الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى

داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)

2023 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى عبر العراقيون عن أصالتهم ووحدتهم وحبهم للعراق مهما إختلفت قومياتهم وأديانهم وطوائفهم , وأكدوا أنهم بناة حضارة وعشاق حياة ,يعم فيها الفرح وينعم فيها الجميع بألأمن والآمان . وما حسن تنظيمهم لبطولة خليجي 25 لكرة القدم في مدينة البصرة الفيحاء بأبهى وأروع صورة , وكرم ضيافة أهل البصرة الفيحاء فقيرهم قبل غنيهم , وفتح بيوتهم لجميع الوافدين من دول الخليج العربي الذي أذهلهم , حيث لم تشهد أية بطولة سابقة مثيلا لذلك الكرم والعطاء اللامحدود , إلاّ دليلا على نقاوة معدن العراقيين الأصيل , وتساميهم فوق جروحهم وفتح قلوبهم البيضاء لضيوفهم , ومعاملتهم وكأنهم أصحاب الدار ,على مرأى ومسمع وسائل الإعلام المختلفة ,في حالة نادرة قل مثيلها , على الرغم من ضيق حال الكثير منهم وعوزهم , مجسدين بذلك قول الله سبحانه تعالى في الآية (9) من سورة الحشر :
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". صدق الله العظيم .
ولا نكشف سرا هنا إذا قلنا أن آلاف مؤلفة من سكان مدينة البصرة يعيشون تحت خط الفقر حتى يومنا هذا , وبرغم ذلك فقد وضعوا أنفسهم في خدمة ضيوفهم بكل ما يماكون,إعلاء لشأن العراق وإكراما لضيوفه , كي يبقى شامخا مرفوع الراس بين الدول , وهذا هو ديدن البصريون الشرفاء في كل زمان ومكان .
حاول بعض ضعاف النفوس تعكير أجواء البطولة قبل إنطلاقها , تارة بإثارة ضجة مفتعلة حول مشاركة فنان غنائي عراقي معروف ,بألمشاركة من عدمها في حفل إفتتاح البطولة , وراحوا يتراشقون السباب والشتائم فيما بينهم, ويرجون الأقاويل والشائعات حول حضوره من عدمه . بات حضور هذا الفنان شغلهم الشاغل , متجاهلين الحدث الأساس المتمثل بتنظيم بطولة كرة قدم دورية لدول الخليج العربي ,غاب عنها العراق لأكثر من أربعين عام بسبب الحروب والصراعات التي عاشها العراق خلالها , وبذلك تكتسب إقامتها في العراق الآن أهمية خاصة ,إذ أنها تعني إعادة العراق إلى محيطه العربي , وإرسال رسالة محبة وإطمئنان من العراق إلى كل دول العالم , بأن العراق قد إستعاد عافيته وحيويته وأمنه وإستقراره , وأن أبوابه باتت مشرعة ومفتوحة لجميع الضيوف أعزة كرام في بلاد الرافدين , مهد الحضارة ومهبط الأنبياء والرسل والأولياء من مختلف الأديان .
وما أن هدأت عاصفة حضور من سيغني في إفتتاح البطولة , لتبدأ عاصفة صفراء أخرى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة , بإحتجاج السفير الإيراني ببغداد على ورود عبارة الخليج العربي على لسان بعض المسؤولين العراقيين عند حديثهم عن البطولة , والمفروض بهم من وجهة نظره تسميته "بالخليج الفارسي" على حد زعمهم . كما تقدم الاتحاد الإيراني لكرة القدم هو الأخر برسالة احتجاج إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب استخدام تسمية "مزيفة للخليج الفارسي" على حد زعمهم، وأكد الاتحاد الإيراني أن رسالته الاحتجاجية قدمها بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والرياضة الإيرانيتين, وجميعها باءت بالفشل إذ لم تلق إهتمام أحد.
إعتقد البعض أن حكومة الجمهورية الإسلامية الحليف القوى المساند للحكومات العراقية التي إنبثقت منذ غزو العراق وإحتلاله عام 2003 وحتى يومنا هذا , ستقف بقوة إلى جانب الحكومة العراقية وسعيها لفك الإختناق المفروض على العراق , بإتاحة فرصة الإنفتاح والتواصل مع أشقائه في دول الخليج العربي , ولو عبر نافذة صغيرة بإستضافة بطولة كرة القدم لدول الخليج العربي " خليجي 25" , وإذا بنا نفاجئ بزوبعة قديمة جديدة حول تسمية الخليج عربيا أم فارسيا , وكأنه يراد بذلك تعكير أجواء البطولة التي إتسمت بالدقة وحسن التنظيم . وربما نفاجئ بزوبعة أخرى بإعتراض إيران على تسمية شط العرب التي تطلق عليه الآن تسميتها الفارسية " أروَند رود أي نهر أروند".
وبالرجوع إلى المصادر التاريخية نجد تسميات مختلفة لهذا الخليج عبر العصور . سماه البابليون والأكاديون: "البحر الجنوبي" أو "البحر السفلي", وسماه الآشوريون "البحر المر", وسماه الرومان في القرن الأول للميلاد " الخليج العربي" , وسماه العرب "خليج البصرة" أو "خليج عمان" أو "خليج البحرين" أو "خليج القطيف, وسماه الفرس "بحر فارس ", وسماه العثمانيون "خليج البصرة ".
ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر .بينما يرى العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم. كما أن ثلثي سواحل الخليج تملكه بلدان عربية، بينما تملك إيران حوالي الثلث فقط. وحتى السواحل الإيرانية ما تزال تقطنها قبائل عربية (رغم طرد الكثير منها بعد الغزو الإيراني) سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الجنوب (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى احتلتها إيران).
والتسميات بحد ذاتها لا تعني الكثير ولا تعني عائديتها للدول التي تسمى بإسمها , فالمحيط الهندي مثلا لا أحد يدعي أنه هنديا , وكذا الحال بحر الصين فهو ليس صينيا ولا بحر العرب عربيا , بل جميعها ممرات مائية دولية مفتوحة لجميع الدول بموجب قوانين الملاحة الدولية البحرية , ولا يحق لأي دولة الإعتراض أو إعاقة الملاحة الدولية فيها .
وينطبق الشيئ نفسه على الخليج العربي بوصفه ممرا بحريا دوليا لا يحق لأي من الدول المطلة عليه إعتراض أو إعاقة حركة المرور البحرية الدولية فيه . وطالما أن التسمية لا تعني الملكية أو الهيمنة , فلماذا هذا الإصرار الإيراني إلى حد الإستماتة على تسميته الفارسية التي باتت مزعزعة لأمن المنطقة دون مبرر , ذلك أنها تحمل في طياتها مزاعم إيرانية لدى بعض قادتها بعائديتها لبلاد فارس, وبخاصة أنها تدرك أن هذه المزاعم تثير حفيظة الدول العربية , الأمر الذي يدفعها للإستعانة بقوات عسكرية أجنبية لها مصالحها في المنطقة , لحماية أمنها الوطني من هذه التهديدات , مما يعرض أمن المنطقة للخطر ويزعزع أمنها وإستقرارها , ويدفعها لسباق تسلح مجنون .
وليس بعيدا عن الأذهان إحتلال إيران للجزر العربية الثلاث أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبري العائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة , بعد إنسحاب بريطانيا من منطقة الخليج العربي عام 1971 ,وتشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة يومذاك , ورفض إيران عرض الموضوع على محكمة العدل الدولية إن كان لها ثمة حق بضمها ,ودعاوى إيران الباطلة بعائدية البحرين لها , ولم يحسم هذا الأمر إلاّ عبر إستفتاء أجري في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1970 م ,صوت فيه البحرينيون أن البحرين دولة عربية خليجية مستقلة , وتكليف شاه إيران في أعقاب الأنسحاب البريطاني من المنطقة في عقد السبعينيات من القرن المنصرم , القيام بدور شرطي الخليج بعد أن زودته الولايات المتحدة الأمريكية بكافة الأسلحة التي جعلت الجيش الإيراني خامس أقوى جيش تسليحا في العالم .
نقول أن إثارة هكذا موضوع الآن أشبه بزوبعة في فنجان لا قيمة لها , ربما سوى محاولة يائسة لسرقة أفراح العراقيين وبهجتهم بعرس مونديال كرة القدم الخليجي المقام في مدينة البصرة الفيحاء, الذي تكلل بنصر عراقي مبين بفوز فريق القدم العراقي فوزا مستحقا بكل جدارة وإقتداربكأس دورة خليجي 25 للمرة الرابعة منذ تأسيسها , وبذلك عمت الفرحة في كل بيت عراقي . بوركت جهود فريق كرة القدم العراقي وطاقم مدربيهم ومساعديهم على كل ما بذلوه لتحقيق هذا الفوز الذي أثلج قلوب العراقيين وأنساهم همومهم ولو لبعض الوقت , كما بوركت كل الجهود الخيرة التي بذلت من قبل كل مسؤول ومواطن لإنجاح هذا العرس العراقي. وفي الختام نقول إذا كانت لعبة رياضية بسيطة مثل كرة القدم قد وحدت العراقيين في العراق وخارجه على قلب واحد,متناسين كل حقد أو ضغينة ولا هم لهم سوى فوز العراق . أليس بإمكان أولي الأمر في البلاد تناسي خلافاتهم وصراعاتهم التي لا تنتهي , والتوجه لتوحيد العراقيين على كلمة سواء خدمة للعباد والبلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية