الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانوراما تسييس العقائد بين التكتيك والستراتيجيه لبلوغ الغاية!!

عدنان سلمان النصيري

2023 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإله الاعظم الذي أصبحنا نكنيه (الله) بالتسمية، قد تجسد في صفة ذكوريته إلى طبيعة القوة التي حكمت الغاب منذ الازل، ومن ثم لينتقل بالترسيخ للفكرة وفق مفاهيم وطبيعة الصراعات من أجل البقاء، كما في نشوء وتطور السلالات الأولى قبل ظهور العقائد والاديان وتأسيس بناء الحضارات للشعوب والإمم المختلفة.
حيث مر الإنسان بمراحل اعتقادية مختلفة، عبَّر فيها عن مواضع الضعف والميول للحس والرغبة تحت سيطرة النزوة والانجرار للوهم، في دوامة درء المخاطر بداخل ذاته من خلال التعامل مع قوى غيبية ، صار يتشبث بها للتخلص من ازمته المستدامة والمستفحلة عليه، نتيجة لتعقد وتشابك حاجاته. وبعد ان كان يرتهن إلى الرموز الأنثوية في ممارسة طقوس عباداته من خلال اتخاذ الآلهة الإناث لعملية العبادة والتقديس، احتى إنبثقت عليه سياسات احدث قد اخضعته باسم الاصلاح الوضعي للانسان، وهي تحمل عناصر الترغيب والترهيب من أجل استقطاب وتحشيد اكبر عدد ممكن من القوة على الأرض، فتحاول أن تسحق تحتها كل مناوئ ومعارض بلا أدنى هوادة.. فوجدت بإعادة صياغة وتلميع بعض المصطلحات، أن تكون فنارات للانسان التائه بحاجاته والشارد بارهاصاته في غياهب المجهول، وارغامه على التوقف المتؤمل في بعض المحطات التي يستأنس بها داخل بيئته وواقعه، بعد محاولة انتهاج نفخ الروح المقدسة ببعض المجسمات المنزهة عن اللمس في مروج خصب الخيال ، والتحليق بعيدا باجنحة الوهم لمداعبة الآمال والاحلام في ديمومة البقاء سواءاً للمتنعم في دنيا حتميتها زائلة، أو التخلص من واقع أقسى للمتعفف والمسحوق في حياة بديلة زاهرة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه في المنافسة بعد انتحال اهم الاسرار في استخدام النظرية والتطبيق الايديولوجي في ممارسة عمليات الاستقطاب بالولاء بالتحشيد، لتكون ظاهرة مُشرَّعة تتحكم بالإنسان المُستَعـْبَد والمُستَـرَّق، قبل استمالة السيد، والمُتَسَلِط لتعزيز مصالحه وأدامة أركان ملكه، في طريقة دفع الاذى بالموالاة المُقَـنَّعة وأرضاء النزعة الذاتية لديه بتصدر الطابور، وقبل أن يصبح جزءا لا يتجزء من المشروع الاصلاحي العام، الذي اريد له ان يحمل شعارات السماء منذ اللحظة الأولى بالانطلاق من خط الشروع، كذريعة قاطعة لاتقبل الجدل فيها الا بقطع الالسن المعارضة كسبيل لتحقيق الغاية.
و الظاهرة الخطيرة التي انطلت على الإنسان في عملية وجوب استيعاب التبشير لأية دعوة في هذا الصدد، هو باستنادها على الأفكار المجددة التي تدعي الاستقلالية والتفوق ، ولكنها بطبيعتها لم تكن لتتخلى عن ممارسة التسلق والصعود على البنى التحتية للآخرين أختصارً للمسافة و لتلافي هدر الوقت، واستثمار التقدم في الاتجاه المطلوب نحو الغاية السياسية بايسر الطرق..
و الأخطر من كل ذلك، عند القيام بممارسة عملية قطع الطريق، وحماية الاستثمار الفكري الإيديولوجي على الموالين الجدد، وبتأمين قطع خط الرجعة اوالتراجع إلى نقطة الصفر، وضمان عدم الإخلال بقاعدة التوازنات والاستئثارات في الساحات القريبة على أقل تقدير.
وعلى هذا الاعتبار تم اعتماد استراتيجية بعيدة في التشريع باسم السماء.. بان لادين جديد، ولا اجتهاد باي إصلاح جديد، الا ويجابه بالتكفير والقتل والتصفية، بعيدا عن أي اكتراث في الوقوع بأخطر الازدواجيات المعبرة عن ركوب انتهازيات المواقف المستنسخة بعد التلميع، من اجل حصر الموالاة بطائفة وعقيدة جديدة، قد استمدت معظم أفكارها واخلاقياتها وادبياتها من مؤسِسين ورواد قد سبقوا في المسيرة، وكما صاروا يُدعَوَّن بالانبياء والرسل من ذوات العزم وغير العزم وكلهم قد دُرِجوا في خانة الصالحين.
الكاتب/ عدنان النصيري
دولة السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك