الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقايا من زمن مضى

عماد الطيب
كاتب

2023 / 1 / 25
كتابات ساخرة


يقول صديقي وهو يحكي لي احدى حكاياته عن امرأة كان يحبها .. وذهبت الى حال سبيلها كما يقولون .. يتحدث هذا الصديق عن احدى تلك الحكايات التي تشبه حكايات الف ليلة وليلة . يقول .. احببت طالبة في كليتي ولم يحدث النصيب في الزواج منها لظروف خارجة عن ارادتهم .. وعاش غصات فراقها وعدم زواجه منها ولكن احدى تلك الغصات انه لم يصارحها بحبه بالطريقة التقليدية .. اي يتحدث معها عن مقدار حبه له .. فهذا لم يحدث فكانت النظرات والسلوك والافعال كانت هي الدور الابرز في علاقتهما .. يواصل الصديق حديثه .. ويقول .. انه ظل يشعر بغصة عدم البوح بحبه . وتمر الايام والسنين وكل واحد منهم ذهب بطريق يختلف عن طريق الآخر ..ولكن شاءت الاقدار انه يلتقي بها مرة ثانية ويتواصلون بالحديث لاشهر معدودة ولكن شغف الحديث عما في قلبه ظهر بقوة وحماس فقام يكيل لها بكلامه عن الحب وكأنه مازال طالبا في الكلية وهي فتاته وكأنها بعمر الشباب . وظل في تلك الشهور يكتب لها رسائل الغرام وهي دائما تنبهه عما يفعله وانه زمن ولى وانتهى . وهو بالمقابل لايتقبل فكرة انها اصبحت امرأة ولها زوج واولاد واحفاد . فكانت تتحمل ارهاصاته العاطفية وتتقبل منه كلام الحب والعشق على اساس ان هذا لايجدي نفعا ولكن يكون عادة مبعثا لمتعة الذكريات والحديث معا .. ويكمل صديقي حديث ذكرياته .. يقول .. رغم انه يعي مايفعله من اطلاق عبارات العشق الحماسية والنتيجة من هذا كله فهو لايكف عن حديث العشق والهيام وكأنه يريد ان يفرغ خزين كبير من العاطفة الجياشة المخزونة بتلك السنين .. ويقول ايضا انه يعرف انها قد لاتبالي بحديثه المعتق .وان كلام للاستهلاك ومتأكدة انه سيفيق يوما ما ويسكت عن الكلام المباح .. ويتوقف شهريار عن الحديث لشهرزاد خياله . سكت صديقي عن اكمال حديثه ليقول .. مارأيك فيما افعله ؟ .. كان سؤالا صعبا .. ولكن اجبته بصراحة وعن قناعة راسخة .. انك فعلت الصواب على الرغم من غرابته .. انت دونت في مفكرة ذاكرتها حقيقة مشاعرك .. وسيبقى في تاريخها صفحة مشرقة .. وسيأتي يوم وهي في شيخوختها ستبتسم لتلك الذكريات الجميلة وقد تصارح زوجها وهم في سن الشيخوخة يتناولون الشاي امام المدفأة عن حكاية عاشق كان مهووس بها وكتب عنها الكثير من الكلام . وقد يبتسم الزوج لهذه المفارقة لانه شعر بفخر انها اختارته عليه رغم ذلك .. وقد يزهو بكلامه ويعد نفسه انه كان دون جوان زمانه لانها اختارته دون غيره .. ثم قلت له هذا تفسيري لقصتك .. واضفت على قولي استمر بالكتابة لانها المتنفس الوحيد لك في ظل حالتك .. خاصة وانك مقبل على عملية جراحية في القلب قد تودع فيها الدنيا .واذا لم تمت وتبقى بسبع ارواح سيأتي يوم وتتوقف فجأة .. لانك ستشعر ان كتاباتك لها مجرد رسم لوهم انت خلقته لنفسك . ويمكن انها ستمل من تلك الكتابات الجوفاء وستتوقف عن قرائتها . لانها لديها مسؤوليات كثيرة تغنيها عن تفاهتك . وستنسى من انت .. وربما تكرهك بداخلها .. لان هذا الاسفاف بالحديث عنها سيولد مشاعر مضادة وكلما زاد اهتمامك بها ستكرهك اكثر .. هذه قاعدة دنيوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن