الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاصيل سريالية....ليست قصة قصيرة

بسام أبو شاويش

2023 / 1 / 20
الادب والفن


مقهى مكتظ بالرواد..معظم الحديث يتعلق بالرواية الأخيرة للكاتب الكبير الذي طبقت شهرته الآفاق...كاتب واعد يقول..لم أفهم منها أي شيء..لم أخرج منها بأي رسالة واضحة...تساءل بحيرة..هل هذه هي الحداثة التي يتحدثون عنها؟؟...شاعر كبير يرد بثقة..كبار النقاد أشادوا بالرواية ..اعتبروها فتحا عربيا جديدا في عالم الرواية...صحفي شاب يردد..لكن ما الفائدة إن تكتب رواية لا يفهمها اغلب القراء؟؟؟
نحن في مقهى المثقفين الشهير الذي يعج يوميا بشعراء وكتاب وفنانين وحتى سياسيين يتناولون قهوتهم ويتبادلون الآراء في مختلف قضايا الساعة...يناقشون أمور الثقافة والفن والسياسة وحتى الرياضة ..يختلفون ويتفقون وتظل غالبا بعض القضايا المعلقة بانتظار لقاء قادم ..
في ركن قصي جلس وحيدا..أمامه صحيفة واسعة الانتشار تحمل اول قصة له...كان سعيدا وهو يتأمل اسمه في الملحق الثقافي للصحيفة ..محرر الملحق كتب تحت اسمه( كاتب واعد)...كان فخورا بذلك...شعر أنه قد وضع قدمه على أول درجة في سلم المجد وإن الحياة ستفتح ذراعيها له ...كان يتأمل الحضور بعينين حائرتين ...معظمهم من الكبار الذين يسمع عنهم في نشرات الإخبار إو يقرأ عنهم في الصحف اليومية والمجلات المتخصصة...انها المرة الأولى التي يدخل فيها هذا المقهى الشهير الذي طالما مر به وتهيب من دخوله...
على مائدة مجاورة ثمة فتاة جميلة تقرأ قصة قصيرة فيما كاتب معروف ينصت إليها باهتمام يبدو مفتعلا.. تأملها وقد تيقظت حواسه..سمعها تقرأ فيما الكهل يهز رأسه استحسانا.." يا صديقي أنظر حولك..أترى هذا النادل الذي يدور بين الموائد ..إنه دوستويفسكي!!! أكيد سمعت عنه وقرأت روائعه . وذاك الشيخ الذي يغسل الأطباق ويعد القهوة والشاي للزبائن..أتعرفه ؟؟ أنه مكسيم جوركي...صاحب الأم..وذاك الذي بيده المكنسة وينظف المكان .إنه ألبير كامو...هو أشهر من نار على علم..لقد رفض أن يكون وزيرا في حكومة ديجول تصور!!!
وتلك المتسولة التي تبيع الفل قرب الباب .تأملها جيدا..انها فرجينيا وولف ..لاشك أنك تعرفها جيدا ..لحظة هل ترى تلك الزنجية المتهالكة..انها توني موريسون..أما تلك الخلاسية الجميلة التي تبيع اوراق اليانصيب فهي ايزابيل أليندي..!!!
أما ..قاطعته..لكن لماذا؟؟
صمتت الفتاة وتأملت الكهل كأنها تسأله..هل أتابع...هتف الكهل بحماس..تابعي. ..ت
انصت باهتمام للفتاة فيما عينيه تتأملان وجه الكهل الذي بدأ مهتما بحق...وتابعت الفتاة قراءتها " قالت..كما أخبرتك سابقا..الأدب لا يطعم خبزا .فكر في عمل آخر والا فستجوع.. هذه المدينة لا ترحم فلا تعتمد على الشعر والأدب أن أردت العيش فيها...الشعر والأدب هنا لا قيمة لهما..."
توقفت الفتاة عن القراءة فجأة ورفعت رأسها نحو الكهل وهمست بقلق..هه ما رأيك؟؟؟
هز الكهل رأسه مرارا وقال جادا .جميلة الفكرة .لماذا لم تكمليها؟ تابع باهتمام ..أكمليها وسأوصي المحرر الثقافي بنشرها
ابتسمت الفتاة ولمعت في عينيها نظرة عرفان بالجميل ...رمقها الشاب مطولا..خيل إليه أنه يعرفها..فكر..لعلها إحدى زميلاتها في كلية الآداب...فجأة دخلت امرأة فارعة الطول إلى المقهى .دخولها أثار الدهشة ..تأملها الشاب مليا وعجب لجرأتها الواضحة...أنها إحدى أشهر الراقصات في البلد..ما الذي جاء بها إلى مقهى المثقفين؟؟؟
تأملت الراقصة الحضور ثم ضحكت بغنج وهتفت بدلال. افسحوا لي مكانا. لدي خبر هام....أنصت الجميع باهتمام ..هتفت وهي تأخذ مكانها وسط المقهى...السيد الرئيس ألغى وزارة الثقافة!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي