الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليتيم

ايمان محمد

2023 / 1 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حلقة 1
بينما كان عصام يشاهد التلفاز و والدته مشغولة بغسل الصحون في المطبخ والوالد منهمك بتصحيح أوراق تلاميذه فهو معلم لغة عربية في مدرسة ابتدائية للبنين، دقت ساعة الحائط ذات البندول ٩ مرات لتعلن التاسعة مساءا ، تنهد عصام فهو يعلم أن عليه أن يذهب لغرفته وينام ليستيقظ نشيطا صباح اليوم التالي، ظل متسمرا أمام التلفاز حتى جاءت والدته ,اطفأت التلفاز و نظرت اليه و ابتسمت و قالت "حبيبي عصام يلا لفراشك مو كل ليلة نعيد نفس الحجي روح... فقاطعها عصام" روح نام ابني حتى تكعد الصبح مصحصح "
فردت الأم" اي عفية بإبني الحباب اللي يسمع الكلام"
عصام" اروح لفراشي بس بشرط "
الأم" اعرفه تريد تسمع قصة "
عصام" اي "
الأم" مو يدلل ابني الوحيد"
اخذت الأم صغيرها ذو الستة أعوام لحجرة نومه وحدثته عن قصة طفلة صغيرة تبيع الكبريت في طقس بارد جدا وبينما هي تحدثه عن معاناة الطفلة من البرد والجوع والفقر قاطعها عصام
" ماما ليش وين أهلها هاي البنية ليش عايفيها"
الأم "حبيبي مو هي يتيمة "
عصام" يعني شنو يتيمة"
الأم "يعني ابوها و امها ميتين"
عصام "يعني شنو "
الأم " يعني مثل جدو من مات، راح و بعد ما يرجع"
عصام "خطية" و بدت على عصام علامات التأثر والحزن
و اكملت الأم القصة وقبلت جبين ولدها وقالت
" تصبح على خير عصومي"
" تصبحين على خير ماما"
نهضت الوالدة الحنون واطفات المصباح وبينما تغلق الباب بادرها عصام
" ماما هو ليش الناس تموت؟ "
" حبيبي هذا أمر الله "
" ليش؟"
"حبيبي نام مو وكت نقاش باجر دوام"

ودخلت أميرة على عادل الذي كان بإنتظارها وحال دخولها ابتسم لها وقال "ها خلصت القصة؟ تعاي هسة احجيلي قصتي" و فتح ذراعيه بإتجاه زوجته التي بدأت تخفف ثيابها وتسدل خصلات شعرها الذي كان على هيئة ظفيرة طويلة حتى نهاية خصرها و اضطجعت بجانب حبيبها وزوجها وقالت " اخاف احجيلك قصة وتظل تسألني مثل ابنك"
"بعده يسأل"
"اووو كومة أسئلة ،اليوم يريد يعرف ليش الناس تموت"
" شلا بهل سؤال"
" مو حجيتله على قصة البنية اليتيمة فسألني ليش أهلها ميتين"
" اكولج عصام بعده صغير و حساس لا تحجيله قصص حزينة اخاف ينقهر"
"لعد شأحجيله هي هاي قصص الجهال"
" عوفج من قصص الجهال و تعالي يمي اني مشتاقلج"
" ههههههه"
عصام كان الطفل الوحيد لأميرة وعادل، فقد حملت أميرة ثلاث مرات بعد انجابها لعصام وفي كل مرة يموت الجنين في الأشهر الأولى من الحمل ولم يحدث حمل بعد ذلك رغم مراجعة الطبيبات فإستسلم الزوجين لأمر الله وحمداه.
ظل عصام يفكر في الطفلة اليتيمة التي ماتت من البرد وهي تبيع الكبريت في طقس مثلج، شعر بالحزن والأسى من أجلها حتى غلبه النوم.
و عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل نهض عصام من فراشه وذهب نحو حجرة والديه، كان باب الحجرة موارباَ فدفعه و دخل، اقترب من السرير و هو يسمع شخير والده، دنا من والدته التي كانت تغطي وجهها باللحاف ناداها "ماما ماما"
لم ترد فأزال اللحاف فإذا بها امرأة مجهولة لا يعرفها، فصرخ
"ماما وينج"
دخلت أميرة حجرة عصام بسرعة واضاءت المصباح "حبيبي عصومي شبيك تصيح هياتني يمك بعد امك"
دخل عادل وقال بتذمر "كله من ورا قصصج، كام يتحلم و يفزفز"
وضعت الأم راحة يدها على جبين صغيرها و راحت تهمس بتلاوة آية الكرسي و تقبله حتى غفى مرة اخرى"
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال


.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت




.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت


.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام




.. نساء الرقة: منظومة المرأة الكردستانية مظلة لجميع نساء العالم