الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب -القضية....الخالق - أدلة علمية على وجود الله

نافع شابو

2023 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة
"لي ستروبل " صحفي امريكي مشهور كان ملحدا ولكنه بحث عن الحقيقة -حقيقة وجود خالق للكون- من خلال ادلة علمية تؤيد هذه الحقية ، وقام بجهود مضنية في لقاءاته مع العلماء في مختلف الأختصاصات العلمية ، واستغرق ذلك سنوات طويلة ، ليؤلف بعد ذلك كتابه " القضيّة ... الخالق" . وفي كتابه "القضية ... المسيح " يقول لي ستروبل : "أستعدتُ وتوسّعت في رحلتي الخاصة من ألألحاد الى المسيحية بين 1980- 1981 بمحاورة 13 خبيرا بارزا حول البرهان التاريخي ليسوع المسيح . أمّا كتابه الثالث هو " القضية ..الأيمان " وفيه يرد على كُلّ التساؤلات للمتشككين والملحدين عن حقيقة وجود الله الخالق . هذه الكتب الثلاثة منشورة على الأنترنت ويمكن لكل متابع قراءتها .
يقول في كتابه " القضيّة ... الخالق " عن موضوع "شكوك حول الداروينية ":
كان هناك مائة عالم منهم علماء احياء ، وعلماء كيمياء، وعلماء حيوان، وعلماء طبيعة ، وعلماء علم ألأنسان ، وعلماء أحياء جزيئية وخلوية ، وعلماء هندسة حيوية ، وعلماء كيمياء عضوية ، وعلماء جيولوجيا ، وعلماء فيزياء فلكية ، وغيرهم . وقد حصلوا على درجات الدكتوراه من جامعات مرموقة مثل كمبرج ، وستانفورد ، وكورنل ، وييل ، وروتجرز ، وتمبل ، وبيركلي.
كان من ضمنهم أساتذة من كلية ييل ، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا ، وتولين ، ورايز ، وايموري ، وجورج ماسون ، ولاهاي ، وجامعات كاليفورنيا ، وواشنطن ، وتكساس وفلوريدا ، وكارولينا الشمالية ، وويسكونسن ، واوهايو ، وكولورادو ، ونبراسكا ، وميسوري ، وأيوا ، وجورجيا ، ونيو مكسيكو ، ويوتا ، وبنسلفانيا ، وغيرها.
وقد أرادوا ان يعلم العالم شيئا واحدا:أنّهم متشككين.
بعدما أكد المتحدثون الرسميون عن الحلقات التلفزيونية عن " التطور" ، أنّ "كل الدلائل العلمية المعروفة تؤيد [الداروينية] ، كما يؤيدها كل عالم محترم في العالم" نشر هؤلاء الأساتذة ، وباحثو المعامل ، وعلماء آخرون إعلانا من صفحتين في مجلة قومية تحت شعار " إنشقاق علمي حول الداروينية ".
كانت حجّتهم مباشرة وجريئة . قالوا "نحن نشك في إدّعاءات القدرة على التحول العشوائي وأختيار الطبيعي كسبب لتعقُّد الحياة .ويجب تشجيع إجراء فحص دقيق للأدلة المؤيدة للداروينية "
لم يكن هؤلاء العلماء اصوليين ضيقي الأفق ، أو متشددين دينيين ثائرين ، بل علماء عالميين محترمين مثل "هنري شافر" الذي رُشّح لجائزة نوبل ، وثالث اشهر كيميائي على مستوى العالم "جيمس تور" من مركز جامعة رايز لعلم Nanoscale والتكنولوجيا ،و"فريد فيجوورث" أستاذ علم وظائف ألأعضاء الجزيئية والخلوية في جامعة ييل .
ورغم شبح ألأضطهاد المهني ، إلّا إنّهم طرقوا جميعا الرأي الغير لائق إجتماعيا بأنّ إمبراطور نظرية التطور عاري !!!.
ويتسائل " لي ستروبل في مقدمة كتابة فيقول :
-هل مقدّر لكل من العلم والأيمان أن يظلّا في حرب دائمة ؟
-هل ألأنسان ذي التفكير العلمي يجب أن يتجنّب المعتقدات الدينية ؟ أم هناك أساسا طريقة مختلفة لرؤية العلاقة بين ماهو روحي وما هو علمي ؟
-هل الأدلة العلمية ألأخيرة تميل لتأييد أم معارضة وجود الله ؟
-هل ما زالت صور التطور تلك التي دفعتني للألحاد صالحة في ضوء أحدث ألأكتشافات العلمية ؟
يضيف فيقول : دفعني كُلّ هذا لان أطرح سؤالا جديدا :
-هل الكم الأعمق والأثري من البحث العلمي المعاصر يعارض ام يؤيد النتائج التي توصلت اليها منذُ عدّة سنوات ؟
والسؤال بطريقة أخرى : الى أين يشير سهم العلم الحديث : نحو داروين أم نحو الله ؟
قال "لينوس باولنج " الحاصل على جائزة نوبل مرتين : "العلم هو البحث عن الحقيقة"
وهذا ما قررت عمله : رحلة استكشافية جديدة وتجدد البحث الأصلي الذي قمت به في مجال العلم منذ عقدين من الزمن وذلك باستجواب قيادات في فروع علمية عديدة حول أحدث المكتشفات في ابحاثهم .. وآثرت أن آخذ موقف المتشكّك طارحا الموضوع من كافة جوانبه وموجها أقسى ألأعتراضات المثارة .
والأهم من كل ذلك ، قرّرتُ أن أسأل الخبراء نفس ألأسئلة التي عصفت بتفكيري عندما كنتُ مُلحدا .
ويضيف فيقول للقارئ المتشكّك : "ربما هي نفس الموضوعات التي واجهتك أنت في رحلتك الروحية . وربما تكون قد تساءلت أيضا ما إذا كان ألأيمان باله خارق للطبيعة يتناغم مع ما كشف عنه العلم عن العالم الطبيعي .
إذا كان ألأمر هكذا ، أرجو أن تشاركني بحثي .
كتب عالم الطبيعة النظري " جورج ستانشيو" وفيلسوف العلم " روبرت أوجرو" :
"إنَّ القصة القديمة للعلم هي المادية العلمية التي تنادي بأنّ المادة وحدها هي الموجودة ، وأنّ كُلِّ ألأشياء يمكن شرحها من خلال المادة وحدها ". لكنهم قالوا إنّه في السنوات ألأخيرة : "إجتاز العلم سلسلة من الثورات الدرامية غيّرت المفهوم الحديث للأنسان ومكانه في العالم ".
ويقول "لي ستروبل " في كتابه "القضية ...الخالق":
بعد لقاءاتي مع خبراء في احدث الأكتشافات العلمية ، جلستُ في مكتبي مرة أخرى وراجعت احدث دليل واجهته .واندهشت عندما عرفت كيف ان الأكتشافات الحديثة في الفيزياء وعلم الفلك والكيمياء الحيوية بالأضافة الى مجالات أخرى كثيرة جدا ،الى المعرفة العلمية . وبينما افكر في هذه الأدلة ، حاولت ان افاضل أي ألأفتراضات – الداروينية أم التصميم- هو الأفضل ليفسر لنا أحدث المعلومات العلمية
الأحتمال ألأول : فرضية داروين
تقييم نظرية داروين في التطور يجب مقارنته باستمرار مع الأدلة . وإذا كان لايسايرها يجب ان يعاد تقييمه ويُترك – وإلا فلن يكون علما بل اسطورة (او فلسفة)
وعندما نظرت الى مبادئء نظرية داروين ، التي دفعتني للألحاد لعدة سنوات ، لم امضي وقتا طويلا لكي استنتج انها كاذبة ولا يمكن تصديقها . وأدركت انني اذا آمنت فعلا بهذه النظرية فعليّ ان اثق فيما يلي :
- العدم (لاشيء) ينتج عنه كل شيء
- ما لا حياة فيه يعطي حياة
- العشوائية ينتج عنها ضبط دقيق
- الفوضى تعطي معلومات
- فقدان الوعي ينتج عنه الوعي
- الخطأ ينتج عنه الصواب
وبناء على كل هذا ، كنت مضطرا لان استنتج انّ نظرية داروين تحتاج الى الأيمان ألأعمى بها ، ولم أكن مستعدا ولا راغبا في هذا
وانهارت الأعمدة الأساسية لنظرية التطور عندما تعرّضت للتفكير العميق والدقيق . فمثلا فشلت تماما كل العمليات الطبيعية في تفسير ان المواد الكيمياوية غير الحيّة يمكنها ان تتجمّع ذاتيا الى الخلية الحية الأولى . إذ لايوجد أيّة نظرية قابلة للتصديق بل وأيضا لاتوجد نظريات على الأطلاق . وقال عالم الكيمياء الحيوية "كلاوس": "كل المناقشات الحالية عن النظريات ذات المبادئ والتجارب في هذا المجال إمّا انتهت الى مأزق او اعتراف بالجهل".
وتحدّث الكاتب العلمي "روبرت روي بريت" عن هذه المشكلة فقال : هل حدث مرة وحلمت بانك كنت تحاول ان تجري للهروب من وحش وتعثرت قدماك ولم تتمكن للذهاب لايّ مكان ؟. إنّ البحث لمحاولة فهم أصل الحياة لايختلف كثيرا عن هذا الحلم".....إنّ العلماء الذين يبحثون في اصل الحياة لم يستيقضوا من الكابوس الذي يعيشون فيه . وكما قال عالم الكيمياء الحيوية "مايكل دينتون":"إنّ فكرة العمليات غير الموجّهة قد يكون بإمكانها تحويل المواد الكيمياوية الميتة الى كل التعقيدات الغيرعادية للكائنات الحية فإنّ هذا بكل تأكيد " لا أكثر ولا اقل من الأسطورة العظيمة للجينات الوراثية الكونية في زماننا "
بالأضافة الى هذا ، فإنّ سجل الحفريات رفض بكل إصرار أن يؤكّد ألأدعاءات الكبيرة للتحولات الموجودة في نظرية داروين . وبالرغم من الأكتشافات الكثيرة ، منذ أيام داروين يقول العالم دينتون : "إنّ الأكتشافات المتوسطة ظلت محيرة كالعادة " . وبدلا من ان تندمج في نظرية داروين أصبحت الحفريات نغمات شاذة ومتعارضة حتى انه لايمكنها ان تفسر القفزات ألأثرية الموجودة في نظرية التطور ، مثلا بين السمك والبرمائيات وبين البرمائيات والزواحف ".
أمّا النقص الخطير في سجل الحفريات فهو الأنفجار الهائل البيولوجي والأنفجار الكوني . وغالبية ، إن لم يكن كل ، ألأربعين شعبة العالمية ، وأعلى فئة في المملكة الحيوانية ، قفزت بخطط جسمانية متفردة منذ اكثر من 500 مليون سنة . والظهور المفاجئ لاشكال الحياة الجديدة ، قد قلبت شجرة حياة داروين رأسا على عقب ... وعندما فحصت كل هذه الأمور ونقائص أخرى في نظرية داروين بكل موضوعية تأكدت تماما أنّ التطورهو حقيقة مؤكدة طالما انه يُعرف على انه اختلافات تطويرية صغيرة نراها في عالم الحيوان والنبات . وبلا شك ،فإنّ كمية كبيرة من التغيير والتباين حدثت على مدار الزمن . ومع ذلك فهناك ادلة وإن كانت غير كافية اوصلتنا الى استنتاج جوهري يقول بان انتقالات تطورية كبيرة وعلى نطاق واسع قد حدثت ...وباختصار فإن كمية الأيمان التي تحتاجها لكي تُبقي على ثقتنا أمام ألأدعاءات الكاسحة والمضادة لنظرية داروين ، تفوق ما أعتقد ضمانات ألأدلة العلمية . وفوق كل هذا ، فإن مبدأ الطبيعة التي هي مصدر كل شيء لايمكن تصديق تفسيره عن كيف ظهرالكون في المقام ألأول . وهذا الفشل لنظرية مبدأ الطبيعة ونظرية داروين فتح الباب للتفكير في الفرضيات الأخرى وان كل من الكون والحياة التي فيه هي من نتاج مصمم ذكي.
الأحتمال الثاني : فرضية التصميم
قال عالم الفيزياء الذي اصبح فيما بعد لاهوتيا جون بولكينغورن :" إنّ سؤالا أساسيا وكبيرا مثل الأيمان بالله(او عدم الأيمان ) لا يمكن انهائه بمناقشة واحدة . إنّه معقد للغاية . وما على الشخص ان يفعله هو التفكير في قضايا مختلفة ويرى ما اذا كانت الأجابات التي سيحصل عليها توضح الصورة التي تعطي للموضوع معنى ".
يقول لي ستروبل :" وعندما فتحت ذهني لتفسير غير مبدأ الطبيعة ، وجدت ان افتراضية التصميم تفسّر بكل وضوح ادلة العلم "فالقوة التفسيرية " لفرضية التصميم تفوقت على كل نظرية أخرى . وما يلي بعض الحقائق التي وردت في ابحاثي واستفساراتي :
أولا : دليل علم الكونيات
إنّه بفضل الأكتشافات العلمية في الخمسين سنة الأخيرة اخذت مجادلة الكلام kalam الكونونية القديمة قوة جديدة . وكما وصف ذلك العالم "وليم لين كريج " فقال : " رغم ان هذه المجادلة بسيطة الا انها ممتازة : "تقول أولا: كل ماهو موجود له سبب " . وحتى الشكاك المشهور ديفيد هيوم لم ينكر هذه الأثفتراضية . كما قال الملحد "كوينتن سميث" انّ التعبير الذي يقول : "إننا جئنا من لاشيء وبواسطة لا شيء من أجل لاشيء" تعبير سخيف ومثير للسخرية.
ثانيا : "إنَّ الكون له بداية " . وبناء على المعلومات فإن كل علماء الكون يوافقون على أنّ الكون بدأ بالأنفجار الهائل في نقطة محددة في الماضي. كما أكَّد كريج على القول بأن النظريات البديلة عن أصل الكون تحتاج الى بداية . فمثلا ، إستخدام "ستيفن هوكنج" للأرقام الخيالية" يحجب نقطة البداية في نموذجه ، والذي يصرح هوكنج عنه بالقول بأنه ليس وصفا للحقيقة *.
ويأتي الأستنتاج بكل وضوح من مقدمتين منطقيتين : " ولهذا فللكون سببا . وحتى روبرت جاسترو الذي كان سابقا لاادري سلّم بأن العناصر الأساسية للمسيحية وعلم الكون الحديث يلتقيان : "إنّ سلسلة الأحداث التي تقود الأنسان بدأت فجأة وبحدة ، وفي لحظة محددة من الزمن ، في ومضة ضوء وطاقة ".
ثانيا : دليل الفيزياء
احدى اكثر الأكتشافات المميزة للعلم الحديث هو ان قوانين وثوابت الفيزياء تتعاونان بطريقة غير متوقعة لجعل هذا الكون مكانا صالحا للسكن والحياة . فمثلا قال عالم الطبيعة والفيلسوف "روبن كولنس " ، ان الجاذبية قد ضبطت بكل دقة على جزء من مائة مليون بليون ، بليون ، بليون ، بليون
والثابت الكوني ، الذي يُمثل كثافة طاقة الفضاء ، محددة باحكام مثل القاء سهم من الفضاء ليضرب عين ثور بنسبة تريليون تريليون من البوصة في قطر الكرة الأرضية . وقال احد الخبراء انه يوجد اكثر من ثلاثين من القوانين الكونية الثابة تحتاج الى تقويم محدد حتى ينتج عنها كونا يمكن ان يكون فيه حياة .
ثالثا : دليل علم الفلك
وما يشبه الضبط الدقيق لعلم الفيزياء ، هو مركز الأرض في الكون وتعقيداته الجيولوجية والعمليات الكيمياوية كلها التي تعمل معا بكفاءة عظيمة لكي تخلق مكانا آمنا حتى يمكن للبشر ان يعيشوا.
مثلا ، قال كل من عالم الفلك "جيليرمو جونزاليس " والفيلسوف "جاي ويزلي ريتشاردز" حتى يكون لنجما بيئة صالحة للعيش عليه يحتاج الى ان يكون له الخواص الغير عادية لشمسنا – الكتلة الصحيحة ، الضوء الصحيح ، العمر الصحيح ، المسافة الصحيحة ، المجرة الصحيحة ، الموضع الصحيح -. لكي يغذي الكائنات الحية على كوكب دوّار . وعوامل كثيرة تجعل نظام مجموعتنا الشمسية وموقعنا في الكون هو الصحيح لكي يكون بيئة صالحة للسكن فيه .
وما هو اكثر من ذلك ، الحالة الغير عادية التي تجعل الحياة ممكنة هي أيضا التي تحدث لكي تجعل كوكبنا في موقع جيد لرؤية وتحليل الكون والبيئة . وكل هذا يوضح بان كوكبنا قد يكون نادرا ان لم يكن فريدا وان الخالق ارادنا ان نكتشف الكون.
وقال الفيزيائي الفلكي المتعلم في هارفارد "جون أ . اوكيف" من ناسا :"لو لم يكن الكون قد صُنع بأقصى دقة ما كنا موجودين فيه . ومن وجهة نظري ان هذه الظروف تبين ان الكون خلق للأنسان ليعيش فيه ".
رابعا : دليل الكيمياء الحيوية
قال داروين : "إذا امكن توضيح أنّ أي عضو معقّد موجود ولم يتكون من تعديلات عديدة ومتتابعة وطفيفة ، فسوف تنهار نظريتي " وقد أوضح المتخصص في الكيمياء الحيوية مايكل بيه هذا تماما من خلال وصفه "للتعقيد المتعذر اختزاله " في مكائن جزيئية .
هذه ألأدوات الميكروسكوبية المعقدة مثل الهُدب والبكتيريا الشبيه بالسوط لايمكن ان تكون قد وجدت قطعة قطعة من خلال عمليات داروين لانها يجب ان توجد كاملة حتى يمكنها ان تؤدي وظيفتها . وامثلة أخرى تشتمل على النظام الذي يصعب تصديقه عن نقل البروتينات داخل الخلايا والعملية المعقدة لتجلط الدم .
وما هو اكثر من مجرد تحدي مدمر لاصحاب نظرية داروين هي تلك الأنظمة البيولوجية المدهشة – التي تفوق القدرة البشرية في التكنولوجيا – وكلها تشير الى خالق علوي . وقال بيه :" ويمكن تلخيص استنتاجي في كلمة واحدة هي : التصميم . وأقول هذا بناء على العلم . وأقول ان نظام " التعقيد المتعذر اختزاله " هو دليل قوي على تصميم هادف بواسطة مصمم ذكي ".
خامسا : دليل المعلومات البيولوجية
الستة اقدام من حامض DNA
في داخل كل خلية في اجسادنا التي بها 100 تريليون خلية تحتوي على أربعة حروف من الرموز الكيمياوية التي تقذف تعليمات مجمعة ومحدّدة لكل البروتينات التي تتكون منها اجسادنا . وقد أوضح العالم"ستيفن مير" المتعلم في كامبردج انه ولا فرضية علمية واحدة تمكنت من توضيح كيف يمكن للمعلومات ان تدخل المادة البيولوجية بوسائل طبيعية .
وعلى العكس من ذلك ، قال " حينما نجد ترتيبات متتابعة ومعقدة وتتماشى مع نمط او وظيفة مستقلة فان هذا النوع من المعلومات هو دائما ناتج عن الذكاء . فالكتب وشفرة الكومبيوتر والحامض النووي كلها تتمتع بهذه الخواص . ونحن نعلم ان الكتب وشفرات الكومبيوتر مصممة بذكاء ، ووجود هذا النوع من المعلومات في الحامض النووي يشير الى مصدر ذكي .
وبالأضافة الى ذلك قال مير :"إنّ انفجار كامبريان الكوني الذي نتج عنه اشكال جديدة من الحياة ، والذي ظهر فجأة مكونا تكوينا كاملا في سجل الحفريات ، بدون سابق تحول ، كان سيحتاج الى كميات هائلة من المعلومات الحيوية . والمعلومات هي الماركة المسجلة للعقل . ومن دليل الجينات وعلم الأحياء يمكننا ان نستنتج وجود عقل اكبر كثيرا جدا من عقولنا ، مصمم ذكي حكيم وله هدف وهو مبدع بدرجة مذهلة ".
خامسا : دليل الوعي
توصل الكثير من العلماء الى ان قوانين الكيمياء والطبيعة لا يمكنها ان تفسر لنا اختبارنا للوعي . وقد عرف البروفيسور " جي . بي . مورلاند " الوعي على انه ألأستبطان والأحساسات والأفكار والعواطف والرغبات والمعتقدات والأختيارات الحرة التي تبقينا أحياء ومتنبهين . والروح هي التي تحتوي على الوعي وتبعث الحياة في جسدنا .
وطبقا لما وضحه أحد الباحثين ، من أن الوعي يمكن ان يستمر بعد ان يقف مخ الأنسان عن العمل ، فإنّ الأبحاث العلمية الحديثة أيّدت وجهة النظر التي تقول بأنّ "العقل" و "الوعي" و "الروح " هي كيان منفصل عن المخ .
وكما قال "مورلاند" : لأ يمكنك ان تحصل على شيء من لاشيء . فإذا كان الكون نشأ من مادة ميتة لا وعي فيها كيف يمكنك إذا ان تحصل على شيء مختلف تماما – وعي ، حياة ، تفكير ، مشاعر، مخلوقات حيّة – على المادة التي ليست بها مثل هذه الأشياء . ولكن اذا كان كل شيء بدأ من فكر وعقل الله ، فليست لدينا مشكلة في تفسير مصدر واصل عقولنا .
إنّ الفيلسوف "مايك روس" الذي يؤمن بنظرية داروين ، اعترف بصراحة : " لايوجد أحد لديه إجابة على قضية الوعي . وقال " جون سي . غكليس " الحاصل على جائزة نوبل :"هناك ما يمكن ان نسميه ألأصل الغير عادي لعقلي الواعي ولروحي المتفردة ".
هوية المصمّم
ويضيف" لي ستروبل" فيقول:
"راجعت سيل المعلومات مما قمت به من بحث وتقصي ، ووجدت ُ أنّ الدليل على وجود مصمم ذكي امر مصدّق ومقنع وقوي . ومن وجهة نظري فإنّ ربط ما وجدته من علم الكونيات وعلم الطبيعة كافيين تماما لتأييد افتراضية وجود مصمم لهذا الكون . وكُلَّ المعلومات الأخرى التي تكون قضية تراكمية قوية انتهت بانها غمرت كل اعتراضاتي (لانه كان سابقا ملحدا). .
ولكن من هو هذا المصمم ألأعظم ؟ ومثل لعبة توصيل النقط فإنّ كل واحد من الستة فروع العلمية التي بحثتها أعطت المفاتيح لأزالة القناع عن هوية الخالق .
وكما شرح العالم " كريج" أثناء لقائنا ،قال إنّ ادلة علم الكونيات توضح ان سبب هذا الكون يجب ان لايكون له سبب ولا بداية ولا زمن وغير مادي وله إرادة حرة وقوة هائلة . وفي مجال الفيزياء قال "كولنس" إنّ الخالق ذكي واستمرت مشغوليته بعد الأنفجار الهائل ألأولي .( «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعمل." (يو 5: 17"
ودليل علم الفلك يوضح ان الخالق كان مبدعا ودقيقا في خلق مكان يصلح لمعيشة مخلوقاته التي صمّمها وأنّه يعتني ويهتم بها .
كما قدم كل من "جونز اليز " و "ريتشاردز " الدليل على أنّ الخالق قد وضع على الأقل هدفا واحدا في مخلوقاته وهو اكتشاف العالم الذي صمّمه ومن خلال ذلك يكتشفونه هو (أي الخالق).
ولا تؤكّد الكيمياء الحيوية وجود المعلومات البيولوجية نشاط الخالق بعد الأنفجار الهائل فقط ، ولكن أيضا تظهر مدى ابداعه العظيم . وكما قال العالم "مير" إنّ الدليل على وجود الوعي يؤكد أنّ الخالق كائن عاقل وحكيمم ، وهذا يساعدنا على فهم هذه القوّة كلية القدرة ، كما توضح أنّنا يمكن ان نصدق فكرة الحياة بعد الموت .
*إنّ هذه ليست صورة لأله الربوبية (مذهب فكري يدعو الى دين طبيعي مبني على العقل لا على الوحي) الذي كوّن هذا الكون ثم تخلى عنه(أي ان الله لم يترك الكون بل لازال يخلق) .
ويضيف لي ستروبل فيقول :وكما شرح العالم "مير" في لقائي معه ، إنّ التخلي عن دليل لوجود نشاط مستمر للخالق في الكون بعد بداية خلقه يكذّب مذهب الربوبية كاحتمال يمكن تصديقه .
*ومذهب وحدة الوجود ، الخالق والكون موجودان معا ، يعجز أيضا عن تفسير الدليل ، لأنّه لايستطيع أن يوضح كيف ظهر الكون للوجود .وإذا كان اله مذهب وحدة الوجود غير موجود قبل الكون المادي فلن يستطيع احضار الكون للوجود.
*كما وضّح العالم "كريج" كيف أنّ المبدأ العلمي"لشفرة أوكهام"** الذي قضى على تعدد الآلهة والشرك بالله ، تاركا ايانا مع اله واحد.
وبالأضافة الى ذلك ، فإنَّ الطبيعة الشخصية للخالق تتناقض مع القوة الإلهية الغير شخصية التي هي في مركز عقائد "العصر الجديد".
على النقيض من ذلك ، فإنَّ صورة الخالق التي بزغت من المعلومات العلمية تتوافق بقوّة مع وصف الله الذي وضحت شخصيته على صفحات الكتاب المقدس :
- الخالق :"من قدم أسست الأرض والسموات هي عمل يديك "مزمور 102:25"
- فريد :"إنّك قد أريت لتعلم أنّ الرب هو الأله . ليس آخر سواه" تثنية 4 : 35"
- موجود بذاته وسرمدي :" من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت ألأرض والمسكونة منذ الأزل الى الأبد أنت الله " مزمور 90 :2"
- روحي غير مادي :" الله روح" يوحنا 4 : 24"
- شخصي ذاتي :"....ظهر الرب لابراهيم وقال له : "أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملا "تكوين 17 :1"
- له إرادة حُرّة : "وقال الله ليكن نور فكان نور " تكوين 1 :3"
- ذكي وعقلاني : " ما أعظم أعمالك يارب . كلها بحكمة صنعت . ملآنة الأرض من غناك" مزمور 104 : 24"
- عظيم القوّة :"الربُّ عظيم القدرة " ناحوم 1 : 3"
- مُبدع : "لأنّك قد اقتنيت كليتي نسجتني من بطن أمّي . أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبا . عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا "مزمور 139 : 13-14"
- يرعى ويهتم :"امتلأت ألأرض من رحمة الرب "مزمور 33 :5"
- كُلّي الوجود:"هوذا السماوات وسماء السماوات لاتسعك"ملوك الأول 8 : 27"
- أعطى البشرية هدفا : "فإنَّه فيه خلق الكل ما في السماوات وما على الأرض ما يرى وما لايرى ... الكل به وله قد خُلق" كولوسي 1 :6"
- يعطينا الحياة بعد الموت :"يبلع الموت الى الأبد" "اشعيا 25 :8".
وكما كتب الرسول بولس منذ الفي عام قال: "لأنَّ أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنّهم بلاعُذر(أي غير المؤمنين بالله الخالق)"روميا 1 :20".
ويتسائل لي ستروبل فيقول
"والسؤال عما إذا كانت هذه الصفات قد تصف ألوهية أية ديانة أخرى في العالم أصبحت موضع نقاش عندما أضفت الدليل الذي اكتشفته من خلال دراسة التاريخ القديم وألآثار القديمة .
وكما وصفتُ في كتابي "القضيّة ...المسيح " إنّ الدليل المقنع يقيم أساسا يعول عليه للعهد الجديد ، وهذا يوضح تحقيق نبوات العهد القديم في حياة يسوع الناصري ضدَّ كُلِّ ما هو غريب ويؤيد قيامة المسيح كحادثة فعلية ظهرت في الزمن المحدّد وفي الفضاء . كما أنّ قيامته من ألأموات هو عمل فذ وغير مسبوق وأعطى سلطانا وقوة وتوثيقا لقوله انه ابن الله الوحيد.وكثير من هذه الأدلة كان يختص بالحقائق الخاصة بحياة ، وتعاليم ، ومعجزات ، وموت ، وقيامة يسوع الناصري . والأجابات على "الثمانية اعتراضات الكبيرة : على المسيحية كم رويتها في كتابي "القضيّة ...ألأيمان ". وبامكاني ان اتذكؤ تحليل البحث العلمي والوصول الى الأستنتاج المذهل بأن معلومات العالم المادي تشير بقوة الى وجود خالق .
وبالنسبة لي فإن المدى والتنوع والعمق والقوة المثيرة والمقنعة للأدلة من العلم والتاريخ أكدت صدق المسيحية الى الدرجة التي ازالت بها كل شكوكي . وأنا لست مثل الذين يؤمنون بنظرية داروين ، فإن ايماني يسبح ضد تيار قوي من الأدلة المضادة ، واضعا ثقتي في الله اله الكتاب المقدس وهو قرار حكيم وطبيعي وقد اتخذته فعلا . وكنت فقط اسمح بسيل الحقائق ان تجرفني نحو نتائجها المنطقية .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصدر : كتاب "القضية .... الخالق " للكاتب "لي ستروبل
(*)
اي ان هوكنك يستخدم نظرية ليس متاكدا منها بل من عالم الخيال والفلسفة حتى انه في كتابه مع روجر بنروز يتراجع ويقول "انه لا يتظاهر بانه يصف الحقيقة ، لأنه اي هوكنج لايعرف ماهي الحقيقة ، ولهذا فان هوكنج بنفسه يدرك ان هذا ليس وصفا واقعيا للكون او اصله ، لكنها مجرد طريقة رياضية لنمذجة بداية الكون بطريقة لا تظهر فيها الخصوصية فرغم ان موقع هوكنج الألكتروني يقول بان نظريته تتضمن أن الكون كان مقررا تماما بقوانين العلم الا انه لم يتمكن بنجاح من استبعاد الله من الصورة ) (راجع تحدي هوكنج والرد عليه ص 152-154 كتاب "القضية الخلق" وكيف يرد العالم وليم كريج على نظرية هوكنج
**
نصل أوكام أو شفرة أوكام (باللاتينية: novacula Occami) أو قانون التقتير (باللاتينية: lex parsimoniae) هو مبدأ لحل المشاكل ينص على أنه «لا ينبغي الإكثار من شيء إذا لم تقتضي الضرورة ذلك»، أو بعبارة أخرى، أبسط الحلول هو الحل الصحيح في أغلب الأحوال. تُنسب تلك الفكرة إلى الراهب الفرنسيسكاني الإنجليزي وليام الأوكامي (
" إذا كان لدينا فرضيّتين متنافستين ُتعطيان التّوقعات ذاتها فعلينا أن نأخذ بالفرضيّة الأبسط "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الايمان مفتاح الاسئلة
س . السندي ( 2023 / 1 / 26 - 17:35 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي نافع وتعقيبي ؟


١-;-: ما لم تتحول النظريات إلى حقائق مطلقة وثابة تبقى نظريات ما لم تدعمها الادالة والبراهين المرئية والملموسة ، ومنها نظرية العم دارون والانفجار الكوني واللتين هما بعيدتين عنهم ؟

٢-;-: الايمان بالله أو نكران وجوده هى المسالة الاكثر تعقيدا منذ على مر الوجود ، فمعتقدات الاولين لها مبراراتها وضروفها ، وهى دائمة التغير حسب تطور الفكر الانساني والحضاري وهى اليوم أكثر تغيرا وتعقيدا مما سبق ؟

٣-;-: وأخيرا ...؟
ليس دفاعا عن المسيحية والمسيح ولكني أرى أن السيد المسيح يبقى هو الرجاء الوحيدالمتبقي لبني البشر ، سلام ؟


2 - نظرية التطور للمبتدئين
بارباروسا آكيم ( 2023 / 1 / 26 - 22:08 )
أخي العزيز اسمع هذه القصة: هناك بحيرة فيها نوعين من الأسماك ( كبيرة و صغيرة )
و هناك صيادين يرمون شباكهم في هذه البحيرة
بعد فترة و نتيجة الصيد الجائر بدأت الأسماك الكبيرة تختفي و لكن الأسماك الصغيرة و التي استطاعت الهروب من فتحات شبكة الصيد بدأت تصبح هي الأسماك الوحيدة في البحيرة و هي الأسماك ( المتسيدة ) في قاع البحيرة

هذه هي نظرية التطور بتبسيط شديد و على طريقة الهجاء في المرحلة الإبتدائية
اذا الأسماك الكبيرة اختفت و الأسماك الكبيرة استطاعت توريث جيناتها.

طيب لنترك الآن دارون المتآمر الشرير
ما رأيك بيوهان غريغور مندل كمسيحي ؟
هل قرأت شيئاً عن الوراثة المندلية ؟
هل قرأت يوما عن الطفرات التي اشار لها مندل ؟
كيف تستطيع ان تفسر الطفرات الوراثية في حبات الفاصوليا ؟

طيب اخي الآن .. هل تستطيع ان تبين لنا ماهو الفرق بين القط و النمر من خلال نظرية الخلق
وهل هما كائنات مستقلة عن بعضها ام تلمح فيهم بعض القرابة ؟
هل تلمح تشابه بين الحمار و الحصان ام تعتبرهم كائنات مستقلة منذ الأزل
هل تلمح تشابه بين الذئب و الكلب ام تعتبركل منهم كائن مستقل منذ الأزل ؟


3 - الخلق ام التطور
بارباروسا آكيم ( 2023 / 1 / 26 - 22:39 )
طيب صديقي
انت في نظرية الخلق تقول بأن البشر كلهم جاؤوا من رجل واحد و إمرأة واحدة ثم تكاثروا و تناسلوا عن طريق زواج المحارم

بينما نظرية التطور تقول بأن الأنسان العاقل الحالي جاء نتيجة تناسل مجموعتين مختلفتين وهذا موضوع طويل
..طيب اخي هل تعلم ان اولئك الذين يتزوجون من أقاربهم لديهم احتمال كبير لظهور العيوب الخلفية و الأمراض الوراثية

فما بالك بمن تزوج اخته ثم تناسل أولاده وبناته حتى انتجوا لنا السبعة مليار !؟!
هل تفسر لنا مثلا التنوع العرقي من خلال نظرية الخلق ؟
بين سود و انجلوسكسون و آسيويين و ملونين ؟

يعني هل الله اوجد لنا هذا التنوع العرقي عن طريق آدم و حواء فقط !
طيب انت الآن _ وهذا من سخرية الأقدار _ تؤيد نظرية التطور و لكن بشكل مختلف
فآدم وحواء و ذريتهم في العراق كانوا من عرق واحد
ثم بعد ذلك بدأ كل منهم يكتسب صفات خارجية معينة مختلفة عن الآخرين بحسب اماكن انتشارهم الجغرافي !!

الا تجد في ايمانك بعض المفارقات ؟

بالمناسبة اخي انا احترمك و اقدرك لأنك مسيحي
اما لو كنت صلعومي فكان اسلوبي معك سيختلف جذريا
لأنكم من اهل الله و على نياتكم
تحياتي أخي العزيز

اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى


.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة




.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا