الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/5 النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق

عبدالامير الركابي

2023 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يمهد ماركس لظهور"المهدي"!!؟/5
النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق
النداء الواجب اهداؤه لابناء ارض مابين النهرين، ليس مما يخطر على بال البشرعموما، بالاخص حين يدمج فيه الابتداء وعظمته، بالراهن التحققي الانقلابي الوشيك، في الوقت الذي تتعاظم فيه المهمة، ويرتقى المطلوب اللازم على مستوى الكون، وبالانتقال الذي صار واقعا من "الايمانيه الحدسية النبوية العظمى"، الى "الايمانيه العلية"، ومع تلازمهما ووحدة باعثهما، فان المكان المعني بالنهوض بالغاية من الوجود، تصير ممايتعدى التخيل العقلي المتاح.
لقد نهضت النبوة التوحيدية باعظم مايمكن تصوره من الايمانيه والاستقامه على السراط ،والطاقة المصرة التي لاحدود لها، بالتتابع والجهد بلا كلل خارج ماهو عادي، وبصفة العالم "الاخر" الواقعي، غير المرئي لغير اصحاب الالهام والعزم، حتى يبتنى منظور مجتمعية اخرى بلا ارض، الا تلك المنطلق، بينما المسار ذاهب الى "الحلم خارج ارضه"، رؤية كمالا اعلى، لامجرد مقاربات وتلمسات جزئية، الى ان تحقق المطلوب، وتم اختراق الكيانيه المجتمعية الارضوية الاحادية لتغدو المجتمعات منقسمه لمجتمعيتين متداخلتين، سماوية وارضوية برغم غلبة الثانيه انتشارا، وقتها قال العلم الاعلى الحدسي، وان بدون عليّة ممكنه، ولاسببية.
ـ ان الكائن الحي خلق من الطين اي ان الحياة انبثقت بالاصل في قلب الارض.
ـ وان الكائن الحي هو ازدواج من "جسد" و "روح"، الجسد بينهما هو الادنى، وهنا يتكرس الازدواج التكويني البشري.
ـ وان الوجود على الارض مؤقت وعابر.
ـ والمسار متجه الى "العالم الاخر".
ـ والوجود محكوم لقوانين عليا وتصريفات كونية اسمها "الله" وارادته ومشيئته، اي ان الوجود خاضع لقانون اعظم.
ـ وان الذهاب للعالم الاخر محكوم باجل، تحل قبله الساعه، لياتي يوم الدينونة والحساب، اي ان قانون الحتمية الانتقالية ومغادرة الارض، آت حتما، وله توقيت الدلائل(1) تقول انه لم يعد بعيدا.
وتلك موضوعات رئيسيه تخص الرؤية اللاارضوية بصيغتها المكتمله، المترابطة مفهوما وسلوكا عمليا، تكرسه مسارات النبوه، وهو مبنى لاعلاقة له بما يلاحظ من اشكال ومظاهر عابرة دالة على الضرورة الازدواجية، واشكال تجليها بحسب، وبحدود الممكن داخل المجتمعات الاحادية، مع العجز عن بلوغ مستوى المنظور الشامل المتكامل، كما تجلى في الابراهيمية ومسارها من ابراهيم الى محمد، وهو ماقد ظل غالبا على مستوى المعمورة، مكرسا ثنائية ( اللاارضوية الرؤية، تقابلها الارضوية واقعا معاشا انتاجيا وحاجاتيا) فالارضوية تظل بلا رؤية كونية، غير قادرة، ولامضطرة كما انها لاتتوفر على المحفزات الضرورية لبناء رؤية خاصة، بينما هي تتقبل الرؤية اللاارضوية رغما عنها،محولة اياها الى "عالم الدين والماوراء" قصورا ادراكيا من جهه، ومن قبيل السعي لتكريس وجودها وحضورها المفرد، ومحاولة احتوائها للنمط الاخر المفارق اللاارضي.
فقط مع اوربا النهضة الالية الراهنه، صار بامكان الارضوية ان تفكر شموليا بالوجود المجتمعي البشري، برر ذلك واوجبه مستوى الانجاز المواكب للانقلاب الالي البرجوازي، وانتقال التاريخ البشري والتفاعلية المجتمعية التاريخيه، وتغير دينامياته، نحو طور هوالاعلى الختامي للظاهرة الارضية، مثلما هو في الوقت نفسه لحظة تصيّر اعقالي مختلف عما سبق من قصورية كلية، بالاخص بما يتعلق بالجانب / المجتمعي/الذي ظل مغلقا على العقل، وما قد ولده الاقتراب منه من ثقة مبالغة، صارت تبيح الاعتقاد بالتوفر على الرؤية التي اعتبرت وقتها ضائعه ( بالنسبة للمجتمعية الارضوية تاريخيا)، وقد ان الاوان كي يعثر عليها على الاساس والقاعدة الارضوية نفسها، وان تبدلت اشتراطاتها.
مرة اخرى تعجز اللاارضوية من ناحيتها عن ان تكون هي موضع الانقلابيه الاليه، مثلما انها لم تتوفر على المنظور العلّي السببي، الذي سيطلق عليه اليوم "العلمي" او "العقلاني"، بمناسبة ماقد حققه الغرب الالي البرجوازي على هذا الصعيد، مع قصوريته ومحدودية مداه كمشروع، يقف دون الاجابة على اهم مسالتين بارزتين، فهو يقول بما يسميه"العلم" ويخضع المجتمعية لقانون وحتمية تاريخية تضبط مسارها، لكنه يتحاشى ويقف دون الابلاغ عن مصدر القانون ومن وضعه ولماذا؟ وهو سؤال لايمكن اغفاله، او تحاشي طرحه اذا كنا نريد ل "العلم" ان يكون علما مستوفيا لكل اشتراطات " العلموية" كما مفترضه، ومن ثم فان نظرية ماركس التي هي صيغة المنظور الكوني الاعلى، والاكثر احكاما، تتوقف بالظاهرة المجتمعية عند نقطة نهاية مبهمه هي "الشيوعية" الاعلى، من دون ان تجيب عما بعدها، والى اين تذهب المجتمعية بعد الوصول لها، وهنا يتمثل القصور تكرارا، قياسا الى المنظور اللاارضوي الذي ياخذ الظاهرة المجتمعية، والكائن البشري، الى الكون الاخر، بعد انتهاء وظيفة ودور الارضوية والحاجاتيه الجسدوية.
كل هذا من شانه جعل الرؤية الالية البرجوازية الاوربيه الكونية الحديثة بالاحرى، محطة انتقالية، وضرورة ناقصة، كانت اللاارضوية ومنظورها تفتقر لها كينونة واشتراطات، ابان النكوصية الاولى، وغلبة الارضوية، ماقد اضطرها في حينه للنطقية الحدسية النبوية دون الادراكية، مع انها امتازت رغم ذلك، وبرغم ماهي عليه، ومضطرة لمراعاته، بالشمولية الواجبة والكمال، والاهم من ذلك بالصوابيه المتجاوزه للسببيه على صعيد التعبير عن الحقيقة الوجودية البشرية والمجتمعية، وآليات تصيرها ومالاتها.
تحقق ابان الدورة الثانيه الازدواجية الرافدينيه انجازان فاصلان: الاعلان عن نهاية وقصورية الرؤية الحدسية النبوية، واحالة المطلوب وضرورة التحقق التي انتكست اليوم انتكاستها الثانيه، الى الدورة الثالثة باطلاق صيغة "الانتظار المهدوي"/ المقصود به الايمانيه العليّة"، وان هي جاءت محكومة لتكرار غلبة الحدسية الاجبارية في حينه، مع المنجز الاكبر غير المعترف به، الامبراطوري ممثلا بتوفير الاشتراطات والاسس الاقتصادية الضرورية للانتقال البرجوازي الالي على الضفة الاخرى "الطبقية" من المتوسط، نقطة التفاعلية الازدواجية والانشطارية "الطبقية"، بمقابل الانشطارية الازدواجية المجتمعية العراقية، والمنجزان الالي والبرجوازي / وهما ازدواج/ لهما ابتداء ومنتهى، الاول يبدأ ارضيا وكانه متعلق واقعا ومآلا بالموضع الذي انبثق ضمنه، علما بانه ابتداء متغير، يتحول عند نهايته الى وسيلة انتاج لاارضوية عقلية، اي لافعل لها من طبيعتها الفعلية في اوربا الاحادية، على العكس من ذلك، تكون عامل انهاء صلاحيتها، والثاني المنظوري، مايلبث ان تثبت لافعاليته، وتناقضه مع المسارات الغالبة المجتمعية الالية، بالاخص بسبب محدوديته الطبقية، الى ان يثبت قصوره ولا فعاليته عمليا، وهنا يتبين في حينه، الدور او الوظيفة التي يضلع بها في الجوهر، منظور العليّة السببيه، باعتباره المطلوب المفتقد لاجل انتقال الرؤية الكونية اللاارضوية الاولى، "الحدسية النبوية"، الى "العلّية السببية".
تنتقل البشرية في الشطر الاخير المتقدم من تاريخ الانقلابية الاوربية من "الايمانية الحدسية "، الى "الايمانيه العليّة"، وهو مامعبر عنه حدسيا ب "المهدي المنتظر"، الطور الثاني التحققي الانتقالي اللارضوي، حيث تتوفر الاسباب اللازمة، والتي ظلت منتظرة الى اليوم، وحين يحق النداء الاعظم لاولئك الذين كان تاريخهم الاطول والاقسى بين تواريخ المعمورة، تاريخ "العيش على حافة الفناء" والدورات الكبرى والانقطاعات، وقد اعيدت اليوم صياغته، سلسلة من الحروب والحصارات المتوالية بلا نهاية، من عام 1980 مع الحرب العراقية الايرانيه، اطول حرب بين دولتين بعد الحرب العالمية الثانيه /استمر لثمان سنوات/، الى الساعة ،وقد انتفت الكيانية، وحل زمن تحكم حثالة التاريخ، وكادت ارض الخصب والاستحالة، تتحول من "ارض مابين النهرين"، الى "بلاد مابعد النهرين"، البلاد التي ينتقل حالها من "العيش على حافة الفناء" الى "المحو الكياني الوجودي"، بالحروب الاطول، والكونية الافنائية المكررة، والحصار الاشد المضروب على كيان في التاريخ، وحرب المتفجرات التي يتعدى مقدار ضحايا ضحايا حرب بين دولتين، مع فارق الوقع والاثر، حين يعرف موضع محدود بعينه خلال بضع سنوات من الانفجارات، مايساوي ماعرفته الكرة الارضية خلال اكثر من نصف قرن منها، عدا الحرب الاهلية، واختراقات جنون الايمانيه الحدسية المنتهية الكاذبة، وانتفاء اي عنصر فعالية حياتي قابل للاستخدام من قبل من اراد، علما بانه غير موجود، ماعدا المتشبهين دعاة الاصلاح الببغاويين بوسائل ومفاهيم مهترئه مستقاة من مصدر التدميرية، وعالمها البالي.
نعلم ان النداء سيطول، وان ضخامه المتراكم المانع الجاثم على الارواح قبل العقول، هائل، مايزيد في ضرورة مواصلة الاشاره والدلاله الى الاتي، ومايلزم، هذا ولنا وافر الاعتقاد والثقة بان "الغائية الكونية العليا"، لم تضع البشريه في مثل هذا المنعطف، لتتركها بلاعين ترعى، فنيران نهوضها بدات تظهر تحت رماد ارض مابين النهرين، ولا بد للمعجزات ان تتوالى بحسب المطلوب، مع ان هذا ليس المعول عليه، قدر ماينبغي التعويل على الشرارة الحية، العقلية الرافدينيه، التي ظلت على مدى يقارب العشرة الاف عام، متاججه ومحجوبة تحت رماد القصورية وثقلها.
ساعتكم حلت، وانتم المكلفون باطلاق النداء الى العالم، كما هو ديدنكم : كيف؟ سوف نعود مرة اخرى واخرى...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اعلنت مجموعة العلماء التي تدير "ساعة القيامه" في واشنطن الثلاثاء الماضي، ان توقيت الساعه بات منتصف الليل الا تسعين ثانيه، بمعنى ان البشرية لم تكن يوما اقرب الى نهاية العالم كما هي عليه حاليا"، والنشرة تاسست عام 1945 على يد انشتاين، وجي روبرت اوبنهايمر، وعلماء اخرين، لمزيد من التفاصيل يقرأ الرابط ادناه:
http://www.sahat-altahreer.com/?p=112049
ويجدر بالمناسبة، ومن باب التذكير بمقاربتنا للحال البشري الكوكبي الراهن، الاحالة لمقالنا / "الانوناكي" لماذا ظهر الان وماذا قال؟/ الحوار المتمدن/ العدد 7462 في 14/12/2022/ من باب تواتر الدلائل على انتقال البشرية الى الطور الاقرب الى بدء مسار الفنائية المتوقعه/ وهنا رابط المقال: -https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=777201








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم