الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجع غيابك الأبدي وبقايا عطر ريحانك الأطلسي فوق أنامل قلبي !

أحمد كعودي

2023 / 1 / 27
الادب والفن


حسن الكور ،المغرب .
القنيطرة في زمن مضى ويمضي إلى الابد ؛ ينسف تراب الذكريات وما ترك سوى تراب الأضرحة ووجع الذكريات.
إلى روح أخي...أخو صهري ..إلى الراحل مصطفى ...
إلى روحك الطاهرة أرش شيئا من الكلمات والوجع من الورد والرياحين وأنت ترحل دون سابق إنذار ...
أخي يا وجعي وأنت تلملم ذكرياتك، وتعقد خيوط جراحك ..ألم يخطر لك بالبال ،سوف تغادرنا دون أن تنظر إلينا ؟ لم كنت مسرعا في رحيلك ؟أهو أوان المغادرة عجل بك ، دون أن تودعنا ولو بنظرة منك ؟ ألم يخامرك إحساس بأن قسوة الرحيل سوف تمزق الأحشاء بعدك؟ ألم تفكر في كل هذه اللحظات العصيبة ؟ لما لم تخطر ببالك أيام العمر التي ضمتنا فوق هذه الأمكنة المهترئة ؟ ،كيف طاوعتك نفسك ،بأن ترحل دون أن تودعنا ؟ أكنت تخشى الوداع الأخير ، من أن أخبرك بكل هذه النبوءات المفزعة ؟ كيف تجرؤ أن تدير ظهرك للبحر وأنت الذي ملأت رئتيك منه كل الطفولة !؟ أنسيت الشص والقصبة ؟ أن نسيت أنواع السمك التس احتفلنا بصيدها بكل براعة ؟أين أنت يا" رايس "؟ ما ذا جزعك ؟ كيف أدرت ظهرك لهذا الأزرق الغامض ،ويممت جهة الهضاب والسهوب ؟ من أغراك كي تنسى هذه الأحلام الزرقاء الممتجزة بمالح اليم وقد أخدك صوب الجبال ؟،كيف تخرج ليلا دون أن تلتفت جهة البحر؟أخفت أن تقيدك صنانيره ؟ وتربكك بالمكان؟ وهل كنت مسرعا إلى هذه الدرجة حتى أنسك في عناق شطرك الذي تبقى منك؟ أواه ! أكرمت البحر وساكنيه حتى أنك لم تودع وداعك المتبقية هنا وهناك ؟ ها أنت رحلت حقيبة مليىة بالأسئلة ورائك ،من كان يقول :أن مصطفى سوف يتنكر يوما لهذا الأزرق ،،وهو أين هذه الأرض والتي فقدت بملوحة البحر، ويرحل دون أن يلقى نظرة أخيرة على هذا المدى الأزرق اللامتناهي ، ويرتمي في حضن الجبال والأودية ؟! وأنت تستعد للرحيل، أما خطر ببالك خيالاتنا التي جمعتنا ؛ في رحلة العمر الطويلة ؟ آه لو كنا نعلم بعزمك على المغادرة لأوقفناك ،وعانقناك ،حتى نتمتع برائحتك الأخيرة ولم أخذت معك كل هذه الذكرى ،فيا للقسوة رحيلك عنا !!!
مصطفى آن الأوان أن ترد لنا بعض الذكريات ؛ وأنت بعيد عنا ! ثق بي ...كل من يعرفك ،يتذكر منك نظراتك الحادة وأنت تهم بالحديث بكل بشاشتك المعهودة ؛بابتسامتك وأنت ترد التحايا ،بحفاوة في كل لقاء ،تضحك مغمض العينين !
عم مساء مصطفى ،سسيذكرك السهل والبطحاء والبحر وكل المآسي التي اتقضت ،وأنت الآن مسيج بالجبال ؛لن تغيب ذكراك عن قلوبنا ...أنت الذي بارزت البحر بقصبتك العنيدة ...ماذا فعلت مع ذاك الجبار ،هل واجهته وجها لوجه كما عهدناك ؟قل كيف استعد هو لملاقاتك ،فالموت يا فقيدي ؛ جبان ،يأتينا خلسة عندما نتسود الأرض ،فنستسلم له ليفترسنا كما يشاء ،قل لي كيف وجدت هذا البهم الحكلي الذي يسكننا ؟ما شكله ؟ما لونه ؟هل يأتينا عاريا أم يرشف ويمشي الخيلاء حول جثثنا ؟ أخبرنا بتفاصيله ،كي نستعد لمنازلته " إذا ما استطعنا إليه سبيلا " ،وأنت بعيد هناك ..قلوبنا تدفع بالشوق إليك ؛ هدير البحر ؛أمواجه العاتية ،زبده ،مده ،جزره كل عناصر الطبيعة ولمات الأنس تذكرنا بك ، جريا على قول الشعراء :"فيا قلب صبرا إذا ألم بك الهوى : فكل افتراق أو تلاق له حد " !.
لك مني ألف تحية وأطيب السلام ، أيها الغائب البعيد ...فأنت لصيق الفؤاد والأحشاء ،سلام على قبرك الطاهر والزهر والرياحين التي تملأ الأرجاء .
القنيطرة المغرب في ٢٥ كانون الثاني /يناير ٢٠٢٣ .
أخوك حسن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع