الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتمة المدخل . 2 - تصنم العقل الإشكالية . . ومعالجات الخروج (الجزء الثاني) لمؤلف مدخل . . الى العقل المتصنم

أمين أحمد ثابت

2023 / 1 / 23
الارشيف الماركسي


وتظل هناك قاعدتين اساسيتين – علميتين – يجب لهما أن تؤسسا عقليا لتصحح منظومات النشاط القيمي الذهني والتفكيري السليم . الأولى : تتمثل بقاعدة المقارنة بين المتشابهات من منظور جوهري ، حيث العلة في إرثنا الفكري والعلمي النظري ، قد اعتمد ويعتمد عملية المقارنة من منظور ظاهري – على صعيد الشكل او حتى المضمون السطحي – حيث علامات الاختلاف بين الظاهرتين او الظواهر التي يتم المقارنة بينهما او بينهم . . تكون واضحة نسبيا بشكل ملموس ، وإن صعب تمييزها فتكون المقارنة من خلال سطوح المضامين الملتقطة إشارات عن ذلك الاختلاف من خلال آليات او خصائص تشي بالاختلاف عند تعرضها لعوامل او ظروف متغيرة . أما عيب إرثنا الفكري ذاك ، تبنى جل نظامية المقارنات على غاية – ضيقة سطحية الرؤية – على بناء حزم التشابه والاختلاف بين مختلف الظواهر ( الحسية والمجردة ) لا أكثر ، كنوع من التقعيد المعرفي ك . . ( حقائق او شبه حقائق علمية ) ! ! ! – ومثل هذا نجده سليما فقط في إطار مقارنات المتشابهات والمختلفات ( الجزئية ) فقط ، أما حين تعامل افتراضا كأساس قاعدي معرفي وحيد لكل من العموميات والجزئيات فهو خطل جسيم يفقد في الاخير القدرة على ادراك حقيقة الاشياء عموما – مثال على ذلك مبحث التجريد بين الالفاظ الدالة على العقل ك . . العقل ، الدماغ ، التفكير ، الادراك ، التصور ، القناعة والاعتقاد – أما الغاية المجردة بناء حكميات التماثل النسبي والاختلاف عقليا بين انسان الشعوب المختلفة ( راهنا ) ، وهي إن استبعدت متدخل المورثات الجينية لنوع جنس انسان تلك الشعوب ، فإن عادة مراكز بلدان نظم التسيد التسلطي العالمي تعتمد الى ذلك الاخير لتمييز تفوقها ، إما جهرا بشوفينية عرقية كالنازية والصهيونية واتباعهما أو سرا في مضمون افعالها لفرض تبعية انسان الشعوب الاخرى لها والتحكم التسيدي على حياتهم الراهنة والمستقبلية . أما ما ذهبنا إليه لبناء القاعدة المؤسسية الفهمية الاولى للمقارنة على اساس جوهري – وذلك لاستعادة ادمغتنا الطبيعة السوية لانبناء المعرفة عقليا لدينا . . بعد تغريبنا عنها لآلاف السنين ماضيا الى اليوم ومستقبلا – فحين نريد اكتشاف حقيقة وجودنا الراهن ، فإن المقارنة بيننا كإنسان ومجتمع وواقع وحياة مع غيرنا من انسان شعوب مجتمعات البلدان الاخرى – نعم تظهر العلامات الفارقة واقعا في التصنيف الخاناتي من حيث التطور والتخلف – وحتى معرفتنا بها من حيث الاطلاع الثقافي او الدراسي التعلمي ف . . فإنها لا تحدث ضمنيا حالة التغير ولو النسبي الضئيل في ذواتنا او واقعنا او مجتمعاتنا او حياتنا – والسؤال هنا . . لماذا ؟؟؟ ، وهو الغائب عن عقولنا العربية والعالم ثالثية ، واصل الجواب محتوى في مضمون القاعدة التأسيسية الاولى التي نوهنا إليها – بمعنى لإدراك حقيقتنا القائمة ( دون تجميل او تقبيح ) . . بما يهيئنا العود الطبيعي السوي لحقيقة وجودنا القابل على الخروج من بنى الاعاقة كإشكالية تاريخية مستدامة ، لن يكون إلا في عقد بناء المقارنة الذهنية المبنية على الجوهر بين نوعنا وما قبلنا من الانواع الحيوانية خاصة منها الارقى المتمثلة بالثديات والرئيسيات بتحديد خاص منها – لماذا نقول ذلك ؟ - والجواب أن المعتقد ( العلمي !!! ) للمقارنة على اساس اكتشاف التخلف فينا عن غيرنا لم يكن يحقق لنا سوى مزيدا من التبعية وتأصلا متواليا للتشوه التركيبي – بفعل النقلية الانقيادية السطحية للتحضر والتمدن والتطور – وهو ما يزيد حقيقة التعقد التركيبي لإشكاليتنا التاريخية وتعمق الاسداد المغلق لوجودنا خارج مضمون مسار التاريخ البشري – أما حين نبحث جوهر حقيقة وجودنا ( النوعي ) مقارنة بالأحياء قبلنا نوعا على اساس وجودي ، سنكتشف الحقيقة الصادمة ( غير المتصورة ) بأنا وفق الحقيقة شبه الثابتة المطلقة في اعتقادنا وقناعاتنا ، والتي اجمعت عليها الاديان والعلم بأنا كجنس بشري نعد ارقى الكائنات الحية اطلاقا – على الاقل في ظل كوكب الارض والى ما وصلت إليه معارفنا عن الكون في محدوديتها – أن جوهر حقيقة وجودنا تاريخيا منذ الانغلاق التكلسي واعادة انتاجه التشوهي في كل مراحل التاريخ منذ زمنية المسار الغارق في القدم الى اليوم وغدا ، قد شكل لنا حقيقة وجود ( ادنى ) من الانواع الحيوانية الاقل تطورا – من مختلف الزوايا والابعاد - التي وفق افتراض الحقيقة النظرية مجمع عليها علميا ودينيا – حيث مقارنة بعد جوهر الحقيقة بيننا والحيوان سينزل كفعل الصاعقة علينا بما يخلخل قناعاتنا وتفكيرنا وايمانياتنا المعتقدية والوجودية الحياتية – وهو ابعد بما لا يقارن بقياس فارق التقدم والتخلف – ولنقدم مثلا تطبيقيا نظريا او اثنين لفهم ذلك بين نوع ذات الانسان ( قصدنا ب . . نحن ) وانواع واجناس شعبة الثديات ، نجد أن الدماغ المخي هو المتحكم الموجه لممارسة الوجود والحياة من اجل البقاء والاستدامة في الحياة – ويدخل في إطارها حقيقة التغير التطوري التكيفي التبادلي التفاعل لتلك الذات مع محيط وجودها الموضوعي – فالمشترك أن الدماغ المركزي ذاك يحتوي :
- المعبر الغريزي الفطري والواعي الادراك .
- المعبر المنطقي والعاطفي – النفسي .
- التفكير ( الحسي والمجرد ) ، الادراك ، الوعي ، المخزون المعرفي ، التذكر والتعلم .
- الثوابت الاساسية ( المعتقدية مجازا ) ، التي تبنى عليها موجهات اوامر الدماغ للتصرف والسلوك والتفاعل مع البيئة الخارجية ، أكان في مختلف المواضيع . . حتى المتباعدة او المتقاربة ، وقد تتمظهر سلوكيا موجهات استحداثيه للدماغ للفعل المطلوب لم يكن له وجودا معرفيا سابقا في الدماغ ، او كان في متغير شروط البيئة الخارجية من ظروف وعوامل مغايرة .

إذا ، من عملية المقارنة هذه – رغم التماثلية الواحدة المشتركة ، اين يكون جوهر الحقيقة المغايرة بيننا والحيوان ؟ - والجواب سهلا وصعبا معقدا في ذات الوقت ، حيث يكمن جوهر اختلاف الحقيقة في معبر ( العاقل او العقل ) ، حيث الغائية عند الحيوان يمارسها عفويا دون ادراك تفكيري مجرد لديه ، فغريزة البقاء تمكن دماغه التوجيه الامر للسلوك بما يحفظ الحياة لها ، واصل مجمل ادراكات الدماغ ذلك يبنى على اساس تبعيته الادراكية التكيفية مع متغيرات شروط الحياة للبقاء ، بينما الغائية عند نوع جنس الانسان البشري فهي مدركة تجريدا في نظامية عمليات الدماغ الذهنية ، ولذا تنعكس بشكل غير مباشر لتطبع جوهر حقيقة نوع جنس الانسان البشري على خاصية القدرة على الانفلات من التبعية المطلقة لبيئته الخارجية ، بما يحوله الى خالق يعيد بناء وجوده الحياتي وفق مشيئته ، بما في ذلك بجعل بيئته الخارجية متغيرة الشروط وفق مشيئته .
وهنا مربط من مرابط الفرس الاساسية الغائبة عنا – لن نفصل في هذا الامر فقد سبق اخذه بمائدة معرفية مكثفة في الجزء الاول من المؤلف - فحين يكون جوهر الذات الحاضرة ( بمورثها القديم التشوهي ) فاقدة لخاصية ( القدرة التغييرية التحكمية ) للعقل وفعل الذات ، وانحصارها التكلسي في سمة جوهر الانقياد التابع ، فإن هذا الدماغ – المسمى عقلا ! – والذات الحاملة له تجعل نوع جنسه أدنى من اصل حقيقة وجوده منذ نشأته الاولى – أي حيواني النوع – وعند تعمقنا في ممارسة وجود الحياة – بين انواع اجناس الثديات وانساننا الحيوان المعاصر – نكتشف أن تلك الحيوانات حين تصادف ظروفا تستهدف بقاءها لا تستسلم . . بل تفاجئنا بكل ما يمكن ولا يمكن لعقولنا تصوره من محاولاتها غير المنتهية من المقاومة للدفاع وحماية استمرارها على الحياة ، حتى في الظروف غير المهددة لها بالفناء ، فإنها تكسر قواعد سلوكها الثابتة – في التغذي والافتراس والحماية والصراع والتكاثر . . الخ – في أن تظهر متحررة في استخدام مختلف الطرق والوسائل غير المعتادة لتحقيق ذلك – وحين نقارن ذلك بأنفسنا ، نجدنا ننساق في ممارسة وجودنا الحياتي - من بعد ولادتنا وحتى لحظات احتضارنا الاخيرة – وفق ما هو مملي علينا و . . بشكل يومي ، فمحاولة افراد نادرين من مجموع كل مجتمع من مجتمعاتنا العربية يقاوم وجوده المستلب يكتب عليه الفناء بعد سلاسل عذابات طويلة من الاذى والتضرر ، وهو في حكم المجتمع القابل للاستلاب والواقع المبني على الاستلاب والقيم المشوهة الرافضة لوجوده نوعه من القيم المغايرة – من هنا فتحرر الدماغ غريزيا للحيوانات من اجل البقاء يمنحها تفوقا على دماغ انساننا العربي ، ويمنحها حياة درامية من الكفاح المتجدد من اجل استمرار الحياة ، بينما انساننا العربي فالحياة الممنوحة له حياة عبودية مذلة لعيش لا يتلاءم وحقيقة وجوده وحاجاته .

أما القاعدة التأسيسية الثانية – فيما هي بشرية صرفة – تقوم حول خصوصية تعاملنا من عدمه في استخدام عقولنا على اساس فهمنا لمسألة ( تفوق العقل ) – الذي هو طبيعته لجوهر حقيقة دماغ الانسان – فحين يستخدم كمتلقي انقيادي تابع بطبعه – غير حر خلاق - يطبع حامله بوجود دوني مقارنة بأصل جوهر حقيقة وجوده النوعي تاريخيا – مثال على ذلك الفهم بين ثلاثية معبر الألفاظ الاصطلاحية الثلاثة ( الاشكالية ، المشكلة ، الازمة ) ، فمن خلال المعرفة النقلية الانقيادية عقليا ، تمثل الاشكالية حدا جزئيا وغالبا بسيطا في تعريفها مقارنة بالمشكلة ، وهذه الاخيرة بذات التعبير تعد بالنسبة لمفهوم الازمة ، ووفق ذلك التسلسل ، فإن التجاهل او التقاعس عن حل الاشكالية من مراحلها الاولى فإنها تتحول مع الوقت لتصبح في معبر المشكلة ، وذات الامر بالنسبة للمشكلة حيث تولد مع مرور الوقت مشاكل متعددة بما يجعلها تبدو في معبر ( المشكلة المركبة ) ، لتنقلب مع مرور الوقت لتصبح معبرة بمفهوم الازمة – هذا ما اصبحت عليه عقولنا تبنى عليه في مؤسسها الفهمي القاعدي لهذه المسألة – والحقيقة المعرفية نظريا لدينا مغايرة تماما ، فسلاسل المشكلات المتخلقة عبر مسار الزمن ( تاريخيا وحديثا ) . . حين لا تدرك او تهمل في حلها فإنها تتراكم مع مرور الزمن لتولد بعدها معبرها ب ( الازمة ) – حيث الازمة هي في حقيقتها مكون مختلف المشكلات المهملة او غير المحلولة المتراكمة بكل تنوعاتها وابعادها ) – والازمة حين يغفل عنها او يتم تجاهلها او يكون هناك العجز على تفكيكها وحلها ب . . تجزئ تدرجي ، فإنها مع مرور الوقت تقود لنشوء لاحق بمعبر ( الازمة المركبة ) ، والتي تولد مع مرور الوقت متخلقات متراكم الازمات المتخلفة عن قبل والحديثة المتداخلة في بنية عضوية متماسكة راهنا لتنتج معبر الاشكالية ، ولذا فالإشكالية بطبيعتها العامة والنسبية كليا ( تاريخية ) تماما ، بينما إن وجد بعد تاريخيا قديما لمشكلة او ازمة فإن تاريخية هذه او تلك تكون جزئية وليست كلية من التاريخ العام – ومن هنا فإن تبسيط معرف الادراك لحقيقة وجود انسان مجتمعاتنا العربية بمفهوم المشكلة او الازمة هو ما يغرب كل محاولاتنا الفكرية نحو زيف الاستنطاق والحكم المعرفي لجوهر حقيقتنا المؤصل جوهرا في بنية مفهوم الاشكالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا