الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الصورة والإشكالية القيمية في زمن العولمة

حواس محمود

2023 / 1 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في هذا العصر الذي نشهد فيه متغيرات عديدة بفعل الثورة المعرفية والعلمية والتكنولوجية الكبرى ( الثورة الثالثة – الفن توفلر) أو ما يسمى بالعولمة نشهد تراجعا ملموسا في الثقافة المكتوبة واضطرادا واسعا في الثقافة المرئية- الشفوية- إذ أن الثقافة المكتوبة باتت تتعرض للتقلص وللتحجيم الشديدين بسبب ضخامة المد الإعلامي المعتمد على ثقافة الصورة ، وبخاصة الفضائيات المنتشرة بشكل كبير في العالم ، ومدى ما تؤدي إليه هذه الثقافة من تأثيرات عقلية وعاطفية وسيكولوجية متعددة
.فيما يلي سنبحث في ثقافة الصورة في زمن العولمة ، والإشكالية القيمية في زمن العولمة وهذان الموضوعان يرتبطان ببعضهما من خلال جدلية السبب والنتيجة فثقافة الصورة هي السبب في نتيجة مفادها تأثر القيم بثقافة الصورة بشكل كبير وملحوظ
.ثقافة الصورة في زمن العولمة :
لقد تميزت ثقافة العقلانية في مغامرتها الكبرى وإنجازاتها الرائعة بالقطيعة وتجاوز ذاتها دوماً ( كما يذهب إليه فلاسفة العلوم من مثل باشلار ) من أجل مزيد من الاقتدار المعرفي على السيطرة والضبط والتوجيه وفاعلية الإنتاج ، إلا أنها أنتجت بدورها ما يتجاوزها أي حضارة ما بعد التكنولوجيا ، وها هي الآن أمام إحدى ثمارها ( ثقافة الصورة وإيديولوجيتها الجديدة ) التي بدأت تحاصرها ، ذلك أن الغاية الكبرى قد تحولت من الإنتاج إلى الربح السريع .
كان الإنتاج يحتاج كي يتحقق إلى ثقافة العقلانية ، أما الربح السريع الذي بدأ يشكل الظاهرة الجديدة في الاقتصاد ( اقتصاد السوق والسوق المالية ) فهو يحتاج إلى ثقافة مغايرة هي موضوع مقالنا الحالي ، إنها ثقافة الصورة الألكترونية التي بدأت تمثل حالة شبه قطيعة مع ثقافة العقلانية ، إلا أن ثقافة الصورة لم تبرز كلياً في الأصل لخدمة اقتصاد السوق ، بل هي مرتبطة به من خلال تكنولوجيا المعلومات المشتركة بينهما من ناحية ، ومن خلال وضع يد سوق المال على الإعلام ووسائطه من ناحية ثانية ، إنها حالة ليس من المبالغة في شيء تسميتها بالمصادرة التي بدأت تتعاظم ، وإن لم تصبح بعد شمولية ذلك أن هناك قوى سياسية تقليدية لازالت تنافسها في عملية المصادرة هذه كما هو حال الإعلام في عدد كبير من بلدان العالم الثالث ، حيث يجيّر لخدمة تعزيز السلطة في المقام الأول
الصورة و الكلمة:
في الثقافة البصرية لا يعرف الملتقى مرسل الصورة بخلاف النص المكتوب، ففي الخطاب الشفهي المرسل مباشر وموجود، أما في مرحلة التدوين فإن المرسل هو نائب عن المرسل الأصلي، وفي مرحلة الكتابة أصبح النص يستحضر مؤلفه بالضرورة ، ولكن في مرحلة الصورة سقط المرسل فأصبحنا أمام صور فقط وهذا تغير غير مسبوق في أي مرحلة سابقة فالصورة اكتسحت الصيغ الإرسالية الأخرى ليس بمعنى الإلغاء وإنما بمعنى البروز والهيمنة لأن الصورة لغة بذاتها والتأويل فعل لغوي فإذا كان التأويل في السابق حقا مقصورا على النخبة فإن الجمهور اليوم يستقبل الصورة من دون شرط لغوي ومن دون تأويل، من هنا يقوم المستقبل نفسه بدور التأويل، إذ توفر الصورة قدرات التأويل الذاتية ولهذا يتفاوت التأويل كما أنه أصبح في ثقافة الصورة فعلا مصاحبا لعملية الاستقبال وليس منفصلا عنها إذ يتم تأويل الصورة بطريقة ذاتية ومباشرة وفطرية وصافية.

.
ثقافة الصورة وتكنولوجيا المعلومات :
يتناول الدكتور مصطفى حجازي موضوع ثقافة الصورة من خلال مرتكزاتها التكنولوجية ، ويشير إلى أن المعلومات المتوافرة في هذا الموضوع متعاظمة دوماً ، ويوجزها في القول بأن الكتابة فيه تتقادم بسرعة ، فالمعلومات التي كانت تعتبر ثورة في الاتصال تصبح في زمن وجيز من الأمور الشائعة حتى في الأوساط الشعبية ، وهذا يدل على أننا بصدد حالة مفتوحة النهاية متسارعة الخطوات ، والتقدم التكنولوجي في هذا لمجال يمر بقفزات ذات تسارع هندسي ، أما على صعيد الاستهلاك فما كان يعتبر محصوراً في قلة قليلة سرعان ما أصبح تكنولوجيا عامة الانتشار والاستخدام ، لا تلبث التكنولوجيا الجديدة تنزل إلى السوق حتى تصبح من الأمور المألوفة من مثل " الكيبل " والأطباق حيث يكون العالم كله بين يديك فعلاً وباللحظة عينها من خلال برامج البث المباشر ، التسارع الزمني يصاحبه انتشار مكاني حيث أصبح فضاء الكرة الأرضية مغطى بشبكة كاملة ، لم يعد هناك فضاء محظور وما هو مغلق اليوم يصبح مفتوحاً ومشاعاً غداً ( أمريكا قررت فتح موجات البث الفضائية للمبادرات الخاصة ) ، إذاً نحن إزاء ما يطلق عليه العاملون في هذا الميدان " الحتمية التكنولوجية الإعلامية " . تقوم وراء هذه الحتمية تكنولوجيا بازغة فائقة القدرة على تبادل المعلومات ونشرها من خلال ثلاثي : الحاسوب – القمر الصناعي – التلفزيون . ناهيك عن إدماج هذه التكنولوجيا من خلال التلفزيونات ذات الحواسيب المدمجة وذات القدرة على الالتقاط الرقمي للصورة ، وبالطبع أصبحت التلفزيونات المدمجة بالحواسيب الشخصية مسألة شائعة ، من هنا فأن ثقافة الصورة لا تملأ علينا دنيانا فقط بل هي تصنعها بشكل متزايد في يسره ونفاذه وشموله ، ولن يمضي وقت طويل قبل أن يلتقط جهاز التلفزيون العادي عدة مئات من البرامج من محطات تبنى كي تبث دفعة واحدة ما يزيد على ألف برنامج من كل فن ولون وذوق ، إننا بصدد حالة فعلية من إغراق إعلامي يعبر عن مدى تزايد قوة ثقافة الصورة ونفاذها ، كما لن يمضي وقت طويل قبل أن يتحول جهاز التلفزيون في المنزل إلى سوبر ماركت إعلامي لا يلتقط ما تبثه المحطات فقط ، بل هو مربوط بقواعد المعلومات التي تختزن مجمل الثورة البشرية من المادة المصورة والمرئية ، ومن هنا ينتشر الحديث عن " إدمان الشاشة " وعن " نسّاك الشاشة " تلك هي التكنولوجيا التي ستقدم الثقافة التي تتلقاها وتتعامل معها الأجيال الطالعة ، ويمكن القول بأن التلفزيون لا يملأ علينا دنيانا فقط من خلال نقل الواقع الحي مباشرة أو غير مباشرة ، بل هو بصدد صناعة دنيا الأجيال الطالعة من خلال الواقع المخلّق ، الواقع المصنوع حاسوبياً ، هذا الواقع الذي يمكن مزجه بدرجات متفاوتة مع الواقع الطبيعي يتعذر حتى على الأكثر فطنة تمييزه ، بدأ الأمر مع أفلام الرسوم المتحركة للأطفال المصنوعة بالحاسوب ، وهو بصدد الحلول محل التمثيل السينمائي والممثلين واستحضار النجوم التاريخيين في تمثيل مصنوع ، إن هذا الواقع المخلّق وإمكانات مزجه تكنولوجياً مع الواقع الفعلي يخلق حقاً عالماً جديداً كلياً من ثقافة الصورة ، عالم له قوة تأثيره التي يطلق عليها الدكتور حجازي تعبير " البلاغة الألكترونية " ويشير الدكتور حجازي إلى أن البلاغة الألكترونية تأتي كي تعزز وتضاعف بلاغة الصورة المرئية التقليدية والتي أصبح معروفاً مدى استخدامها في الإعلام : مؤثرات الصوت المجسم والألوان المبهرة ، وتقنيات التكثيف والتركيز والتكبير والتصغير والدمج والفرز والإنزال ، والمزج والتسلسل إلى ما هنالك من تقنيات وإخراج وهي تتوسل كل مبادئ التأثير الحديثة في علوم نفس الحواس والاستقبال الحسي والإدراك ، هذه البلاغة لا يمكن المشاهد إلا الاستسلام لمتعها العديدة وبالتالي تأثيرها الصريح منه والخفي المباشر والمداور ، الآني واللاحق ، حيث أصبح معروفاً في علوم الإدراك أن مقدار الوعي بما يدرك من مثيرات لا يشكل سوى نسبة محدودة مما يتم تلقيه ، كما أن بلاغة الصورة مضافة إلى البلاغة الألكترونية وتلقيها من أكثر من حاسة في آن معاً ، وتوجهها إلى أكثر من رغبة ودافع في الوقت نفسه ، وقوة نصوعها وتماسكها وانسجامها كأشكال وسيناريوهات تجعل عملية بناء الشبكات العصبية المعرفية الخاصة واستيعابها وتخزينها أقوى بكثير ، إضافة إلى كونها لا تتطلب جهداً عقلانياً واعياً ومركزاً ، ومن هنا تتكون شبكات معلومات في الدماغ ذات حجم وسرعة لا يقارنان ببطء تكون الشبكات المعرفية الناتجة عن النص المكتوب الذي يحتاج إلى جهد عصبي لفك رموزه وتأويله ثم استيعابه ، بلاغة الصورة تقدم مادة مشغولة سلفاً وجاهزة للاستيعاب .
ثقافة الصورة والتنشئة الاجتماعية :
في السابق كان يسود الاعتقاد بأن الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي تحدث للمراهقين والشباب تعود إلى الأسباب الفيزيولوجية فقط ، إلا أن الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية الحديثة عارضت هذا الاتجاه وربطته بعوامل عديدة أبرزها التنشئة الاجتماعية ، فالتنشئة الاجتماعية كمصطلح كانت في الماضي مرتبطة بتعليم وتربية الصغار فقط ، بينما شمل المصطلح الحديث تنشئة الصغار والكبار معاً ، أي اعتبار التنشئة عملية مستمرة منذ الميلاد وحتى الممات ، لأنه من الواضح أن خبرة التطبيع الاجتماعي للشخص في مرحلة الطفولة لا تستطيع إعداده لكل الأدوار التي يتوقع منه أن يشغلها في حياته القادمة ، بل إن هذه العملية خلال سنوات النضج يجب أن تكون مطلباً أساسياً في المجتمعات الدينامية الحديثة وهو الأمر الذي يلتقي مع الهدف البعيد للتربية المتمثل في ما يسمى حالياً بفكرة التنشئة الاجتماعية للكبار وهي التربية مدى الحياة ، وتأتي وسائل الإعلام في المجتمع الحديث لتقوم بدور بارز في عملية التنشئة الاجتماعية وهذا الدور يزداد أهمية وتأثيراً بانتشار هذه الوسائل وتطورها التقني واختراقها لجبهات الحياة المختلفة وقبولها الفعال بين الأفراد وخاصة الأطفال والمراهقين والشباب وملازمته لهم طيلة الحياة من الطفولة وحتى نهاية العمر ، ومن هنا نتبين الخطورة الاجتماعية النفسية التي تترتب على تعرض الشباب المستمر لهذه الوسائل .
إن عملية التأثير بين الفرد ووسائل الاتصال عملية يصعب وضعها وكيفية فعلها نظراً إلى نواتج جملة من متغيرات تكاد لا تحصى في عملية التأثير لكن دراسة التأثير تظهر نتيجة تفاعل الخصائص النفسية والاجتماعية والحضارية ، ولعل من أهم خصائص وسائل الإعلام التي تبرز أثرها في عملية التنشئة الاجتماعية أنها غير شخصية ، وأنا تعكس جوانب متنوعة من الثقافة ، كما أن الواقع يشير إلى اهتمام الشباب ببرامج التلفزيون وخاصة برامج القنوات الفضائية الأجنبية ، ربما لأسباب كثيرة فهي أحياناً تغذي لديهم شعوراً بالنقص الكبير الذي ينعكس على سلوكهم سلباً لقوة البرامج الأجنبية من ناحية التشويق والإثارة والتنوع وقربها لرغباتهم الثقافية والغريزية وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى هروبهم من برامجهم التلفزيونية الوطنية ، بل هروبهم من محيطهم الاجتماعي المتناقض مما يؤدي إلى تكوين خصائص سلوكية مضطربة تجعلهم ينتقلون من الفعل إلى موقع الانفعال ، ومن ميدان التأثير إلى خانة الاستلاب والتأثر ، فالملاحظ أن القاسم المشترك لبرامج الفضائيات الأجنبية هو المادة الترفيهية وأفلام الجريمة والعنف والرعب والجنس ، أي أن ثقافة الصورة تطغى عليها أكثر من ظاهرة : الاغتراب والقلق وإثارة الغريزة والفردية والعدوانية ، ودافعية الانحراف وسلطة المال والجنس وحب الاستهلاك والأنانية وعدم الاكتراث واللامبالاة والتمرد والطيش واللهو واللامسؤولية ، وكلها مفردات حياتية تتأسس في إدراك الفرد وسلوكه ومعارفه حيث تتحول أحياناً من صورة ذهنية إلى نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطبع الاجتماعي .
واللافت للنظر أن بعض الفضائيات العربية تساهم بشكل فعال مع القنوات الفضائية الأجنبية بنشر المادة الأجنبية ذات الطابع الثقافي الهابط والتي لا تتلاءم مع الواقع الاجتماعي وتتعارض مع التنشئة الاجتماعية العربية ومقوماتها ، فهي تكرس صورة الحياة الاستهلاكية وتعرض مقومات الشخصية العربية والثقافية للتشويه والمسخ والاغتراب الحاد ، حيث تتسابق هذه المحطات العربية لإرضاء الشباب واجتذابه بأية صورة من خلال المواد الترفيهية وعرض الأفلام والمغامرات المليئة بالعنف والجريمة وقصص الحب والمغامرة العاطفية والإثارة ، بل إن بعض القنوات الفضائية العربية أصبحت أشبه بنواد ليلية تقدم لجمهورها أنواع الإثارة الجسدية والغريزية بمواصفات قد لا تجدها حتى في القنوات الفضائية الأجنبية ومن دون مقص الرقيب وذلك من دون اعتبار بالواقع الاجتماعي ومتطلباته ، وبالاستناد إلى ما سبق نتوقع مستقبلاً أن تنشأ مشكلات اجتماعية تأخذ أبعاداً واضحة في الحياة العربية ، ويتأثر الأطفال والمراهقون والشباب بنتائجها السلبية ، فمن المحتمل أن تخلق الفضائيات حالة الاضطراب الاجتماعي وعدم الاستقرار والاختلال والرجرجة في العلاقات الاجتماعية ، وتعميق المشاعر الذاتية والأنانية أكثر من روح الالتزام الاجتماعي ، وإضعاف الولاء للمجتمع والوطن وتنمية الفردية والروح الاستهلاكية ، وتعميق الإحساس بالدونية والاغتراب وإشاعة مشاعر الاستسلام للواقع ، وإضعاف الروابط الأسرية وقيمها ، وازدياد السلوك الإجرامي والأمراض الاجتماعية ، والأهم كما نرى مستقبلاً ( مع وجود مؤشرات واضحة وصارخة الآن ) احتمال ضعف دور الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية مقابل الدور الكبير والمؤثر للتلفزيون في اتجاهات التنشئة الاجتماعية والعمليات السيكولوجية والسوسيولوجية .
ثقافة الصورة ومحذور التخلف العقلي :
ويقول المفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري بأن مجيء التلفزيون كان بطبيعة الحال اختراعاً ثورياً انقلابياً في تاريخ الحضارة ، وصار بالإمكان أن ينقل لنا مشاهد حسية حقيقية لم يكن ممكناً نقلها بالكتابة الصحفية أو بالوصف الإذاعي ، كما صار بإمكان التلفزيون التعليمي نقل صور الجسم البشري ولقطات التشريح والعمليات الجراحية والمشاهد الجغرافية والوقائع المجتمعية في القرى والمدن إلى غير ذلك من إيصال بالصورة وبالرؤية المباشرة لم تكن ممكنة دون هذه الوسيلة البصرية ، وبلا شك فإن هناك مجالات وقطاعات من العلم والحياة لا يمكن فهمها وتفهمها إلا بالصورة الحسية الظاهرة .
إن التلفزيون أو الإيصال بالصورة يمثل تقدماً علمياً مهماً في التواصل الإنساني والمعرفة الإنسانية ، وكان من الممكن أن يحتفظ بطابعه التقدمي ( الإيجابي ) هذا لو أن التأثير التلفزيوني اقتصر على الجوانب التي يحتاج الإنسان إلى فهمها بالصورة الحسية المرئية ، ولم يتحول إلى أداة ووسيلة كلية في الإيصال والتواصل اجتاحت مختلف جوانب المعرفة الإنسانية والتكوين العقلي للإنسان منذ طفولته بحيث تغلب جانب الإيصال بالصورة على مختلف جوانب الحياة ، وعاد الإنسان بحكم تكوينه التلفزيوني – خاصة بالنسبة للأجيال الناشئة – إلى التفكير بالصورة الحسية وأخذت تتقلص لديه ملكات الإمكانات الذهنية التجريدية وملكاته اللغوية الوصفية والمجازية ... واستسهل المشاهدة الحسية لأي موضوع كان بقدر ما ستصعب القراءة الفكرية والتفكير التجريدي والمعاني الروحية إلى غير ذلك من أساسيات معنوية وتجريدية في الحياة والكون ، لا يمكن أن يكون بدونها من قيمة للإنسان من حيث هو كائن عقلي وروحي .
إن هذه المسألة ... مسألة غزو الصورة التلفزيونية لمجالات المعرفة الإنسانية والتواصل الإنساني التي لا يجوز لها أن تغزوها من أفكار معنوية ومعان عقلية ومجردات مسألة لم تنل حقها من المعالجة والتوضيح ... وما زال الانبهار بالإيصال التلفزيوني ينتشر في العالم وحتى في رحاب العلم والجامعات ، بحيث أخذ البناء الفكري والعقلي الجديد للإنسان ينبني على الإيصال بالصورة سواء فيما تستطيعه الصورة أو فيما لا تستطيعه ، وهنا موضع المشكلة ، وتجدر الإشارة أن هناك إخفاقاً تلفزيونياً في نقل وتحويل القصص والروايات ذات العمق النفسي أو الاجتماعي أو الفلسفي إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية ، هذا الإخفاق هو في عدم القدرة على نقل النص الأصلي للقصة بمعانيها وأبعادها الفكرية العميقة ، كما لا يستطيع أن يبرز لنا غير شخوصها ومشاهدها الحسية دون الإيحاءات والمعاني العميقة التي أودعها الكاتب في نصها لأن هذه المجردات لا يمكن نقلها بالصورة الحسية وإنما باللغة المجازية ، والذي حدث بتأثير التلفزيون طغيان صورة الحس على لغة المجاز وعلى كل ما تحمل هذه اللغة من كنوز إنسانية : طغيان صورة الحس .. المعتاد .. المتحرر .. المتبلد .. الروتيني على لغة المجاز : المتعمق .. المنطبق .. المتحرر .. وعلى كل ما تحمله اللغة غير الحسية -من كنوز إنسانية .. ، وإذا كان الإخراج التلفزيوني يعجز عن نقل المعني والأعماق النفسية والفكرية في الرواية ، فماذا نقول عن الأعمال الفلسفية والمجردات الذهنية والمعاني الأخلاقية والروحية والرموز الرياضية ؟
ويمكن الإشارة إلى أنه يسود شبه إجماع لدى الباحثين المختصين أن الأجيال الشابة قد فقدت الملكات اللغوية الراقية في القراءة والكتابة والتعبير وحتى التحاور الاجتماعي المباشر لطول تعاطيها مع الآلة التلفزيونية وعدم استخدامها للغة إلا في أضيق نطاق حتى أصبحت أقرب إلى الصمت والعي منها إلى النطق والإفصاح ، وصار هؤلاء التربويون والمفكرون يقدمون شتى التفسيرات لهذه الظاهرة الانحطاطية في عقل الأجيال الشابة ، وإذا كان هذا التأثير للصورة الحسية على التكوين العقلي للإنسان قد أخذت تظهر انعكاساته في مجتمعات متقدمة لها نصيب واسع من ثقافة الكلمة المكتوبة والمقروءة وأبعادها الفكرية والتجريدية ، فإن سيادة التلقي بالصورة الحسية المعتمدة على التواصل الشفاهي في مجتمعات نامية ومتخلفة تسودها الأمية وتعتمد أصلاً على التواصل الشفاهي غير القارئ ، سيجعل من حالة الأمية حالة طبيعية لا تستدعي التغيير لكونها صالحة بطبيعتها للتلقي التلفزيوني البصري – السمعي دون الحاجة إلى المرور بمرحلة تعلم القراءة والكتابة وممارستها ، وبذلك يمكن أن يؤصل ويرسخ أقصى التقدم المتمثل في الإيصال الفضائي التلفزيوني أقصى التخلف المتمثل في سيادة الأمية ونظمها الذهنية والمعيشية ، وهي ظاهرة علينا أن نعتاد مفارقاتها الساخرة في نسيج عالمنا المعاصر بين شمال وجنوب ، وذلك كلما ازدادت الهوة اتساعاً بين الفورة التكنولوجية في عالم الشمال والرواسب الدهرية في عالم الجنوب وما ينشأ عن التصادم بين معطيات العالمين من مركبات هجينة ، وليس خافياً علينا بطبيعة الحال أين تقع مجتمعاتنا في الخليج العربي والعالم العربي من هذه المواجهة .
الإشكالية القيمية في زمن العولمة :
مع ازدياد وتيرة التطور المادي والتكنولوجي ، تزداد سويات القيم والأخلاق سوءا وتدنيا ، بسبب التأثير الحاصل نتيجة إيلاء الاهتمام المتزايد للوسائل والقيم المادية وإهمال القيم الروحية والأخلاقية ، أو منحها أهمية ثانوية عرضية ، وعدا عن ذلك فإن كانت التطورات التكنولوجية حاملة معها ثقافة معينة ، ومعرفة معينة فإن ذلك سيؤدي إلى تغييرات كبيرة وخطيرة في الفكر والسلوك والممارسة ، ومن هنا تأتي الخطورة الكامنة في وسائل الاعلام الحديثة التي دخلت عصر " العولمة " بسبب الثورة التكنولوجية الهائلة التي حصلت في الغرب ، وبسبب انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي – السابق- مما أدى إلى ظهور مصطلح " العولمة " الذي يعني تعميم نموذج معين عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة الى العالم ومحاولة فرضه والانتصار له " التنميط" ، ومن هنا ينبزغ الجدل الذي دار ويدور بين المفكرين والكتاب والمثقفين في العالم فيما يلي سنبحث في تأثير العولمة وثقافة الصورة -عبر الوسائل التكنولوجية والمادية- على القيم
مفهوم القيم :
إنَ القيم من المفاهيم التي تدخل كافة جوانب النشاط الإنساني ، وتستخدم كتعبير تقييمي للنظم والعلاقات البشرية ، سواء كانت هذه النظم والعلاقات محلية أو دولية كالأنظمة الاجتماعية المختلفة: السياسية والإقتصادية والتربوية والأخلاقية ، وما إلى ذلك ، وسواء أكانت سلوكا إنسانيا على مستوى الأفراد أم على مستوى الجماعات ، إذ أن الانسان بالنسبة لأي نظام أو أي علاقة بشرية أو أي سلوك لا بد وأن يتضمن في تعامله معها أحكاما قيمية ، وإن اختلفت درجة القيمة من حيث الإلزام أو الاختيار ، من هنا يتضح مفهوم القيم بحيث يعني الأحكام التي يصدرها الإنسان على الأشياء، أو موضوعات معينة ، ثم ينصرف وفقا لها من خلال تفاعله مع البيئة في عناصرها المختلفة ، لإشباع حاجاته العديدة المتنوعة والمتغيرة
العولمة والإشكالية القيمية :
من المعروف أن التطور المادي سريع في تقدمه ، بينما النظم الأخرى كالمبادئ والعادات والتقاليد تميل إلى التغير البطيئ والهادئ غير المساير لعجلة التطور المادي في المجتمع ، ومن هنا يحصل التناقض بين الظواهر المتطورة بصورة غير متجانسة ، ويرى بعض العلماء أن التغير الاجتماعي غير المتكافئ ينتج عنه العديد من المشكلات الإجتماعية ، وإن الجريمة تأتي نتيجة للتطور المادي السريع غير المتكافئ في المجالات الأخرى ، ويدللون على رأيهم بازدياد نسبة الجرائم في المجتمعات التي تتم فيها عمليات التغير الاجتماعي والحضاري السريع ، وبصفة خاصة تلك المصحوبة بالتصنيع ، وما ينشأ بالضرورة في هذه المجتمعات من صراع حضاري يرجع بدوره إلى التغير السريع وما ينطوي عليه من صراع في القيم والمعايير التي كانت سائدة ، ومن خلل في ضوابط السلوك
إنَ الدراسات والوقائع والإحصائيات المعاصرة تشير إلى أن ما يبث يوميا من معلومات في العالم عبر وسائل الاعلام ، تحتاج إلى مدة شهرين وأكثر من الدراسة والتحليل والتمحيص والتدقيق ، وإلى أن المؤسسات الإعلامية الغربية تحتكر قسما كبيرا من مصادر المعلومات والأخبار والرسائل الإعلامية المتبادلة في العالم العربي
ويمكن الإشارة إلى أن أكبر خمس عشرة شركة أمريكية في مجال الإلكترونيات تهيمن على 75%من الإنتاج الصناعي الإلكتروني العالمي في مجال أجهزة الإتصال ، وتبين الأرقام أن 97% من مصادر الأخبار في دول العالم الثالث مستوردة من دول تتبنى سياسة الاقتصاد الحر ، وتمتلك بعض المحطات التلفزيونية موارد تفوق ميزانيات بعض الدول النامية ، وتصل ميزانية فيلم سينمائي إلى مئات الملايين من الدولارات ، إذن هذه الحركية التكنولوجية السريعة الحاملة لألوان من الثقافة والمعرفة والمعلومات ، تثير لدى الشعوب المتلقية لها – عبر الأجهزة الإعلامية- المزيد من الإشكاليات الثقافية والقيمية الهامة والحساسة ، والتي تأخذ أهمية قصوى لدى النخب في البلدان النامية بشكل أكثر خصوصية ، وهذه الإشكالية - القيمية – يقر بها حتى أولئك المنظرين للعولمة ، فها هو " فرنسيس فوكوياما " في كتابه " التمزق الكبير" يكتشف أن الثورة المعلوماتية أحدثت على غرار الثورة الصناعية سابقا ما يشبه الانحلال في القيم والخلل العميق في البنية الاجتماعية
إنَ هذا الاعتراف لا يمكن النظر إليه ببساطة ، ودون تعمق وأهمية ومسؤولية ن طالما أنه صادر عن أحد المنظرين الكبار الأمريكيين وصاحب كتاب " نهاية التاريخ" الذي أثار نقاشا واسعا وضجة كبرى في الأوساط الفكرية والثقافية والاجتماعية في العالم ، ويلحظ أن الإقرار بوجود إشكالية قيمية في زمن العولمة لا يحيد عنه المؤيدون للعولمة والمعاصرون لها على حد سواء
يشير المفكر اللبناني د. علي حرب ( الذي يؤيد العولمة) إلى الإشكالية القيمية التي حدثت بفعل الصحون والتكنولوجيا وثورة المعلومات إذ يقول: وهذه هي الصحون اللاقطة تثير إشكالا على الصعيد الخلقي بما تبثه من الأفلام الإباحية والبرامج الخلاعية ، وبالإجمال فإن وسائل الاعلام تصنع الآن خيال الإنسان ، فالمرء الذي تحول إلى مستهلك ثم إلى مشاهد يعمر مخيلته نجوم الشاشة ، ولا عبو الكرة، وعارضات الأزياء ، ومصممو الحواسيب ، إنه نمط واحد يكتسح أنماط الحياة ، وأنظمة الثقافة المختلفة
هذا ولقد وصفت إحدى الصحف الهندية وسائل الاعلام هذه بأنها " النمل الأبيض تقوض قيمنا وعاداتنا " ويتحدث الأستاذ محمود حيدر عن جدلية العلاقة بين الاعلام والأخلاق ويستخدم تعبير أو مصطلح " أيديولوجيا المشاهدة" هذه الأيديولوجيا التي تشكلت عناصرها عبر التلفزة ،ثم تحولت إلى أداة سيطرة هائلة تستحوذ على العقول والأنفس ثم تتجه بما تتمتع به من جاذبية لتقبض على ناصية الأخلاق ، وتديرها كما يدار الإعلان السلعي ويقول: " لو أخذنا المعيار الغربي لإجراء المقاربة الإشكالية بين الاعلام والأخلاق ، لتوفر لنا المثال الأكيد والواضح ، لم يعد الاعلام في زمن ما بعد الحرب الباردة مجرد عامل من عوامل التغير التي تساهم في قلب وتثبيت موازين القوى بين الدول ، أو داخل المجتمعات بالذات ، لقد عدا هو العامل الرئيس الذي تتجلى فيه ، وبواسطته غالبا العوامل الأخرى الأمنية والاقتصادية والسياسية وسواها ، لقد تحول إلى وعاء تختزل فيه أدوات الصراع والتحدي في صورة مدهشة "
وتؤدي التكنولوجيا المتطورة إلى سوء الاستخدام الأخلاقي ، إذ أن البعض قد استخدم شبكة الانترنت لوضع معلومات أو الإعلان عن أنشطة منافية للأخلاق العامة والآداب الاجتماعية المتعارف عليها أو تلك المخالفة للدين
هذا ولقد أثير هذا الأمر ( وأحدث جدلا واسعا ) ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا أصدر الرئيس الأمريكي قرارا بعمل ضوابط على هذا النمط من المعلومات ، وفي ماليزيا صدرت قواعد مماثلة بشأن الدين والأخلاق ، وبالاستناد إلى دراسة ميدانية شملت 906 شركة قامت به " مؤسسة الإدارة الأمريكية" فإن العمال والموظفين لا يعرفون في بعض الأحيان أنهم مراقبون عبر تسجيل مكالماتهم الهاتفية ، والبريد الصوتي ، وعبر نبش فيلاتهم المخزونة في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ، وكذلك عبر تصويرهم بكاميرات خفية ، وهم يمارسون عملهم، ويضيف تقرير مقدم لصحيفة " واشنطن بوست" أن 37% من الشركات الأمريكية تقوم بحفظ أرقام الهاتف الصادرة والواردة ، والوقت الذي يقضيه الموظف على الهاتف ، ويصدف أحيانا أن تقوم أجهزة المراقبة بالاستماع إلى مخابرات لا علاقة لها بالعمل ، وهذه الرقابة الآلية الإلكترونية أثارت اعتراض منظمات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتتم نقل شكاوى العمال إلى المحاكم تحت شعار " حق المواطن في الخصوصية" التي يضمنها الدستور
وللشعور بالمراقبة الدائمة آثاره السلبية الضارة ، وغير المريحة على نفسية العاملين ، إذ يمس سعادة الإنسان وحريته الشخصية ، وقد يفقد الشخص توازنه النفسي وهو يحس " بتحديق" عين الكترونية ساهرة ، لا يغمض لها جفن ، وتشير الوقائع إلى حدوث حالات لم يتحمل الناس فيها استمرار هذا الوضع ، فكانوا يهجمون على كاميرات الفيديو أو الحاسوب بهدف تهشيمها ، وفي هذا المجال نشير إلى أنه قد لعبت الهيئة القومية الفرنسية لحماية الحريات الخاصة دورا هاما في الحد من التهديدات الموجهة ضد الحريات الشخصية ، تم اعتمادها ضمن اتفاقية المجلس الأوروبي 1981 م حول التقنيات الحديثة ، لقد بذلت ( cnil) جهودا جبارة في مجالي أنظمة المراقبة المركبة في الأماكن المفتوحة أمام العموم ، وبناء على ذلك فإن التوجه الأوروبي حول حماية البيانات الذي تم تبنيه في 24 أكتوبر 1995 م يعامل صور الأماكن وتسجيلات النصوص باعتبارها بيانات شخصية
وبالإضافة إلى ماذكر فإن التكنولوجيا الحديثة تقوي الفردية لدى الناس ، وتضعف روح الجماعة ، وكثافة الاختلاط فيما بينهم ، لأن التكنولوجيا المعلوماتية مبنية أساسا على الاستخدام الفردي
ما العمل : إزاء هذا الضخ الإعلامي المكثف لابد من خطوات عربية للتعامل مع المعطيات العالمية الجديدة في مجال التكنولوجيا وثقافة الصورة والمعلوماتية ويمكن أن نحدد بعض المقترحات للعمل عليها حاضرا ومستقبلا
1- استيعاب التكنولوجيا ومواءمتها مع البيئة مع الحفاظ على الخصوصية المحلية والتاريخية إذ من العبث تجاهل الثورة المعلوماتية والاتصالية في العالم
2- تكثيف البرامج القيمية والثقافية الهادفة إلى تحصين المجتمعات العربية من الوارد إعلاميا من الدول الأخرى وذلك من خلال وسائل الإعلام والانترنت والصحافة وإقامة الندوات والمؤتمرات في هذا الشأن
3- وضع برنامج لإنشاء صناعات ثقافية في البلدان العربية يحقق عملية التوازن بين المحتوى الإعلامي والرقمي العالمي المستورد وبين المحتوى الإعلامي الرقمي المنتج عربيا
4- نشر واستخدام تكنولوجيا الثقافة وتسهيل التعامل معها والاستفادة من المعلومات نشرا واسعا في مؤسسات المجتمع كله في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية وإتاحة الفرصة للمثقفين والعاملين في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام
5- ضرورة إنشاء بنوك للمعلومات وما لدى الدول العربية لا يتعدى مراكز توثيق صغيرة وجزئية الوظيفة وغير منظمة وليست مجتمعة في بلد واحد


في الختام :
أعتقد أن موضوع ثقافة الصورة والإشكالية القيمية سيكون موضوع قرننا الحالي ( القرن الحادي والعشرين ) بسبب سيادة هذه الثقافة عبر انتشار الفضائيات في العالم وبسبب التأثيرات السوسيولوجية والقيمية الكبرى على نفسية وسلوك وممارسة الناس الذين يتلقون هذه الوسائل الإعلامية التي تحدث إشكالية الاغتراب المعلوماتي والثقافي والاجتماعي كونها تبث برامج لا تتناسب والوضعيات الاجتماعية للمجتمعات التي تصلها عبر البث الهوائي المباشر ، والإشكال القيمي الناتج عن ثقافة الصورة يعتبر أمرا حيويا يحتاج للنقاش والحوار وسوف يترتب عليه إصدار العديد من القوانين والتشريعات الناظمة للعلاقة بين طرفي المعادلة ( الإنسان والتكنولوجيا) وسيشهد قرننا الحالي العديد من المنازعات القانونية- القضائية- التشريعية – في العالم باعتبار أن التكنولوجيا تتطور ، وهذا التطور ينعكس على العلاقات البشرية الاجتماعية وعلى المنظومات القيمية والأخلاقية للناس ، والتكنولوجيا -في كثير من الحالات - تخترق هذه المنظومات ، مما يؤدي إلى احتجاج الناس على هذا الاختراق الأمر الذي يدفعهم لتقديم شكاوى عديدة للجهات القانونية والحكومية المسؤولة



المراجع :
1- د . مصطفى حجازي – حصار الثقافة .. – المركز الثقافي العربي – بيروت – لبنان – ط1 – 1998 . ص 27- 32 .
2- ياس خضير البياتي – الفضائيات : الثقافة الوافدة وسلطة الصورة – المستقبل العربي – عدد 267 – مايو أيار 2001 ص 112- 114 ، ص 117 .
3- د . محمد جابر الأنصاري – انتحار المثقفين العرب وقضايا راهنة في الثقافة العربية – بيروت لبنان – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – ط2 1999 – ص 231- 234 .
4- محمد خليل الرفاعي – الفيديو : تمدن الوسيلة وإشكالية التعرض ( تأثير الفيديو في المراهقين ) – المستقبل العربي – السنة 17 – العدد 194 – نيسان أبريل 1995 ص68 نقلاً عن المستقبل العربي – مصدر سابق مذكور
5- محمد رجاء حنفي عبد المتجلي " القيم وأثرها في نفوس الأفراد والجماعات" مجلة نهج الاسلام عدد44 يونيو حزيران 1991 ص 60
6- عبده وازن – صحيفة الحياة- عدد 22 اغسطس آب 1999 عدد 13315
7- د. علي حرب " الثقافة والعولمة" مجلة الشاهد عدد 159 ت2 1998 ص 82
8- جون سوير دلو- ترجمة محسن حافظ- " ثورة المعلومات " مجلة الثقافة العالمية – الكويت- أيار مايو 1996 ص 83
9- ياسمين صيرفي " عندما يراقبك الآخرون " مجلة الكويت- عدد 189 يوليو 1999 ص 86
10- محمود حيدر" أيديولوجيا المشاهدة" ملحق صحيفة الثورة الثقافي – عدد50 23/ 2/1997
11- د. معن النقري " المعلوماتية والأخلاق " مجلة المعرفة السورية – أيار 1996 ص 168
12- شوقي رافع " أجهزة تراقب الناس وأجهزة تراقب الأجهزة" صحيفة البيان الإماراتية 13 يونيو حزيران 1997
13- مجلة عالم الفكر ملف " الاعلام المعاصر" عدد 1،2 /1994 المجلد23
14- د. علي الدين هلال " الانترنت طريق المعلومات العالمي السريع" صحيفة البيان الإماراتية 8 / 3/1997 ص 27
................................ نهاية البحث- .................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن