الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استبدال النص مع الرجاء للضرورة شكرا

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 1 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الإخوة الأعزاء
سلام الذي لافناء لملكه ولا انقضاء لعهده آمين .
أمابعد:
بلغني من أحد الإخوة رابطاً لشريط ٍ مسجلٍ وكعادتي بعد أن استيقظتُ من قيلولتي فتحتُ ذاك الرابط وإذا به أحد أبناء الشرق يعلق على غضب من يعيش في الغرب من المسلمين ويُريد أن يفرض رأيه على الغرب برمته . سمعتُ للأخ العربي ورأيه في ماحدث لكن لنا أن نقول رأينا بكلّ وضوح عبر هذه الرسالة .
فرسالتي مزدوجة وهي موجهة للشرق أولاً ولمن يعيشون في بلاد الغرب من المشرقيين ثانياً.
ياسادتي مهما أوجزنا بشاعة الطعن في مشاعر غيرنا وخاصة المشاعر الدينية منها لايمكن تصور هذا الشعور وبشاعته والألم النفسي الذي يُخلفه مهما كان رأينا في الديانات قاطبة ً ولهذا نحن أبناء الشرق بكلّ دياناتنا لابل أقول بمذاهبنا ( اليهودية والمسيحية والإسلام).
علينا أن نقف وقفة حضارية نُثبت للغرب وأعوانه ومفتعلي بوء الشغب فيه وخاصة أولئك الذين يعتبرون حرية الرأي مباحة إلى أنهم يسوقون المجتمعات المشرقية والغربية إلى الانتحار الجماعي وهم بالتالي يتحملون المسؤولية عن هذا الانتحار ونتائجه غير الإنسانية أولاً وغير العادلة ثانياً.
لهذا يجب علينا العمل في اتجاهين .
الأول في الغرب وآلية المطالبة لاتكون بالعنف ولا بأية وسيلة لكن أن يتم تبني قراراً يُكتب ويُسلم لمحام ٍ يُدافع عن حقوق ومشاعر المسلمين والمسيحيين واليهود ضد أي اعتداء أو ازدراء للأديان في الغرب وأخص هنا الدول الاسكندنافية وأوروبا .
كما على الضفة الثانية للمتوسط أن يتم لجم كل من يتطاول على المسيحية أو اليهودية من أيّ شخصية كانت. لأنّ الحالة فعلاً وصلت إلى غايتها القذرة من تشويه للمشاعر الدينية فلا يمكن القبول بمثل هذه الممارسات تحت أيّ غطاء كان حتى القائل هكذا يقول لي ديني.
يا أخي لستَ لوحدي في هذا العالم .وعلينا أن نقرأ أغراض وأهداف من يُساعد على تأجيج الصراعات الدينية لأنّ المجتمعات البشرية غير قادرة على تحمل تبعات هذه سلوكيات غير إنسانية وغير أخلاقية .
فما جرى في السويد مؤخراً لحرق نسخ من القرآن الكريم ليس مرفوضا وحسب بل هو مُدان وعمل غير أخلاقي ودنيء وخسيس ولا يُعبر عن حرية الرأي إلا من أجل دمار المجتمعات وأعتقد على أبناء المشرق قاطبة عليهم أن يتحلوا بالصبر والحكمة. فالدرس قاس ٍ ونتائجه ستكون أقسى وربما كانت غاية هؤلاء الصعاليك غير المسؤولين والعبثيين الذين يحملون قذارة الحرية الفوضى في أعماقهم .
أجل يُريدون تأجيج وإشعال نار في مجتمعاتهم من أجل استصدار قرارات ٍ من قِبل حكوماتهم يتم بموجبها طرد كل من سيُشارك في تلك الاحتجاجات مهما كان نوعها.
وبالمختصر أنا اسحق قومي . المواطن السوري أستنكر وأدين وأشجب بشدة لهذه الأفعال غير الإنسانية وغير الأخلاقية وغير المسؤولة .
وعلى الدول الغربية التي استقبلتنا أن تتدبر أمر قوانينها وعليها أن تعلم لم تعد لوحدها بل هناك الملايين الذين قَبِلتهم كمواطنين ومقيمين على أراضيها وعليها يتوجب أن تُجرم من يقوم بمثل هذه الأفعال الخسيسة والتي تدل على عدم تحمل المسؤولية .
إن المشاعر الدينية في جميع بلاد العالم من الحقوق التي يجب برأيي أن توضع فوق قوانين أمن الدولة ذاتها .
لا أقول أن تظلم الآخرين ولكن يجب ألاَّ تتعرض المشاعر الدينية والمقدسات لأيّ تجريح ٍ كان ولأيّ دين ــــ حتى للديانات الوضعية ــــــ .فهي خط أحمر على الدول غربية كانت أم شرقية عليها تقع حماية مشاعر معتنقيها ومعاقبة من يقوم بمثل هذه الأفعال الخسيسة والدنيئة .
خلاص رأيي في الحادثة الأخيرة التي وقعت في السويد .هو إقامة دعوى قضائية على من حرق القرآن الكريم وتقديمه لمحكمة وعلى قرار المحكمة أن يكون قاسياً يوازي الألم النفسي الذي سببته هذه الحالة غير الإنسانية لمعتنقيه ولأحرار العالم فالحرية لايعني أبداً أن تعذب الآخرين نفسياً وروحيا .
وإذا لم يتم استصدار قرار من مجالس البرلمانات عامة بتجريم مثل هذه الأفعال ولكلّ أصحاب الديانات على السواء في الغرب والشرق ـــــ وأعتقد هذه هي الحالة الأكثر فائدة وواقعية ـــــ .وبقيت الأمور بهذا الفلتان تحت رؤية أحادية الجانب .
فنحن على ما أعتقد ضمن تيارات عاصفية وردود فعل ٍ سلبية لايمكن أن نتوقع ما سيحدث إلا أنّ الأبرياء سيدفعون الثمن .
وأقولها هنا إن المسيحية يا إخوتي لايمكن لها أن تدعو لمثل هذه الأفعال المشينة والخسيسة والجبانة وغير المسؤولة بل هي التي تقول على لسان فاديها ومخلصها ومعلمها . سيدنا يسوع المسيح ( أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم....كل ماتريدون أن يفعل الناس بكم هكذا أنتم أفعلوا بهم أيضاً).
فالمسيحية والمسيحيين براء من هذه الأفعال المشينة ومن هذه الفكرة نوجه رسالة إلى أبناء المشرق عامة عليكم بالحكمة والصبر وعدم نقل سيئات الغرب إلى مجتمعاتنا المشرقية وعلى إخوتي الذين يُدينون بالإسلام على مختلف مذاهبه وفرقه لنتفهم أهمية أزدراء معتقدات الديانة المسيحية ومشاعر المسيحيين في البلاد العربية والإسلامية فهؤلاء إخوتكم في المشرق والمغرب .
لهذا إن الله واحد ودينه واحد .((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)).
هناك الكثير لكن خير الكلام ما قل ودل.
في نهاية هذا المقال القصير:
أولاً: على البرلمانات الغربية استصدار قراراً موحداً وواضحاً ، جلياً يُمنع بموجبه تحت أيّ عنوان أو حقوق .أن تُحرق الكتب المقدسة في الغرب والشرق ، في أي مكان من العالم.
ومن سيقوم بهذا الفعل الجبان يجب أن يُمنع بالقوة ويُمنع تصويره ويُحكم عليه بالسجن المؤبد مثله مثل من يزدري أو يُكفر الآخر بدينه ليل نهار .وأرى إذا كُنا نملك رؤية مستقبلية وإرادة صادقة ونؤمن بحق وحرية المعتقدات الدينية لجميع البشر علينا أن نتنبه للأمر وهو مايزال في أيدينا قبل أن يلعب أصحاب النظريات السوداء في المجتمعات البشرية وخاصة تلك التي يغزوها الجهل والعصبية الدينية وعندها سندفع الثمن غالياً وهذا ماتريده جهات بعينها .
ثانياً:إنّنا نتبنى مبدأ الرفض القاطع وعدم المساومة بالإساءة للمشاعر الدينية لأيّ دين كان .يجب أن يكون من البديهيات والأولويات في لائحة حقوق الإنسان .وعلى جميع دول العالم أن تُجرّم وتُفعّلُ قوانين حماية المشاعر الدينية والرموز وأماكن العبادة . بغض النظر عن الدين الذي أتبعه . ويجب إيقاف البرامج في كل الشبكة العنكبوتية تلك التي غايتها الازدراء والسخرية وتكفير الآخر بدينه .ولهذا على الدول أن توقف هؤلاء وتحجر عليهم وتغرمهم ليكونوا عبرة لمن يُعتبر .كما وعلى أصحاب الديانات وخاصة السماوية إيجاد قواسم مشتركة حقيقية واستصدار قرارات تاريخية لهذه المسألة وإيقاف كل المناهج التعليمية التي تتعلق بهذا الجانب غير الإنساني واستصدار قرار أممي بإيقاف حق التبشير للديانات كافة .وعلى الدول أن تمنع أي موقع يُسيء لديانة أخرى من البث نهائيا وتُعاقب مقدمي تلك البرامج.
إنّ تجفيف منابع الإرهاب الفكري والديني هو من أهم الأعمال التي تفرض وجودها على الساحة العالمية اليوم .مع التأكيد والتمييز بين المطالبة المشروعة التي تتعلق بحق أحفاد الضحايا الذين قُتلوا وأبادتهم أياد ٍ قذرة في تصفيات عرقية ودينية منذ00 2عام وحتى اليوم فهؤلاء من حقهم إقامة دعوات ومظاهرات بهذا الشأن . وهو حق يجب أن تكفله القوانين العالمية للقصاص من أولئك المجرمين والقتلة والمغتصبين الذين قتلوا أرواحاً بريئة واغتصبوا أموالهم ونسائهم وأراضيهم ودنسوا واستولوا على أماكن عبادتهم وبغير تفعيل هذا الحق فنحن إذاً نُساوي بين الحق والباطل بين الظلمة والنور.وهذا من الظلم غير المقبول
الرجاء التحكم بانفعالاتنا .حكمة تفرضها الضرورات والإنسانية .و في الغرب تيارات عدة تريد إشعال الفتن فاحذروها.
# اسحق قومي.شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر