الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو زار الأردن لإنقاذ حكومته المتطرفة وتضليل العالم

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كانت زيارة نتنياهو للأردن يوم الثلاثاء 24/ 1/ 2023 واجتماعه بجلالة الملك عبد الله الثاني مفاجأة من العيار الثقيل لكونها تمت بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الأكثر تطرفا الدينية المتطرفة، وفي ظل العلاقة المتوترة بين الطرفين نتيجة لسياسات ونوايا نتنياهو وحكومته العدوانية تجاه الأردن وفلسطين التي لا تخفي على الأردنيين والعرب أجمعين. فلماذا قام نتنياهو بزيارته المفاجئة لعمّان؟ وما الذي سيجنيه الأردن من هذه الزيارة؟
نتنياهو لم يقم بهذه الزيارة لتقديم تنازلات للأردن، ولكنه اضطر للقيام بها لأن حكومته تواجه أزمة وضغوط شعبية داخلية، وعزلة دولية، خاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ولأنه يريد استثمارها خلال زيارته لواشنطن في شهر فبراير القادم لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتعامل مع حكومته، ولممارسة المزيد من الضغوط على الفلسطينيين، وتطويق الانتفاضة، ووقف حملة الأردن الدبلوماسية الدولية ضد دولة الاحتلال، وإقناع الأردن للمشاركة في مؤتمر النقب 2 المزمع انعقاده خلال شهر مارس المقبل في المغرب.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني ان الملك عبد الله الثاني التقى نتنياهو وشدد خلال اللقاء على ضرورة التزام إسرائيل بالوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وبالتهدئة ووقف أعمال العنف، وبحل الدولتين، ووقف الضغوط على الفلسطينيين وتمكينهم من الاستفادة من المشاريع الاقتصادية الإقليمية. وأصدر مكتب نتنياهو بيانا جاء فيه" إن رئيس الوزراء بحث مع الملك الأردني قضايا المنطقة، كما أكد الجانبان ضرورة التعاون الاستراتيجي والأمني والاقتصادي بين البلدين للمساهمة في استقرار المنطقة." لكن الملاحظ هو ان البيان لم يتطرق الى الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة عمان على المقدسات الإسلامية في القدس، وان مكتب نتنياهو والديوان الملكي لم يقدما معلومات رسمية متكاملة لما اتفق عليه خلال هذه الزيارة.
يبدو ان نتنياهو قد يكون هو المستفيد الأكبر من هذه الزيارة، وان الأردن لن يحقق ما يصبو إليه منها، بل على العكس فإن نتائجها قد تكون سلبية، وتلحق ضررا باستقرار وأمن الأردن، لأن استقبال نتنياهو كرئيس لهذه الحكومة المتطرفة التي تحاول انهاء الوصاية الهاشمية وتقسيم الأقصى زمانا ومكانا، ومنعت السفير الأردني في تل أبيب من زيارة الأقصى، لا يتسق مع موقف الحكومة الأردنية من الثوابت المعلنة ولا مع مزاج الشارع الأردني الغاضب الرافض لهذه العربدة الإسرائيلية.
والدليل على عدم التزام نتنياهو ووزراء حكومته بأي اتفاقات لا تتماشى مع نواياهم التوسعية واستمرار الاحتلال، وفي تحد جديد للأردن حكومة وشعبا وللأمتين العربية والإسلامية، وبعد ساعات من لقاء نتنياهو مع جلالة الملك عبد الله الثاني أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إتمار بن غفير عن تحديه لموقف الأردن فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والمساس بالوضع القائم، حيث أكد انه لا يدير سياساته حسب رغبات الأردن، وانه سيواصل اقتحاماته للأقصى وقال بوضوح" إسرائيل ليست مزرعة لأحد، إنها دولة ذات سيادة، ولا يحق لأحد التدخل بشؤونها، وسأقتحم المسجد الأقصى." وزيادة على ذلك اقتحمت الشرطة الإسرائيلية صباح يوم الأربعاء المسجد الأقصى، أي بعد مرور أقل من 24 ساعة على اجتماع نتنياهو بالملك عبد الله الثاني، والتقط جنودها الصور عند درج قبة الصخرة نكاية بالوصاية الأردنية، وبأوامر مباشرة من الوزير بن غفير، المسؤول عن الشرطة والأمن في حكومة نتنياهو!
نتنياهو المعروف ببراعته في الكذب والخداع والمراوغة لا يمكن الثقة به والاعتماد عليه، وخان حتى حليفه وصديقه الأعز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي تبنت إدارته سياسات مؤيدة لإسرائيل بشكل غير مسبوق، كان من أهمها الاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة الصهيونية ونقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراف بضم الجولان لإسرائيل، واغلاق القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف المساعدات المالية للفلسطينيين.
وعلى الرغم من الصداقة الشخصية الوثيقة التي ربطت نتنياهو بالرئيس الأمريكي السابق والخدمات التي قدمها لإسرائيل، فإن نتنياهو كان أول من هنأ جو بايدن بهزيمة ترامب، والفوز في الانتخابات الرئاسية؛ ولهذا شن ترامب هجوما لاذعا عليه واعتبره ناكرا للجميل بقوله" أول شخص هنأ بايدن كان بيبي (اللقب الذي يطلقه ترامب على نتنياهو).. كان يمكن لبيبي أن يظل صانتا، ولكنه ارتكب خطأ فادحا" وأضاف " لم اتحدث معه منذ ذلك الحين .. اللعنة عليه."
المسؤولون الأردنيون يرتكبون خطأ فادحا إذا اعتمدوا على أكاذيب نتنياهو وأعضاء حكومته الذي اتفقوا جميعا على استراتيجية عدوانية واحدة هدفها النهائي هو تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق ما يسمونه " السلام من أجل السلام" أي إرغام العرب على الاستسلام، وترحيل الفلسطينيين، وإقامة الوطن البديل؛ ولهذا فإن من مصلحة الأردن وفلسطين والعالم العربي مقاطعة حكومة نتنياهو ورفض التعاون معها، والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة لكشف نواياها العدوانية العنصرية الاستيطانية، وعزلها عربيا ودوليا، والمساهمة في إسقاطها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة