الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يجب إلغاء الملكية الخاصة؟ طلاب دبلن يصوتون بنعم

دلير زنكنة

2023 / 1 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بقلم هيلينا شيهان
ترجمة دلير زنگنة

كانت قاعة مزدحمة لمناظرة الجمعية الفلسفية لكلية ترينيتي في دبلن حول ما إذا كان ينبغي إلغاء الملكية الخاصة. كنت المتحدثة الاولى وتحدثت بحماسة دفاعا عن الاطروحة. كان هناك الكثير من الإيماءات بالموافقة في القاعة. مقابلي كانت مارثا أوهاغان ، أستاذة المالية في TCD والمصرفية الاستثمارية السابقة، التي ألقت خطابًا واضحًا لصالح موقف وسطي ، معترفة بالحاجة إلى بعض الملكية العامة وتنظيم الدولة ، لكنها جادلت بأن الابتكار والحرية يتطلبان الملكية الخاصة . شارك الطلاب الثلاثة المتحاورون في الحركة في القليل من مزاح الطلبة المتوقع ، لكنهم تحدثوا أيضًا بحجج قوية وصادقة للدفاع عن الاطروحة. كان الطالبان الذان ضد الاطروحة مشوشين في حججهم. لقد بنى احدهم كلامه على الدفاع عن الممتلكات الشخصية ، على الرغم من أننا جميعًا على الجانب الآخر أوضحنا أننا لا نريد إلغاء الممتلكات الشخصية.
المتحدث الأخير ، يوتا ديلي ، وهو اقتصادي من UCD ، كان مفعما بالحيوية للغاية ولكنه أكد أن أشياء مثل الرأسمالية والاشتراكية كانت أيديولوجيات وبالتالي لا علاقة لها بالملكية الخاصة ، وهذا الرأي لا يؤدي إلا إلى ضبابية المناقشة. طُرحت الاطروحة من اجل تصويت الحضور وفازت بشكل حاسم. كما أن استطلاعات الرأي على انستغرام Instagram و تويتر Twitter جاءت بشكل جيد لصالح الاطروحة. أضع سبب هذه الحالة المزاجية بين الطلاب على شعورهم بأنهم محرومون من مستوى المعيشة الذي يطمحون إليه. في وقت سابق من نفس اليوم ، كان هناك إضراب طلابي في مؤسسات المستوى الثالث الأيرلندية بسبب أزمة سكن الطلاب وأزمة التكلفة العامة للمعيشة. جاءني عدد غير قليل من الطلاب بعد ذلك ليقولوا إنهم اقتنعوا بالاطروحة و غيروا افكارهم . لقد اعتبرت أن هذا لا يأتي فقط من حججي ولكن من تجاربهم في حياتهم. اعتقدت قبلا بأنني كنت ذاهبًا إلى عرين الأسد ، و لكن خرجت منه وأنا أشعر بالبهجة تجاه الجيل الحالي من الطلاب أكثر مما كنت عليه منذ وقت طويل.

هنا مداخلتي:

عندما تكتب الجمعية الفلسفية (الجمعية ) للمتحدثين وتدعوهم للتحدث هنا ، فإنها تسرد أسماء الرؤساء ورؤساء الوزراء والكتاب المشهورين وغيرهم من الشخصيات البارزة التي خاطبت الجمعية على مر القرون ، وتدعونا ، على ما أعتقد ، إلى الاستظلال بمجدهم المنعكس. على الرغم من أنني لم أشعر بأي ميل للقيام بذلك في حالة جو بايدن أو هيلاري كلينتون - أو حتى أوسكار وايلد أو كارل بوبر - إلا أنني أشعر بالفخر لاتباع خطى فريدريك إنجلس. عندما تحدثت لأول مرة في الجمعية منذ سنوات عديدة ، كان السؤال هو ما إذا كانت الاشتراكية والنسوية متوافقتان. كان النص الذي أشرت إليه بقوة أكبر عمل رائع لإنجلس "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة". لذلك ، بعد سنوات عديدة من الابتعاد عن الجمعية، أفكر في إنجلس مرة أخرى بينما أتناول مسألة الملكية الخاصة ، وكذلك الدولة وعلاقتها بالملكية الخاصة.
أنا أؤيد الاقتراح الداعي إلى إلغاء الملكية الخاصة.

اسمحوا لي أولا أن أحدد الملكية الخاصة التي أعتقد انها ينبغي إلغاؤها. أريد أن أميزها عن الممتلكات الشخصية و ممتلكات الجماعة والممتلكات العامة.
لا أريد أن آخذ ملابسك ، أو فرش أسنانك ، أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بك ، أو منزلك أو سياراتك التي اشتريتها. لا أريد حتى انتزاع الأعمال الصغيرة من أصحابها. (بالمناسبة ، عشت ذات مرة حيث كان كل شيء مملوكًا للجماعة عندما كنت راهبة. كانت جميع ملابسنا وكتبنا وأقلامنا ، أيا كان ، "لاستخدام أي من الأخوات ").

لا أريد فقط عدم إلغاء الممتلكات الشخصية ، ولكن أود أن أرى الممتلكات الشخصية لأولئك الذين يعملون في زيادة بدلاً من نقصان. أود أيضًا أن أرى التعاونيات تزدهر.
ومع ذلك ، أود أن أرى كل ملكية إنتاجية واسعة النطاق ، مملوكة حاليًا كملكية خاصة ، تتحول إلى ملكية عامة. ما تم بناؤه بواسطة العمل الاجتماعي ، أحيانًا على مدى عقود أو قرون ، يجب أن يكون مملوكًا اجتماعيًا ، وتديره الدولة في المقام الأول.

أبدأ من هذه الفرضية: كل ما هو موجود وذو قيمة يأتي من الطبيعة أو العمل ، أو في الغالب من مزيج من الاثنين. كل شخص موجود لديه نفس عدد الساعات في اليوم. لماذا ينبغي على بعض الأشخاص الذين يقضون بضع ساعات في تنظيم الإنتاج أن يجمعوا في بضع ثوانٍ أكثر مما يمكن أن يكسبه شخص يشتغل في أعمال يدوية شاقة في عام؟ والأسوأ من ذلك ، لماذا يجب على الآخرين الذين لم يقوموا مطلقًا في حياتهم كلها بأي عمل من أي نوع سوى أن يرثوا الأسهم (أو التيجان) أن يكونوا قادرين على الحصول على ثروة هائلة غير مكتسبة يتم انتزاعها من عمل الآخرين؟

كيف تم مصادرة الكثير من المباني التي بناها الكثيرون من قبل قلة قليلة؟ لم تأت ، بشكل عام ، على الرغم من أساطير خرقاء عن البؤس الى الثروة ، من اختراع عبقري و / أو مهارة ريادية. لقد جاءت إلى حد كبير عن طريق القوة ، سواء عن طريق الجيوش الغادرة أو من خلال الألاعيب الأوليغارشية للدولة بواسطة تمرير وإنفاذ القوانين المواتية لمثل هذا المصادرة.

خذ أمازون على سبيل المثال - ليس النهر أو الغابة المطيرة ، ولكن الشركة. فكر في الطبيعة التي تزرع الأشجار ، والمزارعون الذين يزرعونها ، و عمال الغابات الذين يحصدونها ، والمؤلفون الذين يؤلفون الكتب (أنا واحد منهم) ، والعمال المنخرطون في طباعتها وتجليدها وتوزيعها في ما لم يعد يُطلق عليه المستودعات بل مراكز التنفيذ fulfillment centers . وجيف بيزوس {مالك أمازون }ماذا يفعل؟ نعم ، انه يفعل شيئًا ما. نشاط ريادة الأعمال هو شكل من أشكال العمل. ولكن لماذا يجب أن يكون قادرًا على أخذ الكثير من ثمار هذه العملية برمتها أكثر بكثير من الاخرين ؟

استنادًا إلى أرقام 2018 ، استغرق جيف بيزوس تسع ثوانٍ فقط ليحصل على ما يحصل عليه العامل الوسيط في أمازون في عام. كان ذلك على أساس راتب قدره 1.6 مليون دولار. علاوة على ذلك ، كان هناك ما حصل عليه من الأسهم ، مما جعل حصته ، وفقًا لأحد التقديرات 3182 دولارًا كل ثانية. وقد تضاعف ذلك منذ ذلك الحين ، خاصة أثناء الوباء. كيف يمكن لشخص واحد أن يستحق 162.7 مليار دولار من هذه العملية الجماعية المعقدة؟

في هذه العملية الطفيليه الهائلة، يتم استخراج المزيد والمزيد من أولئك الذين يقومون بالعمل الحقيقي ، وفي بعض الأحيان يعملون لساعات طويلة في ظروف صعبة - المزارعين ، و عمال الغابات ، والسائقين ، وعمال المصانع ، والمحررين ، والكتاب ، بينما يراكم الرؤساء التنفيذيون ، مثل جيف بيزوس الملايين أثناء نومهم. علاوة على ذلك ، هناك بعض الذين يمتلكون أسهماً لم يساهموا بأي شيء في هذه العملية على الإطلاق ، ولا حتى جهود ريادة الأعمال الأولية. هذا طفيلي تمامًا.
تقوم الرأسمالية كنظام على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج الاجتماعي. إنه بطبيعته ليس فقط غير عادل ولكنه غير فعال.

هناك حاليا أزمة في الاستثمار. يتم إعادة استثمار القليل من الأرباح المتراكمة في الإنتاج الاجتماعي ،في الإنتاج أو توزيعها اجتماعياً. من خلال الأجور المنخفضة أو التهرب الضريبي أو التجنب (حتى عندما تعمل الحكومات لصالح رأس المال وتقدم أنظمة ضريبية مواتية) ، يستخرج أصحاب رأس المال الثروة التي إما يستهلكونها بسخاء أو يتركونها تتراكم بشكل غير منتج. هناك مبالغ باذخة من الأموال تُنفق على الاستهلاك الفاخر: الطائرات الخاصة ، والقصور المتعددة ، واليخوت ، في حين أن أولئك الذين يقومون بعمل حقيقي يكافحون من أجل توفير الطعام والتدفئة في أزمة غلاء المعيشة الحالية. من لديهم أموال أكثر مما يعرفون كيف ينفقون يستعملون عملات NFT الرقمية كاشكال الإنفاق النهائية .

ترسم أغنية قديمة للحركة العمالية الحقائق الصارخة:

نحن الذين شيدنا البنيان ، بنينا المدن التي يتاجرون فيها ،

و حفرنا المناجم ، وبنينا الورش ، ونصبنا أميال لا نهاية لها من السكك الحديدية. 

الآن نحن منبوذون ونتضور جوعا وسط العجائب التي صنعناها ...
لقد أخذوا ملايين لا حصر لها لم يطلب منهم أبدًا كسبها ، 

ولكن بدون عقولنا وعضلاتنا ، لا يمكن لعجلة واحدة أن تدور

خلال حركة احتلوا قبل أحد عشر عامًا ، خرج الناس من كل مدينة رئيسية في كل قارة وصرخوا "نحن 99٪" ، راغبين في استعادة العالم الذي سرقه 1٪ منهم. كان هناك مخيم خارج بوابات TCD مباشرة في شارع Dame St. تفاعل بعض الموظفين والطلاب معه بطرق مختلفة ، لكن معظمهم مضوا بجواره. قمت بتنظيم احتلوا الجامعة ، حيث ألقينا محاضرات في الشارع حول كيفية تكوين الثروة وتوزيعها وكيفية ممارسة السلطة وكذلك حول كيفية بناء حركة لتحديها. أعتقد أن هذه المحاضرات كانت في الغالب أفضل من تلك التي تُلقى داخل هذه القاعات.

لا يزال هناك استياء هائل من النظام العالمي القائم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج الاجتماعي. هناك العديد من الأحزاب والمشاريع والمنظمات التي تعترض عليها ، لكن لا توجد حركة جماهيرية قوية بما يكفي حاليًا لحشد كل هذا الاغتراب والغضب لكسر قوة ذلك النظام والشروع في الانتقال إلى نظام بديل. هذا ما نحتاجه - هذا النوع من الحركة لوضعنا على طريق هذا النوع من النظام.

سيكون ذلك بمثابة اشتراكية ، نظام قائم على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج الاجتماعي. تتعامل الاشتراكية كنظام بديل مع عملية الإنتاج الاجتماعي من خلال الملكية والسيطرة الاجتماعية ، مما يسمح بتوزيع أكثر عدالة وإعادة استثمار أكثر كفاءة ، ليس فقط في المؤسسة نفسها ، ولكن في البنية التحتية الاجتماعية بأكملها التي تعتمد عليها.
إنها أيضًا الطريقة الوحيدة لتسخير موارد المجتمع بطريقة تحمي كوكبنا من مسار التدمير الذاتي الذي نسير فيه، على مسار متأصل في منطق الرأسمالية.

لقد رأيت تقديرات تقريبية لمثل هذا النظام خلال فترات إقامتي في أوروبا الشرقية وكوبا. لقد رأيت مجتمعات تمت مصادرة ممتلكات ملاكها، حيث كانت وسائل الإنتاج الاجتماعي مملوكة اجتماعياً. كانت أيضًا مجتمعات بها العديد من العيوب الصارخة ، حيث كانت هناك حاجة لمزيد من التعبير الديمقراطي والمشاركة للتقدم إلى شكل أعلى من الاشتراكية.

وبدلاً من ذلك ، وبسبب ضغط النظام العالمي على أي شيء خارج حدوده ، فقد ذهبوا في الاتجاه المعاكس ، مع إعادة الملكية العامة إلى ملكية خاصة في طقوس ضخمة من التراكم عن طريق نزع الملكية. على الرغم من بعض السمات الإيجابية للتحول في أوروبا الشرقية ، مثل حرية السفر ، فقد كان بشكل عام كارثة مأساوية، مما أدى إلى العديد من الوفيات الزائدة ، بما في ذلك الانتحار ، والفقر الهائل ، واليأس ، والاكتئاب. لا تزال العواقب المأساوية تظهر بعدة طرق على عدة مستويات ، بما في ذلك الحرب الحالية في أوكرانيا.

أختم بالقول إننا بحاجة إلى إيجاد طريقة لمصادرة المصادرين ، وتحويل الملكية الخاصة إلى ملكية عامة والانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. سيكون هذا معقدًا للغاية ويصعب تحقيقه ، لكنه ضروري إذا أردنا يومًا ما تحقيق نظام اجتماعي مستدام وعادل.

المصدر

https://mronline.org/2023/01/13/should-private-property-be-abolished-dublin-students-vote-yes/

……………

هيلينا شيهان Helena Sheehan
أستاذة فخرية في جامعة مدينة دبلن في أيرلندا حيث درست تاريخ العلم و التكنولوجيا بالإضافة إلى تاريخ الأفكار بشكل عام. تشمل كتبها الماركسية وفلسفة العلم: تاريخ نقدي ، موجة سيريزا ، التنقل في روح العصر ، وحتى نسقط (قيد النشر). نشرت أيضًا العديد من المقالات في الفلسفة والعلوم والسياسة والثقافة. ألقت محاضرات في دول مختلفة في أمريكا وأوروبا وأفريقيا. كانت ناشطة في اليسار منذ الستينيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت