الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي مستقبل للشغّيلة والعمل النقابي بالمغرب في ظل التشتت؟

حسن إدريسي
كاتب وباحث من المغرب

(Hassan Idrissi)

2023 / 1 / 15
الحركة العمالية والنقابية


تعد النقابة في أبسط تعريفاتها إطارا يدافع عن الحقوق المادية والمعنوية لشريحة معينة داخل المجتمع. تجمع بينها في الغالب نفس الظروف الاجتماعية مما يجعل مصالحها مشتركة أو متقاربة و يدفعها إلى التضامن الجماعي دفاعا عن حقوقها المادية والمعنوية بدون طمع أو شروط. وعليه فالعمل النقابي يعد ضرورة ملحة لضمان كرامة الشريحة المستهدفة. وبتحديد أدق إنها بمثابة جمعية تشكل للتفاوض بشأن مصالح أعضائها الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية. وللضغط على الهيئات المسؤولة - وهو ما لا يمنع من التجائها للعمل السياسي أحيانا- وقد تزامن ظهور النقابات مع تطور الحركات الاشتراكية التي اهتمت بظروف العامل ودافعت عن حقوقه في وجه التسلط والاستغلال. وتعد بريطانيا أول من اعترف بالنقابات العمالية .
هنا تستوقفنا الحالة التي صار عليها الجسم النقابي بالمغرب لنتساءل عن مدى قيامه بالأدوار المنوطة به وعن رضا الطبقة العاملة بخدمات نقاباتها وزعمائها؟
أول ما يلحظه المتأمل في واقع العمل النقابي في المغرب هو ذلك التشتت والانشقاق الذي تعيشه النقابات الناتج أساسا عن تغليب الصراع السياسي والحزبي عن حماية الحقوق المشروعة للعمال، بل والتكالب عليهم أحيانا وتجاهل مآسيهم انسجاما مع تناوب اليمين واليسار على الحكومة. وكأني بالنقابة ملحقة للحزب أو شبيبة له، تخدم مصالحه وتوفر له طبقة جماهرية مناصرة لبرنامجه الانتخابي.
ويتأكد ذلك من خلال الموقف المتخاذل للنقابات من الحملة الغير بريئة التي تقودها الحكومة ضد الأجراء بشكل عام وقطاع التعليم على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة. مما سهل تمرير مجموعة من القرارات كالتضييق على حق الإضراب عن طريق الاقتطاع من الأجور.
كلها عوامل وأخرى أفقدت النقابات مصداقيتها وجعلتها محط الشك وعدم الثقة عند العمال، وهو ما يبرر عزوف شريحة مهمة عن الانخراط النقابي، وظهور التنسيقيات كتجاوز صريح للنقابات وإن كانت هي الأخرى لا تخل من مشاكل.
وتزداد الوضعية تعقيدا عندما نرى المأجورين أنفسهم يعيشون هذا التشتت رغم انتمائهم لطبقة واحدة ذات مصالح مشتركة. وهو ما يسعد المسؤولين الذين لا يرغبون في طبقة عمالية قوية. وهكذا برزت المقاطعات الاجتماعية و الخصومات بين العمال والمهنيين -الإخوة/الأعداء- لا لشيء إلا لانتمائهم لنقابتين مختلفتين أو نقابات مختلفة " مخالفك في النقابة عودك".
صحيح أن البرامج والظرفيات التي تؤطر العمل النقابي ببلادنا مختلفة. لكن لا ينبغي أن يُسمح لتلك الاختلافات بأن تعصف بحقوق العمال وأحلامهم. نحن لا نطالب بخط نقابي أحادي يجمع كل النقابات لأنه شبه مستحيل -على الأقل حاليا- ولكن بأرضية تنصهر فيها الخلافات وتضمن تكتل المركزيات النقابية في إطار اتحاد خماسي أو... يضمن حل الملفات المطلبية المشروعة العالقة بعيدا عن القرارات التعسفية التي تتغيى كبح صوت الشغيلة المغربية وإخضاعها لشروطها الغير العادلة. فمتى يتحقق نداء الشاعر حيث قال: "إن العود محمي بحزمته ضعيف حين ينفرد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. LBCI News(16-04-2024)- هل من بديل لليد العاملة غير اللبنانية


.. موريتانيا.. وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح رئيس منظمة ال




.. عدد المستفيدين من التأمين الصحي الشامل.. #معلومة_ع_السريع


.. مظاهرة بمطار أيرلندي احتجاجا على استخدامه في رحلات عسكرية لإ




.. متظاهرون مناصرون لفلسطين يدعون إلى إضراب في جامعة ميشيغان بس