الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الضرورة للواقعية السياسية / ( 1 ) للحزب الاشتراكي اليمني

أمين أحمد ثابت

2023 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية




ايها الرفاق :
انكم تعرفون أن حزبكم – بغض النظر عن سلاسل الاخطاء التي ارتكبتها القيادات مالكة القرار الحزبي بيدها آنذاك – فهو صمام امان رئيسي لنضالاتكم وتضحياتكم الجسيمة التي بذلتموها ، وهو صمام للمجتمع في سيره نحو مدنية الحياة ، وهو ما كان متبقيا من مجموع الاحزاب الوطنية في طبيعتها المدنية واقعيا للصراع ضد بوليسية سلطة النظام وفساده في استفراده بالحكم وضد قوى الاسلام السياسي الدافعة بالمجتمع الى الماضي المشوه القائم على التكفير ولجم الحريات تحت سوط تأويل الدين سياسيا بما يمنحها صك التنفذ المطلق – ماديا وروحيا - على المجتمع وحياة انسانه .
وانكم تعرفون الان ما كان مغرر بكم بعد مضي ما يقارب اثنتا عشرة سنة ماضية حتى اللحظة الراهنة ، وذلك من بعد حرق ساحة الحرية للاعتصام الشعبي في مدينة تعز ومن ثم حرق ساحة اعتصام صنعاء وجر حزبكم عبر العناصر القيادية الانتهازية النافذة على القرار الحزبي نحو قبول تدويل القضية اليمنية ووضعها تحت الاشراف الدولي في القبضة الامريكية – البريطانية المشتركة – في خلق موهمات الحل خلال ما يعرف بعقد مؤتمر عام للحوار الوطني ، والذي ملئ بتلك القيادات الانتهازية والقيادات القديمة المناوئة للجمهورية والحكم المدني الى جانب انتقائية العناصر المكملة من كوتتي الشباب والمرأة محدودتي الخبرات والمعرفة ، الموهمتين بمنح الفرصة لها في الصعود الى سدة الحكم ( الموهم ) بعد انتهاء عقد المؤتمر واعلان المخرجات .

الرفاق الاعزاء
إن مجريات الامور الواقعية الناضحة منذ مسوق التوهيم بدعم الثورة الشعبية البيضاء تحت مسمى الربيع العربي قد حشر حزبكم وبقية الاحزاب المدنية لمعرف الحركة الوطنية في خانة مغلقة عرفت ب ( احزاب اللقاء المشترك ) ، ليصعد عندها حزب الاصلاح السياسي الديني الاخواني اللاجئ الى المعارضة كاستبدال زائف مخادع لمكانته في متحالف سلطة نظام الحكم العفاشي السابق ، ليكون هو القبضة المهيمنة على مسار الانتفاضة الشعبية لإسقاط النظام . كما وقد كان واضحا للجميع قبضة التحكم الخارجية ( الامريكية ) للحالة اليمنية تحت غطاء عناصر التسمية ب ( المبعوث الاممي ) ، فبقدر ظاهر الغاية التوهيمية الزائفة بنصرة الشعب اليمني المستضعف بتوصيله الى تحقيق مطالبه سلميا ، كان يدير اللعبة سرا نحو تحويل الاحزاب الوطنية المدنية الى اصنام ديكورية في اللعبة السياسية واقعا تحت موهم قوى تحالف الشرعية وراء سلطة نائب رئيس النظام الساقط ، المنتخب صوريا لعامين وتمديد بقاء سلطته الى ما لا نهاية ما دامت اليمن تقبع تحت الاشراف الدولي بفصلها السابع – غير المفعل ضد القوى المليشاوية المفرخة المناوئة لعودة بناء نظام الحكم والدولة الواحدة المحققة للاستقرار المجتمعي – فكان لإدارة اللعبة خارجيا لليمن بتحقيق الاستبدال الإحلالي لتلك الاحزاب والنقابات الشبحية المتلاشية بمفرخات القوى المليشاوية غير النظامية والممنطقة نظاميا كسلطات امر واقع لقبضتها على المجتمع ومقدراته في صورة المجزءات المساحية الديموغرافية للخارطة اليمنية – حيث كان عندها بتغير سيناريو الاجندة الامريكية بحلفها الغربي تحديدا منها بريطانيا ، أن يمرر الانزلاق نحو اللعبة السرية المدارة لنشوء حرب كاذبة مخادعة متحكم بها خارجيا بصورة نزاع وكالات الحرب المحلية التابعة لمخلقيها المتنافسين اقليميا ، فكان القضاء النهائي على وجود مسمى الدولة واستبدالها بنظم مافوية مليشاوية قابضة متنازعة تفكك وحدة الخارطة وتستنزف مقدرات الامة وتمتهن انسان المجتمع بما يطبعه عبر حياة الذل المعيشي كتابع متجذر الاستلاب طوعا ، يتقبل موهمات الخداع البسيطة الكاذبة تعاطفا معه والسعي نحو انقاذه – فكان منتج تلك الحرب الكاذبة غير فعل التدمير الكامل للبلد وتفتيته ، كان فعل التسييد واقعا لفساد مجتمعي يتخندق في النفعية الرخيصة وراء تلك القوى المافوية وتحت مبررات ضرورة العيش ، واسوأ كل ذلك تخليق ثقافة الكراهية وتسييدها مجتمعيا على اساس مذهبي وطائفي عشائري واسري وجغرافي مساحاتي .
الرفاق الاعزاء
تسعة اعوام مضت منذ استبدال الصراع التنافسي المجتمعي بين احزاب سياسية مدنية ونظام الحكم متحالف مع قوى الاسلام السياسي والقبيلة السياسية ، ليصبح صراع نخبة سياسية فاسدة مفرخه غربيا من منصات الخارج لتكون مقابلة شكليا لمفرخات وكالات الحرب المحلية كقابضة واقعيا على الداخل – وانتم اصبحتم تدركون كذبة العناصر الهاربة الى الخارج لقيادة الحزب القابضة على القرار بتذرعها تجنيب الحزب واقع الاستهداف خلال الفترة القائمة ، والتي تبين أن حقيقة موقفها لم يكن سوى بيعا للقضية المجتمعية وبيعا للحزب ، حيث ترك ضائعا بتوهان واقعي في وجوده ، بعد اخر مقرر اجتماع مشبوه لمسمى اللجنة المركزية – لحضور غالبية عناصر من خارج عضوية قوام اعضاء اللجنة المركزية المنتخبين عبر اخر مؤتمر عام للحزب – كان في ذلك الاجتماع تخريج مقررات تمزيق لحمة الحزب بموهمات الاعداد اللاحق له على صورة ( الفيدرالية المناطقية الاقليمية التذرع للحزب المتحد ) ، والحقيقة المخفية وراء تلك المخرجات المشبوهة دفع الحزب نحو التفكك والتلاشي المؤكد لاحقا بعد انهاء لعبة الحرب الكاذبة .

الرفاق
إن كان الحزب هو امان وجودكم واجيالكم فهو امانة في اعناقكم ، تحرروا من زيف وعيكم المنقاد في انتظار عودة الحزب بعودة قياداته الانتهازية ، فقد قبضت ثمن بيعتها واسست لها مصالحها في الخارج هم وعائلاتهم وحواشيهم – عليكم سرعة التراص داخليا لعقد مؤتمرات فرعية ( اربعة او خمسة ) ، يجمع كل مؤتمر فرعي عدد من المحافظات المتقاربة التي يسهل الانتقال فيما بينها ليضم اعضاء اللجنة المركزية الاصليين المقرين من اخر مؤتمر عام للحزب ، لتكون قاعدة منطلقات تلك المؤتمرات الفرعية انتخاب قيادة داخلية بديلة مؤقتة لإدارة الحزب – وليس للحكم على القيادات السابقة - حتى مجيء وقت قيام مؤتمر عام واحد للحزب لاحقا ، ولتستحضر كافة ممتلكات الحزب وثرواته بوثائقها الاصلية ، بحيث تطلب من العناصر القيادية المتداولة سريا المعرفة بها ، والتشهير بمن يأبى التسليم ورفع قضايا فساد واستغلال المنصب لنهب مقدرات الحزب وخيانة اخفاء وثائقها ، وجعل تلك المقدرات الحزبية معلنة معرفة لكامل الاعضاء .
الرفاق الاعزاء
عليكم استدراك الوقت قبل ضياع الفرصة ، وعلى الرفاق الموهمين بالاقلمة او الفدرلة الاتحادية جنوبا وشمال . . إن خدعنا بأنها ستكون طابعا لنظام الحكم القادم – وإن كانت الحقيقة واضحة أن الاقلمة يمنيا لن تكون سوى تعبير سلطات قبض واقع بطبيعة مليشاوية متخفية بتفتيت الخارطة تحت مسمى الاقاليم المتحدة – فإن ذلك لا يركب مطلقا بوهمكم المشاع بإعادة بناء وحدة الحزب على نظامية فيدرالية . . وهذا لن يتحقق واقعا ، فما سيتحقق واقعا أن المال والثروات السرية المخفية المنهوبة للحزب سيستغلها العناصر الانتهازية القابضة يدها عليها للتقاسم في تخليق احزاب ورقية بديلة مفرخه تحت مسميات مستقلة ومدنية وثورية بديلة للحزب الاشتراكي ، الذي سيتحول الى ذكرى شبحية تتلاشى حقيقة مع مرور الوقت .


عضو اللجنة المركزية للحزب عن المؤتمر العام الاخير
السكرتير السياسي والفكري الثقافي الاسبق لمنظمة الحزب / محافظة تعز
نائب رئيس لجنة اعلتصام ساحة الحرية 2011م / نائب رئيس اللجنة الاعلامية لساحة الحرية
المقرر السياسي الاسبق لأحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز
أ.د. أمين احمد بن احمد ثابت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة