الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسمية العربية تدين العمليات الاستشهادية وتساوي بينها وبين الإرهاب الصهيوني

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أظهرت الشعوب العربية تأييدها واعتزازها بعمليتي القدس الجريئتين، واعتبرت منفذيهما الشهيد الشاب خيري علقم 21 عاما، والطفل محمد عليوات ابن الثلاثة عشر ربيعا ابطالا بعد أن جاد الأول بروحه، وأصيب الثاني بجراح دفاعا عن فلسطين والعالم العربي، ووزع الفلسطينيون الحلوى وأطلقوا الألعاب النارية ابتهاجا، وأظهرت الشعوب العربية تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال وتأييدها لعملية القدس وللمقاومة من خلال المظاهرات ووسائل التواصل الاجتماعي.
لكن الموقف الرسمي العربي كان كالعادة مخزيا مناقضا لرأي ومشاعر الشعوب العربية بمساواته بين الشهيد الفلسطيني وبين الجلاد المجرم الصهيوني؛ فقد أدانت دول التطبيع ودول عربية أخرى عملية القدس، ووصفتها وزارة خارجية الإمارات" بالهجوم الإرهابي "، وصمت بعضها وكأن ما حدث ويحدث لا يعنيه؛ لكن المضحك في موضوع ردود فعل معظم الدول العربية هو ربطها ومساواتها بين قتل الصهاينة للفلسطينيين والأعمال الاستشهادية التي يقوم بها الفلسطينيون في مقاومتهم للاحتلال بالقول إنها تدين " جميع عمليات العنف ضد المدنيين " من الطرفين في محاولة غبية لخداع الشعوب العربية وإرضاء الأصدقاء والحلفاء في واشنطن وتل أبيب، وتناست ان الصهاينة جيشا ومواطنين ومستوطنين يحملون السلاح، يحتلون بلد الإسراء والمعراج ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، يقتلون الفلسطينيين، يستولون على أرضهم بالقوة، ويرفضون استجداء الدول العربية للسلام!
هذه الإدانات العربية للمقاومة الفلسطينية المسلحة تظهر بوضوح أن هناك هوة كبيرة قائمة بين الأنظمة العربية الانهزامية التي طبعت وتلك التي تنتظر الفرصة للحذو حذوها وبين الشعوب العربية التي تحتفل بعملية القدس، وترى ان المقاومة تمثل شرف الأمة، وتدعمها وتتوق للمشاركة فيها، وتختلف بذلك مواقفها اختلافا جوهريا عن مواقف الأنظمة العربية المخزية التي لا يعوّل عليها، أو يحسب حسابها أحد، ولا تعبر عن مواقف الشعوب العربية التي تعتبر المعركة مع الدولة الصهيونية معركة وجود، وليست معركة ترسيم أو تعديل حدود كما تقول تلك الأنظمة العربية التي تخلى حكامها عن القضية الفلسطينية، وأعادوا القواعد الأمريكية والغربية لبلادهم، وأقاموا علاقات تعاون وتحالف عسكري وأمني وتجاري مع إسرائيل، وسمحوا لجواسيسها بالتواجد والعمل بحرية في دولهم لمساعدتهم في حماية أنظمتهم ومصالحهم وامتيازاتهم التي تتعارض مع مصالح شعوبهم وأمتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام جميل ومنطقي ولكن!!.
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 1 / 29 - 14:19 )
ولكن لا لوم على الدول المطبعة لان القيادات الفلسطينية غير متصالحة مع بعضها ولا زات تعترف باتفاقية اوسلو وتنفذها من جانب واحد. اخي الكريم يجب على القيادات الفلسطينية النظر حول جميع قضاياها والتوافق على النضال ضد الاحتلال وليس من المنطق ان تلام الدول المطبعة وما ادعاءآت ربط العروبة او الاسلام بين الدول ادعآءآت فارغة لا وجود لها والمصالح هي فقط الحبل المتين. ان الادعاء ان الدين او العروبة هما الرابط هو ادعاء للهيمنة فقط من قبل دهاقنة الدين او الحكام لا غير. فعليه يجب على الشعب الفلسطيني المظلوم ان ينتفض ضد قياداته باختيار قيادات اخرى تؤمن بالكفاح المسلح وتلقي باتفاقية اوسلو في مكب القمامة. سلام عليكم.

اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس