الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثيرات الانتفاضة الشعبية الايرانية على مختلف الاصعدة

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2023 / 1 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مع دخول الانتفاضة الشعبية الايرانية التي إندلعت في 16 سبتمبر2022، شهرها الخامس، ومع ملاحظة التصعيد غير العادي للنظام في ممارساته القمعية ضدها وسعيه لکبح جماحها والسيطرة عليها، فإنها مع ذلك وعلى الرغم من أنف النظام ومحاولاته واسعة النطاق ضد الانتفاضة فإنها ترکت وتترك تأثيراتها القوية على مختلف الاصعدة وبکافة الاتجاهات.
الانتفاضة الشعبية الايرانية التي حاول النظام بعثرتها وتفکيکها بتوجيه إتهامات إنفصالية أو العمالة والتخوين ضدها، لکن الذي صار المراقبون المختصون بالشأن الايراني يلاحظونه عن کثب، هو إن هذه الانتفاضة قد کان لها أثرا کبيرا في وحدة الصف الايراني وجعله متماسکا ومتوحدا أکثر من أي وقت مضى بوجه الاستبداد الديني، کما إنها أثبتت ثمة حقيقة مهمة أخرى وهي رفض الشعب لطروحات وأفکار ومفاهيم النظام الرجعية الرثة ولاسيما بشأن المرأة وهو ماأثبت بأن للشعب الايراني وفي ظل هذا النظام الدکتاتوري رٶيته وتوجهاته الخاصة بشأن المرأة وأمورا أخرى مغايرة لتلك التي ينادي بها النظام، وإن مايجسد هذه الحقيقة هو ماقد قاله وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في تجمع الإيرانيين الأحرار في واشنطن يوم 17 ديسمبر 2022، عندما قال بهذا الصدد: "الحركة التي نراها اليوم تختلف بوضوح عما رأيناه في الماضي. النساء والشباب الإيرانيون هم من يقودون الانتفاضات. إن شجاعتهم جديرة بالثناء … رأيت شعبا موحدا يظهر شجاعة وتعاونا لا يصدقان للإطاحة بالنظام".
فيما يتعلق بالنظام الديني المتطرف القائم، فإن الانتفاضة قد أصابته في الصميم وأثبتت ضعفه وعجزه أمام التحرکات الشعبية العامة وبشکل خاص بعد إنهيار معنويات أفراده وعدم تمکنهم من مواجهة الرفض الشعبي الهائل للنظام، کما أدت أيضا الى تفککه وإنقسامه والى تخبطه وعدم وجود أي خيار لديه لمواجهة هذه الانتفاضة غير الممارسات القمعية، وهو الخيار الذي أثبت على مر التأريخ المعاصر بأنه الخيار الذي يٶدي في النتيجة الى سقوط النظم الدکتاتورية.
دوليا، فإن الانتفاضة فرضت رٶية تشير الى الوجه الحقيقي الحقيقي للنظام ومدى تماديه في ممارساته القمعية الاجرامية وتمکنت من تغيير الرٶية السابقة التي کان النظام يغطي من خلالها على ممارساته الاجرامية وعلى إنتهاکاته الفظيعة، کما إنها جعلت العالم يدرك أي حکم ونظام قرووسطائي دموي يحکم الشعب الايراني بالحديد والنار منذ 43 عاما، لکن التأثير الاهم الذي ترکته هذه الانتفاضة على المجتمع الدولي عموما والدول الغربية خصوصا، هو إنها أثبتت عمليا بأن سياسة الاسترضاء ومداهنة النظام الايراني هي سياسة فاشلة وتفيد النظام فقط، وإن طرد النظام من لجنة الأمم المتحدة للمرأة وتشكيل لجنة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في جرائم النظام ضد المتظاهرين والمنتفضين، ومعاقبة قوات الحرس وتصنيفه من قبل البرلمان الأوروبي، تدل على إن الانتفاضة قد أکدت حقيقة مهمة جدا وهي إن نهج الصرامة والحزم هو الاسلوب والطريق الوحيد الامثل والصائب للتعامل الدولي مع هذا النظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري