الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تكون الهند 🇮🇳 مصنع للعالم كبديل للصين 🇨🇳 ، الرقمنة الخطوة الأولى …

مروان صباح

2023 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


/ ففي قراراً فريداً بين الدول البيروقراطية وهو صاعقاً قامت حكومة الرئيس الهندي مودي بالإعلان عن محاربة البيروقراطية الهندية وليست مكافحتها فحسب ، والتى ورثتها من التاج البريطاني 🇬🇧 ، فعلاً 😦 ، تتطلع الحكومة اليمينية إلى تحويل المجتمع هناك👆إلى رأسمالي إقتصادي وليس فقط رخائي ، وإذا ما توغل المراقب عميقاً 🧐 في أصول الإستراتيجية الهندية وجذورها التى تخص التعاقد بين أجهزة الدولة والشعب وايضاً بين ثقافة تتوخى بدورها التواصل السريع مع الخارج من أجل 🙌 تحقيق 🤨 ارباحاً أكبر وبوتيرة تصاعدية ، وفي ظل هذا التحول ، من جانبي مهمتي ووظيفيي أن أراقب هذه الإستراتيجية ، لكن تبقى الأسئلة المفتوحة ، كالتي تقول الحصيلة الأولية ، وهي تدلل عن مزيجاً ناجحاً وهو جدير حقاً😦 بالتفنيد ، مع ذلك ، من مصداقية التمحيص اولاً ، هو عدم تورط الباحث عاطفياً بأي مشروعاً حتى يكتمل ، استطراداً وعلى هذا النحو الدراماتيكي ، فلّحال لا يخلو من مفاخر عديدة ، فالرقمنة واحدة☝من الحروب الأهم بين الدول الكبرى ، والتى باتت في العقد الأخير الهم الأكبر للدول في تحديث البرامج العامة للدولة ، وبالتالي ، الحكاية اليوم أضحت هكذا ، كيف تبني جيلاً رقمياً ، إذنً لا بد للحكومات أن تكتسب ساسية المهارات الناعمة ، أي أن المستقبل سيكون معاييره بين الشعوب على قدرة كل شعب في تطوير ذاته من الناحية الرقمنة ، بالطبع ، تظل مسألة الرقمنة لها علاقة بدول التى لديها مشروعاً تطويرياً على المستويات كافة ، مثل بناء مطارات متعددة وبكميات وقدرات كبيرة وترغب ربطها مع شبكات الاتصالات والكهرباء والمواصلات تحت الأرض 🚊 وفوقها ، وجامعات قادرة على تلبية تخصصات الطلبة من العالم ، وهذا يجعل بلد من الهند 🇮🇳 اليوم من أكثر الدول التى قطعت شوطاً مهماً في رقمنة ذاتها لدرجة أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة 🇺🇸 في هذا المجال وأيضًا هي حصلت على نفسه المرتبة كشعب متحدث اللغة الانجليزية ، وهذا يكشف عن انخراط الهنود بمجال النظام العالمي الحديث ، وفي جانب موازي ، حققت الرقمنة لدولة مثل الهند 🇮🇳 على الرغم من جحم تعداد سكانها نقلة نوعية وخاصة بمسألة البيانات الهوية الشخصية ، فهي أصبحت مرتبطة بالشبكة الحكومية والخدمات البنكية والمالية والمدفوعات الخاصة بالأسواق التجارية وأيضاً أبرمت إتفاقية الشراكة مع كل من البنك الدولي والأمم المتحدة 🇺🇳 .

دون أدنى شك ، لا ينفي المرء بأن كانت بداية الدولة الوطنية عموماً شقية😢 وطافحة بالبؤس الشديد وتحديداً في الهند 🇮🇳 ، وإذ أحسن المرء في تمحيص هذا التطور ، اسلوبياً ، سيكتشف هناك 👈 قراراً بالمصالحة مع الذات الوطنية ، وهي مصالحة على نحو حكيمة ومتجانسة وفاشية بالمعنى الإيجابي ، أي متكاملة ، ولأن ما يجري بين الدولتين يشبه الأفلام السينمائية 🎥 ، تماماً 👌كأن المشاهد داخل قاعة السينما ، يتقلب المرء على جانبي التشويق والتأمل العميق ، فالمواجهة الحقيقة في عالم الاقتصاد ، هي في واقع الحقيقة بين الصين 🇨🇳 والهند 🇮🇳 وتحديداً على من سيكون مصنعاً بديلاً للعالم بعد الغرب ، وحسب التقرير السنوي لبنك الدولي ، يشير☝صراحةً عن تاريخ الخط البياني بين البلدين ، فالتقارب كان واضحاً والتفوق بالكاد أن يشاهد ، فهو معدوم حتى شهدت الصين 🇨🇳 القفزة الكبيرة والسريعة ، وهذا دفع الكثير من القوى الكبرى بتشجيع الهند 🇮🇳 على التغير وباتت محطاً لأنظار المستثمرين الدوليين كبديل عن الصين 🇨🇳 ، فالأخيرة حققت نموها لدرجة أنها بات تستحوذ على صناعات الأجنبية لإنتاجات العالم ، مصنعاً 🏭 للعالم بلا منافساً ، كل من يرغب تحقيق 🤨 أرباحاً خيالية وبتكلفة بسيطة 💁 ، ينتقل إلى الصين 🇨🇳 ، وهذه حقيقة 😱 دامغة ، لكن مع المتغيرات التى وضعها حزب الشيوعي في مؤتمره الأخير ، والذي أكد على نقل الصين من ما هي عليه اليوم إلى التوجه نحو الصناعات الوطنية أكثر ، والذي يعني أن الشركات العالمية الكبرى ستبحث عن بديل أخر ، ولأن في النهاية إدارة الاقتصاد هي فن من الفنون التى توازن ذاك التعارض بين الموارد والحاجات البشرية ، لهذا ، تسعى الهند 🇮🇳 إلى لعب هذا الدور كبديل ، حتى الآن استطاعت تحقيق معدلات نمو مرتفعة من خلال توفير الأرضية الملائمة للاستثمار الأجنبي ، وحدثت جهازها ورفعت من قدرات الإنسان ، لكن يبقى السؤال الأهم ، هل يمكن 🤔 القول أنها تستطيع ذلك ، ربما ، ولأن أيضاً تتميز عن غيرها كونها تمتلك قوة بشرية ، كل المؤشرات تشير☝والتى تخص بالإحصائيات السكانية ، بأنها ستتفوق على الصين 🇨🇳 في المنظور القريب ، فالأخيرة باتت تتراجع من الناحية السكانية والأولى يزداد سكانها استطراداً ، بالطبع ، القوة العاملة عادةً إذا كانت مؤهلة ومدربة وهناك 👈 إدارة قادرة على توظيفها ، من المحتمل أن تتحول الهند 🇮🇳 إلى مصنع للعالم .

على نقيض ما قد يتبادر إلى الذهن ، وتلك الحكاية المكرورة ، لم تكن عاجزة فقط بقدر أنها كانت عصيبة ومزعجة وتنذر بالخطر وهو بعدها الأكثر أهمية ، فالفارق واهٍ😫 بين إدارة تشكو من إرتفاع عدد سكانها وأخرى يمكن 🤔 لها تحويل الفائض السكاني إلى مصنعاً 🏭 للعالم ، تماماً👌كما فعلت الصين 🇨🇳 أو كما جرت العادة مع الدول كبرى مثل الولايات المتحدة 🇺🇸 والتى الأخيرة تستوعب سنوياً ما يقارب المليون ونصف المليون مهاجراً على التوالي ، كل تلك الأعداد تذهب إلى أسواق شتى من المهن المختلفة ، وهذا تماماً 👌ما استوعبته الهند 🇮🇳 من الدرس الصيني 🇨🇳 ، لكن دون أن تتورط بمسألة فرض هويتها بقدر أنها أقتربت مِّن الغرب وتحديداً في نشر اللغة بين مواطنيها وكسب التكنولوجيا والتحرك نحو الأسواق العالمية بمرونة وفي ما يخص الصناعات التحويلية ( الإنتاج بالتخزين / الإنتاج حسب الطلب / الإنتاج بالمجتمع ) ، وهذا ما يجعل القائمون هناك 👈 إلى تحويل المجتمع قادراً رقمياً وذو اقتصاداً معرفياً ، أي أنه يعرف تفاصيل ما يبتكره العالم المتقدم وما ينتجه من تكنولوجيات متقدمة وتحديداً في مجال الإتصالات والمعلومات ، إذنً ، اليوم الهند 🇮🇳 تهدم في الرقمنة النظام البيروقراطي وكل ما هو يندرج تحت العادات المستحكمة التى تركتها الحكومات المتعاقبة ، بالفعل 😦 ، أُسّتبدل النظام الإداري والمالي بأطقم على جهوزية تامة بالتعامل مع التحديث والتطوير الحكومي ، وهذا ايضاً ينطبق على نظام المدفوعات والذي يستهدف الدفع الموحد والعملة الرقمية والتى تتيح إنجاز المعاملات بشكل فوري ونقل الملكية بلا حدود ، وهو نظام خارج نطاق البنوك المركزية ، لأنه يعتمد على الإنترنت والذي يساهم في مشاركة أغلبية الشعب ، بالأخص الشرائح التى لا تستطيع الوصول إلى البنوك المركزية ، لكنها في المقابل من السهولة عليها إستخدام الإنترنت لدفع الفواتير دون إستخدام البطاقات الائتمانية ، أو حتى الحوالات العائلية ، بالطبع ، كل ذلك كان لا بد لتأسيس بنية أساسية للاتصالات والتى تعّد في بلد مثل الهند 🇮🇳 بالمتطورة والعملاقة ، فأعداد المشتركين في الإنترنت والإتصالات خيالية وصلت إلى أكثر من 40% ، وهي نسبة تقترب من نسبة إندونيسيا 🇮🇩 ، وهذا الفضل حقاً 😦 يعود فضله لحكومة مودي الحالية ، بل وهي حقيقة دامغة ، لم يكن شخصاً آخراً قادراً على هدم البيروقراطية الهندية سواه ، كما يقال ذلك شعبياً في الهند 🇮🇳 ، فهو في طريقه للقضاء عليها .

وعلى نحو ما ، أهتدت هذه الدول بما تفعله الدول المتقدمة ، وهو اهتداء ينبثق ، في يقيني ، عن مستوى الوعي المرتفع والتى باتت تتحلى به ، فعلاً 😦 ، تتصدر دول مثل سنغافورة 🇸🇬 والسويد 🇸🇪 وكوريا الجنوبية 🇰🇷 وبريطانيا 🇬🇧 قائمة الأكثر رقمنة في العالم ، وتتنافس تلك الدول على رفع كفاءة نظامها الرقمني ، لأن ببساطة 🙄 ، وجدوا باقتصاديات التجارة الدولية وتكنولوجيا المعلومات وتصنيع الإلكترونيات وخدمات الإتصالات الرقمية والزراعة 🧑‍🌾والصحة والتعليم 🏫 والطاقة والخدمات المالية واللوجستيات ، أرتفعت الأرباح أضعاف مضاعفة ، بالفعل 😧 أرتفع الناتج المحلي ، وهنا حسب التقارير الاقتصادية نتحدث عن فارقاً كبيراً وعميقاً ، هو بالمليارات الدولارات 💵 ، لكن تبقى الحقيقة التالية ، بأن حتى لو الصين 🇨🇳 قررت تحويل أقتصادها إلى أقتصاد محلي وليس كما هو الحالي ، أي بأنها مصنعاً للاستثمارات الأجنبية ، وظيفته التصدير من الصين للخارج ، فأن الهند 🇮🇳 باتت على أستعداد لكي تقوم بهذه الوظيفة العالمية ، كمصنعاً جديداً للعالم .

وكما يُعتبر غاندي بالنبي القومية الهندية ، للمتدينين وغيرهم ، بات اليوم مودي وتحديداً في ما يصنعه من تحولات جذرية ، بالطبع إذًا كتب له الاستمرار ، فسيعتبر في المنظور القريب بلملهم البوذي ، تماماً 👌 كما هو لقب الرئيس الصيني ( شي جين بينغ ) ، وعلى الرغم من انفتاحه على الليبرالية السياسية واقتصادها ، إلا أنه حريص 🧐 على وجود ذاك الرابط الوطيد بين فكرة الدولة الحديثة والقومية البوذية ☸ في جغرافية واحدة☝، وعلى الرغم أيضاً من أن الشركات الأجنبية مازالت تخطو نحو الهند بخطى مدروسة وغير سريعة ، بل تحبذ أو تستحسن التوجه نحو فيتنام 🇻🇳 أكثر ، لكن الحقيقة الأخرى تشير☝، بأن ميزة الهند 🇮🇳 برأس مالها البشري وايضاً في وجود الفئة العمرية المناسبة للعمل ( الشبابية ) فالأغلبية هناك👆يبحثون بشكل جدي 😮 وفاعل عن العمل ، النسبة تصل إلى أكثر من 55% ، بالطبع ، دون أن يتجاهل المرء الحقيقة التالية ، بأن الصين 🇨🇳 مازالت هي النسبة أعلى ⬆ في ذلك ، ومع كل هذه المتغيرات الهندية وسواها ، تحتاج الهند 🇮🇳 إلى استقرار سياسي واقتصادي لا يتأثر بتغير الحكومات وأيضاً كذلك ، تحتاج إلى محاربة الفساد اولاً وثانياً وعاشراً لكي تستطيع إستقطاب الاستثمارات الأجنبية والتى تتزاحم عليها البلدان الآسيوية . والسلام🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم