الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى الخميس الأسود

كوسلا ابشن

2023 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تحل اليوم ذكرى 39 لجينوسيد ريف, في مثل هذا اليوم من الخميس 19 يناير من سنة 1984, شن النظام الإستعماري العرقي لحملة الآبادة الجماعية في بلاد شعب ريف, لم يفرق جيش الحسن الفاشي بين القاصرين و الشيوخ و النساء و الرجال, فقد حصد الرصاص العشوائي أرواحهم بدون رحمة, بإستعمال مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة.
إرتكب الفاشي العنصري مجزرة دموية ضد أمازيغ ريف راح ضحيتها مئات الجرحى و مئات الشهداء دفنوا في مقابرة جماعية غير معروفة لحد الساعة, و حكم على العشرات من المعتقلين بأحكام جائرة وزعت بين خمسة سنوات الى عشرة سنوات سجنا نافذة.
سياسة التمييز العنصري الممنهجة المنتجة من جهة للحرمان الإجتماعي و المسؤولة عن جرائم الإبادة الجماعية,لكن من جهة أخرى تنتج حالة الوعي المقاوم و الرافض لسياسة الإضطهاد الإقتصادي و الإجتماعي و القومي و الإستبداد السياسي, و لهذا فمن حين الى آخر تشتعل شرارة الإنتفاضات الشعبية كما حصل بين 2016 و 2017 , ضد سياسة التمييز العنصري للنظام الكولونيالي العروبي.
لقد أخذت إنتفاضة يناير 1984, سمات عصرها بتجذر الفكر المعادي للتمييز العنصري و المعادي لإنتهاكات حقوق الإنسان في العالم و توسع حركة النضال ضد النظام الآبارتهايد الذي يعد النظام العروبي الكولونيالي جزء منه, القائم على الفصل ما بين المجال المعرب و المجال الأمازيغي, و إنتهاك الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و اللغوية للشعب المحلي, وقمع الإنتفاضات الشعبية و الإحتجاجات الجماهيرية بأساليب وحشية و دموية لترهيب الشعب, و زرع سيكولوجية الخوف و الخنوع و اللامبالات و إسكات الشعب عن عدم المطالبة بحقوقه الطبيعية و القانونية.
لقد شكل الرد المخزني على إنتفاضة ريف يناير 1984, أحد حلقات الإبادة الجماعية التي عرفتها منطقة ريف منذ العشرينات من القرن الماضي, و هذا حقيقة عبر عنها خطاب الحسن الفاشي العرقي أنذاك, الذي وصف أهل الريف بالأوباش, وحذرهم بقوله " سكان الشمال عرفوا ولي العهد, ومن الأحسن أن لا يعرفوا الحسن الثاني ", وهو تذكير تحذيري بقدرته و هو المستبد الرهيب, القادر على إرتكاب آبادة جماعية شاملة لا توازي جينوسيد ريف (1958-1959) في دمويتها و وحشيتها, و ما إقترفه أنذاك لا يساوي شيْ مما يمكن ان يفعله وهو صاحب الأمر والنهي, خطاب الترهيب والاذلال يبين الطبيعة العرقية لمجزرة يناير 1984, التي إرتكبها النظام العروبي الاستعماري على أساس عنصري في حق إثنية أمازيغية محلية مضطهدة. و هكذا لا تتوقف المجازر و إنتهاكات حقوق الإنسان و الإستهزاء من كنه الإنسان ريفي, الذي ينظر اليه بأنه بلا قيمة و يطحن بين الأزبال. سياسة الآبادة الجماعية المنتهجة ستظل قائمة في غياب تدخل أممي مسؤول لردع هذه السياسة. و عدم إعتراف الأمم المتحدة بأن مذبحة ريف جريمة إبادة جماعية, قد مدى الفاشية العروبية بالإستهطار بالقوانين الإنسانية.جينوسيد ريف و هي كذلك حسب فحوى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 9 ديسمبر 1948, ودخل حيز التنفيذ 12 يناير 1951, و المنصوص في مادته الثانية: " أن الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية, المرتكبة عن قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية, بصفتها هذه:
( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة عمداً, لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.
( د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
(هـ) نقل أطفال من الجماعة, عنوة, إلى جماعة أخرى.
المــادة الثالثة
يعاقب على الأفعال التالية:
( أ ) الإبادة الجماعية.
(ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية.
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.
المــادة الرابعة
يعاقب مرتكبو الإبادة الجماعية أو أي من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة, سواء كانوا حكاما دستوريين أو موظفين عامين أو أفرادا".
سياسة التمييز العنصري و إنتهاك حقوق الشعب الأمازيغي و المذابح الدموية بريف, حالات كلها تحسب ضمن قرار الإبادة الجماعية, المنصوص عليها في المادة الثانية و الثالثة من قرار جمعية الأمم المتحدة السالف الذكر. رغم أن جمعية الأمم المتحدة نصت في المادة الرابعة بأنها ستعاقب مرتكبي الإبادة الجماعية أو الأفعال المذكورة في المادة الثالثة, إلا أنها إلتزمت الصمت في الحالة الأمازيغية, مما يدل عن تواطؤ بعض الأعضاء المؤثرين في قرارات هيئة الأمم المتحدة مع النظام الكولونيالي العروبي في آبادة الشعب الأمازيغي. إن الصمت اللامسؤول تجاه إنتهاكات حقوق الشعب الأمازيغي يمد النظام الكولونيالي العنصري بالقوة لإستباحة الدم الأمازيغي و الإفلات من المتابعات القانونية و المحاكامات الدولية. صحيح أن النضال التحرري يستدعي الإلتجاء الى المنظمات الدولية و خصوصا الجمعيات الحقوقية الدولية رغم سلبيتها في أكثر من حالة, إلا ان هذه الهوامش النضالية لا يجب أن تكون بديل الكفاح الشعبي الدائم في إذكاء شرارة الإنتفاضات الثورية.
سيبقى يناير محفورا في الذاكرة الجماعية للأمازيغ عامة و أهل ريف خاصة, كما ستبقى الأفكار التحررية لجمهورية ريف تنير درب المناضلين الأحرار بريف و بتامازغا.
المجد والخلود لشهداء الحق الطبيعي الأمازيغي بريف و بتامازغا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم