الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيصدرون أزمتهم إلينا

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2023 / 1 / 20
القضية الفلسطينية


كعادتنا بدأت التكهنات التي تقول ان كيان الاحتلال اقتربت نهايته الحتمية وان حرب اهلية ستندلع في اوساطهم وسينهون انفسهم بأنفسهم وطبعا لدينا من هو جاهز لتصديق هذه الفكرة وسعيد بالترويج لها وتقديم الاثباتات على صحتها معتمدا في معظم الحالات على بعض الكتابات الصادرة عن كتاب صهاينة اشاروا الى احتمالية ذلك.
اولئك المستعدين للترويج للفكرة هدفهم من ذلك القاء معاولهم في الارض انتظارا للحدث العظيم كما انتظرنا سنوات طويلة للوصول الى العام 2022 عام نهاية دولة الاحتلال سب النبوءة الشهيرة والتي تحدثت عن نبوءات يهودية ايضا اتت على ذكر هذا الحدث فأخذها البعض والبسها ثوينا ليسعد بها ويدعنا نستريح بانتظارها بينما الدولة التي من المفروض ان تنتهي راحت تهود وتغتصب وتسرق وتهديم وتقتل وتبين الدولة الزائلة ولا احد سوى دولة الاحتلال وصناع القرار تحديدا هم السعداء بمثل هذه الترهات لانهم يقفون امام عالم عاجز يبحث عن مبررات لعجزه تصل حد استعداء المقاومة واعتبارها بلا معنى ما دام الله سيزيل هذه الدولة المارقة.
في الحرب على لبنان وعلى غزة وعلى العالم العربي دائما كانت المعارضة تصمت وتمنح دعمها للحكومة بلا شروط وهوما يعرفه نتنياهو ودرعي وبن غفير وسموتريتش جيدا وبالتالي فان الحل الامثل لهم لإخراس المعارضة المتنامية في دولة المحتلين هو افتعال حرب جديدة على المقاومة في غزة قبل جنين ونابلس بما يضمن لهم ان يدموا انفسهم لناخبيهم على هيئة ابطال قوميين ينفذون ما يعدون به وبنفس الوقت اخراس المعارضة دون ان يطلب منها احد ذلك.
حكومة الاحتلال الفاشية الحالية هي حكومة مقايضة بين مجرمين وفاشيين فالمجرمين نتنياهو ودرعي يريدون الخلاص الذاتي وممثلي الاجرام الفاشي بن غفير وسموتريتش يريدون تحقيق الاحلام الصهيونية على ارض فلسطين بدولة القومية اليهودية الخالصة وهو ما يلتقون به اصلا مع المعارضة مدعية اليسار والتي عملت ولا زالت على نفس الاهداف.
نحن امام حكومة عمرها قصير ستتمكن بطرفيها من فعل ما يريدون الطرف الشخصي سيقر قوانين تحميه من السجن وتنقذ الاخر من الحكم الذي يلاحقه بينما يتمكن الاجرام الفاشي من تطبيق القانون الصهيوني على اراضي الضفة الغربية التي سيمزقونه الى محميات ومعازل لشعبنا لا تحلم بأكثر منحكم ذاتي ضيق وفي سبيل تحقيق هذه الاهداف ستواصل امريكا ذر الرماد في العيون بإعلان رفضها لأي فعل يلغي حل الدولتين بينما هي في حقيقة الامر ضد أي قول لان الافعال قائمة ومتواصلة يوميا.
ستة شهور الى سنة تنفذ هذه الحكومة المارقة بأعضائها المارقين كل ما تريد ثم يجدون سبيلا للتخلص منها وحتى يلون الى تلك اللحظة سيكون حل ازمتهم الداخلية بتصديرها الينا بواسطة حرب وحشية يرتكبها مجرمين قد يتم تقديمهم للمحاكمة بعد ذلك فلا شيء ولا احد يعني امريكا والحركة الصهيونية العالمية الا الاهداف على الارض والاشخاص هم دمى لا اكثر ولا اقل وعلى شعبنا ومقاومتنا ان يتنبهوا لذلك كما ان على سلطتنا وفصائلنا ان يدركوا ان دولة الاحتلال لم تعد بحاجة لهذه السلطة وهي بالتالي تسعى وستسعى للتخلص منها عبر صناعة اقتتال داخلي يوصلنا بأيدينا الى تمزيق بلادنا وعندها ستعلن امريكا ودولة الاحتلال القبول بالأمر الواقع حد الاعتراف بقطاع غزة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا كما هي حالها وقد تقبل امم امريكا عندها الحماية الدولية لحماية اسرائيل من المقاومة ومن يريد تصديق انفجار دولة الاحتلال عبر حرب اهلية قديمة فهو فقط كم ينتظر في حر الشمس من يرفع اطراف رداءه ليحرك له الهواء.
ولكي يكون الامر واضحا بلا لبس فان هذه الحكومة مجبرة على اعلان الحرب على غزة اولا ومن ثم جيوب المقاومة في الضفة الغربية بالتزامن مع اعلانها القوانين التي تؤكد القومية اليهودية للدولة وتقلل الى الحد الادنى عدد الفلسطينيين على ارضهم وفقط لاستخدامات التشغيل في العمل الاسود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي