الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (١_٥)

وليد المسعودي

2023 / 1 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما هو مجتمع المعرفة



إذا كانت المعرفة تمثل القوانين المتغيرة التي تمكننا من السيطرة على وجودنا الإنساني وفقا لشرطية العلم النسبي المنفتح على جميع الاكتشافات الجديدة ، وإذا كان المجتمع يمثل النسيج المختلف للتنوع البشري الذي يعيش ضمن مزدوجة الثبات والتغيير ، الضبط والحرية ، هل نستطيع أن نصف مجتمع المعرفة بأنه مجتمع القوانين المتغيرة ، تلك التي تتناول العالم والوجود الإنساني ضمن معايير الحقيقة النسبية التي تنتصر في النهاية لقدرة الإنسان على اكتشاف الجديد والعيش في المجهول معرفة وثقافة وتطلعا مستقبليا ، بحثا عن الاكتمال والامتلاء ضمن آفاق غير منتهية من المعارف والعلوم الجديدة بشكل دائم ؟


البدايات


ومجتمع المعرفة كمصطلح لم يظهر إلى حيز الوجود كأثر قابل للانتشار والفاعلية إلا بعد أن توسعت قدرة الإنسان التكنولوجية المتحدة ضمن ثلاثية تتبادل المعلومات بشكل هائل وواسع وعلى نطاق بشري غير محدود ضمن مكانية معينة ، وهذه الثلاثية تكمن في اتحاد أجهزة " الحاسوب والتلفاز والهاتف " في تسيير وانتقال المعلومات والمعارف بشكل يجعلها أي المعرفة أفقية في الانتماء وسيالة في الانتشار بشكل غير نخبوي أو محدود ، وبدايات مجتمع المعرفة كمصطلح ظهر في السبعينيات مع التطور الذي حصل في مجال التكنولوجيا وظهور مصطلحات أصبحت أكثر واقعية كالمجتمع ما بعد الصناعي أو مجتمع المعلومات والذي صاغه عالم الاجتماع الأميركي دانييل بيل ، الذي كان يتصور إن مجتمع ما بعد الصناعة سوف يكون بلا أيديولوجيا ، يمتلك المعرفة النظرية ، وإن الأخيرة سوف تكون في خدمة الاقتصاد الجديد ( 42)

، الذي سوف يركز على الخدمات كأساس اقتصادي يقاس من خلاله نوعية الحياة ، المتمثلة بالصحة والتعليم والترفيه والفنون . (43)


مثال باديولو


يعرف باديولو مجتمع المعرفة تماشيا مع ( دروكر ) من خلال كونه " مجتمع إنتاج واستهلاك وتوزيع المعارف والمهارات والممارسات المعرفية التي تسيطر عليها الجماعات الاجتماعية ، اعتمادا على بحث وتطوير الخدمات التقنية ، مشكلة من خلال ذلك جميع التجليات أو الانتصارات الفردية والجمعية ، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية " (44)

من خلال هذا التعريف أعلاه، تظهر لدينا مجموعة خصائص أساسية لمجتمع المعرفة تتضمن


مجتمع النشاط والحركة


وذلك من خلال قدرته على الإنتاج والاستهلاك والتوزيع للمعارف والمهارات والخبرات المعرفية ، بشكل يتضمن التغيير المتواصل والتطور المستمر ، بحيث تتيح له قابلية الحركة والنشاط ، ديمومة عناصر المراجعة والمتابعة والكشف عن الأخطاء وتجاوزها بشكل مستمر ، وتاريخ النشاط والحركة كفعل إنتاجي " صناعي واقتصادي وثقافي وسياسي واجتماعي .. الخ " في المجتمعات الحديثة ، بدأ مع ظهور الثورة الصناعية المنتجة بدورها نتيجة تفاعل العلوم الطبيعية والرياضية مع تطبيقاتها العملية (45) أو من خلال التجسيد العملي لهذه العلوم ، الأمر الذي أتاح المجال لظهور عصر الآلة أو التكنولوجية التي غيرت الزمان والمكان على حد سواء من حيث قدرة الإنسان على نشر واستيعاب المعرفة بشكل مضاعف من جهة ، ومن حيث استخدامها عمليا للتأثير على الواقع وتغييره من جهة أخرى . فظهور المعامل أو المصانع جعل الناس تعي قيمة الإنتاج والاستهلاك والاستغلال أيضا ، من حيث وجود " الإنتاج " الذي يضفي التطور في أساليب الحياة والمعيشة ، فضلا عن تنامي عناصر الاكتشاف والابتكار من خلال وجود التخصص والكفاءة وتقسيم العمل ، ومن حيث وجود " الاستهلاك " الذي يباشر عملية الظهور أو التحقق بشكل غير عادل أو متساو بين جميع المواطنين ، بسبب وجود القوانين الجديدة ، المدافعة عن مالكي الإنتاج أو المعامل وليس عن المنتجين أو العمال ، بحيث يصبح المستهلك مندمجا ضمن حدود الطبقة الاجتماعية التي يتراوح وجودها بين القبول والرفض والخضوع .. الخ ، في حين يبقى الاستغلال مادة الصراع والسعي المتواصل إلى عالم أفضل ضمن حدود الفرد أو الجماعة ، لا تنفك أن تظهر في صورة الثورات والاحتجاجات من اجل ممارسة الضغط والتغيير والحصول على مستويات متواصلة من الاحترام للكائن البشري ضمن حدود النسبي . إن هذه الثلاثية " بعد الكثير من التحسينات والتغيرات ضمن حدود تطبيقها في المجتمعات الحديثة " ، تحدد قصة التطور والتحديث والتجاوز لما موجود من " ثقافات وقوانين وأصول معرفية وعلمية .. الخ " بحيث أصبح النشاط والحركة مرتبطان بالعلم الجديد الذي لا يؤمن بالسكون والثبات بقدر ما يؤمن بالحركة والتجاذب بين الأجسام والموجودات من خلال الاتصال والتواصل فيما بينها ، فقوانين نيوتن المرتبطة بالحركة والجاذبية نصت على إن " الأجسام تستمر في الحركة نفسها وبخط مستقيم عندما لا تؤثر عليها أية قوة معينة " ، وكذلك إن " سرعة الجسم تزداد أو تتغير بمعدل يتناسب مع القوة المؤثرة فيه " وكل جسم يجذب جسما آخر بقوة تتناسب طرديا مع كتلة الجسم " ، وكذلك كلما بعدت الأجسام بعضها عن بعض قلت قوة الجذب بينهما " . هذه القوانين وضعت نهاية لنظرية الموقع المطلق في المكان ، لتأتي بعدها قوانين اينشتاين لتضع نهاية المطلق داخل الزمان . ( 46)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي