الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الأمم: وهل للرئاسي الليبي من دور؟

عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)

2023 / 1 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


المتفائلون تتراقص أحلامهم بين أعينهم معبرة عن الاستقرار الموعود، الذي لم يساهموا حتى بوقفة احتجاجية من أجل هكذا حلم حيوي ونبيل. الاحلام بنيت على شفا جرف هار؛ من أن المغتصبون للسلطة قد تزاوجت مصالحهم بتبريكات مصرية وتركية للوصول إلى طبخة جديدة قد ينتج عنها تغيير الحكومات وبعد سنوات قد تؤول إلى انتخابات، وبين هذا وذاك؛ ينسي الحالمون أحلامهم أو تنتهي أعمار المغتصبين.
أما الحالمون الأكثر شطارة فيقولون أن زيارة وليام جوزيف بيرنز مدير وكالة الاستخبارات الامريكية فهي الأكبر والأكثر أهمية، وهي التي ستقلب الموازين، نعم هذا الرجل محنك، دبلوماسي لأكثر من ثلاثة وثلاثين سنة، يجيد الروسية والعربية والفرنسية، سفير في عدة دول منها روسيا والأكثر أهمية أنه يعرف العرب أكثر من أنفسهم كمدير لمؤسسة كارنيغي للسلام، رغم ذلك للوكالة محدداتها.
الإدارة المصرية لا تريد حلا للمشكلة الليبية خارج نطاق مصالحها، وهو إعادة لسيناريو مصر عام 1948م حين طالبت بالوصاية على ليبيا ولا تريد استقلالها، والهدف المعلن استحواذ مصر على ترسية مشروعات الاعمار على الشركات المصرية اضافة الى تشغيل أكثر من مليوني عاطل في دولة عاجزة عن توفير رغيف الخبر لسكانها.
أما تركيا فهمها الشاغل الإبقاء على الاتفاقية البحرية بينها وبين ليبيا، والذي أخرجها من عزلة مجموعة مصدري الغاز بشرق المتوسط وفتح لها باب من الموارد النفطية في المنطقة الاقتصادية المقابلة لأراضيها، إضافة إلى استمرار عقود المشروعات وتقاسم النفوذ، واسترجاع الديون على الحكومات الليبية في العهد السابق.
أمريكا منذ سنوات لم تتدخل في الشأن الليبي، وجعلت الأوروبيين هم من يتولى أمرها، رغم تواجد الأفريكوم على حدود الدولة واستشعار الخطر الروسي والتوغل الصيني في القارة السمراء وعلى القرب من القواعد الامريكية جنوب أوروبا.
زيارة وليام بيرنز بديلا عن وزير الخارجية الامريكية تعطي دلالة أن الامر أمني على أعلى مستوي وأن الحوار أوامر تسمع فتطاع وليست قابلة للنقاش، للأسف لم يتم تسريب أي تصريح أو تلميح من واشنطن بالخصوص، وبقيت تغريده الدبيبة المصدر الرسمي للقاء والتي لم تتحدث سوى عن التعاون الأمني والاقتصادي. ما يمكن الإشارة إليه أن سياسة وكالة الاستخبارات الامريكية ثابتة ولا تتغير بتغيير الحكومات وهي التي تضع المحافظة على مصالح أمريكا في المقدمة. وعلاقة الوكالة بليبيا لا تعدو ان تكون رسالة إلى الدبيبة بان يتم تسليم بقية القوائم المطلوبين من النظام السابق والمتهمين بتفجير الطائرة 103 فوق لوكربي عام 1988م واللذين أفصح عنهم ابوعجيلة المريمي خلال محاكمته، وأن على الدبيبة التعاون مع مندوب أمريكا لدا ليبيا بخصوص الوضع السياسي (في مقابلة للدبيبة مع إذاعة تونسية أفاذ الدبيبة والمذيع أن ابوعجيلة تونسي الأصل).
أما الاجتماع الأكثر أهمية والذي لم يتجاوز خمسة عشرة دقيقة فقد كان مع قائد الجيش خليفة حفتر، فهو ابن الوكالة وحامل لجواز أمريكي، والامر أن لا يفكر في قفل أي حقول نفطية حاليا وأن بقوم بتسريح المرتزقة الأفارقة وأن يعيد النظر في علاقاته مع الفاقنر الروسية، وأخيرا عدم الذهاب إلى أي حلول فردية بإعلان حكومة عسكرية في الشرق أو الانفصال مهما كانت الظروف.
خلاصة القول لا يمكن التعويل على مصر أو تركيا أو أمريكا للوصول إلى الاستقرار رغم الاستفادة من تقاطع المصالح، وأن المستقبل لا تصنعه سوى الشعوب الحية بقيادة نخبوية راشدة، وللأسف أصاب النخبة ما أصاب السياسيين؛ فتفرقهم عن علم أن الغنائم الموعودة لا تتسع لهكذا تشرذم، أما النواب وأعضاء الحكومات بأنواعها فيجرها تعاظم النهم والاستحواذ الذي يجعلها متمسكة بالكراسي حتى لحظة دخولهم اللحود.
الوضع الحالي يتحتم استخدام المؤسسات الأقل شرا وضررا واستقطابا للتخلص من بعبع المتطفلين والمترممين والمتاجرين بالأكفان منذ أمد طويل. لا شك أن الرئاسي هو المرشح لخوض غمار تصفية المؤسسات فاقدة الشرعية والمشروعية، رغم ضعفه وانعدام الرؤية لديه، ولكنه بمساعدة القوى الحية سيحدث الفارق، فهو القارب الذي يعبر بالليبيين إلى الضفة الأخرى من النهر، وعندها ينتهي تجبر التماسيح، حيث يكون هناك انتخابات وتجديد للشرعية، وفي الأثر أن الاسكندر المقدوني مات من لسعة البعوض.
قوة الرئاسي ومعه القوى الحية، تأتي من نبل الهدف الذي قد لا يتحقق إلا بإصدار مراسيم رئاسية تنهي مجلس النواب (وهو المشتت جغرافيا وعقليا) ومجلس الدولة الذي لا يمانع الكثير من الخيرين فيه بالاستقالة، ومن لا يحترم نفسه أقيل بمراسيم تعطيله، أما الحكومات فإزالتها تحصيل لحاصل، فهي من أثار العدوان الغاشم من مجلسي النواب والدولة.
بقي الدور المهم للجموع التي يجب أن تنزل للشوارع لقول كلمتها، وليس ان تنتظر جلادين وفاسدين وتجار حروب يتناوبون على حكمها ليسلبوا خيراتها ويتلذذوا بعذابات الفقراء والمحتاجين والايتام والذين فقدوا فلذات أكبادهم في سبيل هذا الوطن على مر العصور، مصداقا لقول العلي العظيم : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا