الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأممية الشيوعية (1)

لينا عاصي

2023 / 1 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تنشر “الرابطة الأممية للعمال – الأممية الرابعة” هذا الكتاب على حلقات لأهميته الإستثنائية كوثيقة نظرية وتاريخية، وقد عمل على إنجازه في نسختيه الورقية والإلكترونية بشكلها الحالي مجموعة من الرفاق الذين نوجّه لهم الشكر.
– الإشراف العام على التدقيق والمراجعة والتصحيح والتنضيد الإلكتروني منيف ملحم
– مراجعة فيكتوريوس بيان شمس بالتعاون مع صفحة التراث الأممي الثوري
– نقله إلى العربية لينا عاصي
– راجع الترجمة ودقّقها كميل قيصر داغر

البــــــــــيانات

والموضوعات

والقراراتــــــــ

الصادرة عـــن

المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى

للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

1919-1923

نصوص كاملة

نقلته إلى العربية راجعه ودقٌقه

لينا عاصي كميل داغر

تـنـبـيـه

يضم هذا الكتاب كل البيانات، والموضوعات، والقرارات التي تبنّتها المؤتمرات الأربع الأولى للأممية الشيوعية، بين عامي 1919-1923.
وإزاء ضخامة كمية الوقائع والأحداث التي ترجع إليها هذه النصوص، كان لابد من إرفاقها بوفرة من الهوامش. ذلك أنه بالنسبة للأجيال الشابّة، لا تزال المهمة التي اضطلعت بها الأممية الشيوعية أيام لينين وبالمشاركة النشيطة من جانب تروتسكي، مجهولة كليا حتى أيامنا هذه.
وإذا لم تكن للاشتراكية – الديموقراطية يوما أية مصلحة في إبراز هذه النصوص، فهذا أمر يسهل فهمه: ففيها نتعرف إلى طريقة إنزال الهزيمة بالإصلاحية، وتنظيم الانتفاضة البروليتارية مع الجماهير الكادحة الغفيرة.
أما الصمت المحتفظ به داخل صفوف الأممية الشيوعية، فله تفسير آخر: ذلك أن كل تجربة الأممية الشيوعية بين عامي 1919 و1923 تتناقض كليا مع المسار السياسي الذي اتبعته منذ عام 1924، والذي انطبع بالإخفاق في ألمانيا عام 1923، وفي بلغاريا واستونيا عام 1924، وبالدعم الممنوح للإصلاحية الإنكليزية عام 1926. وبسحق الثورة الصينية الكبرى عامي 1926-1927، وبالعجز في الثورة الإسبانية، وبالاستسلام أمام الفاشية الألمانية في عامي 1932-1933.
إلاّ أننا اضطررنا للاستغناء عن الهوامش، لأنه كان مستحيلا بالنسبة إلينا أن نضخم هكذا مصنفا كهذا يتصف هو ذاته بالضخامة، لا بل اضطررنا حتى للتخلي عن فكرة مقدمة عامة، وهو أمر كان مع ذلك ضروريا.
لكننا، نحن المنتمين إلى العصبة الشيوعية الأممية (المعارضة اليسارية القديمة)، نعتبر أن التجربة الهائلة للحركات الثورية أثناء الحرب وبعدها، كما لخصتها الأممية الشيوعية بين عامي 1919 و1923، وحللتها، وبلورتها، وجعلتها واعية، تشكل المكسب الأساسي للماركسية المعاصرة.
لهذا أعدنا اليوم نشر هذه الوثائق، كأساس للماركسية – اللينينية المعاصرة.
تقدم البيانات (وبخاصة بيان المؤتمر الثاني)، والقرارات العامة، لوحة دقيقة كفاية عن الوضع السياسي والاقتصادي.
إن عددا من الموضوعات (حول المسألة القومية والمسألة الزراعية، والديمقراطية البرجوازية الديموقراطية البروليتارية)، التي بلورها المؤتمران الأول والثاني، لا تزال القاعدة الأساسية للماركسية في الحقبة الراهنة. وتقدم موضوعات أخرى دروسا في الاستراتيجية والتكتيك لا تقدر بثمن.
جرى إيراد النصوص نقلا عن الترجمات التي تمت في فترة صدورها، وهي ترجمات سيئة أحيانا. ولم يكن في وسعنا القيام بمراجعة كاملة، الأمر الذي كان يتطلب جهدا طويلا. والحال أن هدفنا كان وضع الوثائق بين يدي المناضلين في أسرع وقت ممكن. وقد قمنا بترجمة بعض تلك الوثائق، التي لم يتم نشرها سابقا بالفرنسية.
فلنضف أخيرا أن وثائق المؤتمرين الخامس والسادس للأممية (1925 و1928) سهلة المنال. إن ما سيكون على القارئ أن يراجعه حول الفترة التي تلت وفاة لينين عام 1924، إنما هو قبل كل شيء نقد مشروع برنامج الأممية الشيوعية، لليون تروتسكي، حيث تم تفحص كل التجربة التاريخية والنشاط الثوري لسنوات 1923-1928 على ضوء مبادئ المؤتمرات الأربع الأولى.
إننا مقتنعون أن هذا المصنّف سوف يلقى استقبالا جيدا في صفوف الجيل الصاعد، الذي سيجد فيه التوجه الماركسي والدروس الثمينة التي هو بحاجة إليها.



الناشر الفرنسي

1934

ملخص تاريخي

هذه لمحة عامة عن التطورات الأولى للأممية الشيوعية كتبها ماتياس راكوزي عشية المؤتمر الرابع، لأجل الدليل السنوي للعمل، الذي وضعته الأممية عام 1923.

الأممية الثالثة الشيوعية

كان لا بد أن تبين الأممية الثانية حقيقتها وإمكاناتها خلال الحرب الإمبريالية. وقد كانت معدة لذلك فكريا. كان جرى سلفا وضع تحليل دقيق للغاية لطابع الحرب. ومرارا، كانت المؤتمرات الأممية قررت خوض أشد النضال قوة، وحتى استخدام الإضراب العام الأممي ضد الحرب.
إلاّ أنه حين انفجرت الحرب، حصل العكس تماما. لم تكن الأممية حتى قادرة على تقديم احتجاج. وبدل إعلان الإضراب العام أو النضال ضد الحرب الإمبريالية هرع القادة الاشتراكيون- الديمقراطيون لدعم برجوازيتهم الخاصة بهم، بحجة الدفاع الوطني. كانت تلتهمهم الانتهازية والشوفينية وتربطهم آلاف الروابط بالبورجوازية. ما كان بإمكان الأممية الثانية بطبيعة الحال، أن تكون مختلفة عن الأحزاب التي تتشكل منها. ولم تكن الجمل الثورية قادرة على طمس الواقع إلاّ طالما لم يحن الوقت الذي سيتم خلاله فرض التطابق بين الأفعال والأقوال. لذلك شكلت بداية الحرب العالمية إيذانا بانهيار الأممية الثانية.
لهذا حُرمت الحركة العمالية العالمية من قيادتها، وتحديدا، في لحظة البلبلة الفكرية والأخلاقية الأشد. إن قلة من الرجال، الذين لم يفقدوا صوابهم، حتى وسط موجة الانتهازية والشوفينية التي بدأ، في آب 1914، أنها استحوذت على كافة العقول، سعوا على الفور إلى إفهام هذا الواقع للعمال، وهم بشكل خاص، البلاشفة الروس الذين كانوا، إبّان نضالهم الشرس ضد القيصرية، خاصة خلال عامي 1905-1906، قد تعلموا أن يميزوا بين الأقوال والأفعال الثورية، والذين كانوا قد شكلوا جناحا يساريا داخل الأممية الثانية، التي ينتقدون عملها. كتب الرفيق لينين، في العدد الأول من جريدة البلاشفة المركزية التي صدرت في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1914: «لقد ماتت الأممية الثانية، قضت عليها الانتهازية. فلتسقط الانتهازية ولتحيَ الأممية الثالثة، متخلصة من المرتدين ولكن أيضا من الإنتهازية!».
إن الأممية الثانية قد قامت بعمل مفيد في تنظيم الجماهير البروليتارية أثناء «مرحلة سلمية» طويلة من أسوأ عبودية رأسمالية خلال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. إن مهمة الأممية الثالثة ستكون تحضير البروليتاريا للنضال الثوري ضد الحكومات الرأسمالية، وللحرب الأهلية ضد البرجوازية في البلدان كافة، بهدف الاستيلاء على السلطات العامة وانتصار الاشتراكية».
وبعد عدة أسابيع، كتب الرفيق زينوفييف حول «الاشتراكية – الديموقراطية الثورية»: «علينا أن نرفع راية الحرب الأهلية، ستتبنى الأممية هذا الشعار وستكون جديرة باسمها، وإلاّ سيكون نموّها بائساً. إن واجبنا هو التحضير للمعارك القادمة، وهو أن نعتاد نحن والحركة العمالية بمجملها على هذه الفكرة: إمّا أن نموت أو ننتصر تحت راية الحرب الأهلية».
إن نشر أفكار كهذه كان يصطدم بصعوبات هائلة. فقد استخدمت البرجوازية في البلدان كافة، وساندها الاشتراكيون – الوطنيون في مسعاها، شتى الوسائل لمنع هذه الأفكار من التغلغل بين الجماهير.
جرت أول محاولة لإعادة تشكيل الأممية الثورية في بداية أيلول/ سبتمبر 1915 في زيمرفالد بسويسرا، وقد دُعيت إليها «كل التنظيمات العمالية التي بقيت أمينة لمبدأ الصراع الطبقي والتضامن الأممي» بمبادرة من الاشتراكيين الإيطاليين، وحضرها مندوبون من ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، دول البلقان، السويد، النروج، بولندا، روسيا، هولندا وسويسرا، وتمثلت فيها الاتجاهات كافة، بدءا بالإصلاحيين السلميين وانتهاء بالماركسيين الثوريين. وقد تبنى الكونغرس بيانا يفضح الحرب الإمبريالية، ويطالب بالاقتداء بمثال كل أولئك الذين اضطُهدوا لأنهم حاولوا إيقاظ الروح الثورية في صفوف الطبقة العاملة. لقد شكل هذا البيان، على الرغم من غموضه، خطوة كبيرة إلى الأمام. هذا، ونشرت المجموعة المدعوة بـ يسار زيمرفالد قرارا أكثر وضوحا ونقاء بكثير، وتضمن هذا القرار المقطع التالي: «رفض كل القروض من أجل الحرب، خروج الوزراء الاشتراكيين من الحكومات البرجوازية، ضرورة فضح الطابع الإمبريالي للحرب من على منصة البرلمان وفي أعمدة الصحف الشرعية وغير الشرعية عند الحاجة، تنظيم التظاهرات ضد الحكومات، الدعاوة داخل الخنادق لصالح التضامن الأممي، حماية الإضرابات الاقتصادية والعمل في الوقت نفسه على تحويلها إلى إضرابات سياسية، حرب أهلية لا سلم اجتماعي».
إن رفض هذا القرار من قبل الكونفرنس يدل بشكل كاف على عقلية الذين شاركوا فيه. هذا وشكل الكونفرنس «لجنة اشتراكية عالمية»، وعلى الرغم من الإعلان الشكلي من قبل أكثرية الكونفرنس عن عدم نيتهم خلق أممية ثالثة، فإن اللجنة أصبحت، انطلاقا من معارضتها للـ «مكتب الاشتراكي العالمي» (الهيئة التنفيذية للأممية الثانية)، نقطة التقاء المعارضة ومنظِّمة الأممية الجديدة. إن ما ميّز الكونفرنس الثاني، كونفرنس كينتال، في نيسان / أبريل 1916 الذي تبع كونفرنس زيمرفالد، كان واقع أن فكرة النضال الثوري الأممي ضد الحرب، وكنتيجة لذلك، ضرورة أممية جديدة، برز في الصدارة أكثر وأكثر، فيما تزايد تأثير «اليسار الزيمرفالدي»، وجرى العمل باندفاع، فطبعت الكراريس والبيانات التي أرسلت إلى مختلف البلدان في أصعب الشروط، وتمت لقاءات صغيرة واجتماعات موسعة، استمرت في نشر فكرة الصراع الطبقي الثوري.
عندما انفجرت الثورة في روسيا، رجعت إليها العناصر الأكثر نشاطا في «اليسار الزيمرفالدي»، وهكذا تم انتقال مركز النضال من أجل الأممية الثالثة إلى روسيا، ولهذا كان زينوفييف على حق عندما كتب: «لقد ربطت الأممية الثالثة مصيرها، منذ نشأتها، بمصير الثورة الروسية، فبانتصار الثورة في روسيا، يفرض شعار «من أجل الأممية الثالثة» نفسه. وبقدر ما تتعزز الثورة الروسية، يتعزز أيضا «وضع الأممية الشيوعية في العالم أجمع».
خلال تظاهرات أول أيار / مايو 1917، كان شعار بناء الأممية الشيوعية أحد الشعارات الأساسية التي رفعتها الجماهير البروليتارية. وقد غدت هذه الأممية أكثر حرارة عندما استلمت البروليتاريا الروسية السلطة، وعندما وقفت الأممية الثانية – كما في الحرب العالمية – إلى جانب البرجوازية أثناء النضال ضد الإمبريالية العالمية.
بعد مضي عدة شهور على هزيمة دول المحور، بادر الحزب الشيوعي الروسي إلى تأسيس الأممية الثالثة، وأظهرت الثورات التي تلت الحرب إفلاس «الدفاع الوطني» وأنصاره الاشتراكيين – الديموقراطيين، ومرت موجة ثورية عارمة للطبقة العاملة في البلدان كافة، فظهرت في أوروبا الوسطى انتفاضات عمالية في كل حدب وصوب. ولم تكن الأرضية خصبة كفاية من أجل تشكيل الأممية الشيوعية فحسب، بل إن هذه الأخيرة أصبحت ضرورة من أجل تحضير النضالات الثورية وتنظيمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي