الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12733 المجتمعات المشرقية مع قراءات ضرورية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 1 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


من خلال دراسة معمقة قمتُ بها تناولت سلوكية المجتمعات المشرقية .والمراحل التي مرت بها ،وتبلورت شخصيتها القومية واللغوية. أجل كان ذاك الاهتمام نتيجة الظروف الدموية التي جرت على سورية والعراق وظهور جوانب مهمة كانت مخفية عن تمظهر للفكر الديني والتي عبرت عنها داعش كحامل حقيقي لذاك الفكر ، وبشكل واضح لا لبس فيه ولا تزوير . مع الإقرار لكلّ قاعدة ما يخالفها. فإنّ دراستي لم تكن للنزهة أو للفانتازيا بل لضرورة قيامي بواجبي تجاه ما يحدث أولاً لوطني سورية والعراق ولكي أتمكن من صياغة بيانات لرابطة المثقف السوري الحر المستقل التي أسستها مع مطلع الأحداث في سورية ومن ثم جاء اختياري كمستشار ٍ للمنتدى الدائم للأقليات في الشرق الأوسط لدى المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط حيث توفر لي فهم العديد من المحطات الهامة والضرورية خاصة تلك المحطات التي تُحاكي آلية المجتمعات وثقافاتها ومراكز قوتها وضعفها .كان ذلك في أذار عام 2019 وحتى أذار عام 2020 م ثم تلاها مشاركتي حين تم اختياري كمستشار للجنة الموحدة لتأسيس البرلمان الأشوري في المنفى منذ 7/2/2020ولمدة تزيد عن عام ونصف زودتني هذه التجربة بخبرات سلوكية لشخصيات تدعي بأنها تعمل لصالح فكرة قومية. كل هذا وفر لي وعلي آلية تشكيل مجموعة آراء تجاه المكوّنات المشرقية أولا ً وتجاه معرفة المفاتيح الحقيقية للتغيير في أعماق تلك الشخصيات التي نعول عليها الكثير في مسألة التغيير .
فما أراه هنا من آراء لا أفرضها على أحد قاطعاً، ولكنني أرى أن المجتمعات المشرقية بشكل عام مؤهلة للتغيير غير المسبوق خلال الربع الأخير من هذا القرن وأرى أمكانية تحولها الجذري لما هي عليه . والسؤال لماذا هذا التفاؤل. أقول التفاؤل مشروط بشروط موضوعية أولها.
1= الضرورة في استخدامات تلك المجتمعات للمنتج الثقافي والعلمي والتكنولوجي الذي يُنتجه الغرب بشكل عام.
2= المحكات التي ستَنتجُ ما بين الذات العاقلة للشخصانية المشرقية وتراثها الذي تختزنه ومابين المنتج الغربي الذي يفرض فهماً آخر عليها وهي غير قادرة على التخلص من تلك الحالة لأنها واقع وليست وهماً .
3= إن ّ إنسان المجتمعات المشرقية على اختلاف ثقافاته الدينية والمذهبية سيلمس ويرى الكم الهائل من سذاجة موروثه أمام التطورات المذهلة التي أصابت المجتمعات البشرية ولابدّ له من المقارنة لهذا لايمكن إلا وأن يتغير.
إنّ ضرورة متابعة الحياة بكلّ حالاتها وتطوراتها وما يعتريها على أثر استخداماتنا اليومية للمخترعات والتقنيات ستُجبرنا على أن نتفهم بشكل واضح أن ثقافتنا ما هي إلا ثقافة الرعاة قبل آلاف السنين ولم تعد بفائدة علينا إن نحن تمسكنا بها.
ولهذا فمعرفة مناهج الدراسات النقدية واستيعاب منتجها سيكون مفيداً للشخصية المشرقية ومن هنا تأتي أهمية وضرورة معرفة واستيعاب وفهم التطورات التقنية والعلمية والدراسات الأنثروبولوجي والجيولوجية والأركيولوجيا والعلوم الفلسفية والنفسية والمناهج التربوية التي ستساعدنا للدخول في شراكة حقيقية مع الحضارات العالمية وليس أن نبقى خارج معادلة التطور والزمن والتاريخ .
ولهذا أتوقع أن تكون المجتمعات المشرقية بشخصيتها ومخلفاتها التراكمية من الروحانية والعصبية الدينية والقومية أفضل بكثير من شخصية المجتمعات الغربية التي ستأخذها المتغيرات إلى أن تحيلها إلى مادة ليس إلا.
إنّ التأكيد على أن تتمسك الشخصية المشرقية بشيء من الروحانيات أفضل من أن تفقدها .
وأعني بالروحانيات تلك القواسم الإنسانية المشتركة بين جميع المذاهب الدينية سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية أو حتى المذاهب والمدارس الوضعية.
ومن هنا يتوجب على الدول القطرية العمل على استحداث مناهج تربوية حضارية لاتقوم على عملية القطيعة الكلية مع التراث لكن على ألا تأخذ منه سوى تلك المحطات الإنسانية دون التمييز والتعالي والشوفينية بل بعملية دمجّ ومزاوجة طبيعية بين الأفكار التي تسعى للإعداد جيل ٍ يؤمن بالإنسانية كحل وسطي لإنهاء التوتر والقتل والحروب والتناحر غير المتكافىء بين شعوب القارات . نحن هنا لانقول ولا نؤمن بأن الحروب ستنتهي من العالم .لكن نرى أن التشنج العالمي والذي أوضحته وقربته آلية السوشل ميديا بين المكوّنات الدينية والمذهبية سينتهي بقدر كبير إذا تفهمنا بأن العصبية الدينية غالباً ماتكون أعنف وأشرس من باقي أنواع العصبيات لدى الإنسان.
إنّ المحاولات التي تسعى لها دوائر دينية غربية ومشرقية والتي تعمل على توحيد الأديان وعلى الرغم من وجود معارضين لهذا المشروع إلا أنني أراه مشروعاً رائداً وحضارياً وسيقضي على بؤر التوتر في العالم.
أنتَ وأنتِ اعبدوا كما تريدون ولكن سنكون جميعاً في بوابة المساءلة إذا أردنا فرض آرائنا الدينية على الآخرين وأعتقد سيكون أحد شروط وحدة الأديان عدم التبشير لأنه تم التبشير بالمذهبين المسيحي والإسلامي وكفى تبشيراً .فهناك وسائل مختلفة بإمكاننا أن نحصل من خلالها على معرفة كل المذاهب والديانات إن شئنا .مع العلم أن المذهب اليهودي ( الديانة اليهودية هي ديانة غير تبشيرية).
وفي ختام هذا الموضوع .
إنْ لم يضع المجتمع الدولي حداً للزيادات السونامية لبعض المجتمعات لن تكون جميع البرامج والمناهج قادرة على استحداث خرق في العقلية للمجتمعات المشرقية والأفريقية على وجه الخصوص .
إن العالم لم يعد يحتمل الزيادات البشرية كما لم يعد يحتمل جشع الأنظمة السياسية والاقتصادية ولا الرعب الآتي من السلاح مابعد النووي.مع أنهار مودتي .للموضوع صلة .....
# اسحق قومي.21/1/2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة