الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٣)

محمد ليلو كريم

2023 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خصائص العلم التخصصي أن الحكم لا يصدر قبل الدليل المتحصّل من العمل التجريبي، وليس من طرح علمي تخصصي يطرح ورقة علمية تدّعي ما لم يُثبت، ولا يطرح العلم نصا مُقدّسا أو تلاوة أو حديث يمتنع عن النقد والنقاش، ولم يظهر عالِم متخصص يحمل صفة نبي أو إمام، والعلماء في الفيزياء والكيمياء والأحياء وفي كل علم تخصصي يقضون سنوات من حياتهم في المختبر والبحث والاكتشاف ويكتبون أو يُسجلون كل ما يصلون إليه من كشف ودليل، ولا تنزل عليهم الاختراعات والفتوحات العلمية من السماء، وقد وضع علماء التخصص لغة علمية لكل علم، ومن درس لغة العلم التخصصي صار بعد حصوله على شهادة تخرّج دراسية متخصصًا يحق له ممارسة ذلك التخصص، وهكذا كوِّنت التخصصات العلمية والمناهج الدراسية العليا.

وبالمقابل؛ نُذكّر القارئ العزيز أن مشايخ المنابر وفقهاء الحوزة والولي الفقيه يهرعون الى الطب وتخصصاته ومشافيه للعلاج بينما تتراكم عندهم الروايات الدينية التي تتحدث عن التشافي بالقرآن والتداوي بطب الإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم.

لماذا يناقض كثير من الشيعة العقل والتعقل والعلم ويهرعون للأضرحة ورجال الدين للاستشفاء وهم يشهدون بأن الأئمة والفقهاء والمنبريين يراجعون الطبيب المتخصص والمستشفى التخصصي لتلقي العلاج عند المرض؟

في عِداء واضح مع البديهيات ونفور من العلم والمنطق والأدلة العقلية يتهجم كثير من الشيعة على من يقول بقولي هذا.

ورد في مرويات الشيعة أن الخليفة العباسي هارون الرشيد أمر بسجن الإمام موسى الكاظم، وامتثالا للأمر أودِعَ الكاظم في طامورة السندي بن شاهك، وبعد حين وافته المنية وأخرِجَت جثته الى جسر بغداد، وعلى الجسر اجتمع الناس ومنهم شيعته، ومن شيعته صاحب للكاظم هو علي بن سويد، وقد استعان بن سويد بطبيب مسيحي بينهما صحبة مر مصادفًة بقرب الجسر فدعاه واستحلفه بالمسيح أن يكشف على جثة الإمام فنظر الطبيب في باطن كف الإمام وشخّص حالته إنه مقتول بالسم.

إن الشيعة يقرأون الروايات التي تقص ما فعله الرشيد بالكاظم، ويشهدون أن سلطة هارون العباسي أمضى من قوة إمامة الكاظم، ويقرأون عن سجن الكاظم في طامورة السندي وأنها قيدت الإمام الرباني، فكان الإمام المعصوم الفريد في تكوينه وقوته مُقيدًا اضطرارًا بقوة إرادة الرشيد وطامورة السندي. ورغم ذلك؛ يؤمن الشيعة بتفوق الإمام الكاظم علميًا وتكوينًا وقدرًة الى درجةٍ تتخيل إنه يستطيع قتل ماموث ودحر ديناصور، وما زال هذا التناقض الشيعي قائمًا، بل هو عقيدة مقدسة، فالشيعة يلطمون الصدر والوجه على استضعاف الكاظم، ويهللون ويتفاخرون بإمامته الخارقة.

قرأت عن الإمام الكاظم في موقع شيعي على غوغل التالي: "وقد حوى (عليه السلام) علوماً جمّة، فمنها: علمه باللغات، وعلمه بالنجوم، وعلمه بالتاريخ، وعلمه بالحساب، وعلمه بالفقه والتفسير، وعلمه بالطبّ، وعلمه بالمغيّبات، وغير ذلك." (1)

وأنا بدوري اتساءل: هل كشف الإمام الكاظم عن تأريخ الإنسان وطرح أدلة عن أصله وهل هو مخلوق أم متطور عن جنس سابق؟

نطرح هذا السؤال على الولي الفقيه ونطلب منه الجواب لأنه يرتدي عمامة تُنسب الى سلسلة النسل الذي يتوسطهم الكاظم، وهو "الولي الفقيه" يحمل مشعل الإمامة بمنصب النيابة ويرفع عقيدة تقول أن الأئمة الذين أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي الغائب وأوسطهم موسى الكاظم أعلم أهل الأرض الأولين والآخرين، فهل من جواب؟

............

(1) مركز آل البيت العالمي للمعلومات

http://arabic.al-shia.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد