الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسخة برازيليّة من التّرامبيّة

حسن مدن

2023 / 1 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نحن بالفعل إزاء نسخة برازيلية للترامبية الأمريكية، في الدوافع والغايات والأساليب، فلا يحتاج المرء لكبير جهد كي يلاحظ أوجه التشابه بين أعمال الشغب التي قام بها أنصار الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، الذي خسر الانتخابات الأخيرة، وتلك التي قام بها أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما أُعلن فوز مرشح الحزب الديمقراطي، الرئيس الحالي، جو بايدن.

كما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونجرس، وأحدثوا فيه أعمال تخريب، وجلسوا، فرحين وشامتين، على مقاعد النواب الذين اضطروا لمغادرة القاعة، قام أنصار بولسونارو أيضاً باقتحام مبنى الكونجرس في بلادهم وتجولوا بين مقاعد النواب وجلسوا فوق طاولاتهم، بل واقتحموا أيضاً القصر الرئاسي ومقر المحكمة العليا بعد أسبوع من أداء الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليمين.

والتشابه ليس فقط في تفاصيل أعمال الشغب في الحالتين، وإنما في أشكال التحريض التي يقال إن مناصرين لترامب ساهموا فيها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعين أنصار الرئيس البرازيلي المهزوم إلى الاحتجاج على نتائج الانتخابات التي وصفوها، هي الأخرى، بالمزورة، مكررين المزاعم الترامبية نفسها عن «سرقة الانتخابات»، ومبشرين ب«ربيع برازيلي» قادم.

وهناك تقارير تتحدث عن علاقة بين بولسونارو وترامب، مشيرين إلى اجتماع مريب عقد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بين ترامب ونجل بولسونارو، في منتجع الأول في فلوريدا، والتي غادر إليها بولسونارو قبل تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد لولا.
في أمريكا نفسها سارع عدد من معارضي ترامب بعد أحداث الشغب في البرازيل إلى إلقاء اللوم على الرئيس السابق ومستشاريه، لتشجيعهم تلك الاضطرابات، ووصف أحد أعضاء لجنة التحقيق في أحداث الكونغرس الأمريكي المحتجين البرازيليين بأنهم «فاشيون يقلدون أنصار ترامب يوم 6 يناير/ كانون الثاني».

بعد الرفض الشعبي الداخلي الواسع لأعمال الشغب، بما في ذلك من قطاع من أنصار الرئيس السابق، وحملة الإدانة الدولية الواسعة لتلك الأعمال، وإعلان التضامن مع الرئيس المنتخب، فعل بولسوناروما فعله ترامب بأن أدان، بعد عدة ساعات، وبشكل خجول وموارب، الهجوم، نافياً مسؤوليته عن تشجيع مثيري الشغب.

أحداث البرازيل تحمل في طياتها مؤشرات على أن «الترامبية» لم تعد ظاهرة أمريكية داخلية فحسب، وأن نسخاً أخرى لها يمكن أن تتكرر في بلدان أخرى، لأنها تعبر عن مصالح قوى نافذة ومؤثرة باتت ترى في تداول السلطة، حتى بين أطراف المعسكر اليميني نفسه، أو داخل منظومة السلطة الاقتصادية والطبقية ذاتها، قيداً عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم