الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الطوارق في معادلة التنافس الفرنسي – الأمريكي بإفريقيا

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 10 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


منذ نهاية عهد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران وبداية حكم نظيره جاك شيراك نهاية عهد الرئيس بوش الأب وبداية حكم بيل كلتنون شهدت منطقة غرب إفريقيا تنافس محتدم بين واشنطن وباريس حول منطقة غرب إفريقيا .
أتسم التنافس بالندية حيث أرادت واشنطن أن تخضع منطقة غرب إفريقيا لهيمنتها في عهد القطب الواحد عقب سقوط الإتحاد السوفيتي السابق وقد جعلت فرنسا من مالي والجزائر العمود الفقري لسياسياتها في المنطقة ، بينما اتخذت واشنطن من الرباط والقاهرة عمودا لسياساتها في إفريقيا احتدم التنافس طيلة التسعينيات.
من هناء كانت فرنسا ومعها الجزائر ضد الطوارق وحقوقهم جملة وتفصيلا فحاصروا ثورة الطوارق باتفاقيات مذلة جردت الشعب من كل حقوق وأعادته قرون للوراء ومرد رفض الجزائر لحقوق الطوارق ما أوهمتها به مالي من أن أي مكسب لطوارق مالي سوف يدفع طوارق جنوب الجزائر للمطالبة بذات الحقوق.
أما المغرب فلم يكن ضد حق الطوارق في التحرر عن مالي طالما أنهم لم يساندوا جبهة البولساريو التي تدعمها الجزائر لكن الموقف المصري المساند لحكومة مالي كان يؤثر على قناعات واشنطن بسبب دور الرئيس المصري محمد حسني مبارك في عملية السلام كان يقنع واشنطن بالوقوف مع الحكومات ضد الأقليات العرقية وفي ملف الطوارق يحاول إقناعهم بعدم منح الطوارق أي حق في تقرير المصير لأن ذلك سوف يؤدي إلى تفكك بقية الدول الأفريقية .
وكانت واشنطن تبحث عن حليف طوارقي تتعامل معه من القيادات ذات الوزن الثقيل حتى أرتمى في أحضانها الزعيم الطوارقي النيجري مانو دياك خريج إحدى الجامعات الأمريكية فكان أقوى حلفاءها في المنطقة ورسم معها سياسية إضعاف النفوذ الفرنسي – الجزائري – النيجر وكان أبعد القيادات الطوارقية عن العرب فلم يكن يجيد العربية بل كان شكسبيري الثقافة ومفرنس فقد استطاع أن يوجد لواشنطن موطئ قدم في الصحراء الكبرى.
واستمر مانو دياك في صلاته مع منظمات اللوبي الإسرائيلي ومع المنظمات الحقوقية وكاد يحرم مالي والنيجر نهائيا من المساعدات الأمريكية ومن قروض صندوق النقد الدولي ، كما مارس مع فرنسا دبلوماسية التأثير على الناخب الفرنسي فقد كان يبرم صفقات مع أحزاب اليمين لإسقاط حكومات اليسار المؤيدة لمالي والنيجر وكان مسموع الصوت في منظمات حقوق الإنسان .
استفحل خطر مانو دياك على مالي – النيجر – فرنسا – الجزائر وقد أغتيل ما نو دياك عام 1995 في حادث طائرة يعتقد على نطاق واسع أن النيجر أو فرنسا وراء عملية إغتياله لإسكات طوارق النيجر ولحرمان طوارق مالي من حليف قوي ولسحب البساط من تحت أقدام واشنطن .
ومنذ وفاة مانو دياك لم تجد واشنطن واللوبي الإسرائيلي حليف طوارقي يخدم المصالح الأمريكية واليهودية العالمية مثل المرحوم الشهيد مانو دياك الذي كان زعيما ورجل دولة بمعنى الكلمة وقد أقامت قبائل النيجر له عزاء كبير يليق بعظماء التاريخ ويؤكد جميع المهتمين بالشأن الطوارقي أن استشهاد مانو دياك خسارة فادحة للقضية الطوارقية .
منذ رحل مانو دياك خلف وراءه فراغ كبيرا في الزعامة الطوارقية على مستوى مالي والنيجر فقد كان حليفا للقوى الكبرى وزعيما استطاع أن يقنع الغرب الأطلسي بمصالح دائمة له في استغلال الثروات النفطية لبلاد الطوارق مقابل تحريرهم من مالي والنيجر ورفع الوصاية الجزائرية عن القضية الطوارقية وبناء قواعد عسكرية أمريكية وأطلسية في المنطقة .
والآن تحاول واشنطن خلق أصدقاء لها من القيادات الطوارقية ذات الفكر والمبدأ ذاته الذي كان ينهجه الراحل مانو دياك لمواجهة المؤامرة الجزائرية – المالية – النيجرية – الفرنسية ضد الطوارق ومع تزايد الاحباط وتكالب الدول الأفريقية واتخاذ الحكومات العربية مواقف مساندة لمالي يبدوا أن فكر ومبدأ مانو دياك يجتاح النيجر وكيدال وجاو وبدأ يمتد إلى تمبكتو.
إن واشنطن مهتمة بأن يكون الطوارق حلفاء لها في شمال مالي مثل حلفها مع الأكراد حيث أن شهر عسل الأمريكيين مع رئيس مالي لن يدوم طويلا خصوصا بعدما ضللها وأوهمها بأن مناطق الطوارق تشهد نشاطا متزايدا لتنظيم القاعدة والحركات الإرهابية فأرسلت واشنطن بعثة استخباراتية للتجول بالمنطقة كما تجولت السفيرة الأمريكية في شمال مالي فلم ترى غير شعب مسكين مهمل وحكومة عنصرية معادية للسامية تحاول استغلال مكافحة الإرهاب لضرب شعب أعزل يختلف معها في لون البشرة فهو أبيض وهي سوداء .
كما تبين لها أن كل ما يشاع عن تواجد للقاعدة أكاذيب من نسج الحكومة المالية للحصول على دعم واشنطن لقتل البيض في شمال مالي ، كما أن بعثات اليهود التي زارت المنطقة ومنها يهود كانو يعيشون في المنطقة قبل قيام دولة إسرائيل " الجرمنوسي " أوصوا بالنظر للشعب الطوارقي بعيون مستقلة عن مالي والجزائر وأن ما يشاع عن وجود نشاط إرهابي معلومات كاذبة يراد بها تبرير حرب تطهير عرقي ضد الطوارق.
واشنطن الآن تسعى لإدماج الطوارق في مشروع الشرق الأوسط الجديد وهي تريد منهم أن يكونوا مساندين لعملية السلام بين العرب وإسرائيل وأن يساندوا العلاقة الموريتانية – الإسرائيلية ويجعلوا منها نموذج لعلاقتهم مستقبلا حتى يكسبوا دعما لقضيتهم التي تعاني من خنق الحكومات الأفريقية والعربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث