الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف من الحياة

حسن الشامي

2023 / 1 / 18
الادب والفن


1

لم يكن بخيلا بالمعنى المألوف لدينا..
ولكن كان بخيلا بأفكاره وأحاسيسه..
لا يقصها على أحد مهما كانت صلنه به..
أو مدى ارتباطه به..
حتى أصدق أصدقاءه.. أو لأقرب أقرباءه
لا يدري..
هل هو يخشى أن بعرف أحد أحاسيسه ؟
أم يشفق على الناس من سماعها ؟
أم هو يشفق على نفسه من حكايتها ؟
لا يدري تماما..
وحينما قابلها..
حدث شئ غير كيانه.. أحس أنه وجد ضالته المنشودة..
فهي التي طالما جد في البحث عنها..
وهاهو الآن قد عثر عليها..
ترى هل يقص عليها أحاسيسه ومشاعره ؟

...................

2

لم تعد تذكر شيئا عنه..
ولا تريد أن تذكر شيئا..
ورغم أن ذكراه تلح عليها.. إلا أنها تتهرب منها.. وتنحيها جانبا.. وتحاول دائما نسيانه..
......
أي شئ يذكرها به.. كانت تنأي بفكرها عنه حتى لا تذكره..
خطاباته.. كتبه.. كلماته.. الأماكن التي كانا يذهبان إليها..
حاولت نسيان ذلك كله..
حتى يوم وداعه الأخير تحاول نسيانه رغم أنه خفر قي ذاكرتها..
.....
.....
.....
قال لها يومذاك :
ـ وداعا.. وأرجو لك حياة هانئة...
ابتسمت ابتسامة فاترة.. واهنة.. وقالت لنفسها :
ـ حياة هانئة بعدما دخلتها أيها الشيطان !!!

..................

3

ـ هل تذكر ؟
ـ ماذا أذكر ؟
ـ أول لقاء بيننا !! وما حدث فيه !!!
ـ أجل.. أذكر كل ما فيه.. فما حدث لا يمكن نسيانه أبدا.. ولكن .. ماذا تقصدين ؟!
ـ إنك تهزل.. ألا تدري ما أفص
؟!
ـ لا أهزل مطلقا.. ولكن هذه هي الحقيقة !!!
ـ هل تذكر أذا.. يوم أن قلت لي : "أنك لم تحس بوجودك إلا معي.. " ؟!!! وإنك ....
ثم صمتت وعضت على شفتيها وهي تداري خجلها..
فتذكر هو تلك القبلة الأولى بينهما..
....
....
مال عليها ... وتمتم : تذكرت ...
ثم أكل الجملة على شفتيها !!!


..................

4

كانت على حق حينما قالت له :
ـ لا أستطيع العيش بعيدا عنك !!!
فكل ما كانت تشعر به حينما يبعد عنها هو مزيج متنوع من الأحاسيس المختلفة..
منها الخوف والرهبة..
والحرمان والأمل..
والرجاء والتوسل..
وشعور أخر خفي يترائي لها بين الحين والأخر.. ثم يختفي..
لا تستطيع معرفته حقا ولا تدري كنهه تماما..
إنه شعور متضارب.. متنوع..
ترى..
هل هو الخوف منه.. أم الخوف عليه .!
ترى..
ما هو بالضبط ؟!
إنها في دوامة..
هل يدري هو ذلك ؟!
وهل يحس كما تحس ؟!
..................

5

قال يواسى نفسه قبل أن يغمض جفنيه لينام ؟
ـ لن أعود إليها.. سأنساها تلك التي تريدني عبدا لها.. حقا إنها جميلة.. ولكن هذا ليس على حساب كبريائي ورجولتي.. ولن يكون !!
ثم حاول أن يبتسم ولكنها كانت ابتسامة باهتة.. ثم تمتم :
ـ حقا.. أرادات أن تسلبني رجولتي.. تظن أنها أنثى وتعتز بأنوثتها.. وتريد أن تطمس كبريائي..
وبعصبية لوح في الهواء:
ـ لا .. لن أرضى بذلك أبدا..
ثم بعج تنهيدة قصيرة
أطبق جفنيه.. وعزم على أمر !!!

..................

6

لا تغضبي أنا قلت لك : أنه لا يحبك
أتسألين : كيف عرفت ذلك ؟
أنا لا أعرف الغيب.. ولكنني حينما رأيتك معه عرفت أنه لا يحبك..
لا تغضبي..
أرجوك..
فهو كان يقف أمانك حقا.. ولكن عقله وقلبه بعيدا عنك.. أمامك بجسده وبعيدا عنك بمشاعره..
يطلب منك أشياء وأشياء..
أعتقد أنك تذكرينها جيدا الآن..
ولا يعطيك شيئا.. أليس كذلك ؟!
يأمرك.. ولا ينهى نفسه !!!
يريد أن يكون محبوبا ولا يكون محبا!!
وأخيرا : كلمة لك :
ـ الحب عطاء..
لك أن تعطي مثلما تأخذي!!!
ـ والعطاء حب ..
عليك أن تحبي من يعطيك !!ّ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا