الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصعيد إسرائيلي على كل جبهات الصراع

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 1 / 19
القضية الفلسطينية


نهاد أبو غوش
تبدو الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ماضية في تنفيذ برنامجها المتطرف غير عابئة لا بالمعارضة الداخلية ولا بردود فعل والقلق الذي تبديه الأوساط الاقليمية أو الدولية، وهذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي يصفها البعض بتحالف الفاسدين مع المتطرفين المجنين، تستند إلى أغلبية ميكانيكية (64 نائبا يصوتون في الكنيست معا دون نقاش) من نواب الليكود وأحزاب المتدينين المتزمتيت (شاس ويهدوت هتوراة) وحزب الصهيونية الدينية الأكثر تطرفا بينها، مقابل معارضة ضعيفة ومشتتة، الفارق بين هذه الحكومة وسابقتها، وحتى حكومات نتنياهو السابقة، أن الحكومة الحالية تتجه إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين، وليس مجرد إدارته أو تقليصه واختزاله، وفي هذا السياق تبرز الخطوط العريضة التالية كعناوين لاتجاهات عمل الحكومة، مع ملاحظة أن هذه الخطوط هي بحد ذاتها جبهات تصعيد ومواجهة دامية مع الفلسطينيين لانها سوف تستهدف كل فلسطيني سواء في حياته الشخصية وحياة المحيطين به أو في كرامته ورزقه ومقدساته ، وبالتالي فإن مضي الحكومة المتطرفة في تنفيذها يعني المزيد من سفك دماء الفلسطينيين وبالتالي المزيد من المقاومة وردات الفعل:
- تغيير الوضع القائم في مدينة القدس وفرض السيادة الاسرائيلية المطلقة على المدينة بما في ذلك على المسجد الاقصى، ومنع دائرة الأوقاف الاسلامية (التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية حاليا من العمل في الإشراف على الحرم إداريا)، علما بأن الوضع القائم المشار إليه آنفا هو الوضع الذي ترتب على قرارات السلطنة العثمانية في العام 1952 وبموجبه جرى تنظيم العلاقة بين الطوائف الدينية وحقوقها وأماكن عبادتها، ونصت القرارات المذكورة على أن المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونما وساحاته ومبانيه وجدرانه هو مكان عبادة إسلامي خالص، وقد حظي هذا القرار باحترام جميع السلطات وافدارات التي تعاقبت على القدس، كما جرى تضمينه في قرارات لجان التحقيق الدولية فضلا عن قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقدس .
- لا يتوقف الأمر هنا عند اقتحامات واستفزازات، بل تكريس التقسيم الزماني الذي بدأته الحكومة السابقة، محاولة اقتطاع جزء من ساحات الحرم او مرافقه (مثل باب الرحمة) والدخول الى داخله، وأداء صلوات تلمودية فردية وجماعية أبرزها طقس السجود الملحمي ، وإدخال الأدوات والمواد ذات الاستخدام الطقسي الذي يرمز لإعادة بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى مثل القرابين والأبواق وثياب الصلاة وغيرها.احيانا تسمح الحكومة ببعض الخطوات كنوع من بالونات الاختبار وعلى ضوء ذلك تقرر المضي في سياساتها أو التهدئة والتريث
- السيطرة الكاملة على المنطقة المصنفة (ج) والتي تعادل مساحتها 62% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، ومنع السلطة والفلسطينيين عموما من اي نشاط زراعي أو رعوي او تجاري أو انساني او شق طرق وحتى اقامة آبار مياه الجمع أو حظائر الماشية، كل ذلك تمهيدا لضم المنطقة سواء بشكل رسمي معلن أو بشكل فعلي من دون اعلان، يشمل هذا التوجه شرعنة جميع المستوطنات والبؤر الاستيطانية واقامة المزيد منها، واللافت ان الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش سيتولى بشكل شخصي مسؤولية العلاقة عن الادارة المدنية ( وهي الجهاز المسؤول عن العلاقة مع الفلسطينيين ويتبع وزارة الدفاع/ الامن) وكذلك مسؤولية الاشراف على المستوطنات.
- ابقاء الانقسام بين غزة والضفة، ما يعني عدم الدفع باتجاه مواجهة شاملة مع الجميع في نفس الوقت، يمكن ادارة غزة من خلال ترتيبات ثنائية وحقائب المال القطري وتهدئة وما الى ذلك، المهم الا تدخل حماس وغزة على خط المواجهات في الضفة.
- محاربة اي مظهر من مظاهر الوطنية الفلسطينية في الداخل (48) من خلال تشريعات وسياسات عملية تحارب العلم الفلسطيني وتجرم كل رموز الانتماء للشعب الفلسطيني مثل ‘حياء يوم النكبة أو الاضراب العام أو الإعلان جهارا عن دعم النضال والمقاومة الفلسطينية، واي علاقة او ارتباط بالسلطة وسحب جنسية من يثبت تورطه في اعمال مقاومة.
- تسليم الوزير المتطرف ايتامار بن جفير مسؤولية وزارة الأمن الداخلي بعد تحويلها إلى وزارة "للأمن القومي" وإدخال تعديلات تشريعية تلحق هذه الوزارة وجهاز الشرطة بهذا الوزير الذي سوف يحدد أولويات عمل الشرطة، كما سيكون هذا الوزير الكهاني المتطرف مسؤولا عن قوات حرس الحدود ليزجها في ما أسماه "تطبيق القانون" إلى جانب مسؤوليته عن وزارة تطوير النقب والجليل، وبالعودة إلى برنامجه الانتخابي يتبين أن هذه المحاور هي محاور رئيسية في برنامجه لمصادرة أراضي الفلسطينيين العرب في الداخل، ومنعهم من البناء غير المرخص وتسخير أجهزة الدولة لإنجاز برنامج تهويد الجليل والنقب.
- الموقف من السلطة: ثمة موقفان داخل هذه الحكومة، موقف نتنياهو والليكود والى حد ما الاحزاب الدينية الذي يريد مواصلة اضعاف السلطة مع الابقاء عليها ضعيفة وخاضعة دون اي قدرة على مواجهة السياسات الاسرائيلية واختزال دورها في الوظيفتين الامنية والاقتصادية، وكونها "كيانا" يوحي بوجود عملية سياسية وينفي عن اسرائيل الاتهامات المتلاحقة بفرض نظام الابارتهايد، وموقف كل من سموتريتش وبن جفير اللذين لا يريدان بقاء اي كيانية فلسطينية ويريان ان هذه سلطة ارهابية ولا يباليان بانهيارها واستبدالها بقيادات عشائرية وقبلية محلية في كل منطقة على حدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية