسطيني والشهداء العرب الذين جادوا بأرواحهم فداء لفلسطين، وأن يحترموا إرادة الشعوب العربية التي تتوق لمواجهة الصهاينة بإعادة النظر في اتفاقيات التطبيع، والتخلي عن مشاريع السلام الفاشلة، ودعم المقاومة الفلسطينية، وفتح حدود دول الجوار للمقاومين الفلسطينيين وإخوانهم العرب لتمكينهم من تحويل حياة الصهاينة المحتلين إلى جحيم لا يطاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا